أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016
2788
التاريخ: 7-11-2016
6762
التاريخ: 2023-12-09
888
التاريخ: 21-2-2021
1598
|
كانت الصابئة من بين الديانات التي انتشرت في بلاد اليمن وحران واعالي العراق، وبعبد اتباعها النجوم الكواكب التي عرفوها من خلال ملاحظتهم لها وطول تجربتهم بمطالعها ومغايبها، للاهتداء بها في اسفارهم، وتعاقب الليل والنهار وغيرها من أسباب معايشهم، يقول صاعد احمد الطليطلي:
((كان للعرب معرفة بأوقات مطالع النجوم ومغايبها وعلم بأنواء الكواكب وامطارها على حسب ما ادركوه بفرط العناية وطول التجربة لاحتياجهم الى معرفة ذلك في أسباب المعيشة(1).
وكان من اثر الكواكب والنجوم في حياتهم ومعيشتهم ان انتشرت عبادة الصابئة في انحاء متفرقة من جزيرة العرب لاعتقادهم ان الافلاك والكواكب اقرب الاجسام المرئية الى الله تعالى، وانها حية ناطقة، وان الملائكة تختلف فيما بينها وبين الله، وان كل ما يحدث في قدرهم فإنما هو على قدر ما تجرى به الكواكب عن امر الله. فعظموها وقربوا اليها القرابين(2).
كان للشمس مكانة عظيمة عند عرب الجنوب فقدسوها وعبدوها قال تبارك وتعالى عن مملكة سبا: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ } [النمل: 23، 24] (3)، كما عبدوا القمر والزهرة، فلما راوا الكواكب تختفي بالنهار وفي بعض أوقات الليل، امرهم بعض من كان فيهم من حكمائهم ان يجعلوا لها اصناما وتماثيل على صورها واشكالها وان يقدموا لها القرابين فاتخذ صابئة حران، بيتا لعبادة الكواكب والنجوم جعلوا تحته أربعة سراديب وضعوا بها الاصنام التي تمثل الاجسام السماوية فكانوا يسجدون لها من دون الله وفي ذلك يقول ابن عيشون الحراني القاضي:
ان نفيس العجائب
بيت لهم في سرداب
تعبد في الكواكب
اصنامهم خلف غائب(4)
وقد أشار الله تبارك وتعالى لعبادة الكواكب بقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [فصلت: 37] (5).
وقد عبدت بعض بطون قبائل تميم نجوما صغارا، نحو عشرين نجما، يقال لها القلاص، والمجموعة كلها تعرف بالديران اما بطون طئ فعبدوا ((الثريا))، وبطون من ربيعة المرزم(6). كذلك عبدت قبائل لخم وخزاعة وبعض بطون قريش نجما اسمه الشعري، بعد ان ادخل هذه العبادة جزء بن عالب بن عامر ابن الحرث الخزاعي المكنى أبو كبشة فلما بعث النبي ص وخالف قريش في عبادتهم، قالوا له ابن ابي كبشة لمخالفته لهم مخالفة ابي كبشة لهم في عبادة الهتهم وقد نهاهم الله تبارك وتعالى عن عبادة ذلك النجم في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} [النجم: 49] (7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صاعد احمد الطليطلي: طبقات الأمم، بيروت، 1983، ص45.
(2) المسعودي: مروج الذهب، جـ1، ص461.
(3) سورة النمل: اية (24).
(4) المسعودي: مروج الذهب، جـ1، ص268.
(5) سورة فصلت: اية (37).
(6) الالوسي: بلوغ الارب، جـ2، ص239 – 340.
(7) سورة النجم: اية (49).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|