علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
العالي سنداً
المؤلف:
الشيخ زين الدين علي بن محمد الجبعي العاملي (الشهيد الثاني).
المصدر:
شرح البداية في علم الدراية
الجزء والصفحة:
ص115.
31-8-2016
2033
العالي سنداً(1)
وهو قليل الواسطة مع اتِّصاله(2).
وطلبه ـ أي طلبُ علوِّ الإسناد ـ سُـنَّة عند أكثر السّلف ، وقد كانوا يرحلون إلى المشايخ في أقصى البلاد ؛ لأجل ذلك(3) ، فبعلوِّه ـ أي
السند ـ يبعد الحديث عن الخلل المتطرّق إلى كلّ راوٍ [من الرواة] ؛ إذ ما من راوٍ من رجال الإسناد إلاّ والخطأ جائزٌ عليه(4) . فكُلّما كثرت الوسائط وطال السند ، كثرت مظانُّ التجويز ، وكلّما قلّت قلّت ، ولكن قد يتّفق في النزول مزيَّةٌ ليست في العلوِّ ؛ كأن يكون رواتُه أوثق أو أحفظ أو أضبط(5).
أو الاتّصال فيه أظهر ؛ للتصريح فيه باللقاء ، واشتمال العالي على ما يحتمله وعدمه ، كعن فلان ؛ فيكون النزول حينئذٍ أولى.
ومنهم مَن رجَّح النزول مطلقاً؛ استناداً إلى أنَّ كثرة البحث يقتضي المشقّة، فيعظمُ الأجر ، وذلك ترجيح بأمرٍ أجنبيٍّ عمَّا يتعلَّق بالتصحيح والتضعيف.
والعلوّ: أقسام
أعلاه وأشرفه قرب الإسناد من المعصوم، بالنسبة إلى سند آخر يروى به ذلك الحديث بعينه بعددٍ كثيرٍ؛ وهو: العلوّ المطلق. فإن اتّفق مع ذلك أن يكون سنده صحيحاً ، ولم يرجح غيره عليه بما تقدّم ؛ فهو الغايةُ القصوى ، وإلاَّ فصورةُ العلوِّ فيه موجودة ، ما لم يكن موضوعاً فيكون كالمعدوم.
ثُمَّ بعد هذه المرتبة في العلوِّ: قرب الإسناد المذكور من أحد أئمَّة الحديث(6) ؛ كـ: الشيخ ، والصدوق ، والكلينيّ ، والحسين بن سعيد(7) ، وأشكالهم.
ثمّ بعده يتقدَّم زمان سماع أحدهما ـ أي: أحد الرَّاويين في الإسنادين ـ على زمان سماع الآخر ، وإنْ اتّفقا في العدد الواقع في الإسناد ، أو في عدم الواسطة ؛ بأن كانا قد رويا عن واحد ، في زمانين مختلفين ؛ فأوّلهما سماعاً أعلى من الآخر ؛ لقرب زمانه من المعصوم بالنسبة إلى الآخر.
والعلوّ، بهذين المعنيين يُعبَّر عنه بالعلو النسبيِّ ، وشرف اعتباره قليل ، خصوصاً الأخير ، لكن قد اعتبره جماعة من أئمَّة الحديث ؛ فذكرناه لذلك.
وزاد بعضهم للعلوِّ معنى رابعاً، وهو: تقدُّم وفاة الرّاوي ؛ فإنَّه أعلى من إسناد آخر ،
يساويه في العدد، مع تأخُّر وفاة مَن هو في طبقته عنه(8).
مثاله: ما نرويه بإسنادنا ، إلى الشيخ الشهيد ، عن السيّد عميد الدّين(9) ، عن العلاّمة جمال الدين بن المطهَّر ؛ فإنَّه أعلى ممَّا نرويه عن الشهيد ، عن فخر الدين بن المطهّر(10) ، عن والده جمال الدين ، وإن تساوى الإسنادان في العدد ؛ لتقدّم وفاة السيد عميد الدين على وفاة فخر الدين بنحو خمس عشرة سنة.
والكلام في هذا العلوِّ: كالذي قبله وأضعف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذي في النسخة الخطِّـيَّة المعتمدة (ورقة 24، لوحة أ ، سطر 3): (وحادي عشرها العالي سنداً) فقط ، بدون: (الحقل الحادي عشر: في العالي سنداً).
(2) وقال البهائي (كما في الوجيزة في الدراية، ص4 ـ 5): (وقصير السلسلة عال) ، وقال الطيبي: من قبيل: ثلاثيَّات البخاري؛ وهي الأحاديث التي يكونُ عددُ رواتها إلى الصحابة ثلاثةَ رواة.
وقال الكتّاني: (والثلاثيَّات للبُخاري هي اثنان وعشرون حديثاً، جمعها الحافظُ ابنُ حجر وغيرهُ ، وشرحها غير واحدٍ) (الرسالة
المستطرفة ، ص97).
وقال السامرائي أيضاً: (ولم أقف على كتاب ابن حجر ، ولكنِّي وقفت على ثلاثيَّات البخاريّ لصفّار ـ مخطوطٌ ، نسخة منه في المكتبة
الظاهريّة) . ينظر: الخلاصة في أصول الحديث ، ص53 (الهامش).
وعلّق المددي هنا بقوله: (من قبيل ثلاثيَّات الكُلَيني ؛ فإنَّه يروي رواياتٍ بهذا الإسناد: (علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) ؛ مع العلم ، بأنَّ الكُليني توفِّي بعدَ الإمام الصادق(عليه السلام) بمأة وثمانين عاماً).
(3) ينظر: الباعث الحثيث، ص160، 161.
(4) ينظر: مقدِّمة ابن الصلاح، ص316، والخلاصة في أصول الحديث، ص53.
(5) ينظر: تدريب الراوي، ص180.
(6) وقد علّق المددي هنا بقوله: (ويكثر ذلك في سلسلة إجازات العلماء ، وطرقهم إلى مصنّفات الأصحاب وكتبهم ، كما يظهر من مراجعة إجازات البحار ، و مستدرك الوسائل).
(7) من موالي علي بن الحسين(عليه السلام): ثقة ، روى عن الرضا ، وأبي جعفر الثاني ، وأبي الحسن الثالث (عليهم السلام) ، ... . ينظر: معجم رجال الحديث: 5/ 248 ـ 270.
(8) قال ابن الصلاح: (مثاله: ما أرويه عن شيخ ؛ أخبرني به عن واحدٍ ، عن البيهقيّ الحافظ ، عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ ؛ أعلى من روايتي لذلك: عن شيخ أخبرني به عن واحدٍ ، عن أبي بكر عبد الله بن خَلَف ، عن الحاكم ، وإن تساوى الإسنادان في العدد ؛ لتقدّم وفاة البيهقي على وفاة ابن خلف ، بنحو تسع وعشرين سنة) مقدِّمة ابن الصلاح ، ص235.
(9) عبد المطَّلب بن محمد بن علي، الأعرج الحسينيّ عميد الدين ، ابن أخت العلاّمة (قدس سرّهما) ، له كتاب: منية اللّبيب في شرح التهذيب ، ... ، وفاته بعاشر شعبان سنة أربع وخمسين وسبعمائة... . ينظر: تنقيح المقال: 2/ 227.
(10) كما لقبَّه بذلك: والد العلاّمة الحلّي ... . ينظر: روضات الجنَّات: 6/ 330.
الاكثر قراءة في أقسام الحديث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
