أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2019
1872
التاريخ: 17-2-2017
14933
التاريخ: 29-4-2017
2840
التاريخ: 26-7-2016
1987
|
لقد بدأت التربية منذ القدم , ومع نشأة الإنسان الأولى , كضرورة اجتماعية هدفها إعداد الفرد ليصبح عضواً في مجتمعه , وبإعتبارها عملية اجتماعية , كان اطارها الاجتماعي الأول الأسرة وما يحيط بها من جماعات , وبيئة اجتماعية , وكانت تتم عن طريق الاتصال والتفاعل المباشر لبساطة الخبرات الحياتية , وعن طريق التقليد والمحاكاة فلم يكن هناك مؤسسات تعليمية نظامية بل كان المجتمع هو المدرسة الكبيرة , وأطلق اسم التربية غير المقصودة على هذا النوع من أنواع التنشئة الاجتماعية .
ومع تطور الحياة الاجتماعية , وتعقد مؤسساتها , أصبح من الأهمية بمكان وجود التخصص الوظيفي , بحيث يصبح كل فرد من أفراد المجتمع متخصصاً في مهنة ما يتقنها , ومن هؤلاء المتخصصين فئة المعلمين .
إن التربية ضرورة اجتماعية , وترتبط بالمجتمع ارتباطاً عضوياً , وتهدف إلى الاهتمام بالمجتمع , وتلبية حاجاته وتكييف أفراده مع بيئتهم , من خلال تفاعلهم المستمر , الذي يضمن لهم تسرب أسلوب حياة مجتمعهم , واستيعاب ثقافته , وكذلك لا توجد تربية دون مجتمع فالعلاقة بينهما متبادلة , ووثيقة الصلة , فلهذا تعتبر التربية مرآة المجتمع تمتد بجذورها في داخل النظام الاجتماعي للمجتمع , وتكشف عن خصوصياته وتميزه عن غيره من المجتمعات وقد اختلف المربون عبر العصور التاريخية في علاقة التربية بالمجتمع ووظيفتها تجاهه . فرأى فريق منهم وعلى رأسه أرسطو , إن مهمة التربية هي نقل التراث الثقافي , والعمل على استقرار المجتمع , وبقاء أوضاعه الراهنة كما هي . أما الفريق الآخر من المربين وعلى رأسه أفلاطون , فقد رأى أن مهمة التربية هي , اصلاح المجتمع , وتحسين أوضاعه القائمة , وذلك عن طريق التدقيق في التراث الثقافي وتنقيحه وتخليصه من الشوائب والفساد , قبل أن يتم نقله إلى الأجيال الصاعدة .
ولقد سادت النظرة التقليدية المحافظة للتربية منذ أقدم الأزمان وفي مختلف الحضارات والشعوب , حتى أواخر القرن الثامن عشر عندما قامت الثورة الفرنسية, حيث أخذت طلائع المربين التحرريين التقدميين تتبنى الدور التقدمي للتربية الذي نادى به أفلاطون منذ قرون عديدة , وهو بناء مجتمع جديد أفضل من المجتمع القديم (1) .
وعلى ضوء هذا المجتمع وتركيبه وتنظيمه , يستطيع رجال التربية وضع السياسات والأهداف والخطط التربوية التي تلبي حاجات المجتمع وأفراده , وتراعي قيمه وتعالج مشكلاته . ومن هنا فإن دراسة طبيعة المجتمع وتنظيمه مهمة وأساسية في نظام التربية وتقدم المجتمع . وقبل الخوض في بناء المجتمع وتنظيمه , لا بد من الإشارة إلى المراحل التي مرت بها التجمعات البشرية حتى وصلت إلى هذا التنظيم الدقيق للمجتمع . ونحن نعلم أن الإنسان كائن اجتماعي كما يقول أرسطو , ولذا فهو لا يعيش بمفرده , وانما يميل إلى التجمع بأفراد نوعه من بني الإنسان , ويتخذ هذا التجمع الإنساني أشكالاً مختلفة كالآتي :
ــ الحشد (Aggregate) : ويعتبر من أبسط أشكال التجمعات , وتكون بداية تكوينه تلقائية أي بدون وعي أو قصد , ويتميز بمجرد التقارب المكاني بين الأفراد , دون أن يرتبط ذلك بأي نوع من التنظيم أو التأثير المتبادل , أو أية علاقة من نوع آخر .
ــ الجمع (Collective) : ويتميز بوجود التفاعل بين الأفراد , مع الإحساس بوحدة التركيب ووحدة المصالح والنشاط .
ــ المجتمع (Society) : اختلف علماء الاجتماع في تعريفه , ومن اشهر التعاريف الواردة في مؤلفات علم الاجتماع ما يلي (2) :
1ـ جينزبيرج (M. Ginsberg): يعرف المجتمع بأنه تعبير عن كل صلة للإنسان بالإنسان سواء أكانت هذه الصلة مباشرة أم غير مباشرة, منظمة أم غير منظمة وعن وعي أم بدون وعي, تتميز بالتعاون أم تتميز بالعداء ".
2ـ يوبانك (E. Eubank) : يعرف المجتمع بأنه عبارة عن " مجموعة من الناس عاشوا وعملوا لفترة من الزمن بلغت من الطول ما مكنهم من تنظيم أنفسهم , واعتبار أنفسهم وحدة اجتماعية لها حدودها المعروفة" .
3ـ مارشال جونز (M. Jones) : يطلق هذا الاصطلاح على نوع معين من الجموع , يتميز بالاكتفاء الذاتي , فالجمع الذي يستطيع تزويد افراده بكل احتياجاتهم دون الاستعانة من خارجه يعتبر مجتمعاً.
4ـ هاري جونسون (H.Johnson) المجتمع , مجموعة من الناس تتميز بالخصائص الأربعة التالية : الثقافة الجامعة , والاستقلال , والتكاثر عن طريق الجنس , واقليم الأرض المحدد .
____________
1ـ جورج شهلا وآخرون , الوعي التربوي ومستقبل البلاد العربية , طبعة أولى , بيروت , 1972 , ص443 – 445 .
2ـ عبد الحميد لطفي , علم الاجتماع , طبعة أولى , دار المعارف بمصر , القاهرة : 1978 , ص39 – 40 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|