المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



التربية الجمالية  
  
2484   11:51 صباحاً   التاريخ: 20-4-2017
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص69-74
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2021 6365
التاريخ: 2-9-2016 2796
التاريخ: 24-4-2017 1967
التاريخ: 19-4-2017 3762

لقد أضفى الله – تبارك وتعالى – على كثير من مخلوقاته جمالا وزينة يحس به كل ذي حس مرهف وشعور دقيق؛ فالسماء يزينها القمر والنجوم:{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات:6].

{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}[الملك:5].

{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }[فصلت:12].

والإنسان مركب على أحسن صورة وأجمل هيأة:{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}[الانفطار:6- 8].

{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر:64].

والحيوانات التي سخرها للناس, وأصبحوا يربونها لينتفعوا من لحومها وألبانها, وليجعلوها مطية للسفر ونقل الأمتعة ؛ يشعرون حين ينظرون إليها بالمتعة والبهجة لما يلمسون فيها من الجمال والزينة والأرض تزينها الأنهار والأشجار والورود والأزهار حتى إن هذه الزينة كثيرا ما تغري الناس بالاستمتاع بها, وتنسيهم الغاية التي خلقوا لأجلها ؛ فيحتاجون إلى ما ينبههم لذلك بأمر يقضي عليها . قال تعالى:{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[يونس: 24].

والحسن والجمال يتصف بهما كل شيء خلقه الله جل جلاله :{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ}[السجدة: 7].

ولقد فطر الناس على حب الزينة والاستمتاع بالجمال، حتى إنهم ليركنوا إلى الدنيا التي يجب أن يجعلوها طريقا للدار الآخرة .

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}[آل عمران:14].

والله سبحانه أحل لعباده الزينة وأباح لهم الطيبات من غير إسراف أو تجاوز للحدود وندبهم إلى التزين حين الذهاب إلى المساجد وإقام الصلاة واجتماع بعضهم ببعض, وحثهم على تناول الحلال الطيب الذي يجعلهم يرغبون فيما أعده الله للمتقين في الآخرة .

{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }[الأعراف: 31، 32].

وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يحب الرائحة الحسنة ويكره الروائح الكريهة, ويطيب نفسه حتى يرى أثر الطيب على جسده، وتبقى رائحته في الطريق الذي سار فيه أو المكان الذي جلس فيه ويعرف بأنه كان هناك .

عن عائشة قالت:(كنت أطيب النبي (صلى الله عليه و آله) بأطيب ما يجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته) .

كما كان يربي أصحابه على العناية بزينتهم وحسن مظهرهم :

عن جابر بن عبد الله قال : أتانا رسول الله (صلى الله عليه و آله) فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال :(أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره) ! ورأى رجلا آخر عليه ثياب وسخة قال :(أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه) .

وعن عطاء بن يسار أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) رأى رجلا ثائر الرأس واللحية فأشار إليه بإصلاح رأسه ولحيته .

وعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال :(ومن كان له شعر فليكرمه) .

وأوصى الرسول (صلى الله عليه و آله) القادمين على غيرهم بإصلاح أحوالهم فقال:(إنكم قادمون على إخوانكم ، فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس ، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش).

ومن ذلك أمره بتقليم الأظافر وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة .

عن أبي هريرة قال : سمعت النبي (صلى الله عليه و آله) يقول: (الفطرة خمس: الختان  والاستحداد, وقص الشارب , وتقليم الأظفار ، ونتف الآباط) .

أما اللحية فقد حث الرسول (صلى الله عليه و آله) على تركها وافرة والإبقاء عليها ؛ لأنها زينة للرجال , وبها يتميزون عن النساء .

عن أبي عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و آله):(أنهكوا الشوارب , وأعفوا اللحى) .

غير أن ما يباح التزين به له حدود ، من تجاوز وقع في الحرام , فلا يجوز للرجال أن يتزينوا بالذهب والحرير .

عن علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه و آله) أخذ حريرا وذهبا فقال:(هذا حرام على ذكور أمتي ، حل لإناثهم) .

ولا يجوز الخلط بين لباس الرجال وزينتهم ولباس النساء وزينتهن .

عن ابن عباس قال: (لعن رسول الله (صلى الله عليه و آله) المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) .

ولا يقتصر الجمال على ما ذكرناه ، بل يشمل كل ما يجد فيه الإنسان لذة بعقله وحواسه, قال الإمام أبو حامد الغزالي: (وللإنسان عقل وخمس حواس، ولكل حاسة إدراك, وفي مدركات تلك الحاسة ما يستلذ : فلذة النظر في المبصرات الجميلة كالخضر والماء الجاري والوجه الحسن، وبالجملة سائر الألوان الجميلة، وهي في مقابلة الأنتان المستكرهة. وللذوق الطعوم اللذيذة كالدسومة والحلاوة والحموضة, هي في مقابلة المرارة المستبشعة, وللمس لذة اللين والنعومة والملامسة, هي في مقابلة الخشونة والضراسة. وللعقل لذة العلم والمعرفة, وهي في مقابلة الجهل والبلادة، فكذلك الأصوات المدركة بالسمع تنقسم إلى مستلذة كصوت العنادل والمزامير، ومستكرهة كنهيق الحمير وغيرها) .

وقال أيضا: (إن الجمال ينقسم إلى جمال الصورة الظاهرة المدركة بعين الرأس, وإلى جمال الصورة الباطنة المدركة بعين القلب, ونور البصيرة والأول يدركه الصبيان والبهائم, والثاني يختص بدركه أرباب القلوب، ولا يشاركهم فيه من لا يعلم إلا ظاهرا من الحياة الدنيا وكل  جمال فهو محبوب عند مدرك الجمال) .

وهكذا تهدف التربية الجمالية إلى المحافظة على مواضع الجمال والزينة، وعدم تشويهها وإلى

العناية بأجسامنا وبيوتنا وممتلكاتنا, والمحافظة على نظافة الطرقات والحدائق والمرافق العامة  وجعلها جميلة تسر الناظرين، كما تهدف إلى زيادة المتعة والشعور بالبهجة بكل ما هو جميل  وإلى ابتكار وصنع الأشياء الجميلة مما يريح النفس من عناء العمل ، ويجعلها تقوم بواجباتها بدون شعور بالتعب، ويدفع عنها الهموم والأحزان؛ وذلك ضمن حدود الشرع ودون تجاوز للحلال إلى الحرام .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.