المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



ضابطة التأويل  
  
1872   05:46 مساءاً   التاريخ: 14-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص26-30 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التأويل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014 1734
التاريخ: 12-11-2020 5853
التاريخ: 26-11-2014 1820
التاريخ: 16-10-2014 1896

مما يجدر التنبه له ان للأخذ بدلائل الكلام ـ سواء اكانت جلية ام خفية ـ شرائط ومعايير ، لا بد من مراعاتها للحصول على الفهم الدقيق فكما ان لتفسير الكلام ـ وهو الكشف عن المعاني الظاهرية للقرآن ـ قواعد واصول مقررة في علم الاصول والمنطق ، كذلك كانت لتأويل الكلام ـ وهو الحصول على المعاني الباطنية للقرآن ـ شرائط ومعايير ، لا ينبغي اعفاؤها والا كان تأويلا بغير مقياس ، بل كان من التفسير بالراي الممقوت .

وليعلم ان التأويل ـ وهو من الدلالات الباطنية للكلام ـ داخل في قسم الدلالات الإلزامية غير البينة ، فهو من دلالة الالفاظ لكنها غير البينة ، ودلالة الالفاظ جميعا مبتنية على معايير يشرحها علم الميزان ، فكان التأويل ـ وهو دلالة باطنة ـ بحاجة الى معيار معروف كي يخرجه عن كونه تفسيرا بالراي .

فمن شرائط التأويل الصحيح ـ اي التأويل المقبول في مقابلة التأويل المرفوض

ـ اولا: رعاية المناسبة القريبة بين ظهر الكلام وبطنه (1) ، اي بين الدلالة الظاهرية وهذه الدلالة الباطنية للكلام ، فلاتكون اجنبية ، لا مناسبة بينها وبين اللفظ ابدا فاذا كان التأويل ـ كما عرفناه ـ هو المفهوم العام المنتزع من فحوى الكلام ، كان لا بد ان هناك مناسبة لفظية او معنوية استدعت هذا الانتزاع .

مثلا: لفظة (الميزان ) وضعت لالة الوزن المعروفة ذات الكفتين ، وقد جاء الامر بإقامتها وعدم البخس فيها ، في قوله تعالى : {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 9].

لكنا اذا جردنا اللفظ من قرائن الوضع وغيره واخلصناه من ملابسات الانس الذهني ، فقد اخذنا بمفهومه العام :كل ما يوزن به الشي ، اي شيء كان ماديا ام معنويا ، فانه يشمل كل مقياس او معيار كان يقاس به او يوزن به في جميع شؤون الحياة ، ولا يختص بهذه الالة المادية فحسب .

قال الشيخ ابو جعفر الطوسي : فالميزان آلة التعديل في النقصان والرجحان ، والوزن يعدل في ذلك ولولا الميزان لتعذر الوصول الى كثير من الحقوق ، فلذلك نبه تعالى على النعمة فيه والهداية اليه وقيل : المراد بالميزان : العدل ، لان المعادلة موازنة الاسباب (2) .

وروى محمد بن العباس المعروف بماهيار (ت ح330 ) ـ في كتابه الذي وضعه لبيان تأويل الآيات ـ بإسناده الى الامام الصادق (عليه السلام)قال : الميزان الذي وضعه اللّه للأنام ، هو الامام العادل الذي يحكم بالعدل ، وبالعدل تقوم السماوات والارض ، وقد امر الناس ان لا يطغوا عليه ويطيعوه بالقسط والعدل ، ولا يبخسوا من حقه ، او يتوانوا في امتثال اوامره (3).

و هكذا قوله تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30] كانت دلالة الآية في ظاهر تعبيرها واضحة ، ان نعمة الوجود ووسائل العيش والتداوم في الحياة ، كلها مرهونة بإرادته تعالى وفق تدبيره الشامل لكافة انحاء الوجود.

واللّه تعالى هو الذي مهد هذه البسيطة لامكان الحياة عليها ، ولولا فضل اللّه ورحمته لعباده لضاقت عليهم الارض بما رحبت .

هذا هو ظاهر الآية الكريمة ، حسب دلالة الوضع والمتفاهم العام .

وللإمام ابي جعفر الباقر(عليه السلام) بيان يمس جانب باطن الآية ودلالة فحواها العام ، قال : (اذا فقدتم امامكم فلم تروه فماذا تصنعون ).

و قال الامام على الرضا (عليه السلام) : (ماؤكم : ابوابكم الائمة ، والائمة : ابواب اللّه فمن يأتيكم بما معين ، اي يأتيكم بعلم الامام ) (4) .

لا شك ان استعارة (الماء المعين ) للعلم النافع ، ولا سيما المستند الى وحي السماء ـ من نبي او وصي نبي ـ امر معروف ومتناسب لا غبار عليه .

