أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-10
897
التاريخ: 2024-08-15
533
التاريخ: 6-2-2017
3333
التاريخ: 5-2-2017
1702
|
سمي العرب العاربة، لأن اللغة العربية كانت لهم بالأصالة، فقيل: العاربة وهم أقدم الأمم. أما العرب المستعربة لأنهم صاروا إلى حال لم يكونوا عليا فسموا كذلك، إ أنهم أخذوا السمات والشعائر العربية من غيرهم، فانتقلت اللغة إليهم بواسطة، فقيل: المستعربة. وهي بمعنى الصيرورة، أي: إذا صار الشيء من حال إلى حال أخرى لم يكن عليها، وهذا من قبيل قولهم: استحجر الطين، أي: صار حجراً أو كالحجر.
وهذه الطبقة من العرب [لعاربة] يعرفون باليمنية والسبئية. وهؤلاء من قحطان، وسبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان، واختلف النسابون كثيراً ي أسماء قحطان وسبأ ويشجب، ويقول ابن خلدون: وأصح ما قيل ي هذا أنه: قحطان بمن يمن بن قيدر، ويقال: الهميسع بن يمن بن قيدار، وأن يمن هذا سميت به ايمن. وبعضهم قال: إن قحطان من ولد إسماعيل، وعلى هذا تكون العرب كلهم من ولده لأن عدنان وقحطان يستوعبان شعوب العرب كلها. وليس هناك خلاف أن قحطان هو أبو اليمن كلهم.
ويقال: نه أول من تكلم العربية وتعلم قحطان العربية من العرب العاربة. وكان بنو قحطان معاصرين لإخوانهم من العرب العاربة، ومظاهرين لهم على أمورهم، ويلتقوا معهم في البادية، ولكنهم ابتعدوا عن الملك والترف فظلوا محافظين على بداوتهم وما يتبع ذلك من قوة وبسالة. وتشعبت في أرض الفضاء فضائلهم، وتعددت أفخاذهم وعشائرهم. فلما نما عددهم استولوا على الملك، وزاحموا العمالقة، فكان يعرب بن قحطان من أعاظم ملوك العرب، وهو أول من حياه قومه بتحية الملك. وقال ابن سعيد: وهو الذي ملك بلاد اليمن وغلب عليها قوم عاد، وغلب العمالقة على الحجاز، وولي أخوته على جميع أعمالهم، فولى جرهماً على الحجاز، وعاد بن قحطان على الشحر، وحضرموت بن قحطان على جبال الشحر، وعمان بن قحطان على بلاد عمان.
وملك بعده ابنه يشجب بن يرب، وقيل: اسمه يمن، واستبد أعمامه بما في أيدهم من الممالك، وملك بعده ابنه عبد شمس وقيل: عابر، ويسمى سبا، لأنه أول من سن السبي، وبنى مدينة سبأ وسد مأرب، وبنى مينة عين شمس بإقليم مصر. وكان لسبأ من الولد كثير، وأشهرهم: حمير.. وكهلان، اللذان منهما الأمتان العظيمتان من اليمنية، أهل الكثرة والملك، وملك حمير منهم أعظمه، وكان منهم التبابعة.
ولما هلك سبأ قام بالملك بعده ابنه حمير، ويعرف بالعرنجج، وقيل: هو أول من تتوج بالذهب. وكان له من الأولاد ستة: واثل .. ومالك.. وزيد .. وعامر .. وعوف .. وسعد. وملك بعده ابنه واثل. وقيل: أخوه كهلان، ومن بعده: وائل، ثم المسكسك بن وائل. وكان مالك بن حمير قد هلك وغلب على عمان ابنه قضاعة، فحاربه السكسك وأخرجه عنها، ودارت حروب طويلة بين الحيين. ثم استبد عليه من بني حمير ماران بن عوف بن حمير، ويعرف بذي رياش، وكان صاحب البحرين فنزل نجران واشتغل بحرب مالك بن الحاف بن قضاعة.
وهكذا اضطربت أحوال حمير وصار ملكهم طوائف إلى ن استقر في الرائش وبنيه التبابعة .
