أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2016
14654
التاريخ: 16-1-2017
3454
التاريخ: 5-2-2017
1884
التاريخ: 15-1-2017
2181
|
من الالهة الرئيسية عند المعينيين هو القمر ويلفظ (ود). وقد اتخذ الثور من الحيوانات رمزاً له. ولعل ذلك بسبب قرنيه اللذين يشبهان الهلال ولذلك عد الثور من الحيوانات المقدسة التي ترمز إلى الإلهة. وقد دعي القمر في بعض النصوص ثوراً. ونجد صورة راس الثور محفورة أو مرسومة ف النصوص الجاهلية معبرة عن الإله القمر.
وليست لفظة (ود)، اسم علم للقمر، بل هي صفة من صفاته، تعبر عن الود والمودة. فهي من الأسماء الحسنى للقمر. اما اسم القمر في العربية الجنوبية، فهو (ورخ) و (سن) (سين) و (شهر)، وترد لفظة شهر بصورة خاصة في الكتابات التي عثر عليها في العربية الجنوبية وفي النصوص التي عثر عليها في الحبشية، وفي الاقسام الشمالية من جزيرة العرب. أما كلمة (قمر) فلم ترد حتى الآن في النصوص الجاهلية التي وصلت إلينا، وهذا مما حمل بعض المستشرقين على القول بأن هذه التسمية تسمية متأخرة(1).
وقد نعت القمر بـ (الأب) تعبيراً عن عطفه على المتعبدين له وعن رحمته بهم فورد في النصوص المعينية (ودم ابم) و(ابم ودم) ، أي (ود اب) و (أب ود) فهو بمثابة الأب للإنسان . والأب كل من كان سبباً في إيجاد شيء أو اصلاحه أو ظهوره. وقد عثر على أخشاب وأحجار حفرت عليها أسماء ود أو جمل (ودم ابم ) أو (ابم ودم) وذلك فوق ابواب المباني، لتكون في حمايته وللتبرك باسمه وللتيمن به، كما ودت كلمة (ود) محفورة على اشياء ذات ثقوب، تعلق على عنق الأطفال لتكون تميمة وتعويذة يتبرك بها(2). فعلوا ذلك كما يفعل الناس في الزمن الحاضر في التبرك بأسماء الإلهة والتيمن بها لمنحها الحب والبركة والخيرات.
وقد دعي القمر بـ (عم) وذلك في النصوص القتبانية وبـ (المقه) عند السبئيين وبـ (سن) (سين) عند الحضرميين وبـ (هوبس) عند السبئيين(3)، وهو الإله الاكبر عند هذه الشعوب أيضاً.
ونعت القمر بـ (كهلن) أي (الكهل) والصورة العامة له على هيأ رجل مسن (4).
ولعل هذه الفكرة هي التي أوحت للناس بتسميته بالتسمية المذكورة، وبنعته لها صلة بالكهولة مثل: (حكم) أي (حكيم) و (علم) أي (عليم) و (صدق) أي (صادق وصديق)، و (نهى) وامثال ذلك من نعوت لها صلة وثيقة بتقدم السن وبحصول التجارب والعلم نتيجة لذلك، وتعني لفظة (كهلن) (كأهلن) أي (الكأهل) القدير المقتدر(5)، وهي بالطبع من صفات الإله القمر ونعوته(6).
وودّ هو صنو للالهين (جيل Jil) و (بحد Pahad) من آلهة الساميين(7). وهناك من يرى وجود صلة بينه وبين Eros الإله اليوناني، ويرى أنه صنم يوناني في الاصل استورد من هناك، وعبد في العرب. وهو رأي يعارضه (نولدكه) لعدم وجود تشابه في الهيأة بين الصنمين(8).
وقد وردت لفظة (شهرن) أي (الشهر) بعد كلمة (ود) في بعض الكتابات، فورد (ودم شهرن) أي (ود الشهر) وتعني لفظة (شهر) القمر في عربية القرآن الكريم(9).
وهي بهذا المعنى في اللغات السامية الأخرى، ولما كان القمر هو الذي يثبت الشهور لذلك قبل للزمن المعين شهراً، فالشهر في الاصل بمعنى قمر.
ويعبر عن الشهر بلفظة (ريسن) في القتبانية، وقد ذكرت بعد لفظة (عم) المرادفة للفظة (ود) في هذه اللهجة(10).
وقد ورد اسم ود في النصوص المعينة التي عثر عليها في (ددن) أي (الديدان) وفي النصوص الثمودية. إذ كان من الإلهة المعبودة عند قوم ثمود كذلك. وفي أحد النصوص الثمودية كتابة دونها احد المؤمنين الفانين في حب ود، معناها (أموت على دين ود) (بدين ود أمت)، وفي كتابة أخرى (يا الهي، احفظ لي ديني، يا ود ايده)(11).
ونعت (ود) بالإله فورد (ال هـ ن) (الهن) أي الإله(12)، وذلك في جملة (ودم الهن) ومعناها (ود الإله).
وقد وردت في نص قتباني جملة (بيت ود)(13)، ومعناها معبد خصص بعبادة الإله ود، ولا بد ان تكون هناك جملة معابد خصصت بعبادة خصصت بعبادة هذا الإله.
ويعرف (ودّ) بـ (المقه) عند السبئيين، فهو إله القمر عندهم، وهو إله شعب سبأ الأكبر، المقدم عندهم على سائر الإلهة، وقد وردت في بعض النصوص جملة (هوبس والمقه) ومعنى (هوبس) اليابس والجفاف، وهو وصف للقمر(14). ويعلل العلماء ذلك بفعل القمر البارز في احداث الجزر حيث تنسحب المياه من الساحل مسافة في البحر. وقد أشار الهمداني إلى أن اسم القمر (هيبس)(15)، والظاهر ان هذه التسمية للقمر ظلت معروفة في اليمن بعد الإسلام.
وليس للعلماء رأي واضح صحيح في معنى (المقه)، فرأي بعض أن كلمة من أصل (لمق) وهي بمعنى لمع، فيكون للاسم معنى اللمعان(16). ورأي بعض آخر انها بمعنى (سيده) إلى غير ذلك من تفسيرات(17).
وتدل روايات الأخباريين عن (المقه) على عدم وقوفهم على حقيقة هذه التسمية، فقد حاروا فيها، واضطربوا في أمرها، ولم يظهر أحد من بينهم من عرف حقيقتها فصيرها بعضهم اسماً من أسماء الملكة (بلقيس) وصيرها بعض آخر مصنعة من مصانع الجن التي بنتها على عهد سليمان، وجعلنا الهمداني الزهرة، لان اسم الزهرة في لغة حمير: يلمقه والمق(18). وذكروا أن بناء (يلمقه) ظل قائماً باقياً إلى أيام غزو الحبشة لليمن، فهدموه(19). وإذا صحت رواية الهدم هذه ، فلا يستبعد حينئذ ان يكون ذلك بسبب كونه معبداً وثنياً خصص بعبادة الأوثان، والأوثان، والأحباش نصارى سعوا لطمس الوثنية ونشر النصرانية في البلاد.