فكما ان الما اصل الحياة المادية والمنشأ الاول لامكان المعيشة على الارض ، كذلك العلم النافع وعلم الشريعة بالذات ، هو الاساس لامكان الحياة المعنوية التي هي سعادة الوجود والبقا مع الخلود.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24].

{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164].

فهنا قد لوحظ الما ـ وهو اصل الحياة ـ في مفهومه العام المنتزع منه الشامل للعلم ، فيعم الحياة المادية والمعنوية .

و ايضا قوله تعالى : {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس: 24] ، اي فليمعن النظر في طعامه ، كيف عملت الطبيعة في تهيئته وتمهيد امكان الحصول عليه ، ولم يأته عفوا ، ومن غير سابقة مقدمات وتمهيدات لو امعن النظر فيها ، لعرف مقدار فضله تعالى عليه ، ولطفه ورحمته ، وبذلك يكون تناول الطعام له سائغا ، ومستدعيا للقيام بالشكر الواجب .

هذا ، وقد روى ثقة الاسلام الكليني بإسناده الى زيد الشحام ، قال : سالت الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)قلت : ما طعامه ؟ قال : (علمه الذي يأخذه عمن يأخذه ) (5).

والمناسبة هنا ـ ايضا ـ ظاهرة ، لان العلم غذا الروح ، ولا بد من الاحتياط في الاخذ من منابعه الاصيلة ، ولاسيما علم الشريعة واحكام الدين الحنيف .

و ثانيا: مراعاة النظم والدقة في الغاء الخصوصيات المكتنفة بالكلام ، ليخلص صفوه ويجلو لبابه في مفهومه العام ، الامر الذي يكفله قانون (السبر والتقسيم ) من قوانين علم الميزان (علم المنطق ) والمعبر عنه في علم الاصول : بتنقيح المناط ، الذي يستعمله الفقها للوقوف على الملاك القطعي لحكم شرعي ، ليدور التكليف او الوضع معه نفيا واثباتا ، ولتكون العبرة بعموم الفحوى المستفاد ، لا بخصوص العنوان الوارد في لسان الدليل وهذا امر معروف في الفقه ، وله شرائط معروفة .

ومثال تطبيقه على معنى قرآني ، قوله تعالى ـ حكاية عن موسى (عليه السلام)ـ : {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 17].

هذه قولة نبي اللّه موسى (عليه السلام)قالها تعهدا منه للّه تعالى ، تجاه ما انعم عليه من البسطة في العلم والجسم : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [القصص: 14] قضى على عدوله  بوكزة وكزه بها ، فحسب انه قد فرط منه ما لا ينبغي له ، فاستغفر ربه فغفر له فقال ذلك تعهدا منه للّه ، ان لا يستخدم قواه وقدره الذاتية ، والتي منحه اللّه بها ، في سبيل الفساد في الارض ، ولا يجعل ما آتاه اللّه من امكانات معنوية ومادية في خدمة اهل الاجرام .

هذا ما يخص الآية في ظاهر تعبيرها بالذات .

وهل هذا امر يخص موسى (عليه السلام)لكونه نبيا ومن الصالحين ، ام هو حكم عقلي بات يشمل عامة اصحاب القدرات ، من علما وادبا وحكما وارباب صنائع وفنون ، وكل من آتاه اللّه العلم والحكمة وفصل الخطاب ؟ لا ينبغي في شريعة العقل ان يجعل ذلك ذريعة سهلة في متناول اهل العبث والاستكبار في الارض ، بل يجعلها وسيلة ناجحة في سبيل اسعاد العباد واحيا البلاد {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61] .

وهذا الفحوى العام للآية الكريمة انما يعرف وفق قانون (السبر والتقسيم ) والغاء الخصوصيات المكتنفة بالموضوع ، فيتنقح ملاك الحكم العام .

وفي القرآن كثير من هذا القبيل ، انما الشأن في امعان النظر والتدبر في الذكر الحكيم ، وبذلك يبدو وجه استفادة فرض الاخماس من آية الغنيمة ، ودفع الضرائب من آية الانفاق في سبيل اللّه .
___________________________________

1- بحيث يكون المفهوم العام من بطن الآية صالحا للانطباق على ظهرها انطباق الكلي على مصاديقه ، حسبما بينا في موارده من امثلة ، ومنها :آية السؤال من اهل الذكر حيث كان وجوب الرجوع الى العالم ، هي الكبرى الكلية المستخرجة من بطن الآية وقد انطبقت على مورد نزولها بالمناسبة .

2- التبيان ، ج9 ، ص 463.

3- نقلا بالمعنى ، راجع : تأويل الآيات الظاهرة للسيد شرف الدين الاسترابادي ، ج2 ، ص 632 ـ 633.

4- تفسير الصافي ، الفيض الكاشاني ، ج2 ، ص 727 ، وراجع : تأويل الآيات الظاهرة ، ج2 ، ص 708.

5- تفسير البرهان ، ج4 ، ص 429.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .