أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2017
1863
التاريخ: 2-2-2017
4359
التاريخ: 17-2-2021
1829
التاريخ: 25-1-2017
2389
|
التسمية والموقع:
عُرفت بلاد العرب عند مؤرخي العرب وجغرافيوهم باسم جزيرة العرب (1)،لأحاطه البحار والأنهار بها من جميع أقطارها وأطرافها فصاروا منها مثل الجزيرة من جزائر البحر . بينما عرفت عند مؤرخي اليونان والرومان باسم Arabia.
وقد أكد الهمداني ذلك بقوله : سُميت جزيرة العرب ، لأن اللسان العربي في كلها شائع وان تفاضل (2).
ولاريب أن كلام الهمداني يصح على الحقبة الإسلامية التي سبقت الإسلام بقليل ، اما قبل ذلك فلم تكن وحدة اللغة هي السبب في ظهور التسمية ، وأنما طبيعة حياة السكان من الاعراب التي اتسمت بالبداوة .
الا أن السبب الذي دعا العرب الى اطلاق اسم الجزيرة العربية على بلادهم يعود لإحساسهم في اثناء عمليات التحرير والفتح بالتقارب مع سكان العراق وبلاد الشام من ناحية الجنس واللغة وطبيعة الحياة (3).
أما من حيث الموقع، فأنَّ الجزيرة العربية تقع في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا (4).
وهي تعد من حيث المساحة أكبر شبه جزيرة موجودة في العالم (5). اذ يبلغ طولها من راس الخليج العربي الى العقبة نحو آلف ميل ، ومن البحر العربي الى اطراف الهلال الخصيب نحو آلف ومائتي ميل .
وقد عُدت الجزيرة العربية مهد العرب ومثواهم القديم وهي مهد الإسلام الذي يدين به سدس سكان العالم في الوقت الحاضر (6). فضلاً عن أنها حلقة وصل بين قارة آسيا وأفريقيا وأوربا، فشكلت قلب العالم الإسلامي (7).
ومما أضفى على هذا الموقع من أهمية كبيرة مجاورتها لمناطق شهدت منذ القدم حضارات مزدهرة ومتطورة، مثل حضارة وادي الرافدين في العراق، وحضارة وادي النيل في مصر.
وأن هذا الموقع جعل الجزيرة العربية في مركز استراتيجي واقتصادي مهم، فقد أحكمت قبضتها على طريق التجارة العالمي المعروف سابقاً ( بطريق البخور ) قروناً عِدةّ (8).
الحدود :
اختلف العلماء الجغرافيون فيما بينهم حول حدود شبه الجزيرة العربية. فقسم يقول بانه يحدها من الشرق الخليج العربي وبحر عمان ، ومن الجنوب المحيط الهندي والبحر العربي ، ومن الغرب البحر الأحمر (بحر القلزم) الذي يفصلها عن أفريقيا (9).
أما من جهة الشمال فيحدها نهر الفرات ، وقد وصف الاصطخري عدد من المواضع التي يمر بها نهر الفرات ، وتشكل الحد الشمالي للجزيرة العربية بقوله : (( ثم يمتد الفرات على ديار العرب حتى ينتهي الى الرقة وقرقيسيا والرحبة والدالية وعانة والحديثة وهيت والانبار الى الكوفة ومستفرغ مياه الفرات الى البطائح ، ثم تمتد ديار العرب على نواحي الكوفة والحيرة على الخورنق وعلى سواد الكوفة الى حد واسط ، فتصاحب ما قارب دجلة عند واسط مقدار مرحلة ، ثم تمتد على سواد البصرة وبطائحها حتى تنتهي الى عبادان فهذا الذي يحيط بديار العرب)) (10),وقد جعل الهمداني الشام ضمن الحد الشمالي للجزيرة ايضا (11).
والحقيقة أن حدود الجزيرة العربية غير واضحة المعالم، ويمكن اعتبارها خطاً وهمياً يتجه شرقاً من رأس خليج العقبة حتى الفرات.
أما من الناحية الجيولوجية فأن صحاري الشام والعراق بكاملها تعد جزءاً من الجزيرة العربية (12).
ويمكننا القول أن شبه الجزيرة العربية يحدها من الغرب البحر الأحمر ، ومن الجنوب المحيط الهندي ، ومن الشرق بحر عمان والخليج العربي ، ومن الشمال العراق وشرق الأردن .
