المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24

أهل البيت (عليهم السلام) والرعاية الإلهية عند ولادتهم
2024-06-27
كيمياء المعادن العملية
12-12-2021
النمط الزراعي
2-11-2020
في إثبات إمامة (الحجة ع) ووجوده
9-08-2015
Force Law for SHM
30-12-2016
المشيمة Placenta
22-8-2019


التحضّر والتخلّف  
  
2532   12:43 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص89-90
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لماذا هذا التخلف في المجتمع الإسلامي؟

الجواب :

إن مفهوم التحضر والتخلف من المفاهيم المتضادة، واحدهما يعرّف الآخر.

إن التحضر يُتصور على نحوين :

1ـ التحضر السلبي وهو عبارة عن اللحوق بركب الحضارة الغربية كما هو الشائع في زماننا، فمن التحق بعادات الغرب وتقاليدهم وتحلل من القيم والاخلاق يقال عنه المتحضر.

2- التحضر الايجابي هو اقامة الدولة العادلة في المجتمع والهدف منها تعمير الدنيا باتجاه تعمير الآخرة، وذلك بالأخذ بكل عادة وتقليد لا تنافي القيم والأخلاق وتأخذ بيد الإنسان نحو كل رشد وتطور.

والصحيح هو الثاني الذي تبناه الإسلام وهو الذي يتكامل مع كل ابداع إنساني شريف حتى على مستوى ما توصلت اليه الثورة الصناعية الغربية.

إن هذه النظرية الإسلامية تسعى إلى بناء الدارين وسعادة الدنيا والآخرة في مقابل الاقتصار على الحياة الدنيوية المادية. وعليه  ان التخلف الذي نراه في بلاد المسلمين هو من ايديهم لا من النظرية الإلهية التي تبنُّوها.

ان التخلف السلبي عارض غريب على ثقافتنا الراشدة، كما هو الحال في التحضر السلبي الذي يعكس التحلل الخلقي من القيم الإنسانية تربويا ويتحمل مسؤوليته كل من مسك بمقدّرات الأمة وبالأخص النفط (الكنز) الذي لا يقدّر، والذي لو وضع في محله لكان عالمنا الإسلامي هو السباق في كل الميادين التي نشهدها اليوم.

إن التخلف تتحمل مسؤوليته الدول التي تعاقبت على رقاب المسلمين، وكان همها الحكم والسيطرة على الرقاب والبذخ وفنون الشهوات، والتي لم تستفد من الطاقات الشابة والمبدعة، بل طالما قتلت كل ابداع في الامة.

إن المجتمع الإسلامي يملك كل ابداع كما عليه المجتمع الغربي بدليل ما اكتشفه الغرب في هجرة الأدمغة من المجتمع الإسلامي والذين أظهروا كل تقدم في جامعاتهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.