المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05



الإفراط والتفريط في عملية التأهيل والاصلاح  
  
3403   11:50 صباحاً   التاريخ: 20-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص443ـ450
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 26345
التاريخ: 17-2-2017 15408
التاريخ: 9-6-2020 2275
التاريخ: 24-4-2017 2386

من القضايا المهمة خلال العملية التربوية سواء على صعيد البناء أو التأهيل والتي ينبغي أن تؤخذ بنظر الاعتبار هي تجنب حالات الإفراط والتفريط ، فالآباء يظلمون أبناءهم جراء عدم مراعاة ذلك ويعرضونهم في المستقبل الى أنواع المصائب.

فالإفراط والتفريط يحرفان الطفل عن مسار الحياة ويلعبان دور السم القاتل بالنسبة لسعادة الطفل.

فهما يعملان على تلويث الطفل بدلاً من بنائه ولهذا السبب ينبغي لمن يريد إصلاح وتأهيل الطفل أن يأخذ هذه الضوابط بنظر الاعتبار.

فالإسلام يحذر المربين من الافراط والتفريط في الأمور المتعلقة بحياة الطفل.

ويشمل الافراط والتفريط الطعام والمحبة والسلوك العصبي والعاطفي وحتى مسألة تقديم النصح وفيما يلي نتطرق الى جوانب من هذا البحث.

ـ الطفل وقاعدة الحياة :

من المسائل المهمة في التربية هي تحديد قاعدة الحياة للطفل لكي يعلم ما عليه ان يعمله وما ليس له ان يعمله.

فالأطفال لديهم رغبات مختلفة واهواء كثيرة، واذا كان القرار تلبية كل رغباته واهوائه فانه سيفتقد توازنه وينشأ منحرفاً.

وما أكثر الانحرافات الناجمة عن عدم وعي الطفل بقواعد الحياة، فهو لا يعلم أي الأعمال تثير غضب والديه واستياءهما ولا يعلم أي الأعمال تعد غير مناسبة واي الأعمال مناسبة، فالعيش وسط حالة من الشك والتردد توفر مستلزمات بروز الآلام والصراع داخل الطفل.

فلا يتسنى للوالدين بلوغ هذا الهدف الا من خلال مبادراتهما الى تحديد منهج ثابت لأنفسهما وافهام الطفل ذلك، ويجري افهامه تارة بشكل مباشر وتارة بشكل غير مباشر فينبغي للطفل في كل الأحوال ان يعرف قواعد الحياة.

ـ حدود توقعاتنا من الطفل :

من المسائل الأخرى التي ينبغي للوالدين ان يولوها اهتمامهما هي تحديد توقعاتنا من الطفل ضمن دائرة معينة.

فالوالدان السلطويان تفوق توقعاتهما طاقة تحمل الطفل الأمر الذي يجعله يواجه الفشل امام رغباتهما ففي رأي بعض الآباء يعتبر الطفل كائناً فضولياً ومخرباً في حين ان الطفل حسب مقتضيات طفولته يركض ويلعب وتبرز منه حركات وتصرفات غير مطلوبة ويبادر الى لمس أي شيء جديد ويحاول التطلع الى كل شيء أو ان يذوق طعم الأشياء.

فعلينا ان نسمح للطفل ان يعمل حسب ما تمليه عليه طبيعة عمره فهو يتعرف عن طريق التجربة على الخطأ والصواب وطريق الفشل والنجاح ويتعلم مواجهة الانحراف واكتشاف عوالم جديدة وتحمل المسؤولية وهو ينمو في ظل ذلك جسمياً وروحياً.

هذا وينبغي ان تكون توقعاتنا من الطفل متناسبة مع عمره ونموه وادراكه وفهمه لا ان تكون فوق طاقته ليفشل في تلبيتها، فعلينا ان نأخذ بنظر الاعتبار مدى قدرته وان لا نوفر مستلزمات

فشله ويأسه على الصعيد العملي.