ملوك التبابعة:
هؤلاء الملوك من ولد عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن أبين بن الهميسع بن حمير. وكانت بلادهم (صنعاء)، وكان سد مأرب يبعد عنهم ثلاث مراحل، أمرت ببنائه بلقيس ـ ملكة من ملوكهم ـ ما بين جبلين، وبني بالصخر والقار ـ الزفت ـ فحقنت به ماء العيون والأمطار، وفتحت منه فتحات حتى يستطيعوا السقايا منه على قدر حاجاتهم، وهو الذي يسمى (العرِم، والسكر).
وقيل: إن الذي بنى السد هو جد القبيلة (حمير). وقيل: بناه لقمان الأكبر ابن عاد. وقيل: بناه سبأ بن يشجب. والأصح ـ كما قال ابن خلدون ـ إن المباني العظيمة والهياكل الشامخة لا يستقل بها
الواحد، فيكون قد بدأ في بنائه(سبأ) ثم أكمله من بعده ملوك حمير.
قال السهيلي: معنى تبع: الملك المتبع. وقيل: التبابعة: هم ملوك اليمن، وأحدهم تب لأنهم يتبع بعضهم بعضاً، كلما هلك واحد قام آخر تابعاً ل في سيرته، وزادوا الباء ي التبابعة لإرادة النسب. قال المسعودي: ولم يكونوا يسمون الملك منهم تبعاً حتى يملك اليمن والشحر وحضرموت، وقيل: حتى يتبعه بنو جشم بن عبد شمس، ومن لم يكن له شيء من الأمرين فيسمى ملكاً، ولا يقال له تبع.
وأول ملكوهم باتفاق هو: الحرث الرائش، وإنما سمي الرائش لأنه راش الناس بالعطاء. واختلف الناس ي نسبه بعد اتفاقهم على أنه من ولد واثل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن أبين بن الهميسع بن حمير.
قال السهيلي: وملك الحرث الرائش مائة وخمساً وعشرين سنة وكان يسمى تبعاً، وكان مؤمناً، ثم ملك بعده ابنه أبرهة ذو المنار، وسمي كذلك لأنه رفع النار ليهتدي به. ثم ملك بعده أفريقيش، وهو الذي ذهب بقبائل العرب إلى إفريقيا وبه سميت، وساق البربر إليها من أرض كنعان، مر بها عندما غلبهم يوشع وقتلهم، فاحتمل الغل منهم، وساقهم إلى إفريقيا فأنزلهم بها، وقتل ملكها جرجير، ويقال: إنه الذي سمى البرابرة بهذا الاسم، لأنه لما افتتح المغرب وسمع رطانتهم وأصواتهم قال: ما أكثر بربرتهم فسموا البرابرة، والبربرة في لغة العرب: اختلاط أصوات غير مفهومة. ثم ملك بعده أخوه العبد بن أبرهة ذو الأذعار، وسمي بذلك لكثرة ذعر الناس من جوره وظلمه، وكان على عهد سليمان بن داود وقبله بقليل، وغزا ديار المغرب، وسار إليه ملك فارس كيقاوس فغلبه العبد وأسره، ثم استنقذه وزير رستم بجيش كبير من فارس، وذكر ابن هشام: أن مهلك ذي الأذعار كان على يد (بلقيس) حيث دست له السم فمات. وملك بعده الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن ذي الأذعار، وهو ذو الصرح وملكت بعده ابنته بلقيس وقال الطبري: اسم بلقيس يلقمة بنت اليشرح بن الحرث بن قيس.
ثم غلبهم النبي سليمان (ع) على اليمن، كما جاء في القرآن الكريم، فيقال: تزوجها. ويقال: بل عزلها. قال هشام بن الكلبي: إن ملك اليمن صار بعد بلقيس إلى ناشر بن عمرو الذي يقال له: ياسر أنعم، لإنعامه عليهم بما جمع من أمرهم وقوي من ملكهم.
ثم ملك بعده ابنه شمر مرعش، سمي بذلك لارتعاش كان به، ويقال: إنه غزا العراق وفارس وخراسان وافتتح مدائنها وخرب مدينة الصغد وراء جيحون، فقالت العجم: شمر كنداي، أي شمر خرب. وبنى مدينة هنالك فسميت باسمه هذا، وعربته العرب فصار سمرقند.