وقد حفظت لنا نصوص المسند أسماء جملة معابد خصصت بعبادة المقه، ومن اشهرها معبد (المقه) كبير بمدينة (مأرب) المعروف بمعبد (المقه) (بعل اوم) (المقه رب) (اوام) وهو معبد لا تزال آثاره باقية، زارته ونقبت فيه بعثة (وندل فيلبس الامريكية إلى اليمن، وتعرف بقايا هذا المعبد عند أهل اليمن باسم (حرف بلقيس) و (محرم بلقيس)(20).
ولم تقتصر عبادة (المقه) على السبئيين، بل تعبد له أهل الحبشة كذلك، فنجد له معبداً عند (يها) (يحا) ، انتقلت عبادته إليهم من السبئيين الذين كان لهم نفوذ سياسي وثقافي على الساحل الإفريقي المقابل لليمن، ويظهر أثر ذلك في الخط الحبشي حتى اليوم.
وقد كنى عن المقه بـ (ثور) في بعض الكتابات، ومما يؤيد ان المراد بثور هذا الإله هو صورة راس الثور التي ترد في كثير من الكتابات ترمز إليه، كذلك رمز إليه بنسر وبصور الحيات. وهذه الصورة من الرموز الدالة على الإله القمر عند الساميين . وقد صور العبرانيون (يهوه) على هيأة عجل (21). ويلاحظ أن اكثر الأوثان والصور (صلمن) التي كان الناس يقدمونها إلى معابد المقه وفاءاً لنذور نذروها لها، اشتملت على صورة ثيران ، ويلاحظ كذلك ان الثيران كانت من أكثر الحيوانات التي كان المتعبدون يقدمونها ذبائح لهذا الإله.
وقد استنتج (دتلف نلسن ) من هاتين الملاحظتين ومن تسمى أشخاص واسر وعشائر وقبائل باسم (ثور) ان الثور رمز يراد به هذا الإله المقه، أي القمر(22).
ووردت في بعض النصوص هذه الجملة: (المقه ثور بعل) ومعناها (المقه ثور رب)(23)، أي (المقه ثور، هو رب) كما وردت جمل مثل (المقه ثهون) بمعنى (المقه المتكلم)، ومثل (المقه ثهون بعل اوم) أي (المقه المتكلم رب أوام)(24). ويظن ان المراد بذلك الكاهن المتكلم باسم الرب (المقه)، فقد كان لبعض المعابد كهنة، يزعمون أن الإلهة تتكلم فيها، ويقومون أنفسهم بدور الوساطة والترجمة، فإذا أراد شخص سؤال إلهه عن مشكلة يريد حلا لها، أو عن قضية عويصة، أو عن سرقة وما شاكل ذلك، يذهب إلى المعابد المختصة، التي يزعم أن الإلهة تجيب فيها، فيتقدم إلى الكاهن بنذر وبهدايا مناسبة، ثم يلقي سؤاله، فيظهر عندئذ صوت مسموع، يزعم أنه صوت الإله الذي لا يرى، يجيب على السؤال، أو على الأسئلة، بما يناسب السؤال.
و(عم) هو الإله القمر عند القتبانيين، وهو إليههم الأكبر ويقابل الإله ود عند المعينيين، والإله (المقه) عند السبئيين، والإله (سين) عند أهل حضرموت(25). وقد أطلق القتبانييون على انفسهم (ولد عم) كما أطلق السبئيون على أنفسهم (ولد المقه) وهو المدافع عنهم الذائد عنهم في السلم وفي الحرب.
وترد لفظة (أنبي) في الكتابات القتبانية علماً على إله ذكر هو القمر، وقد وردت بعد اسمه كلمة (شيمن) أي الحامي، فورد (أنبي شيمن) أي (انبي الحامي) والمدافع عن المؤمنين به فهو اذن في معنى (عم)(26).
وقد عبر عن الإله (الشمس) ب (ذت حمم) أي ذات حميم)، (ذات حمم) أي ذات الاشعة التي تشبه الحميم من شدة الحر، وهذا المعنى قريب من معنى (آل حمون) El-Hamon (وبعل حمون) في العبرانية، ويراد بها الشمس و (حمة) (Hamma) في العبرانية هي الشمس، وورد في بعض النصوص التدميرية اسم الإله (حمن) وورد هذا الاسم في بعض النصوص النبطية التي عثر عليها في حوران، وهذا الإله هو الشمس، وقد كنى عنها بالأشعة الحارة المحرقة التي ترسلها خاصة في أيام الصيف(27).
وهناك من فسر ذات حمم بــ (ذات حمى) والحمى الموضع الذي يحمى، ويخصص بالإله أو المعبد أو الملك أو سيد قبيلة والمكان الذي يحيط بالمعبد فيكون حرماً آمناً لا يجوز لأحد انتهاك حرمته(28). وفي جزيرة العرب جملة مواضع يقال لها حمى، ذكر أسماءها الأخباريون.
وعبر عن الشمس (ذات بعدن) اي (ذات البعد) وهي كنية قصد بها الشمس حينما تكون بعيدة عن الأرض، أي في أيام الشتاء، وقد استدل على ذلك بجملة وردت في نصوص المسند ، هي (بعلمن بعدن وقربن) أي (بالعالم البعيد والقريب) بمعنى في الماضي والحاضر(29).
وقصد بذلك الشمس في هذا الوقت من السنة حيت تكون أشعتها غير محرقة ولا شديدة مؤذية للناس(30). وانا لا استبعد ان يكون المراد من ذات البعد، الإلهة التي تشمل برحمتها وبركتها الأبعاد، أي المسافات الواسعة والاماكن البعيدة فضلاً عن القريبة.
وكنى عن الشمس في النصوص القتبانية بكنى أخرى منها (ذت صنتم، وذت وحبن، وذت صهرن)(31). وهي من النعوت التي نعتت بها هذه الإلهة الشمس.
ويظن ان (اثرت) الإلهة المذكورة في النصوص القتبانية هي الشمس، ويظن أيضاً إن هذه الكلمة قريبة في المعنى من كلمة (عشيرة) العبرانية و (عشرتو) الأشورية البابلية، وإنها تعني في القتبانية الشروق أو الشارقة والشرقة الجديدة، ومن (عثر) بمعنى شرق وإشراق، أضيف إلى نهاية الكلمة حرف التأنيث لأن الشمس مؤنثة، كما فعل في عثتر إذ عد مؤنثاً عند الساميين الشماليين فصار (عشارا) أي انثى ، وكما فعل في (كوكب) و (ملك) و (ذي الخلص) و (ذي الشرى) حيث أضيفت إليها التاء فصارت كوكبت (كوكبة) وملكت (ملكة) والخلصت (الخلصة) و (شريت)(32). وقد عثر في النصوص النبطية على اسم الهة هي (ربة العثر) وهي الشمس (33).