ـ ضرورة الصفح :

ينبغي ان نتوخى الدقة في الصفح عن تصرفات وممارسات الطفل فلا يتعين للوالدين والمربي الاهتمام بكل دقائق الأمور لأن الكثير من مسائل الطفل تزول عن طريق الصفح والتجاهل.

من جهة أخرى ينبغي ان نلتفت الى ان الكثير من الأمور التي تعتبرها عيباً عند الطفل هي في الواقع لا تعد عيوباً بل ان طبيعة عمره تقتضي مثل هذه الأمور، ففي مثل هذه الحالات يمكننا ان نصفح عن الطفل وبدلاً من ان نؤاخذه عليها نغض الطرف عنها، فالتشديد الزائد شأنه شأن التساهل قد يكون مصدر خطر فالطفل قد يتجرأ على والديه أو مربيه جراء ما يوجه من تشديد وتضييق ويفقد بذلك ثقته ويضطر الى اقحام المخاطر والسقوط في المزالق.

ـ المراقبة :

عملية اصلاح وبناء وتأهيل الطفل تحتاج الى أنواع من المراقبة والحراسة أهمها :

1ـ المراقبة في المحبة والرعاية: المحبة تعد من الحاجات الأساسية والمهمة جداً بالنسبة للطفل ودورها دور الماء الذي يحتاجه الطفل لمواصلة نموه وشق طريق الحياة.

فالطفل الذي يفتقر الى المحبة ولا يتلقاها بشكلٍ كافٍ يبقى دوماً يصارع الألم ويشعر بالنقص ويعاني من العقد النفسية.. قد يتصور البعض ان الحب والعاطفة لا يتماشيان مع ممارسة القوة لكننا لو تأملنا جيداً لوجدنا ان بإمكاننا التعاطي مع كل منهما في محله شريطة استخدامه عند الحاجة. إن المحبة والعاطفة في غير محلهما والصفح الذي في غير محله لا يفسد فقط إصلاح الطفل بل ويجعله مدللاً معدوم الحياء.

الحب الذي في غير محله يكون مصدراً للكثير من الاخطار ويجعل مستقبل الطفل معتماً سواء على الأمد البعيد ام القريب، فما أكثر حالات ضعف النفس وسرعة التأثر والدلال الناتجة عن هذا الإفراط والتفريط والتي تجعل الطفل في طريق وعرة، وبعبارة أخرى يكون هذا النوع من المحبة مدعاة لتراجعه امام مشاكل الحياة وفشله في بناء مستقبله والعمل على تحديد مصيره.

فالطفل يحاول استقطاب اهتمام والديه نحوه حتى لو ترتب على ذلك الحاق الضرر بالآخرين، فالبكاء والنحيب يصنفان في هذا الإطار على الأغلب. لا شك انه ينبغي للوالدين الالتفات الى موضوع احاطة الطفل بالمحبة ولكن ليس بالشكل الذي يسمح للطفل بممارسة ضغوطه وإملاء رغباته.  وتصدق الحالة في خلاف هذه القضية أيضاً، فالزواج المفروض أحياناً وعدم الرغبة في الإنجاب تمهد الأرضية لتجاهل الأبناء وإهمالهم دون ان يكون لهم أي ذنب في ذلك، وهذه الحالة بدورها تعد خطأ جسيماً.

2ـ المراقبة على صعيد حماية الطفل: الطفل بحاجة الى حماية ودعم الوالدين والمربي لاستمرار نموه، فيتعين عندما تقتضي الضرورة الاهتمام بالطفل وتوفير الحماية له بما يتناسب ومصلحته. فعدم توفير الحماية للطفل تجعله عاجزاً عن الاعتماد على نفسه بالشكل المنشود؛ فالتردد يكون ملازماً لعمله خوفاً من عدم إنجازه بالصورة المرضية، وهنا تظهر أهمية حماية ودعم الوالدين لدفعه الى امتطاء جادة الصواب وتقوية عزائمه عند مبادرته للقيام بعمل ما.

