أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 6-10-2016
![]() |
علاج حب الجاه مركب من علم و عمل , و علاجه العلمي : أن يعلم أن السبب الذي لأجله أحب الجاه - و هو كمال القدرة على اشخاص الناس و على قلوبهم ان صفا و سلم - فآخره الموت فليس هو من الباقيات الصالحات بل لو سجد له كل من على وجه الأرض إلى خمسين سنة او أكثر لا بد بالأخرة من موت الساجد و المسجود له ، و يكون حاله كحال من مات قبله من ذوي الجاه مع المتواضعين له.
و لا ينبغي للعاقل أن يترك بمثل ذلك الدين الذي هو الحياة الأبدية التي لا انقطاع لها , و من فهم الكمال الحقيقي و الكمال الوهمي , صغر الجاه في عينه ، إلا أن ذلك انما يصغر في عين من ينظر إلى الآخرة كأنه يشاهدها و يستحقر العاجلة و يكون الموت كالحاصل عنده ، و أبصار أكثر الخلق ضعيفة مقصورة على العاجلة لا يمتد نورها إلى مشاهدة العواقب ، كما قال اللّه تعالى : {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى : 16، 17] , وقال : {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} [القيامة : 20، 21].
فمن هذه مرتبته ، فينبغي ان يعالج قلبه من حب الجاه بمعرفة الآفات العاجلة ، و هو يتفكر في الأخطار التي يستهدف لها أرباب الجاه في الدنيا فان كل ذي جاه محسود مقصود بالإيذاء ، و خائف على الدوام على جاهه و لا يزال في الاضطراب و الخوف من أن يتغير منزلته في القلوب.
مع أن قلوب الناس أشد تغيرا و انقلابا من القدر في غليانه ، و هي مرددة بين الإقبال و الاعراض ، فكلما يبني على قلوب الخلق يضاهي ما يبني على أمواج البحر فانه لإثبات له.
والاشتغال بمراعاة القلوب و حفظ الجاه و دفع كيد الحساد و منع أذى الأعداء اشتغال عن اللّه و تعرض لمقته في العاجل و الآجل كل ذلك غموم عاجلة مكدرة للذة الجاه ، فلا يبقى في الدنيا أيضا مرجوها بمخوفها ، فضلا عما يفوت في الآخرة.
فبهذا ينبغي أن تعالج البصيرة الضعيفة و أما من نفذت بصيرته و قوى ايمانه فلا التفات له إلى الدنيا.
فهذا هو العلاج العلمي.
وأما العلاج العملي فإسقاط الجاه عن قلوب الخلق بالأنس بضد الجاه الذي هو الخمول و يقنع بالقبول من الخالق ، و أقوى العلاج لقطع الجاه الاعتزال عن الناس و الهجرة إلى مواضع الخمول ، لا مجرد الاعتزال في بيته في البلدة التي هو فيها مشهور، لأن المعتزل في بيته في البلدة التي هو فيها مشهور عند أهلها لا يخلو بسبب عزلته عن حب المنزلة التي تترسخ له في القلوب ، فربما يظن أنه ليس محبا لذلك الجاه و هو مغرور، و انما سكنت نفسه لأنها ظفرت بمقصودها ، و لو تغير الناس عما اعتقدوا فيه و ذموه أو نسبوه إلى امر غير لائق ، ربما جزعت نفسه و تألمت و توصلت إلى الاعتذار من ذلك و اماطة ذلك الغبار عن قلوبهم ، و ربما يحتاج في إزالة ذلك عن قلوبهم إلى كذب و تلبيس و لا يبالى به ، و به يتبين انه بعد محب للجاه والمنزلة ، و لا يمكنه ألا يحب المنزلة في قلوب الناس ما دام يطمع في الناس و لا يقطع الطمع عن الناس إلا بالقناعة.
فمن قنع استغنى عن الناس ، و إذا استغنى لم يشتغل قلبه بالناس و لم يكن لقيام منزلته في القلوب وزن عنده ، بل من لم يطمع في الناس و كان من أهل المعرفة ، كان الناس عنده كالبهائم ، فكيف يكون طالبا لقيام منزلته في قلوبهم؟.
والحاصل : أن الغالب و الباعث على قيام المنزلة في قلوب الناس هو الطمع منهم ، و لذا ترى انك لا تطلب قيام منزلتك في قلوب من في أقصى لمشرق أو المغرب ، لعدم طمع لك فيهم ، ثم ينبغي أن يستعين على المعالجة بالأخبار الواردة في ذم الجاه , و في مدح الخمول .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
قسم السياحة الدينية: نحو 100 عجلةٍ ستشارك بنقل طلبة الجامعات خلال حفل التخرّج المركزيّ
|
|
|