وتقابل الشمس التي هي أنثى والهة ام، الإلهة (عشترت)(عشتار) عند الساميين الشماليين، حيث تعد عندهم آلهة وآلهة أم، بينما هي إله ذكر عند العرب الجنوبية. وقد عرفت الشمس بـ (ام عثتر) في النصوص العربية الجنوبية، لأنها أم الإله (عثتر) عند العرب الجنوبيين. وهي لذلك إلهة البركة والخصب والحبل، بينما تقوم (عشتروت) (اشتار) (عشتار) بهذه الوظيفة عند الساميين الشماليين (34). وقد جاء نص سبئي وجد في مدينة (صرواح) أن صاحبة النص قدمت إلى الإلهة (ام عثتر) اربعة تماثيل من ذهب لأنها وهبت لها أربعة أطفال هم ولد واحد وثلاث بنات كلهم احياء يرزقون، ولأنها سرت قلبها بهذه الذرية، وهي لذلك قدمت هذه التماثيل، ولترجو منها أن تستمر في الأنعام عليها وعلى ابنها وبناتها بالصحة والعافية(35) ويتبين من هذا النص أن السبئيين كانوا ينظرون إلى (أم عثتر) أي الشمس نظرة البابليين إلى عشتار على انها آلهة الخصب(36).
وورد في بعض النصوص العربية الجنوبية (ابم عثتر) أي (اب عثتر) لأنه بمثابة الأب الشفيق الرحيم بالقوم المؤمنين به(37).
وقد نعت (عثتر) بنعوت فورد (عثتر شرقن) و (عثتر ذ قبضم) و (عثتر ذ يهر) وزهاء ثلاث عشر نعتاً آخر على هذا النحو، كلماتها الأخرى مذكورة مع اسم الصنم، هي أسماء مواضع. ويعنى النعت الاول وهو (شرقن) معنى الشارق والمشرق، او جهة المشرق ، وأما النعت الثاني، ففسر بـ (القابض) أو الجالس(38). وفسرت جملة (عثتر ذ يهرق) بـ (عثتر صاحب يهرق) ، و(يهرق) اسم مدينة من مدن يظهر أنه كان بها معبد لعبادة (عثتر)(39).
وورد أيضاً (عثتر غربن) أي (عثتر الغارب)، كناية عن طلوعه عند الغروب فهو اذن نجم الشروق والنجم الغروب، كما ورد (عثتر نورو) أي (عثتر النور) تعبيراً عن لمعانه وعن النور الظاهر عليه، وجاء (عثتر سحرن) أي (عثتر السحر) أي عثتر الذي يظهر عند السحر، وعبر عنه بـ (متب نطين) أي الحامل للرطوبة، تعبيراً عن الرطوبة التي تكون في الجو عند ظهوره(40).
ويرى بعض الباحثين أن (عثتر شرقن) هو حارس المعابد والمقابر، إليه يصلى ويدعى أن تصل الهبات إلى المعابد(41).وإليه توسل المتوسلون لحفظ قبورهم من عبث العابثين بها المغيرين لأحجارها الطامعين في كنوزها، ولهذا نعت بـ (عنثر يغل) أي (عنثر المنتقم)(42).
ولدينا جملة أسماؤه مركبة ورد فيها اسم (عثتر)، مثل (اوس عثت) و (هوف عثت) ، ولحي عثت) و (عثت) هنا هو اختصار لعثتر(43).
وقد كان الناس يتقربون إلى عثتر بالقرابين وبالهدايا ليجيب على اسئلتهم وعويص أمورهم، وذلك في معابد خاصة اختصت بذلك، ويظهر من بعض التعابير الواردة في النصوص العربية الجنوبية مثل (ورخ ذ اجبي ذ عثتر) و (ورخ ذ فرع ذ عثتر)، أن الكهنة كانوا قد خصصوا اشهرا معينة من أشهر السنة لتوجيه الاسئلة إلى الإلهة، وإن الإجابة إذا لم تكن منسجمة مع سؤال السائل ورغبته تعاد عدة مرات بعد ان تقدم القرابين في كل مرة، حتى يصدر الجواب المناسب(44).
ولا بد لمن يدخل المعبد من تطهير جسمه ومن ليس ملابسه نظيفة وإلا عد آثماً وعلى من اتصل بامرأة ان يغسل جسمه وأن يطهر نفسه قبل دخوله المعبد. ولذلك فقد كان الكهنة المتكلمون باسم الإلهة يعللون عدم ملائمة الجواب للسؤال بعدم تقيد السائل بالنظافة وبدخوله نجساً إلى المعبد(45).
وللمعنيين صنم، ورد اسمه في كتاباتهم هو الصنم (نكرح) ويرى بعض الباحثين أنه إليه البغض الحرب، وان لفظة (نكرح) تقابل كلمة (كره) في العربية وأنه (مكروه) (nakru) أو (Makru) عند البابليين فهو على طرفي نقيض مع الإله (ورد)(46). ويظن انه يرمز إلى الشمس وأنه في منزلة (ذت حمم) عند السبئيين(47).
وقد وجد من دراسة الكتابات المعينية أن آلهة المعينين ترد مرتبة على هذه الصورة في الغالب (عثتر) يليه (ودّ) ثم (نكرح )(وتذكر بعدها جملة (ال ل ا ت معن) (الآلات معن) أي الاهات معين) بمعنى (آلهة معين)(48)
ومن بين أسماء آلهة العرب الجنوبيين اسم الإله (ال) (ايل) وذكر اسمه مستقلاً ومقروناً باسم الإله (عثتر) كما في الكتابتين الموسومتين بـ (Halevy 144) وبـ (Halevy 150) وقد تم ذكره فيهما على اسم الإله (عثتر)(49). وقد ورد بكثرة في الاعلام المركبة.
ومن بين أسماء الإلهة التي ورد اسمها في النصوص العربية الجنوبية، اسم الإله (تلب ريم) (تالب ريم) (تألب ريام) وهو إله خاص بقبيلة (همدان)، كما ان (المقه) هو إله (سبأ) و (سين) إليه حضرموت و(عم) إله قتبان).
وقد ظهر بظهور نجم (بني بتع) واشتهر معه، وكان ظهوره حوالي الميلاد بصورة خاصة، ففي ذلك العهد اشتد أمر اقبال همدان، فاستأثروا بالحكم، ودعوا انفسهم ملوكاً ورفعوا إليه قبيلتهم فوق الإلهة الأخرى، فنحروا له الذبائح وقدموا له النذور وتنافسوا في بناء معبده ودام عزيزاً مكرماً ما دام نفوذ ملوك همدان(50).
وقد كانت لهذا الإله مثل سائر الإلهة الأخرى جملة معابد، غير ان معبد الأكبر هو المعبد المعروف بمعبد (تالب ريم بعل ترعت)، أي (تألب ريام رب ترعت)(51).
ويظهر أن كلمة (ترعت) هي اسم موضع، اقيم المعبد عليه، وهو معبد كانت تقدم إليه إقبال (سمعى) وقبائل همدان الأخرى النذور والقرابين والهدايا، وتحبس له الارضين.
ومن الإلهة التي ورد اسمها في الكاتبات العربية الجنوبية، الإله حول (حويل)، والإله (جلس) وتدل لفظة (حول) على الحول والقوة، فلعل معنى اسم هذه الإله هو (الحويل) أي صاحب الحول والقوة بمعنى القوي، وهو من آلهة حضرموت(52).
وورد اسم الإله (حلفن) في جملة أسماء الإلهة المذكورة في الكتابات العربية الجنوبية. وقد ورد في جملة نصوص تتعلق بحبس أموال وبعقد عقود، ويلاحظ أن أصحابها استعانوا بهذا الإله لإنزال النقمة والعذاب واشد الجزاء بكل من يحاول أن يغير أو يبدل تلك العقود والنصوص أو يتجرأ فيستولي على الأموال والحبوس المقررة، كما رجوا منه ان يشملهم هم وجماعتهم برحمته وبلطفه وكرمه لإخلاصهم له وفنائهم في حبه(53).
ومن بين الإلهة إله عرف بـ (ذ سموى) أي (رب السماء)، وهو إله ظهر اسمه قبل الميلاد بقليل(54). وقد بقي اسمه متألقاً في سماه اليمن، يقدم إليه الناس النذور والقرابين إلى ما بعد الميلاد، ويرى بعض الباحثين ان عبادته تدل على ظهور عقيدة التوحيد عند العرب الجنوبيين، إذ تدعو إلى عبادة إله واحد هو (رب السماء)(55).
ولدينا كتابة مخرومة اسطرا، لكنها لا تزال مع ذلك مفهومة، تفيد ان جماعة من الأشرار المارقين تطالوا على حرم (اوثن ذ سموي) أي الوثن رب السماء) فسرقوه، ونهبوا ما كان فيه، واستولوا على ما كان حبس له. ولكن عبدته عادوا فجمعوا ما سرق، واصلحوا ما افسدوا، وتقربوا إلى الإله (رب السماء) بطلب التوبة والغفران، وختموا نصهم بهذه الجملة: (وذي سموى ليزامتعن شعبهو) أي (وليمتع رب السماء شبعه(56). ويقصد النص بشعبه أتباع هذا الإله وعبدته.
وإلى هذا الإله ، الإله (ذ سمى) (ذ سموى)، إليه السماء تعبدت قبيلة (أمر) ويعد (بعل سمن) (بعل سمين) (بعل السماوات)، الها للبركة والخصب، إذ يرسل المطر فينشر الخير للناس(57).
وتقرأ في النصوص العربية الجنوبية اسم إله جديد هو الإله (رحمنن) اي (الرحمن) وهو إله يرجع بعض المستشرقين أصله إلى دخول اليهودية إلى اليمن وانتشارها هناك، وهذا الإله (رحمنه) (رحمنا) في نصوص تدمر(58).
وورد في نص (رحمنن بعل سمين) أي (ألرحمن رب السماء) أي انه إله السماء فصار في منزلة الإله (ذسموى) ثم لقب بـ (رحمنن بعل سمين وأرضن) أي (الرحمن رب السماء والأرض) في نصوص أخرى(59)، فصار إله السماوات والارضين.
ويرد اسم الإله (بعل سمين) (بعل السماء) (بعل السماوات) في الكتابات الصفوية، وفي كتابات تدمر، حيث ورد (بعل شمن) (بعل شمين) وفي كتابات بعلبك، وفي كتابات اللحيانيين، وقد ظهرت عبادته قبل الميلاد(60). ويظهر لذلك انه من الالهة المعروفة عند الساميين وعند العرب الشماليين قبل الميلاد، ومن الجائز ان يكون قد انتقل إلى العرب الجنوبيين من العرب الشماليين.
ووردت في الكتابة الموسومة بـ (48 Se) أسماء الهة هي (م ح ر ض و) (محرضو) و (م ش ر ق ي ت ن و)(مشرقيتن) و (نسور) و(آل فخر)(61) وقد ذهب (رودو كناكس)| إلى ان المراد من محرضو ومشرقتين الشمس وذهب آخرون إلى أن المراد بهما القمر والزهرة، وذهب فريق آخر إلى ان المراد بذلك غروب الشمس وشروقها(62). أما (نسور)، فاسم إله، لعل له صلة بـ (نسر) وقد وردت في نص سبئي هذه الجملة (بيت نسور وبيت آل) ويقصد بـ (بيت) معبد لعبادة هذين الإلهين (نسور) و (ال) هو (ايل) (ايلول) إله الساميين القديم(63).
وورد في أحد النصوص السبئية هذا التعبير (أهل نسور) مؤدياً معنى (قوم نسور) و (ملة نسور) ويراد بهم جماعة هذا الإله التي كانت تتعبد له، وعرف أحد أشهر السنة في النصوص السبئية المتأخرة بـ (ذ نسور) ولعله أريد بذلك نسبة الشهر المذكور إلى هذا الإله(64).
و(نسر) هو اسم صنم من الأصنام التي عرفها أهل الاخبار وقد زعموا أنه أحد أصنام نوح الخمسة، وانه عمرو بن لحي جاء به إلى حمير فأشاع عبادته بينهم(65).
وما اسم الإله (آل فخر) فيظهر أنه مؤلف من كلمتين هما (ال) اسم الإله (ايل) المعروف عند الساميين) ومن (فخر) وهي نعت من نعوت الإلهة. كما في كلمة (ال تعلى) في النصوص القتبانية وهي بمعنى (الله تعالى في لهجتنا أو (فخر) العربية هي مثل (بخرو) في الأشورية ومنها العلم المركب (نبخر بلو)(66).
وورد اسم الإله (يعوق) أي الصنم يعوق المعروف في نص متأخر يعود عهده إلى ما بعد الميلاد وورد معه اسم (رحمنن بعل سمن)، أي (الرحمن رب السماء). وقد أرخ النص بشهر (ذ داون) (ذي دو أن) لسنة (574) من التاريخ الحميري المقابلة لسنة (459) للميلاد(67).
