حوار الإمام الرضا (عليه السلام) مع يحيى بن الضّحاك السمرقندي
المؤلف:
المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
المصدر:
أعلام الهداية
الجزء والصفحة:
ج 10، ص221-222
2023-03-23
2412
لقد كان المأمون يحبّ سقطات الرضا ( عليه السّلام ) وأن يعلوه المحتج وإن أظهر غير ذلك ، فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون فدس إليهم أن ناظروه في الإمامة .
فقال لهم الرضا ( عليه السّلام ) : « اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه ، فرضوا برجل يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي ولم يكن بخراسان مثله ، فقال الرضا ( عليه السّلام ) : يا يحيى سل عما شئت .
فقال : نتكلّم في الإمامة ، كيف ادّعيت لمن لم يؤمّ وتركت من أمّ ووقع الرضا به ؟
فقال له : يا يحيى أخبرني عمن صدّق كاذبا على نفسه أو كذّب صادقا على نفسه أيكون محقّا مصيبا أو مبطلا مخطئا ؟ فسكت يحيى .
فقال له المأمون : أجبه ، فقال : يعفيني أمير المؤمنين من جوابه ، فقال المأمون : يا أبا الحسن عرّفنا الغرض في هذه المسألة .
فقال ( عليه السّلام ) : لا بدّ ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا ؟
فإن زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذّاب ، وإن زعم أنهم صدقوا ، فقد قال أوّلهم : وليتكم ولست بخيركم ، وقال تاليه كانت بيعته فلتة ، فمن عاد لمثلها فاقتلوه ، فو اللّه ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل ، فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لا تقع الا بنعوت منها العلم ، ومنها الجهاد ، ومنها ساير الفضائل وليست فيه .
ومن كانت بيعته فلتة يجب القتل على من فعل مثلها ، كيف يقبل عهده إلى غيره وهذه صورته ؟ ! ثمّ يقول على المنبر : إنّ لي شيطانا يعتريني ، فإذا مال بي فقوموني وإذا أخطأت فارشدوني فليسوا أئمة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا ، فما عند يحيى في هذا جواب .
فعجب المأمون من كلامه ، وقال : يا أبا الحسن ما في الأرض من يحسن هذا سواك »[1].
[1] عيون أخبار الرضا : 2 / 231 .
الاكثر قراءة في التراث الرضوي الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة