المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الغضب‏  
  
1588   05:59 مساءاً   التاريخ: 29-9-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص‏73-76.
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / الغضب و الحقد والعصبية والقسوة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-2-2022 2768
التاريخ: 29-9-2016 1703
التاريخ: 29-9-2016 1650
التاريخ: 29-9-2016 1563

أن الغضب شعلة نار اقتبست من نار اللّه الموقدة إلا أنها لا تطلع إلا على الأفئدة  و أنها لمستكنة في طي الفؤآد استكنان الجمر تحت الرماد ، و تستخرجها حميّة الدين من قلوب المؤمنين أو حمية الجاهلية و الكبر الدّفين من قلوب الجبارين التي لها عرق إلى الشيطان اللّعين ، حيث قال : خلقتني من نار و خلقته من طين ، فمن شأن الطين السكون و الوقار ، و من شأن النار التلظي و الاشتغال‏(1) , و الحركة و الاصطهار(2) ، و من نتايج هذا الغضب الحقد و الحسد ، و بهما هلك من هلك و فسد من فسد ، و مقتضيهما(3) , مضغة إذا صلحت صلح لها ساير الجسد.

قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «الغضب يفسد الايمان كما يفسد الخل العسل»(4) ، و قال : «من كف غضبه كف اللّه عنه عذابه»(5).

و قال الباقر (عليه السلام): «إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في جوف ابن آدم و إن أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه و انتفخت أوداجه و دخل الشيطان فيه فاذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض فان رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك»(6).

و قال «ايّما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه و ليمسه فان الرحم إذا مسّت سكنت»(7).

قال (عليه السلام): «و كان أبي يقول : أي شي‏ء أشد من الغضب إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم اللّه و يقذف المحصنة»(8)، و قال (عليه السلام) : «من كف غضبه ستر اللّه عورته»(9) , و قال: «ان في التوراة مكتوب يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين غضبي» (10).

و قال الصادق (عليه السلام): «الغضب مفتاح كل شر»(11).

و إنما ينبسط الدم عند الغضب إذا غضب الانسان على من دونه و استشعر القدرة عليه فان صدر الغضب على من فوقه و كان معه يأس من الانتقام تولد منه انقباض الدم من ظاهر الجلد إلى جوف القلب و صار خوفا و لذلك يصفرّ اللون ، و إن كان على نظير يشك فيه تردد بين انقباض و انبساط فيحمرّ و يصفر و يضطرب لطلب الانتقام و إنما تتوجه هذه القوة عند ثورانها إلى دفع الموذيات الذي خلقت لأجله قبل وقوعها و إلى التشفي و الانتقام بعد وقوعها.

والانتقام قوة هذه القوة و شهوتها و فيه لذتها و لا تسكن إلا به ، و الناس في هذه القوة على درجات ثلاث في أول الفطرة من التفريط و الافراط و الاعتدال.

أما التفريط فبفقد هذه القوة أو ضعفها و ذلك مذموم و هو الذي يقال فيه إنه لا حمية له ، و هو ناقص جدا و من ثمراته عدم الغيرة على الحرم و احتمال الذل من الاخساء و صغر النفس ، و الخور و السّكون عند مشاهدة المنكرات  وقد وصف اللّه تعالى خيار الصحابة بالشدة و الحمية فقال : {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح : 29] , و قال : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة : 73] , و إنما الشدة و الغلظة من آثار قوة الغضب.

وأما الافراط فهو أن تغلب هذه الصفة حتّى تخرج من سياسة العقل و الدين و طاعتهما فلا يبقى للمرء معها بصيرة و نظر و فكر و لا اختيار ، و سبب غلبتها قد يكون فطريا ، و قد يكون اعتياديا بأن يخالط قوما يتبجحون‏ (12)  بتشفي الغيظ و طاعة الغضب و يسمون ذلك شجاعة و رجولية فيقول أحدهم : أنا الذي لا أصبر على المحال و لا احتمل من أحد أمرا و معناه لا عقل لي ثم يذكره في معرض الفخر بجهله فمن سمعه فيرسخ في نفسه حسن الغضب و حبّ التشبّه بالقوم فيعمى و يصم عن كل موعظة و لا يقدر الاستضاءة بنور عقله لانطفائه بدخان الغضب.