وهناك اسماء إلهة لا نعرف من أمرها في الوقت الحاضر شيئاً كثيراً، من بينها الإله (بلو) وقد عبر عنه بأنه إله البلاء والموت والمنون، وإله يقال له (حلفن) (حلفان) ويقال انه إله القسم والحلف واليمين، والإله (ورفو) وهو إله الحدود، و (منضح) (منضحت) وهو إله الماء والري، و(متبقبط) وهو إله الحصاد عند المعينيين، ثم الإله (يهرهم) وهو إله المصر(68).
ولابد من الإشارة إلى اسم إله ورد في كتابات عثر عليها في (شبام سخيم) هو الإله (قينن) (قينان) وهو إله (بني سخيم)(69).
وحفظت النصوص الثمودية أسماء جملة الهة، تعبدوا لها وتقربوا إليها بالقرابين والنذور أهمها الإله (ودّ) و (جد هدد) و(شمس) و (عزيز) و (نعرجد) و (عمى شجا) و (رضو) و (منت) و (كهل) و (نهى) و (ايل) (ال) و (لت) (اللات) و (عترسم) (عترسمن) و (صلم) و (منف) ( مناف).
وجد (هو إله عرف عند بني ارم وعند العرب الشماليين وفي المقاطعات السورية، وهو إله (السعد) أي (Tyche) في اليونانية. يسعد الاشخاص والبيوت، وقد سمي به موضع (بعل جد) موضع (مجدل جد) وأسماء مواضع أخرى فيها كلمة (جد)(70).
و (هدد) هو اسم إله تعبدت له شعوب عديدة من شعوب الساميين، منهم بنو ارم والعرب الجنوبيون والشماليون، كما تعبد له الاشوريين. قد اقترن اسمه عند الاشوريين والبابليين بـ (رمان) ودخلت عبادته إليهم من بني ارم الغربيين، ويمثل (هدد) مثل (رمان) (رمون) إله الهواء والرعد والعواصف ويظهر أنه من أصل عربي هو (هدّ) ومن اسم هذا الصنم الاسم (بنهدد) (بن هدد) (بنحدد) المذكورة بالتوراة(71).
و(رضو) هو الصنم (رضى) عند الاخباريين وهو صنم بقى حياً تتعبد له القبائل العربية حتى الإسلام، فكسر (72). ويرى (دتلف نيلس) انه يمثل الزهرة عند قوم ثمود والصفويين، وانه في منزلة (عثتر) عند العرب الجنوبيين(73). وقد تعبدت له أهل تدمر والنبط وأهل الصفاة، وعرف بـ (ه ـ رضو) (هارضو) أي بإدخال (هـ) (ها) اداة التعريف على الاسم وقد انتشرت عبادته بين قبائل نجد والحجاز(74).
أما (عزيز) فإنه الإله عزيزو)(Azizo) المعروف عند أهل (الرها) (Edessa. وقد ذهب بعض الباحثين إلى انه يمثل كوكب الصباح أي الزهرة، وقد وصف في كتابة مدونة باليونانية أنه (Puer Phosphorus Deus Bonus) أي الإله الجميل اللماع ذو الأشعة البراقة التي تشبه في لمعانها لمعان الفسفور (75).
و (كهل) أو (كأهل) هو (كهلن) المذكور في كتابة معينية ، وقد ورد الاسم مقرونا في نص ثمودي بأداة التعريف (هـ) (ها) أي (هـ ك هـ ل) (ها ــ كهل) (هكهل). وتعني لفظة (كهل) المعنى المفهوم منها في عربيتنا، كما تعني القدير(76),وتعني كلمة (نهى) في الثمودية ما تعنيه لفظة (حكم) في العربية الجنوبية أي (حكم) و (حكيم) في بعض الآراء، ولعلها تعني (الناهي) وتكون بذلك صفة للإله، وقد ورد اسم هذا الإله في مواضع عديدة من الكتابات الثمودية(77).
وأما (منف) فأنه الصنم (مناف) المذكور عند أهل الأخبار، وقد تعبدت له قريش ولحيان وهذيل وقد تعبدت له في (رحاط)(78).
وقد وردح أسم (صلم) في عدد من الكتابات الثمودية ويظهر ان الثموديين كانوا قد أخذوا عبادة هذا الإله من اهل تيماء) فقد كانت تيماء من أهم الأماكن المتعلقة بعبادة هذا الصنم في حوالي السنة (0600) قبل الميلاد، وقد جاءت عبادته إليهم من (بني ارم) ومنهم انتقلت عبادته إلى العرب، وتدل بعض الأسماء المركبة الواردة في الكتابات اللحيانية مثل اسم (صلم يهب) (صلميهب) على أنه كان معبوداً عند اللحيانيين كذلك(79). ومن لفظة (صلم) جاءت كلمة (صنم) على رأي بعض المستشرقين.
وقد ورد اسم الإله (عترسم)(هـ ـ عترسم) في عدد من الكتابات الثمودية وقد توسل فيها أًصحابها منه أن يمن عليهم بالبركة والخير والصحة والسلامة(80). وقد جاء اسم هذا الصنم من (عنثر سمن) (عنثر سماء) أي (عنثر السماء).
والإله (ود) هو معروف عند الثموديين كما سبق أن ذكرت، وقد تودد إليه عباده والمؤنون به، فكذروه في كتاباتهم، ورموزوا إليه بصورة حية، كما رمز إليه العرب الجنوبية بصورة راس ثور وقد تعبر صورة الحية عن الروح التي في بدن الإنسان (81).
ووردت في الكتابات اللحيانية، أسماء جملة آلهة، منها (ذغابت) (ذو غابة) و (عوض) و(ودّ) و (بعل سمن) و(سلمان) (سلمن) و (العزى) و (منف) (مناف) و(جدّت) و(ال) (ايل) و(اله) (اله) و(لت) (لت) و(ود) و(سمع) و(نصر) و(منت) و(هفلس) و(عجلبون) (عجلبن) وأكثر هذه الإلهة كما نرى معروفة وردت أسماؤها في الكتابات وفي مؤلفات أهل الأخبار.
والإله (اذ غبت) (ذو غابة) هو من أشهر اله اللحيانيين ، ولعله الهمم الأول والاكبر ومع ذلك فإننا لا نعرف عنه شيئاً كثيراً. وقد كان له معبد في (الديدان)(82) وخوطب بكلمة (قدست) أي القدس أو المقدس في كتابة من كتاباتهم، وقيل انه في جملة ما قدم إليه من قرابين، قرابين من البشر(83).