على ان الحماية والدعم الزائدين يجعلان الطفل اشبه ما يكون بالدمية ويحولان دون نموه بالشكل الطبيعي، فالخوف المستمر على الطفل مثلاً من ان يسقط أو ان يفعل ما يسبب له الأذية يترك بصماته على مصيره ويكون في غير صالحه، ولذا كان من الخطأ توفير حماية تفوق المقدار اللازم للطفل خاصة وانها تحرمه من حالة البحث والتقصي والاكتشاف والجد والاجتهاد فضلاً عن انها تجعله في المستقبل إنساناً ذليلاً يحتاج دوماً الى الآخرين، حيث يتشبث بهذا وذاك طالباً العون منهم بسبب عدم قدرته على مواصلة المشوار بالاعتماد على نفسه.

3ـ المراقبة في منح الحرية: لا بد ان نمنح الطفل الحرية ولكن ليس بالشكل الذي يمكنه من إلحاق الضرر بنفسه وبالآخرين، فهو من جهة بحاجة الى الحرية ليستطيع الاستفادة من تجاربه ويفجر طاقاته ويترجم ما يملك من ابتكارات وابداعات ويكشف الجوانب الخفية في شخصيته.

من الضروري جداً ان تكون الحرية بالمقدار اللازم دون زيادة أو نقصان؛ حيث من الأخطاء التربوية للوالدين والمربي منحهم الطفل حريات مفتوحة بدافع الحب والعطف في حين لا يعد هذا العمل من المحبة بقدر ما هو تسييب الطفل وبالتالي التمهيد ليكون مدللاً عديم الكفاءة.

اما التضييق في الحريات الممنوحة للطفل يجعله إنساناً معقداً حيث ان الحرمان من الحرية والاستقرار وراحة البال يحطم شخصية الطفل بينما تولد الحرية المطلقة لديه شعوراً بالفوقية مما قد يجرِّئُه ذلك على التطاول في بعض الأوقات على والديه واقاربه الى حد إلحاق اضرار بدنية بهم واذيتهم.

4ـ المراقبة في عملية التدخل: من الخطأ التصور ان الوالدين وأولياء الأمور لا يحق لهم مطلقاً التدخل والإشراف على نشاط الطفل ذلك أن الأخير قد يجد وسيلة ترفيه تلحق الضرر به وبالآخرين، كما ان من الخطأ التدخل في كل شؤون الطفل وتفاصيل حياته. فالإفراط في التدخل بشؤون الطفل يعد نوعاً من التضييق عليه وقد يضطر الطفل الذي يشعر بأنه خاضع دوماً لرقابة وسلطة والديه الى الامتناع عن إنجاز العمل الذي كان ينوي القيام به أو قد يفضل الانعزال والابتعاد عمن حواليه، وعليه فالطفل في مثل هذه الحالة يجد نفسه مسلوب الإرادة ويشعر ان امنه معرض للخطر والانتهاك.

5ـ المراقبة عند ممارسة الضغوط والعقاب: تعد ممارسة الضغط وفرض بعض الأمور عليه أمراً لازماً وضرورياً من الناحية التربوية.. على ان هذه الضغوط يمكن ان تمارس في الجانب الغذائي أو المالي أو الأخلاقي أو.. لكن المهم هو ضرورة ان تكون الضغوط بمستوى طاقة وتحمل الطفل وإلا سيضطر الى الانصياع مرغماً أو التمرد.

واما بالنسبة للعقاب فنحن نؤمن بضرورته للأطفال؛ فعندما لا تؤتي الطرق التربوية الإيجابية نتيجتها في إصلاح وتأهيل الطفل يمكن الاستفادة من العقاب مع ملاحظة ان يكون معقولاً ومتناسباً مع الخطأ الصادر عن الطفل.

