أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-9-2016
1360
التاريخ: 25-9-2016
1667
التاريخ: 25-9-2016
2357
التاريخ: 23-3-2022
1550
|
ينبغي لمن أراد العبادة للّه سبحانه أن يحصل أوّلا العلم بكيفية تلك العبادة من مأخذه ، و مأخذ العلوم جميعا أهل بيت النّبوة الذين هم مهابط الوحي و ينابيع الحكمة الآخذين علومهم من اللّه سبحانه.
سئل الباقر (عليه السلام) عن قول اللّه تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ } [عبس : 24] , ما طعامه؟ , قال (عليه السلام) : «علمه الذين يأخذه عمن يأخذه»(1) و لما كان تفسير الآية ظاهرا لم يتعرض له و إنما تعرض لتأويلها.
وعن النّبي (صلى الله عليه واله): «من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح»(2).
وعن الصّادق (عليه السلام) : «العامل على غير بصيرة كالسّائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السّير إلا بعدا»(3).
والسر في ذلك أن إصلاح القلب و تطهيره بالعبادات الجسمانية و تصفية النفس و تهذيبها بالأعمال البدنية ليست مقصودة بالذات ، لانها كالاعدام للملكات ، و العدم لا يكون مطلوبا إلا بالعرض إنما المطلوب أن ينكشف له المعارف الحقيقيّة من العلم باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر لكل إنسان بحسب عقله و فهمه على تفاوت مراتبهم في ذلك ، و لا تنكشف هذه المعارف إلّا بأن يقع ذلك الاصلاح والتطهير على وجهه مأخوذا عن صاحب الشرع (صلوات اللّه عليه) مع اعتقاد صحيح و لو بالسّماع منه ، فمن اقتصر في سلوكه على مجرّد العمل و الرياضة و المجاهدة من غير بصيرة و لا معرفة ، فالتصفية تصير و بالا عليه إذ تتحرك النفس بالخواطر الوهميّة و يستولي عليها الوساوس النفسانية ، فيشوش القلب حيث لم يتقدم له رياضة النفس بالعلوم الحقة ، و الأفكار الصحيحة و لم يأخذ كيفية العبادة عن صاحب الشرع و خلفائه (صلى الله عليه واله) ، فيتشبث بالقلب خيالات ، فاسدة و تصورات باطلة و أوهام كاذبة و ربّما يتخيّل في ذات اللّه سبحانه و صفاته اعتقادات فاسدة من باب الكفر و الزندقة و في زعمه أنّها صحيحة حقة نعوذ باللّه منه ، و ربّما يقتدي به غيره فيتعدى شره و يصير من الجاهلين المتنسكين القاصمين للظهر.
ثم مع ذلك قلّ ما يخلو من إعجاب بنفسه و افتخار بعلمه و اغترار بعبادته و نظرا إلى سائر الناس بعين الاحتقار و الازدراء و ربّما يتشحن باطنه بأمراض نفسانية و هو غافل عنها غير ملتفت إلى معالجتها و إزالتها ، و ربّما يظن الرّزايل فضايل و العيوب كمالات كما أخبر اللّه سبحانه : {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } [الكهف : 103، 104].
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «قصم ظهري رجلان عالم متهتّك و جاهل متنسّك فالجاهل يغير الناس بتنسّكه و العالم ينفرهم بتهتكه»(4).
وقال الصادق (عليه السلام): «لا يقبل اللّه عملا إلا بمعرفة و لا معرفة إلا بالعمل «بعمل» فمن عرف دلته المعرفة على العمل ، و من لم يعمل فلا معرفة له ألا إن الايمان بعضه من بعض»(5).
معناه أنّ كل معرفة تثمر حالا و صفاء في النفس ، و كل حال تحمل صاحبه على عمل و عبادة و كل عبادة تثمر حالا آخر و صفاء غير الأول ، و هو يثمر معرفة اخرى سوى الاولى ، و هكذا يتكامل ايمان المرء بالمعرفة و العبادة حتى بلغ الغاية و خلص من التعب و المشقة و استقر في مقام الأمن و الراحة و اصلا إلى عين اليقين.
ومثل ذلك مثل من يمشي بسراج في ظلمة ، فكلّما أضاء له من الطريق قطعة مشى فيها فيصير ذلك المشي سببا لاضاءة قطعة اخرى منه و هكذا ، و في الحديث النبوي (صلى الله عليه واله): «من عمل بما علم ورثه اللّه علم ما لا يعلم».
_______________
1- الكافي : ج 1 , ص 42 و المحان: ص 206.
2- الكافي : ج 1 , ص 50.
3- الكافي : ج 1 , ص 44.
4- الكافي : ج 1 , ص 43 و أمالي الشيخ المفيد: ص 42 و عن رسول اللّه( صلى الله عليه واله)« و العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق لا يزيده سرعة السير من الطريق إلّا بعدا» عدة الداعي ص 74.
5- العوالي : ج 4 ص 77 ح 64.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|