وليست كلمة (ذغبت) (ذو غابة) اسم علم للإله، بل هي صفة له، تعني (صاحب الغابة) أو (صاحب غابة)، وقد وردت لفظة (ذ غبت) في الأعلام المركبة، مثل (عبد ذ الغاية) (عبد ذو غابة) و (فلح ذ غبت) (فالح ذو غابة) و (خرج ذ غبت) (خرج ذو غابة)، وورد (عرر ذ غبت) أي (عرر ذو غابة)، والعرر والعر الجرب وهو مرض جلدي معروف فكأن صاحب الكتابة أراد بها، ان الإله (ذو غابة) يرسل هذا المرض إلى مخالفيه ومن يعارض أحاكمه أو يعتدي على غيره(84).
وأما (عوض) فقد ورد اسمه في الإعلام المركبة مثل (عبد عوض) و (جد عوض) وقد تعبد له الصفويون كذلك (85).
وأما ود، فهو إله عام له شهرة عند العرب، وقد عمت عبادته كل جزيرة العرب، والظاهر أنه كان من الإلهة العربية القديمة، وقد بقي معبوداً حتى الإسلام، وهو من الأصنام المذكورة في القرآن (86). وقد نعت بـ (افكل) وورد اسمه في الإعلام اللحيانية المركبة(87) وتعبدت له تميم، وطيء، والخزرج، وهذيل ، ولحم ، وقريش . وأقيم له صنم في دومة الجندل، صنع على هيأة انسان، ويرى البعض أن الإله (أدد) عند ثمود، ويظن أن الصنم (قوس) يرمز إليه ويرى بعض الباحثين أن (نسرا) والصنم (ذو غابت) يرمزان إليه كذلك(88).
وقد نعت (ود) في بعض النصوص العربية بـ (نحسطب) (نحس طب) ومعناه (الحية الطيب) الحية الطيبة) لأن الحية رمز للإله (ود)(89).
وأما (بعل سمن) أي (رب السماء) فقد تحدثن عنه ووجدنا أنه كان معبوداً عند العرب الجنوبيين، والغالب أنهم أخذوا عبادته من العرب الشماليين، وقد كان له معبد في (ديدان). وقد نعت معبده بـ (احرم) (احرام)، بمعنى (الحرم) أي حرم الإله "بعل سمين) (رب السماء)(90). وتعبد له (النبط)، وكانوا قد اقاموا له معبداً في (سيع) وذلك فيما بين السنة 33/32-13/12 قبل الميلاد(91).
والعزى من الأصنام المعروفة عند أهل الأخبار، وقد بقيت عبادته معروفة إلى الإسلام، وقد أشير إليه في القرآن ، وقد ذكر اسمه في كتابات عثر عليها في (العلا)(92).
وتمثله (سمرات) جمع (سمرة) وهي شجرة كان لها حمى ويتقرب الناس إليها بالنذور (93).
وقد ذكر أن (مضاض بن عمرو) وضع غزالين من ذهب للعزى وذلك في بئر زمزم وقد استخرجهما عبد المطلب، وقد تعبدت لهذا الصنم (قريش) وغطفان، واقامت غطفان له معبداً كبيراً في (بز) (بوز) عرف بكعبة غطفان. كما عبدت شجرة في (وادي نخلة) زعمت انها العزى . وتعبدت له قبائل أخرى مثل كنانة وهوازن وخزاعة وثقيف و (ال لخم) في الحيرة حيث قدموا له ضحايا بشرية. وصنعت له ثقيف صنما تقربت إليه(94).
وتعبد له النبط كذلك وصنعت له معبداً في (بصرى) دعي (بيت ايل) وعبر عنه بـ (كوكبتا) أي (الكواكب) وهو أنثى أي الهة(95).
وقد ورد اسم (العزى) على هذه الصورة (هنعزى) في كتابة لحيانية دونها رجل اسمه (اوس بن حجر)(96). ويظن بعض الباحثين ان العزى تمثل كوكب الصباح ويظهران اللحيانيين قد اخذوا عبادتها من نبط بلاد الشام(97).
وورد اسم الغزى في الأعلام المركبة مثل (بل عزيني) (بل عزيني) و (بـ ايل عزيني) أي بـ (العزيني) وذلك في الكتابات الثمودية. و(تيم العزى) و (عبد العزى) و (أمت العزى) وفي كتابات أخرى تعود إلى ما بين القرن الخامس قبل الميلاد والقرن الرابع بعد الميلاد(98).
ويظهر من بعض الاعلام اللحيانية المركبة مثل (اوس يه) ( اوس يهو) و(عزريه) عزر يهو) أن القسم الثاني من الاسم وهو (يه) (يهو) قريب من (يهوه) وهو الإله الكبير المعروف عند العبرانيين.
وأما الإله (جدت) فالغالب انه آلهة أي الها انثى بدليل وجود تاء التأنيث في آخر الاسم، والأصل هو (جد) وهو اسم إله تكلمت عنه(99).
وأما (هفلس) (ها ــ فلس) فأنه (الفلس) عند أهل الاخبار، وقد ذكروا أنه كان على هيأة حجر اسود تعبدت له سليم، أو على صورة انسان قد من حجر عند (طيء)(100).
و(قيس) و (قيسو) من أسماء الإلهة المذكورة في الكتابات اللحيانية، وقد كان له معبد عرف بـ (بيت قيس) في مدائن صالح(101)، ويدل وجود اسمه في الأعلام العربية المركبة مثل (عبد قيس) و (عبد القيس) أنه كان من الأصنام المعروفة المعبودة عند بقية العرب في مختلف انحاء جزيرة العرب.
وورد في كتابة لحيانية اسم إله هو (محر) (هـ ــ محر) (همحر) وبعده اسم إله آخر، هو (هنا كتب) ، ويظهر أنه من الإلهة التي كانت تعبد في العربية الجنوبية وعند المعينيين الشماليين، وتعني لفظة (محر) شريعة أو قانون أو أمر، أو سنة. وهو من الإلهة التي اختفى اسمها في الكتابات اللحيانية المتأخرة(102). اسمها في الكتابات اللحيانية المتأخرة(103).
وأما (هنا كتب) (هنى) (هاني) و(هنى كتب) (هاني كتب) المذكور مع (هـ ــ محر) (همحر) (هامحر) فيرى (كاسل Caskel) أنه الإله (توت) (Thot) و (توت) هو إله مصري ويرمز إليه بصورة قرد، ويمثله الإله نبو عند البابليين ويمثل (توت) (هرمس) و (المريخ Merkur) فهو الإله الكاتب ولعل اللحيانيين أخذوا الههم هذا من المصريين(104).
ووردت في بعض الكتابات اللحيانية أعلام مركبة جاء فيها اسم هذا الإله مثل (جرم هنا كتب) و(زيد هنا كتب) ومعنى (جرم) و(زيد) خادم او عبد فيكون الاسم (عبد هنا كتب) (عبد هنا كاتب)(105).
