استعمالات التأويل في القرآن الكريم
المؤلف:
مركز نون للتأليف والترجمة
المصدر:
دراسات في مناهج التفسير
الجزء والصفحة:
ص 16-17 .
10-10-2014
4933
جاء استعمال لفظ "التأويل" في القرآن على ثلاثة وجوه :
1ـ تأويل المتشابه : بمعنى توجيهه حيث يصحّ ويقبله العقل والنقل ، إمّا في متشابه القول ، كما في قوله تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} [آل عمران : 7] أو في متشابه الفعل ، كما في قوله : {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا } [الكهف : 78] ، {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف : 82].
2ـ تعبير الرؤيا : وقد جاء متكرّراً في سورة يوسف في سبعة مواضع (1).
قال تعالى : {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف : 6].
3ـ مآل الأمر وعاقبته : وما ينتهي إليه الأمر في نهاية المطاف ، قال تعالى :
{وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [الإسراء : 35] ، أي أَعوَد نفعاً وأحسن عاقبة.
4- المراد الحقيقي والواقعي من الآية : وهو ما يعبّر عنه ببطن القرآن ، ولا يعتمد التأويل على ظاهر اللفظ ولا على القرائن اللفظية ، ومن هنا كان خطاب النبي يوسف عليه السلام : {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} [يوسف : 100] فإن تفسير الرؤيا أنّه رأى أحد عشر كوكباً ورأى الشمس والقمر كل ذلك رآه ساجداً له ، ولكن بعد مرور الزمن والابتلاءات تمّ تأويل هذه الرؤيا بما لا يظهر من الألفاظ المستعملة في آية الرؤيا ، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "ما في القرآن آية إلّا ولها ظهر وبطن" ، سئل الإمام الباقر عليه السلام عن هذا الحديث فقال : "ظهره تنزيله وبطنه تأويله ، منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن يجري كما تجري الشمس والقمر" (2).
________________________
1- الآيات : 6ـ 21ـ 36ـ 44ـ 45ـ 100ـ 101.
2- بصائر الدرجات ، محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار ، ص 195 ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم ، 1381هـ.
الاكثر قراءة في التأويل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة