أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2021
1832
التاريخ:
2904
التاريخ: 27-8-2018
7351
التاريخ: 3-2-2021
1738
|
تعد القبلية الوحدة الاجتماعية التي يقوم عليها النظام البدوي. وهي تتكون من العرب الصليبة والحلفاء والعبيد.
الصليبة:
فأما العرب الصليبة، فهم جميعا متحدرون من اصل واحد مشترك هو الجد الأعلى للقبيلة؛ لذا كانوا يعتبرون انفسهم متساوين، نظريا في الاقل. وكان كل فرد يعتز بشخصيته وفرديته ويرى لنفسه مكانته في القبيلة. الا انه في الواقع يتباينون في صفاتهم الجسمية والخلقية، مما يجعل للبعض مكانة خاصة يعترف لههم بها الناس. واهم الصفات الخلقية التي تكسب المرء مكانة هي المروءة والشرف (1)، وهي تعبيرات خلقية يصعب تحديدها بالضبط؛ ولكن اهم متطلباتها هي الشجاعة وحب الحرية والثأر وحماية الجوار والدفاع عن العرض. وهذا لا ريب صفات شخصية تكسب صاحبها الشرف والرفعة وتميزه من الذليل المهان. ولكنها لا تورث، فلا يكون ابن الشريف شريفا، الا اذا حافظ بأعماله على صفات المروءة ومتطلباتها.
الحلفاء:
الحلفاء هم ليسوا متحدرين من الجد الأعلى للقبيلة، ولا تربطهم بأفرادها رابطة الدم؛ ولكنهم لجأوا الى القبيلة ووضعوا انفسهم تحت حمايتها او حماية افرادها. وقد يكون الحليف فردا او قبيلة. اما حلف الافراد، فان الغرض منه ان ينال حماية القبيلة التي يحالفها ويستطيع ان يعيش في كنفها بأمان. ومثل هؤلاء الحلفاء عادة غرباء يأتون الى القبيلة ليتاجروا معها، او ليتزوجوا احدى نسائها، ويسكنوا مع قبيلة المرأة ؛ ولكنهم في الغالب من الخلعاء، وهم الذي ارتكبوا جرائم القتل في قبائلهم الاصلية، او اساءوا السلوك لدرجة اصبح وجودهم بين القبيلة غير مرغوب فيه، فتخلعهم وتطردهم. ولما كان من الصعب على الفرد ان يعيش بمفرده في الجزيرة، لذلك كانوا مضطرين ان يلتجئوا الى قبيلة اخرى يقعون في دخالتها ويطلبون حمايتها (2). ويكفي للفرد ان يدخل خيمة رجل او يمسك حبل الخيمة (3) (الطنب) او يرتمي بين يدي المرأة (4)، او يذكر انه اصبح دخيلا لكي يظفر بالدخالة والحماية. وكان على رجل القبيلة ان يحميه ويدافع عنه، اذ ان رد الدخالة ليس من المروءة. ولكن يجوز للحامي ان يفسخ الجوار متى شاء، على أن يعلن ذلك في المحلات العامة ويعطي الدخيل مهلة ليدبر امره.
والحلف قد يكون مؤقتا او دائما. وتدافع القبيلة عن حلفائها باعتبارها افرادا منها، وترثهم ان لم يكن لهم وارث في القبيلة (5)، وتعينهم في دفع دية القتل غير العمد الذي قد يرتكبونه. كما انها تطالب بديتهم ان قتلوا؛ ولكن ديتهم عادة نصف دية الصرحاء، كما ان الحليف لا يقتل بالصريح(6).
ويتم الحلف عادة بالقسم ليكتسب صبغة قدسية؛ وقد يصحبه لعق الدم ليعوض الدم الملعوق عن الدم الموروث(7). وقد يغمس في الطيب كما حدث في حلف المطيبين في مكة.
لا يكون الحلفاء عادة مشاكل للقبيلة، لان قبائلهم الأصلية قد تركتهم ونفضت ايديها منهم، فل تعد لهم علاقة بها. ولذلك فهم يستطيعون تكوين علاقات جديدة مستقلة مع القبيلة الجديدة.
العبيد:
اما العبيد، فاغلبهم من اسرى الحروب؛ ولكن بعضهم نتيجة الشراء، وخاصة من أفريقية، او الولادة، او الدين، او القمار. ويعملون عادة في الأعمال اليدوية والحلب ولا يشتركون في الحروب، ويعاونون سادتهم في الأعمال التي تسند إليهم. ولما كان الرق المتولد من الاسر له حالة خاصة، فان الرقيق فيه يكون من العرب، وقد تكون له مكانة في قبيلته. والغالب انه يحسن معاملتهم. كما ان قبائلهم الأصلية تفكهم بالفداء او بمبادلة الاسرى، اذ ليس من الشرف للقبيلة ان تترك افرادها المأسورين ارقاء عند القبائل الأخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بشر فارس : L' Honour Ehey Len Arabs؛ مباحث عربية : ص93 فما بعد.
(2) محمد محمود جمعة : النظم الاجتماعية والسياسية عند قدماء الساميين ص148 فما بعد (وسنرمز اليه جمعة)؛ محمد أحمد الحوفي : الحياة العربية في الشعر الجاهلي ص317 فما بعد.
(3) الأغاني : ج19 ص80.
(4) المحبر : ص433.
(5) الاغاني : ج2 ص167.
(6) الاغاني : ج3 ص41.
(7) الاغاني : ج7 ص26؛ وكذلك ابن منظور : لسان العرب مادة سم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|