واما (سلمن) (سلمان) فأنه من الإله التي ظهرت عبادتها عند اللحيانيين المتأخرين. ويرى بعض الباحثين أنه والإله (أب الف) (أبو ايلاف) من الإلهة التي كانت واجبها حماية القبور، وقد رمز عن (ابي ايلاف) بصورة اسد يوضع عند جانب القبر ليحميه(106).
وورد اسم إله هو (شمس) وقد عبد عند أهل تدمر ايضاً، كما تعدت له تميم ونجد بين اسماء رجال قريش وقبائل أخرى أسماء تدل على تعبد الناس للشمس ومن هذه الأسماء (عبد شمس)(107).
واما الإله (عجلبن) (عجلبون) (عجل بن) فأنه من الإلهة اللحيانية المتأخرة، ويظهر ان اسمه الأصلي هو (عجل بل) (عجل بول) (عجلى بل) أي (عجل) (بول) ونجد اسمه مع (يرحى بول) (يرح بل) (يرحبل) و(بل) في الكتابات التدميرية . ويظهر أن تاجراً جاء به إلى اللحيانيين وأدخل عبادته عندهم ويظهر انه جاء به في من العراق(108).
وأما الهة الصفويين فهي (اللت) (لت) (هلت) و (دين) (ديان) و (هلة) (هـ ل هـ) و(جد عوذ) و (بعل سمن) و (شيع القوم) و (يثع) (اثع) و(صالح) و(ذا الشرا) (ذو الشرى) و(رضا)(رضى) و (جد ضيف) و (رحم) (رحيم)(109).
و(الت أي (اللات) إلهة أي انثى، ويراد بها الشمس وقد مثلت في بعض النصوص الصفوية بقطعة من الشمس رسمت بصورة بدائية، ورسمت في بعض النصوص السامية بشكل امرأة عارية(110)، ورمز إليها بصورة فرس في النصوص العربية الجنوبية والفرس من الحيوانات المقدسة التي ترمز إلى الشمس عند قدماء الساميين وعند غيرهم من الشعوب، ولذلك كان الناذرون لها يقدمون لها تماثيل مصنوعة على هيأة فرس(111).
ولفظة (ديان) ليست اسم صنم على ما يظهر، وانما هي صفة من صفات الإلهة وهي معروفة في عربيتنا وعند المسلمين تطلق على الله.
وقد استعمل الصفويون (جد عوض) اسماً لإله، كما استعملوا اسماً آخر قريباً منع هو (جد ضيف). وقد ورد اسم الإله (جد عوض) (هجد عوض) في نص محفوظ في متحف دمشق، وسيم بـ (Damas 1312) وورد بعده اسم الإلهين (شع هقوم)(شيع هقوم) و(هلت) (الات)(112).
أما الإله (ِشيع القوم) فقد ورد اسمه في النصوص النبطية في (بطرا) وفي (تدمر) وهو إله القوافل في نظر بعض المستشرقين(113)، وهو إله يحمي قومه(114). وقد احتمى به أهل القوافل خاصة من الإعراب وقطاع الطرق ولذلك كان التجار وأصحاب القوافل يذكرون اسمه وربما يحملون وثنه معهم لحمايته لهم في اثناء السفر حتى بلوغهم ديارهم سالمين.
و(رحيم) مثل (رحمن) أي (الرحمن) لعلهما اسمان من أسماء اله الحسنى في
الأصل ثم صارا اسمين علمين، وينطبق هذا القول على لفظة (صالح) الواردة في نصوص الصفويين(115).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) D. Nielsen, Handbuch IS. 214.
(2) Havely, 534, 535, 583, 586, 587, 591, 685, Galser 80, 84.
(3) Hommel, Grandsirs, I, S. 85, Altertumer, 1899, S.28.
(4) Handbuch, I, s. 215.
(5) Hommel, Grundiss, I, S. 136, Glaser 284.
(6) Havely 237, Cherstom, 91, 97.
(7) Reste, S. 17, 504, Neilsen, Alt Arabische S. 37.
(8) Ency. Religi. VIII, P. 662.
(9) Glaser 324, 504, Neilsen, Alt Arabische S. 37.
(10) Handbuch, I, S. 216.
(11) Herbert Grimme, Die loung des Sinainschriften, Die Altthamudische schrift munster, 1926, S.
(12) Hommel Grundriss, I, S. 136, Glaser 284, Havely 237, Chrestom, 91,97.
(13) Hommel Die Sudarabischen alterumer, S. 2.
(14) Handbruch, S. 40.
(15) D. H. Muller, Die Buegen and Sxhlosser, II, Wien, 1881, S. 20 ff, Hommel, Die Sudarabischen altertumer, S. 30.
(16) Hafers in Zeitchrift Fur die Wissencharte der sparche, I, Bd., 1884, S. 304, D. Mielsen Ilmukah, S. 5 osiander, in ZDMG, Bd., 10, S. 2, Bd., 17, 18, S. 794.
(17) Nielsen Altarabische, S. 40.
(18) البكري (1398) (يلمقه).
(19) D. H. Muller Burgen, II, S. 972, D. Nielsen Der sabaische Gott ilmukah, S. I. f.
(20) Wendell Philips, Qataban ans Sheba, 1955.
(21) الملوك الأول، الإصلاح الثاني عشر، الآية 28، الخروج، الإصلاح 32، الآية4.
(22) Ilmukah, S. 52.
(23) Glaser 138, 891.
(24) Rep. Epigr. 4938, 4962.
(25) Ency., V, P.882, Margoliouth relation, P. 18.
(26) Glaser 1602, 1604, SE, 84, Ilmukah, S. 56, D. Nielsen, Neue Katabanische Inschriftten, S. 14.
(27) Handbuch, I, S. 225, Hommel, Aufsatze and Abhandlugen, II, S, 177, Ilmukah, S. 53, osiabder in ZDMG, Bd., 20, S. 282.
(28) Handbuch, I, S. 225, E. osiander in ZDMG, Bd 20, 1866, S. 282, Hommel, Aufsatzem IIm S. 177, Mordtmann, Hijarische Inschri, S. 27, Mordtmann in ZDMO., Bd., 31, S. 88, Sab. Denkmaler, S. 258, Fell in ZDMG., Bd. 54, S. 250.f.
(29) Glaser. 618. Corpus, No. 541.
(30) Handbuch, I, S. 226.
(31) W. Fell Sudarabische Studien in ZDMG. Bd.54, S. 238, ff., 1900, D., Nielsen Neue Katab., Inscher, m S. 15.
(32)Handbuch, I, S. 237, Glaser 1395, 1604, SE, 84, Rhodokanakis, Kata. Texte. II, S. 121.