المساحة :
تعد شبه الجزيرة العربية أكبر أشباه الجزر في العالم، تبلغ مساحتها نحو ربع مساحة القارة الأوربية (13). فهي اكبر من شبه جزيرة الهند ومساحتها ثمانية أضعاف الجزر البريطانية واربعة أضعاف فرنسا (14).
تبلغ مساحة جزيرة العرب نحو مليون وربع ميل من الأميال المربعة، أي ما يزيد على ثلاثة ملايين كيلوا متر مربع (15). وبلغ متوسط عرض شبه الجزيرة 700 ميل (نحو 1150كم) واقصى طولها 1200ميل (نحو 2000كم) فهي اذن تأخذ شكلاً مستطيلاً يمتد من الجنوب الى الشمال (16).
_________________
(1) الهمداني ، الحسن بن احمد بن يعقوب ( ت350هـ/961م) ،صفة جزيرة العرب ، تحقيق :محمد بن علي الاكوع ،مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1989م ، ص84 ؛ البكري ، ابو عبيد عبد الله بن عبد العزيز الاندلسي ( ت487هـ/1094م) ،معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع ، تحقيق : مصطفى السقا ، عالم الكتب ، بيروت ، بلا . ت ،ج1 ، ص6 ؛ ياقوت الحموي ،الشيخ الامام شهاب الدين ابي عبد الله الرومي البغدادي ( ت626هـ/1228م) ، معجم البلدان ، دار صادر ، بيروت ، 1397هـ/1977م ،مج2 ، ص137 ؛ ابن عبد الحق ، عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي ( ت739هـ/1338م) ، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع ، تحقيق :علي محمد البجاوي، دار احياء الكتب العربية ، القاهرة ، 1373هـ/1954م ، ج1 ، ص332 ؛ الالوسي ، محمود شكري ، بلوغ الارب في معرفة احوال العرب ، تحقيق وتصحيح : محمد بهجت الاثري ، ط3،دار الكتاب العربي ،مصر، بلا . ت ،ج1،ص187 ؛ عاقل ، نبيه ، تاريخ العرب القديم وعصر الرسول (صلى الله عليه و آله) ، دمشق ، 1968م ،ص18 .
(2) الهمداني ، صفة جزيرة العرب ، ص39 .
(3) عوض الله ، احمد ابو الفضل ، مكة في عصر ما قبل الإسلام ، ط2 ، مطبعة دار الملك عبد العزيز ، الرياض ، 1407هـ /1980م ، ص15 .
(4) ابو العلا ، محمود طه ، جغرافية شبه جزيرة العرب ، مطبعة سجل العرب ، القاهرة، 1972م، ج2 ، ص12 .
(5) علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين ومكتبة النهضة، بيروت، 1971م، ج1، ص140.
(6) الدباغ، مصطفى مراد، جغرافية جزيرة العرب، دار الطليعة، بيروت، 1382هـ /1963م، ج1، ص35.
(7) ابو العلا ، جغرافية شبه جزيرة العرب ، ج1 ، ص12 .
(8) البكر، منذر عبد الكريم، دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام (تاريخ الدول الجنوبية في اليمن)، مطبعة جامعة البصرة، البصرة، 1399هـ/1980م، ص59.
(9) الحربي ، ابراهيم بن اسحاق بن ابراهيم ( ت285هـ/898م) ، المناسك واماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة ، تحقيق : حمد الجاسر ، الرياض ، 1969م ، ص532 .
(10) ابو اسحاق ابراهيم بن محمد الفارسي ( ت341هـ/952م) ، المسالك والممالك ، تحقيق : محمد جابر عبد العال الحسيني ، مراجعة :محمد شفيق غربال ، مطابع دار القلم ، القاهرة ، 1381هـ/1961م ، ص20 .
(11) صفة جزيرة العرب ، ص39 .
(12) حتي ، فيليب واخرون ، تاريخ العرب المطول ، ط3 ، دار الكشاف للنشر والطباعة والتوزيع ، بلا . م ، 1961م ، ج1 ، ص16 .
(13) جمعة ، ابراهيم ، مذكرات في تاريخ العرب الجاهلي وصدر الإسلام ، دار الطباعة الحديثة ، البصرة ، 1384هـ /1965م ، ص3 .
(14) حتي واخرون ، تاريخ العرب ، ج1 ، ص15 .
(15) علي، المفصل، ج7، ص6.
(16) وهبة، حافظ، جزيرة العرب في القرن العشرين، ط5، دار الطليعة، بيروت، 1332هـ/1963م، ص1.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|