فالدراسات العلمية اثبتت ان الضغوط والعقوبات الشديدة تعطي نتائج اقل ولا تدفع الطفل الى تجنب الفعل المنبوذ، كما ان العقوبة والضغوط تقود الطفل أحياناً الى بذل قصارى جهوده لبلوغ الهدف المرجو بيد انه يفشل في تحقيق ما يصبو إليه ما يساهم في تحطيم شخصيته.

6ـ المراقبة عند النصح والوعظ :لا شك ان الطفل بحاجة الى الوعظ والنصح لكن الشيء المهم هنا معرفة مدى إمكانية الاستفادة من الوعظ والنصيحة.. في الحقيقة ان تكرر النصيحة تتعب روح الطفل وتدفعه الى إبداء رد فعل سلبي حيالها.

إن الكثير من الأطفال يستغربون قيام الوالدين بتكرار الوعظ والنصح في حين يكفي ذلك لمرة واحدة، ومن البديهي ان التكرار يدفع الطفل الى المقاومة والانتقام ومزيد من التخريب.

صحيح إن تكرار النصيحة يعد عملاً سيئاً لكن تركها أسوأ؛ ذلك ان الطفل يحتاج من جهة الى الوعي ومن جهة أخرى ان النصيحة تفعل فعلها تدريجياً في روح الطفل وتترك آثاراً إيجابية على تربيته.

7ـ المراقبة في عملية السيطرة: نحن نعتقد بضرورة السيطرة على سلوك وتصرفات الطفل وكل ما يتفوه به.. فالوالدان والمربون هم اشبه بالحراس والمراقبين الذين يتطلعون الى إصلاح الطفل من كافة النواحي، حيث إنه بحاجة الى إصلاح سلوكه ومنطقه وان تركه وشأنه سيبقيه في حالة من الجهل المركب.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى ينبغي ان نحذر من التمادي في فرض سيطرتنا الى الدرجة التي يشعر فيها الطفل بأن حريته مهددة بالخطر، فلا ينبغي ان يشعر بأن والديه يقفان له دوماً بالمرصاد كما لا ينبغي ان يضطر الى طلب الإذن من والديه للقيام بكل عمل ما يعني ان من الضروري فسح المجال امامه في المواقف التي نعلم ان لا ضرر ولا خطر يهدده أو يهدد أسرته، علماً ان إيقافه موقف المتهم وجعله تحت الوصاية والرقابة يساهم في تردي أوضاعه أكثر فأكثر ويدفعه للقيام بأعماله في الخفاء.

ـ تحذير الوالدين :

ينبغي ان نلتفت في هذا التحذير الى نقاط أهمها:ـ

1ـ عند إصلاح وتأهيل الطفل ينبغي للوالدين والمربين الذين تنتابهم حالات عصبية أو المصابين بالوسواس أو الذين ينفعلون بسرعة والمدمنين على الكحول والمخدرات أو الضالين والمضلين أو الذين لا يهمهم مصير الطفل أو الذين يتألمون من تردي أوضاع أبنائهم، ينبغي ان يبدأوا أولاً بإصلاح انفسهم ويعيشوا حالة من التوازن.

2ـ إن الحساسية والحرص غير الطبيعي في إصلاح سلوك الطفل وهكذا اللا أبالية كلاهما يترك اثراً سلبياً على تربية الأولاد.

3ـ قد تذهب مساعي المربي أحياناً سدى جراء حادث طارئ، وحينها يجب ان لا يداخلنا اليأس بل علينا البدء بعملية الإصلاح من جديد.

4ـ الطفل الكثير البكاء ولا يقر له قرار أو من ينعزل في زاوية ويذرف دموعه هو في الواقع بحاجة الى المساعدة، ولا يعد تقديم العون له في هذه الحالة نوعاً من الدلال.

5ـ لا شك ان من حق الأبوين إصدار الاحكام بحق ممارسات أولادهما، غير ان المهم هو ان يكونا واثقين من صواب احكامها.

6ـ بإمكان الجميع ممارسة دور في إصلاح وتأهيل الطفل لكن دور الأم اكبر من الباقين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.