(33) Littmann, No. 24, Lidzbarski, Ephem. Bd. 3, S. 292, Handbuchm I, S. 227.
(34) Handbuch, I, S. 228.
(35) Derenbourg, Etudes sur I, Epigrapraphic du jemen, Paris, 1884, No. 11.
(36) S. Nielsen, Altarabische, S. 41.
(37) D. Nielsen, Mondreligion, S. 42.
(38)N. Rhodokanakis, Stud ., II, S. 27, Ency. Religi., vo;. 10, p. 882, Glaser 1089-1660, Halevy, 208.
(39) Handb., S. 228, . Homel, Grundriss, I, s. 85, W. Fell in ZDMG. Bd., 54, S. 231 – 259.
(40) Grohmann, S. 245.
(41) Ency, Religi., 10, p. 883.
(42) Grohmann, S. 245.
(43) Handb., I, S. 228.
(44) Grohmann, S. 251.
(45) Glaser 1052, Hofmus 6, CIS 523.
(46) Ency. Religi. 10, P. 822. D. Nielsen, Alt. Arabi., S. 20, 40.
(47) Handbuch, I, S. 188., Ilmukah, S. 56.
(48) Ilmukah, S. 55., Glaser 1089, 1660, Halevy 208, N. Rhodokanakis, Stud., II, S. 26, Glaser 1144, Halevy 353.
(49) Handbuch, I, S. 218., Halvey in Journal Asiatique, 1872, tome 19, pp. 152.
(50) Ilmukah, S. 68.
(51) Hommel, Grundriss, I, S. 143.
(52) Handbuch, I, S. 188., Ilmukah, S. 55. Hommel Sudarabische, S. 22.
(53) Halevy 147, 148, N. Rhodokanakis, stud., I, S. 57, 59.
(54) Handbuch, I, S. 88.
(55) Handbuch, I, S. 104., Rivista, 1955, Face., I, 11, p. 109, Le Mustion,, 1954, Tome LXVII, P.
(56) Rep, Epigr., 850, N. Rhodokanakis, stud., S. 162, Mordtmann, Beitrage, S. 188.
(57) Rep, Epigr. 4145, Grohmann, S. 245.
(58) Handbuch, I, S. 104, 248.
(59) Le Mosition, 1054, Tome LXVL+III, P. 103.
(60) Grohmann, S. 86, Ryckmans, 20.
(61) الجملة الخامسة والسادية من النص؛ N. Rhodokanakis, II, S. 28.
(62) Katabanische, II, S. 38, Hommel. Grunriss, S. 689, 719, Sab. Denkm., S. 80 Sudarabische, S. 22
(63) Glaser 418, 419.
(64) Glaser 418, 419, 1548, 1549, Katab., II, S. 36.
(65) Reste, 23, Ryckmans, 16 Winckler, Arabische – Semitisch – Orientalisch, 118, Grahamann, S. 85.
(66) Katabanische II, S. 38.
(67) Ryckmans in Le Mution, 1954, Tome LXVII, PP. 100, A. Fakery, an Archaelog. Journey to yamen, III, P. 195, Pl. XXLX, XXX
(68) Grohmann, S. 246.
(69) Grohmann, S. 245.
(70) Hastings, P. 276.
(71) Hastings, P. 323.
(72) الأصنام (ص30).
(73) Handbuch, I, S. 229.
(74) E. Osiander, 499, Reste, S., f., Ryckmans, 18, jaussen – Savignae, Mission II, 565, 598, 583, Grohmann, S. 84, f.
(75) Handbuch, I, S. 220.
(76) Handbuch, I, S. 215., Glaser 299, Halvey 237, Hommel, Grundriss, S. 163m Enno Littmann. Zur entzifferung der Thamudischen inschriftten 1904m S. 75.
(77) Handbuch, I, S. 215.
(78) اخبار مكة، للأزرقي 1/78)؛ Ryckmans 16, Reste, 18., g., Grohmann, S. 84
(79) Hubert Grimme, Die Losung des sinaischrifproblems, Die Altthamudische Schrift, Munster, 1926, S. 23, Grohmann, S. 86.
(80) Hubert Grimme, S. 43.
(81) Grohmann, S269.
(82) Ryckmans, 199, jaussen – savignac mission, II, 368, 371, 371, 375, W. Caskel, Lihyan, S. 45, Grohmann, S. 85.
(83) Histoire generale des religious Tome, IV, P. 312, Preislamiq. P. 19.
(84) W. Caskel, Lihyanish, S. 44.
(85) Histore, IV, P. 312, Preislamiq, P. 19, Handbuchm I, S. 193.
(86) سورة نوح، الآية: 23.
(87)Histoirem IV, P. 312.
(88) Grohmann, S. 87, Restem S. 14, ff., Ryckmans, 16, jaussen – savignac mission, II, 395, 581.
(89) Grohmann, Gottersymbole, 71.
(90) Histoire, IV, P.312, Preislamiq. P. 2
(91) W. Caskel, S. 45.
(92) Histoire, IV, P. 312, Preislamiq. P. 2.
(93) أخبار مكة للازرقي (2/74).
(94) Reste, S. 76, Documents Epigraphiques, 35.
(95) Doughty, Travels in Arabia Deserta, II, 511, 515.
(96) W. Caskel, S. 82.
(97) W. Cakel, S. 45.
(98) Littmann Thamud and Safa, Leipzig, 194, 29.
(99) Ryckmans, Preislamiques, P. 19, f., Historire, IV, P. 312.
(100) E. Osiander, 51, Reste, 51, ff., Ryckmans, P. 17, Grohmann, 84, jaussen saviganc, Mission, II 484, Grohmann, S. 84.
(101) Reste, 67, Ryckmans, 48, Grohmann, 85, gaussen saviganc, Mission, II, 51, 52, 528, I, 169, 2, CIS, II, 29, Doughtym Documents Epigraphiques, 38, CIS, II, 198, J. Euting, Tagebych, II, S. 262.
(102) W. Caskel, S. 45.
(103) Ryckmans, S. 2, Grobmann, S. 86.
(104) W. Caskel, S. 45.
(105) W. Caskel, S. 45.
(106) W. Caskel, S. 46.
(107) Starcky, Palmyre, 37, 8, O. Eissfeldt, 95, 11, Grohmann, S. 87
(108) W. Caskel, S. 45.
(109) Ryckmans, PP. 21
(110) Handbuch, I, S. 214.
(111) Handbuch, I, S. 227, Grohmann, Gottersymbole and Symbol tier auf Sudarabischen Denkmaler, Wine S. 70. f.
(112) G. Ryckmans Inscriptions safaitions safaitiques, Louvain, 1951, p. 87.
(113) Histoire, IV, P. 41.
(14) Handbuch, I, S. 193.
(115) Ryckmans, Preislamiques, P. 23.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|