أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2021
6365
التاريخ: 2-9-2016
2796
التاريخ: 24-4-2017
1967
التاريخ: 19-4-2017
3762
|
لقد أضفى الله – تبارك وتعالى – على كثير من مخلوقاته جمالا وزينة يحس به كل ذي حس مرهف وشعور دقيق؛ فالسماء يزينها القمر والنجوم:{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات:6].
{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}[الملك:5].
{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }[فصلت:12].
والإنسان مركب على أحسن صورة وأجمل هيأة:{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}[الانفطار:6- 8].
{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر:64].
والحيوانات التي سخرها للناس, وأصبحوا يربونها لينتفعوا من لحومها وألبانها, وليجعلوها مطية للسفر ونقل الأمتعة ؛ يشعرون حين ينظرون إليها بالمتعة والبهجة لما يلمسون فيها من الجمال والزينة والأرض تزينها الأنهار والأشجار والورود والأزهار حتى إن هذه الزينة كثيرا ما تغري الناس بالاستمتاع بها, وتنسيهم الغاية التي خلقوا لأجلها ؛ فيحتاجون إلى ما ينبههم لذلك بأمر يقضي عليها . قال تعالى:{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[يونس: 24].
والحسن والجمال يتصف بهما كل شيء خلقه الله جل جلاله :{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ}[السجدة: 7].
ولقد فطر الناس على حب الزينة والاستمتاع بالجمال، حتى إنهم ليركنوا إلى الدنيا التي يجب أن يجعلوها طريقا للدار الآخرة .
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}[آل عمران:14].
والله سبحانه أحل لعباده الزينة وأباح لهم الطيبات من غير إسراف أو تجاوز للحدود وندبهم إلى التزين حين الذهاب إلى المساجد وإقام الصلاة واجتماع بعضهم ببعض, وحثهم على تناول الحلال الطيب الذي يجعلهم يرغبون فيما أعده الله للمتقين في الآخرة .
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }[الأعراف: 31، 32].
وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يحب الرائحة الحسنة ويكره الروائح الكريهة, ويطيب نفسه حتى يرى أثر الطيب على جسده، وتبقى رائحته في الطريق الذي سار فيه أو المكان الذي جلس فيه ويعرف بأنه كان هناك .
عن عائشة قالت:(كنت أطيب النبي (صلى الله عليه و آله) بأطيب ما يجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته) .
كما كان يربي أصحابه على العناية بزينتهم وحسن مظهرهم :
عن جابر بن عبد الله قال : أتانا رسول الله (صلى الله عليه و آله) فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال :(أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره) ! ورأى رجلا آخر عليه ثياب وسخة قال :(أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه) .
وعن عطاء بن يسار أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) رأى رجلا ثائر الرأس واللحية فأشار إليه بإصلاح رأسه ولحيته .
وعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال :(ومن كان له شعر فليكرمه) .
وأوصى الرسول (صلى الله عليه و آله) القادمين على غيرهم بإصلاح أحوالهم فقال:(إنكم قادمون على إخوانكم ، فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس ، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش).
ومن ذلك أمره بتقليم الأظافر وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة .
عن أبي هريرة قال : سمعت النبي (صلى الله عليه و آله) يقول: (الفطرة خمس: الختان والاستحداد, وقص الشارب , وتقليم الأظفار ، ونتف الآباط) .
أما اللحية فقد حث الرسول (صلى الله عليه و آله) على تركها وافرة والإبقاء عليها ؛ لأنها زينة للرجال , وبها يتميزون عن النساء .
عن أبي عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و آله):(أنهكوا الشوارب , وأعفوا اللحى) .
غير أن ما يباح التزين به له حدود ، من تجاوز وقع في الحرام , فلا يجوز للرجال أن يتزينوا بالذهب والحرير .
عن علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه و آله) أخذ حريرا وذهبا فقال:(هذا حرام على ذكور أمتي ، حل لإناثهم) .
ولا يجوز الخلط بين لباس الرجال وزينتهم ولباس النساء وزينتهن .
عن ابن عباس قال: (لعن رسول الله (صلى الله عليه و آله) المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) .
ولا يقتصر الجمال على ما ذكرناه ، بل يشمل كل ما يجد فيه الإنسان لذة بعقله وحواسه, قال الإمام أبو حامد الغزالي: (وللإنسان عقل وخمس حواس، ولكل حاسة إدراك, وفي مدركات تلك الحاسة ما يستلذ : فلذة النظر في المبصرات الجميلة كالخضر والماء الجاري والوجه الحسن، وبالجملة سائر الألوان الجميلة، وهي في مقابلة الأنتان المستكرهة. وللذوق الطعوم اللذيذة كالدسومة والحلاوة والحموضة, هي في مقابلة المرارة المستبشعة, وللمس لذة اللين والنعومة والملامسة, هي في مقابلة الخشونة والضراسة. وللعقل لذة العلم والمعرفة, وهي في مقابلة الجهل والبلادة، فكذلك الأصوات المدركة بالسمع تنقسم إلى مستلذة كصوت العنادل والمزامير، ومستكرهة كنهيق الحمير وغيرها) .
وقال أيضا: (إن الجمال ينقسم إلى جمال الصورة الظاهرة المدركة بعين الرأس, وإلى جمال الصورة الباطنة المدركة بعين القلب, ونور البصيرة والأول يدركه الصبيان والبهائم, والثاني يختص بدركه أرباب القلوب، ولا يشاركهم فيه من لا يعلم إلا ظاهرا من الحياة الدنيا وكل جمال فهو محبوب عند مدرك الجمال) .
وهكذا تهدف التربية الجمالية إلى المحافظة على مواضع الجمال والزينة، وعدم تشويهها وإلى
العناية بأجسامنا وبيوتنا وممتلكاتنا, والمحافظة على نظافة الطرقات والحدائق والمرافق العامة وجعلها جميلة تسر الناظرين، كما تهدف إلى زيادة المتعة والشعور بالبهجة بكل ما هو جميل وإلى ابتكار وصنع الأشياء الجميلة مما يريح النفس من عناء العمل ، ويجعلها تقوم بواجباتها بدون شعور بالتعب، ويدفع عنها الهموم والأحزان؛ وذلك ضمن حدود الشرع ودون تجاوز للحلال إلى الحرام .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|