المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

الدولة الاشورية
26-10-2016
أساس الشرعية الإجرائية
9-5-2017
التعريف بعدد من الكتب / كتاب خلاد السنديّ.
2023-05-18
المعطيات الإيجابية للزواج في الاسلام
19-5-2017
أبو النجاة السيد صادق بن علي بن الحسين بن هاشم
26-11-2017
Aminoglycosides
23-3-2016


نفي الشبه عن اللّه  
  
3325   10:13 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص276-280.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

نفى الامام الرضا (عليه السّلام) جميع الوان الشبه و الصور عن اللّه تعالى و ذلك في حديث جرى بينه و بين الفتح بن يزيد الجرجاني و هو في طريقه الى خراسان فقد قال الامام (عليه السّلام) له: يا فتح من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق و من اسخط الخالق فقمين أن يسلط عليه سخط المخلوقين و ان الخالق لا يوصف إلّا بما وصف به نفسه و أنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطوات أن تحده و الابصار عن الاحاطة به , جلّ عما وصفه الواصفون و تعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه و قرب في نأيه فهو في بعده قريب و في قربه بعيد كيّف الكيف فلا يقال له: كيف و أين الأين فلا يقال له أين إذ هو مبدع الكيفوفية و الاينونية , يا فتح كل جسم مغذى بغذاء إلّا الخالق الرازق فإنّه جسّم الاجسام و هو ليس بجسم و لا صورة لم يتجزأ و لم يتناه و لم يتزايد و لم يتناقص مبرأ من ذات‏ ما ركب في ذات من جسمه‏ و هو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الأحد الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد منشئ الأشياء و مجسم الأجسام و مصور الصور لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق و لا الرازق من المرزوق و لا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين جسمه و صوره و شيئه و بينه اذ كان لا يشبهه شي‏ء.

و أنبرى الفتح قائلا: اللّه واحد و الانسان واحد فليس قد تشابهت الواحدانية؟.

و فند الامام هذه الشبهة قائلا: أحلت- أي أتيت بالمحال- ثبتك اللّه إنما التشبيه في المعاني فأما الاسماء فهي واحدة و هي دالة على المسمى و ذلك ان الانسان و إن قيل واحد فإنّه يخبر أنه جثة واحدة و ليس باثنين و الانسان نفسه ليس بواحد لأن أعضاءه مختلفة غير واحدة و هو اجزاء مجزأ ليس سواء دمه غير لحمه و لحمه غير دمه و عصبه غير عروقه و شعره غير بشره و سواده غير بياضه و كذلك سائر جميع الخلق فالإنسان واحد في الاسم لا واحد في المعنى , و اللّه جلّ جلاله واحد لا واحد غيره و لا اختلاف فيه و لا تفاوت و لا زيادة و لا نقصان فأما الانسان المخلوق المصنوع المؤلف من اجزاء مختلفة و جواهر شتى غير انه بالاجتماع شي‏ء واحد.

إن اطلاق الواحد على اللّه تعالى يغاير اطلاق الواحد على الانسان فإنّ الانسان مؤلف من أجزاء مختلفة و متباينة كالقلب و الرئتين و العينين و الكليتين و غيرهما من الخلايا و الاعضاء و باجتماعها اطلق عليها الواحد أما بالنسبة الى الخالق العظيم تعالى فإنّه لم يكن مركبا و لا مؤلفا من عدة اجزاء مجتمعة كي يطلق عليه لفظ الواحد.

و قال الفتح: فسر لي اللطيف فإني اعلم أن لطفه خلاف لطف غيره للفصل ؟.

و أجابه الامام (عليه السّلام): يا فتح انما قلت: اللطيف للخلق اللطيف و لعلمه بالشي‏ء اللطيف الا ترى الى أثر صنعه- أي صنع الخالق العظيم- في النبات اللطيف و غير اللطيف و في الخلق اللطيف من أجسام الحيوان من الجرجس و البعوض و ما هو اصغر منهما مما لا يكاد تستبينه العيون بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى و المولود من القديم فلما رأينا صغر ذلك في لطفه و اهتدائه للفساد و الهرب من الموت و الجمع لما يصلحه بما في لجج البحار و ما في لحاء الاشجار و المفاوز و القفار و افهام بعضها عن بعض منطقها و ما تفهم به اولادها عنها و نقلها الغذاء إليها ثم تأليف الوانها حمرة مع صفرة و بياض مع حمرة علمنا ان خالق هذا الخلق لطيف و ان كل صانع شي‏ء فمن شي‏ء صنع و اللّه الخالق اللطيف الجليل خلق و صنع لا من شي‏ء .

