المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

الكوكب نبتون
5-3-2017
كيف يؤثر الأهل في أولادهم بطرق فعالة
25-6-2021
إبراهيم بن محمد بن أبي حصن
9-04-2015
الصناعة التحويلية
16-9-2021
الحجم الحر free volume
1-6-2019
معنى كلمة حرق‌
10-12-2015


اساليب الانضباط  
  
2665   12:44 مساءً   التاريخ: 19-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص272ـ274
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-10 450
التاريخ: 17-2-2017 3530
التاريخ: 18-9-2019 1784
التاريخ: 24-4-2017 2163

ثمة وجهات نظر مختلفة بشان الاساليب التي ينبغي للاب استخدامها لتحقيق الانضباط في البيت. واننا سوف نشير فيما يلي إلى ثلاثة اساليب رئيسية :

1ـ اسلوب الاستبداد : ويلجأ إلى هذا الاسلوب فريقان من الآباء :

الفرق الاول ، هم اولئك الاباء الذين  يهتمون كثيرا بتربية اولادهم، ويطمحون إلى تنشئتهم على مبادئ الآداب والقواعد ويريدون تحقيق ذلك بأفضل ما يكون وبأسرع وقت ممكن.

اما الفريق الثاني، فهم الاباء المرضى واولئك المصابون بانهيارات عصبية. وقد عانى هؤلاء كثيرا في حياتهم السابقة او ان لهم مشاكل عديدة تواجههم خارج البيت فيحاولون التخلص منها من خلال نقلها إلى محيط الاسرة.

ويرفض الدين الاسلامي اسلوب الاستبداد وخاصة مع الاطفال الابرياء الذين لا ملاذ لهم. لان هذا الاسلوب لا ينفع الطفل ابدا اضافة إلى تأثيراته السلبية. وقد اظهرت التجارب انه لا يمكن اللجوء إلى اصلاح الطفل في ظل الاستبداد، وما اكثر الذين لجأوا إلى العصيان والانحراف جراء ذلك.

2ـ اسلوب الحرية المطلقة : يلجأ بعض الآباء والامهات إلى هذا الاسلوب في تربية اولادهم معتقدين انه ينبغي ترك الطفل وشأنه حتى تنمو استعداداته وقابلياته. وان منع الطفل عن بعض الاعمال يؤدي به إلى الاصابة بعدد من العقد والاضطرابات.

الا ان الدين الاسلامي يرفض ايضاً هذا الاسلوب، ويعتقد بانه ليس في صلاح الطفل ولا في صلاح اسرته. فالطفل قاصر عن تشخيص ما يضره وما ينفعه، وما اكثر المضار التي تصيبه خطأ في حين انه كان ينوي تحقيق الخير والصلاح. حتى انه قد يهلك نفسه احيانا او يتورط في مشاكل معقدة لا يمكن حلها بسهولة.

كما ان هذا الاسلوب لا ينفع الاسرة ايضا لان الطفل سيتجرأ على والديه مما لا يمكنهما في المستقبل الوقوف بوجهه. وسوف ينشأ مدللا وحساساً ومغروراً ومنحرفاً.

3ـ اسلوب الحرية المقيدة (المشروطة) : وهو الاسلوب الثالث المستخدم في تحقيق الانضباط ومبادئه. فالطفل حر في تصرفاته ولكن ضمن حدود معينة. انه حر متى ما لم تؤثر حريته سلباً عليه او على الآخرين. والا لكانت مرفوضة من الشرع المقدس. ويجب ان تسلب حريته متى ما تجاوز حدوده.

لا بد من مراقبة الطفل لكي لا يلحق ضررا بنفسه او بالآخرين وان لا يخاطر بحياته الحالية والمستقبلية، والا يلجأ إلى الظلم ولا إلى الكسل والتحلل، ولكن بشرط ان لا ينفذ صبره وييأس من الحياة. فهذه الحرية بحاجة إلى حكمة الاب. فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله (ما من بيت ليس فيه شيء من الحكمة الا كان خراباً).

ـ من أجل تحقيق انضباط الطفل:

يستطيع الأب أن يستعين بعوامل ووسائل تعينه في تحقيق انضباط الطفل أو تمنعه من ارتكاب الخطأ.

أما العوامل الدافعة والمعينة فيمكن الإشارة الى مصادقة الطفل ومراعاته، وطلب الخير له وحبه، والتعامل معه بأدب وأخلاق، ورعاية أحواله، وتشويقه وتشجيعه، ومكافأته.

أما العوامل المانعة من ارتكاب الخطأ فيمكن أن نذكر منها التنبيه والتحذير والتوبيخ واللوم والتهديد والعقاب حيث يمكن التحدث عنها بشكل منفصل، وهذا ما تبنّته كتب التربية.

وبشكل عام نقول ان الحديث الودي والإجراءات التي تعبّر عن الحب والإجراءات التي تعبّر عن الحب والعطف والحنان أجدى بكثير من القوة والعنف والضرب المبرح.

نعم يمكنكم أحياناً أن تمنعوا طفلكم من القيام بعمل معين بصفعة واحدة، ولكن عليكم أن لا تنسوا بأنه سيعتبر والده دكتاتوراً وقادراً على صفعه متى ما يشاء.

فالولد يستسلم لوالده ما دام طفلاً ضعيفاً، غير انه سيقف بوجهه متى ما أصبح قوياً ومقتدراً. لذا فإن هذا السلوك ليس في صالح الطفل والوالد أبداً.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.