المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

Reflection: Exploiting presuppositions in discourses of power and persuasion
30-4-2022
عيب مخالفة القانون
24-9-2018
تطور الفكر الجغرافي عند العرب
17-1-2016
العفو والصفح
12-7-2020
الأساس النظري لبرامج الصندوق (IMF)
2-10-2020
أحمد بن محمد بن أبي نصر زيد.
27-12-2016


المراكز العلمية في عصر الامام الرضا  
  
3396   09:19 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص189-190.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2016 2950
التاريخ: 4-8-2016 2999
التاريخ: 1-8-2016 2930
التاريخ: 2-8-2016 2881

المراكز العلمية في ذلك العصر فهي كالآتي:

1- بغداد:

كانت بغداد حاظرة من حواظر العلم في الاسلام فهي عاصمة الملك و عاصمة العلم و قد سادت فيها انواع الثقافات العالية و انتشرت فيها المعاهد و المدارس و بيوت الحكمة و المكتبات العامة و الخاصة.

2- يثرب:

انها من أهم المراكز العلمية في الاسلام فقد تشكلت فيها مدرسة أهل البيت (عليهم السّلام) و قد ضمت عيون الفقهاء و العلماء و قد سهروا على تدوين أحاديث أئمة الهدى (عليهم السّلام) و قد عنوا بصورة خاصة بتدوين احاديثهم الخاصة في الفقه باعتباره النظام المتكامل في الاسلام كما تشكلت في (يثرب) مدرسة التابعين و هي مدرسة فقهية عنت باخذ ما روي من الصحابة في الفقه.

3- الكوفة:

تأتي الكوفة بعد يثرب في الأهمية فقد كان الجامع الأعظم مركزا عاما للدراسات الاسلامية و قد انتشرت الحلقات الدراسية التي تضم مئات الطلاب الذين يتلقون دروسهم من الاساتذة المتخصصين بالعلوم الاسلامية من الفقه و التفسير و الحديث و العلوم العربية و قد عنت مدرسة الكوفة بصورة موضوعية و خاصة بعلوم أهل البيت (عليهم السّلام) و قد حدث الحسن بن علي الوشاء فقال: ادركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد .

و كانت في الكوفة أسر علمية رفيعة الشأن قد تخرجت من جامع الكوفة و هي: آل حيان التغلبي و آل أعين و بنو عطية و بيت بني دراج و غيرهم‏ .

و أنشئت في الكوفة مدرسة للنحو و كان من اساتذتها البارزين الكسائي الذي عهد إليه الرشيد بتعليم ابنيه الأمين و المأمون‏ .

4- البصرة:

أما البصرة فكانت مركزا مهما لعلم النحو و كان أول من أنشأ هذه المدرسة أبو الأسود الدؤلي تلميذ الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) و كانت هذه المؤسسة تنافس مدرسة الكوفة و قد سمي نحاة البصرة أهل المنطق تمييزا لهم عن نحاة الكوفة و كان من اعلام هذه المؤسسة سيبويه الفارسي و هو مؤلف كتاب سيبويه في النحو و هو من انضج الكتاب العربية و من اكثرها عمقا و اصالة يقول دي بور: فلو نظرنا الى كتاب سيبويه لوجدناه عملا ناضجا و مجهودا عظيما حتى ان المتأخرين قالوا: إنه لا بد أن يكون ثمرة جهود متضافرة لكثير من العلماء مثل قانون ابن سينا .

و كما كانت البصرة مركزا مهما لعلم النحو فقد كانت مدرسة لعلم تفسير القرآن الكريم و كان من العلماء البارزين في هذا الفن أبو عمرو بن العلاء و بالإضافة لذلك فقد كانت البصرة مدرسة لعلم العروض و اللغة و كان المتخصص بهذين العالمين الخليل بن أحمد صاحب كتاب (العين) الذي هو أول معجم لغوي وضع في اللغة العربيا .

هذه بعض مظاهر الحياة العلمية و الثقافية في ذلك العصر و كان الامام الرضا (عليه السّلام) الرائد الأعلى للحركة العلمية فقد احتفّ به العلماء و الفقهاء و هم ينتهلون من نمير علومه كما عقدت في البلاط العباسي الأندية و قد ضمت كبار العلماء الذين ندبهم المأمون لامتحان الامام و خرج العلماء و هم يذيعون فضله و يذكرون بأعجاب ثرواته العلمية الهائلة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.