أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-6-2016
5378
التاريخ: 21-4-2017
4788
التاريخ: 26-1-2016
3107
التاريخ: 29-4-2017
3947
|
يعرّف الاستدلال Reasoning بأنه العملية العقلية أو التفكير المنتج الذي يهدف إلى حل مشكلة ما حلاً ذهنياً عن طريق إعادة تنظيم الخبرات السابقة والربط بينها بطرق جديدة وباستخدام الرموز والمعاني (1) .
فالاستدلال هو عملية تفكير وأداة لحل المشكلات تتضمن الوصول إلى نتيجة من خلال الاعتماد على مقدمات معلومة , أي أنه ينتقل من المعلوم إلى المجهول , وفي الوقت نفسه هو صورة من صور التعلم تتضمن :
1ـ اختيار الخبرات السابقة أو البحث بطرق منظمة عن معلومات جديدة ترتبط بالأهداف التي نريد الوصول إليها .
2ـ إدراك العلاقات بين الأشياء والمعاني والمفاهيم المختلفة .
3ـ الملاءمة الفرضية بين الوسائل والغايات.
4ـ الفهم والاستبصار .
5ـ القدرة على الاستدلال التي تتصل اتصالاً وثيقاً بالذكاء .
والاستدلال يتطلب تدخل العمليات العقلية العليا كالتذكر والتخيل والفهم والتجريد والتصميم والاستنتاج والحكم والتمييز والنقد. والناس جميعاً عندهم القدرة على الاستدلال ولكن بدرجات متفاوتة, وتتحسن هذه القدرة بالتدريب المنظم, وتنمو بالتدريج .
ومن المسلم به أن هناك صعوبات في تحسين القدرة على الاستدلال لأنها تتطلب أعمالاً شاقة جداً؛ لأنه يتعلق بميدان عمليات التفكير العليا وطرق تربيتها, وتحسن القدرة على حل المشكلات والتقدم في التفكير النقدي, ويكون الجو الفكري مهيأً للاستدلال عندما تواجه الفرد مشكلة ما, أي عندما يكون أمامه هدف لا يمكنه تحقيقه بصور السلوك المألوفة لديه, فتنشأ الحاجة إلى حل المشكلة والتغلب على العوائق وذلك باكتشاف الوسائل لتجنب العوائق والوصول إلى حل للمواقف. وهذا يتطلب الاعتماد على عملية اختيار بعض من خبراتنا السابقة التي تتصل بما نواجهه في الوقت الحاضر, وان ننظم نواحي التعلم السابق في صور استجابات جديدة.
إن عملية حل المشكلة تتميز في أبسط صورها وأجداها بالخصائص التالية (2) :
أ ـ يوجهها هدف وإدراك للعلاقات الأساسية في الموقف .
ب ـ فيها عنصر اختيار، فالحل الناجح يتضمن القدرة على استعادة الخبرات المناسبة .
جـ ـ فيها عنصر استبصار لأنها تضمن إعادة تنظيم الخبرات المناسبة في شكل حل كامل وذلك بناء على العلاقات الموجودة بين الوسائل وغاياتها .
د ـ تتضمن عنصر الابداع؛ لأنه ينتج عنها مركب جديد في أساسه .
هـ ـ ويوجد فيها عنصر نقد لأن من الضروري تقويم كفاية الفروض أو الحلول المبدئية .
وبما أن الاستدلال هو عملية تفكير ويكون جزءاً مهماً في العمليات العقلية العليا فلا بد من توضيح الخطوات التي يقوم بها العقل وهو يقوم بعملية الاستدلال, ولنفرض أن الاستدلال يدور حول مرض عضال يحاول الطبيب تشخيصه وعلاجه (3) :
الخطوة الأولى: الشعور بوجود مشكلة ما, مما يتطلب ضرورة التصرف, فلو كان المرض
مألوفاً لدى الطبيب فإنه لا يشكل مشكلة .
الخطوة الثانية : تحديد المشكلة, وذلك بتحليلها إلى عناصرها, وتقدير قيمة كل عنصر وجميع المعلومات واسترجاع الذكريات المختلفة, ثم محاولة التأليف بينها كلها .
الخطوة الثالثة : فرض الفروض أو استكشاف مختلف الاحتمالات أو اقتراح حلول مؤقتة, وهذه الخطوة أهم خطوة في الاستدلال, وينتقل المفكر في هذه المرحلة من الجزئيات إلى نوع من الاعتقاد أو التخمين وهو ما نسميه بالفرض, ويعرف هذا الانتقال بالاستقراء, أما في مرحلة تحقيق الفروض فيسير المفكر على عكس هذا, إذ ينتقل من نتيجة عامة إلى حالات جزئية ويسمى هذا بالمقياس.
الخطوة الرابعة : مناقشة الحلول أو تجربة الاحتمالات المختلفة لاختبار صحة كل منها, وهذه الخطوة تتطلب التروي والنقد والبحث عن الحالات المناقضة، ويؤكد الطبيب هنا على بعض الفروض, ويستبعد بعضها الآخر .
الخطوة الخامسة: التحقق من صحة الحل النهائي, وذلك بالاستمرار في جمع الملاحظات والبيانات, أو التنبؤ عما يمكن أن يترتب على هذا الفرض من نتائج , فإن أيدت الملاحظات هذا التنبؤ كان الفرض صحيحاً وإلا وجب استبعاده.
هذه هي الخطوات التي يمر بها الاستدلال, وليس من الضروري أن تتعاقب واحدة بعد الأخرى عند معظم الناس, فقد يأتي حل إلى ذهن انسان ما دون تحديد واضح للمشكلة .
_____________
1ـ آرثر جيتس وآخرون ــ مرجع سابق , ص173 .
2ـ المرجع السابق , ص177 .
3ـ د. أحمد عزت راجح , مرجع سابق , ص351 , 353 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|