ثم ملك بعده، تب الأقرن، واسمه زيد، وإنما سمي بذلك لشامة كانت في قرنه. ثم ملك من بعده ابنه كلكيكرب، وكان ضعيفاً ولم يغز قط إلى أن مات. وملك بعده ابنه تبان أسعد أبو كرب، ويقال: هو تبع الآخر، وهو المشهور من ملوك التبابعة. قال الطبري: ويقال له: الرائد، وأنه شخص من اليمن غازياً ومرّ بالحيرة، فتحير عسكره هنالك، فسميت الحيرة، وخلف قوماً من الأزد ولخم وجذام وعاملة وقضاعة فقاموا هنالك وبنوا الأطام. واجتمع إليمن ناس من طيرة وكلب والسكون و أياد والحرث بن كعب، ثم توجه إلى الأنبار ثم الموصل ثم أذربيجان، ولقي الترك فهزمهم وقتل وسبى، ثم رجع إلى اليمن فهابته الملوك، وهادنه ملوك الهند، ثم رجع لغز الترك، وبعث ابنه حسان إلى الصغد، وابنه يعفر إلى الروم، وابن أخيه شمر ذي الجناح إلى الفرس فلقي ملك الفرس كيقباذ فهزمه وملك سمرقند وقتل، وجاز إلى الصين فوجد حسان قد سبقه إليها، فأثخنا في القتل والسبي، وانصرفا بما معهما من الغنائم، ويقال: إنهما تركا ببلاد الصين قوماً من حمير، وأنهم بها لهذا العهد، وإنه ترك ضعفاء الناس بظاهر الكوفة، فتحيروا هنالك وأقاموا معهم من كل قبائل العرب.
وقال ابن إسحاق: إن تبع الآخر المشهور من ملوك التبابعة هو حسان تبع وإنه تدين بدين اليهودية، وسب ذلك: نه لما غزا إلى المشرق مرّ بالمدينة (يثرب) فملكها وخلف ابنه فيهم، فقتلوه غيلة، ورئيسهم يومئذ عمرو بن الطلة من بني النجار، فلما أقبل من المشرق وجعل طريقه على المدينة قاصداً خرابها، فجمع هذا الحي من أبناء قيلة لقتال، فقاتلهم، وبينما هم على ذلك جاءه حبران من أحبار اليهود ـ أي عالمان من علمائهم ـ من بني قريظة، وقالا له: لا تفعل! فإنك لا تقدر، وأنها مهاجر نبي قرشي يخرج آخر الزمان، فتكون قراراً له. فأعجب حسان بهما واتبعهما على دينهما ثم مضى لوجهه مصطحباً الحبرين معه فلقيه قبل مكة نفرٌ من هذيل، وأغروه بمال الكعبة وما فيها من الجواهر والكنوز، فنهاه الحبران عن ذلك، وقالا له: إنما أراد هؤلاء هلاكك، فقتل الفر من هذيل، وقدم مكة، فأمره الحبران بالطواف بها والخضوع، ثم كسا الكعبة وكان أول من كساها، وأمر ولاتها من جرهم بتطهيرها من الدماء وسائر النجاسات، وجعل لها باباً ومفتاحاً، ثم سار إلى اليمن. وآمنت حمير باليهودية مذ ذاك.
ثم ملك بعده أخوه عمرو، ويقال: أن بعضهم أشاروا عليه قتل أخيه حسان لكرههم الغزو معه، فوثب عليه وقتله، فلم يعد يعرف النوم، فسأل الأطباء عن ذلك، فقالوا له: ما قتل رجل أخاه إلا سلط عليه السهر، فجعل يقتل كل من أشار عليه بقتل أخيه، ولم يغنه ذلك شيئاً، ثم ضاع أمر حمير من بعده وتفرقوا. وكان ولد حسان تبع صغاراً لا يصلحون للملك.
قل ابن حزم بعد ذكر هؤلاء من التبابعة: وفي أنسابهم اختلاف وتخليط وتقديم وتأخير ونقصان وزيادة. ولا يصح من كتب أخبار التبابعة وأنسابهم إلا طرف يسير لاختلاف روايتهم، وبعد العهد.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|