و من آثار هذا الغضب في الظاهر تغير اللّون و شدّة الرّعدة في الأطراف و خروج الافعال من الترتيب و النظام و اضطراب الحركة و الكلام حتّى يظهر الزبد على الاشداق و تحمر الأحداق و تنقلب المناخر و تستحيل الخلقة و لو رأى الغضبان في حال غضبه قبح صورته ليسكن غضبه حياء من قبح صورته و قبح باطنه أعظم من قبح ظاهره ، فان الظاهر عنوان الباطن و إنما قبحت صورة الباطن أولا ثم انتشر قبحها إلى الظاهر ثانيا فهذا أثره في الجسد.

و أما اثره في اللسان فانطلاقه بالشتم و الفحش و قبح الكلام الذي يستحيي منه ذوو العقول و يستحيي منه قائله عند فتور الغضب و ذلك مع تخبط النظم و اضطراب اللفظ.

و أما أثره على الأعضاء فالضرب و التهجّم و التمزيق و القتل عند التمكن من غير مبالاة فان هرب منه المغضوب عليه أو فاته بسبب و عجز عن التشفي رجع الغضب على صاحبه فيمزّق ثوب نفسه و يلطم وجهه و قد يعدو عدو الواله السكران و المدهوش المتحير ؛ و ربّما سقط سريعا لا يطيق العدو و النهوض لشدة الغضب و يعتريه شبه الغشية  و ربما يضرب الجمادات والحيوان فيضرب القصعة على الأرض و يكسر المائدة إذا غضب عليهما و قد يتعاطى أفعال المجانين فيشتم البهيمة و الجماد و يخاطبهما و يقول : إلى متى منك كانه يخاطب عاقلا.

وأما أثره في القلب فالحقد و الحسد و اظهار السوء و الشماتة بالمساءة و الحزن بالسرور و العزم على إفشاء السّر و هتك الاستار و غير ذلك من القبايح فهذه ثمرة الغضب المفرط و ينبغي لصاحبه أن يعالج نفسه من سورة الغضب و يقف على الوسط الحقّ بين الطرفين فهو الصراط المستقيم و هو أدق من الشّعر و أحدّ من السّيف ، فان عجز فليطلب القرب منه قال اللّه تعالى : {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء : 129] .

فليس كل من عجز عن الاتيان بالخير كله ينبغي أن يأتي بالشّر كلّه ، و لكن بعض الشر أهون من بعض و بعض الخير أرفع من بعض.

_________________

1- في النسخة المخطوطة المصححة الاستعار بدل الاشتغال و هو الموافق للقافية و استعيرت النار توقدت و تسعرت أيضا قال تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التكوير: 12] ‏.

2- الاصطهار الاذابة ، و منه قوله تعالى: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحج: 20].

3- في المخطوطة و مقيضهما و في المخطوطة الاخرى و مقبضهما.

4- الكافي : ج 2 , ص 302 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 156.

5- الكافي : ج 2 , ص 305 , و فيه« من كف غضبه عن الناس كفّ اللّه تبارك و تعالى عنه عذاب يوم القيامة».

6- الكافي : ج 2 , ص 304.

7- الكافي : ج 2 , ص 302.

8- الكافي : ج 2 , ص 303.

9- الكافي : ج 2 , ص 303 , و ثواب الاعمال : ص 163.

10- الكافي : ج 2 , ص 303.

11- الكافي : ج 2 , ص 303 , و تحف العقول : ص 362.

12- تبجح بتقديم المعجمة المشددة على المهملة : افتخر و تعظم و باهى.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.