حكى هذا المقطع الآثار المدهشة لبدائع خلق اللّه تعالى و ذلك في خلقه لأجسام الحيوانات الصغار من الجرجس و البعوض و ما هو اصغر منهما مما لا يتميز فيها الذكر من الأنثى فقد وهبها اللّه تعالى الادراك فاهتدت الى السفاد لبقائها و استمرارها على الأرض كما وهبها الادراك للفرار من الاخطار التي تواجهها فسبحان الخالق اللطيف و مضافا لذلك ما تتمتع به من الالوان الزاهية الجالبة للنظر و اتخاذها لحاء الاشجار و المفاوز و القفار مقرا و بيوتا لها الى غير ذلك من الطاف اللّه التي تحيط بها فسبحان الخالق العظيم ما اعظم الطافه على جميع الكائنات الحية.

و انبرى الفتح قائلا: جعلت فداك و غير الخالق الجليل خالق؟.

فأجابه الامام (عليه السّلام): ان اللّه تبارك و تعالى يقول: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] ‏ فقد اخبر ان في عباده خالقين منهم عيسى ابن مريم خلق من الطين كهيئة الطير باذن اللّه فصار طائرا باذن اللّه و السامري خلق لهم عجلا جسدا له خوار .

و اعترض الفتح على الامام قائلا: إن عيسى خلق من الطين طيرا دليلا على نبوته و السامري خلق عجلا جسدا انقض نبوة موسى (عليه السّلام) و شاء اللّه أن يكون ذلك كذلك؟ إن هذا لهو العجب!!.

و أجابه الامام ببالغ الحجة قائلا: يا فتح إن اللّه إرادتين و مشيئتين ارادة حتم و إرادة عزم ينهى و هو يشاء و يأمر و هو لا يشاء أو ما رأيت أنه نهى آدم و زوجته عن أن يأكلا من الشجرة و هو يشاء ذلك و لو لم يشأ لم يأكلا و لو أكلا لغلبت مشيئتهما مشيئة اللّه و أمر ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل و شاء أن لا يذبحه و لو لم يشأ ان لا يذبحه لغلبت مشيئة ابراهيم مشيئة اللّه عز و جل.

و فنّد الامام (عليه السّلام) شبهة الفتح و ذلك بتقسيمه إرادة اللّه تعالى الى قسمين: إرادة عزم و هي الارادة التشريعية التي يسميها علماء الكلام و هي عبارة عن اوامر اللّه تعالى و نواهيه لعباده التي فيها توازنهم و صلاحهم في سلوكهم في هذه الحياة و لا يستحيل فيها تخلف المراد عن الارادة فقد يطيع العبد و قد يعصي.

القسم الثاني من الارادة و هي الارادة الحتمية التي يسميها المتكلمون بالإرادة التكوينية و يستحيل في هذه الارادة أن يتخلف عنها المراد فانه تعالى إذا قال للشيء كن فيكون و قصة آدم و ابراهيم (عليهما السّلام) انما هي من النوع الأول من الارادة ..

و قد بهر الفتح بكلام الامام و راح يقول: فرجت عني فرج اللّه عنك غير أنك قلت: السميع البصير هل هو سميع بالاذن بصير بالعين؟.

فأجابه الامام: إنه - اي اللّه- يسمع بما يبصر و يرى بما يسمع بصير لا بعين مثل عين المخلوقين و سميع لا بمثل سمع السامعين لكن لما لم يخف عليه خافية من أثر الذرة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء تحت الثرى و البحار قلنا: بصير لا بمثل عين المخلوقين و لما لم يشتبه عليه ضروب اللغات و لم يشغله سمع عن سمع قلنا: سميع لا مثل سمع السامعين ....

و أزاح الامام (عليه السّلام) الشبهة عن الفتح و أوضح له ان بصر اللّه تعالى و سمعه ليسا على غرار سمع الانسان و بصره.

و طفق الفتح يقول للامام: جعلت فداك بقيت مسألة؟.

- هاتها ....

قلت: يعلم القديم الشي‏ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟ .

فقال (عليه السّلام): أ ما سمعت اللّه يقول: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] و قوله: {وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [المؤمنون: 91] ‏  و قال: يحكي قول أهل النار: {أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر: 37] ‏ و قال: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام: 28] ‏ فقد علم الشي‏ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون .

و بهر الفتح بعلم الامام (عليه السّلام) و احاطته بهذه المسائل الكلامية المعقدة و قد حاول أن يقبل يد الامام و رجله فلم يمكنه من ذلك فقبّل رأسه الشريف و خرج و هو جذلان مسرور لان الامام أزال عنه ما يختلج في نفسه من الشكوك و الأوهام‏ .

و قد احاط الامام (عليه السّلام) في حديثه مع الفتح بكثير من قضايا التوحيد و أوضح الغوامض من مسائله.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.