المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



عيوب الخط ومشكلاته ومحاولات اصلاحه  
  
5186   02:34 مساءاً   التاريخ: 28-7-2016
المؤلف : د. عبد الحسين المبارك
الكتاب أو المصدر : فقه اللغة
الجزء والصفحة : ص156- 160
القسم : علوم اللغة العربية / فقه اللغة / الخط العربي / عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه /

تحدثنا فيما سبق عن العيوب الاولى التي رافقت وجود الحرف العربي متمثلة في النقط او الاعجام والحركات، وقد عولجت خلال القرنين الاول والثاني للهجرة، اما العيوب او المشكلات الاخرى التي بقيت بحاجة الى اصلاح او تهذيب فيمكن حصرها في الاتي من الملاحظات :

1 – ان الحرف العربي المنطوق يختلف عن المكتوب، فالمكتوب اذا كان عاريا من الحركات يقود الى اللحن والخطأ لاسيما عند المبتدئين وقليلي الثقافة، كما ان احتمالات الخطأ في الشكل كبيرة جدا حينما تختلط صور المفردات اذ لا مميز لها سوى الشكل.

2_ تعدد صور الحرف الواحد في الكتابة العربية حسب موقعه في اللفظ يخلق كثيرا من المصاعب والجهد في تعليم الصغار الابجدية العربية،فالتركيز على الحرف لو كان لايتحمل غير صورة واحدة يقود الى الفهم السريع لصورته

ص156

بينما يظل الطفل في حيرة من امره خلال تعليمه للصور التي تكتب بها بعض الحروف كحرف الباء او الياء والهمزة مثلا.

3_ مشكلة الضاد والظاء في العربية تثير كثيرا من الصعوبات في ايجاد الفروق بين صوتيهما , بالرغم من الدراسات والرسائل الكثيرة التي قام بها العلماء على ممر العصور لتحديد المشكلة واحتوائها , وكذلك بين صوتي السين والصاد.

4_ التباين بين اللغة الفصحية واللهجات المحلية خاصة في اصوات المد القصيرة يؤثر كثيرا في فهم الاوزان العربية اذا جردت اللفظه من الشكل.

5_ التقارب في صور بعض الحروف في الرسم يقود الى التحريف في الكلام كالذي يحصل بين الراء والدال , والحاء والميم , وغيرها.

6 _ ان الاصلاح في المرحلة الثانية التي تحدد في نقط الحروف لتمييز المتشابه منها في الصورة كالتاء والياء والثاء والنون والباء والراء والزاي والدال والذال...

الخ اوجد مشكلة اخرى اعقبت المشكلة الاولى في الخط العربي بدأت منذ ذلك الحين وبقيت مستمرة حتى وقتنا هذا واوجدت ما يسمى بالتصحيف، وهو نتيجة تغيير موضع النقط كأن تزحف النقطة من حرف منقوط الى حرف غير منقوط او تزيد في بعض الحروف وتنقص في اخرى. زد على ذلك انها تقلل من جهد الكاتب في الاسراع وانجاز الكتابة المطلوبة لكثرة الجهد المبذول في التنقيط.

اما المقترحات(1) التي قدمت لاصلاح هذه العيوب او تجاوزها، وعلاج المشكلة القائمة فهي كثيرة ومتعددة تعدد المقترحين، غير ان كثير من هؤلاء نظر الى المشكلة من زاوية معالجتها معالجة لاتمس لب الموضوع، كما انهم لم يصرحوا بالاعلان عن علاجها من جذورها. ولم يعلموا انهم بمقترحاتهم هذه جنحوا عن مبدأ الغيرة على عربيتهم والتقوا مع اعداء الامة باسهامهم بعملهم هذا في قطع حبال الوصل بين حاضر امتنا وغابر حضارتنا، ولهذا نجد تلك الدعوات غير المدروسة لا تختلف كثيرا عن الدعوات المضللة التي نتريد النيل من تراثنا الخالد.

ص157

كما يجب الا يغيب عن اذهان المهتمين والغيورين على العربية ما للقران الكريم من اثر في تطور البحث اللغوي والدراسات اللغوية بعامة، وماله ممن اهمية كبيرة في الحفاظ على لغتنا ومدها باسباب البقاء لذا فان اي اصلاح منشود او تطوير يضعف هذا الجانب او ينظر الى ذلك بمعزل عن القران الكريم لا يكتب له النجاح لاسيما ان الرسم القراني – كما ذكرنا من قبل – ظل محافظا على صورته الاولى منذ ايام الخليفة الثالث عثمان بن عفان. وان اي تغيير يمس الجانب الشكلي في رسم المصحف يساعد في قطع الصلة مع الدراسات القرانية، ويعرض الالام للخطر.

كما ان التحوير الذي ينشده بعض المغرضين في صورة الرسم العربي يعمق المشكلة ويزيد من بعدنا عن تراثنا الثر الخالد لاسيما ان كثيرا من جوانبه ما زالت مخطوطة لحد الان. فاذا ارتفعت دعوة او قدم اقتراح لاعادة كتابة تراثنا المكتوب بالرسم المقترح دون اخذ بالمبررات التي ذكرناها، فان ذلك يدعو الى العجب، واذا ما اثير اقتراح اخر بدراسة التراث بالحرف الحالي والبدء بالحرف الجديد من الان فهذا ام اللغوية عجب اذ كيف يمكننا ان نكتب بصورتين لكل حرف قديمة وجديدة، ونحن ندعو الى التيسير.

يقول الدكتور رمضان عبد التواب(2) : " وقد اوقعهم في هذا الخطأ، ان الكتابة العربية لا ترمز الى الحركات او اصوات العلة القصيرة في بنية الكلمة، وانما توضع رموزها في الخط فوق الحرف او تحته فتوهموا لذلك انها تابعة للحرف، وليست رمزا لصوت مستقل تمام الاستقلال، لا يقل في شأنه عن رمز الحرف للاصوات الصامتة".

ان صعوبة الفصل بين الصورة المكتوبة والصورة المنطوقة ادى الى وقوع الخلط والخطأ في بعض الاحكام اللغوية، ذلك ان اللغويين العرب القدامى قد تأثروا في بعض الاحيان بالصورة المكتوبة، وغفلوا عن النطق فوقعوا لذلك في اوهام كثيرة في قواعدهم، وقوانينهم، واحكامهم اللغوية "(3).

ولعل ماذكره الدكتور رمضان عن قصور العرب في دراساتهم لحروف العلة حدد. المشكلة التي وقعوا فيها متمثلة في نظرتهم الى حروف العلة حيث جعلوها تابعة للاصوات الصامتة مستندا الى قول سيبويه:(4) " لانهم اذا فصلوا بين المذكر

ص158

المؤنث بحرف، كان اقوى من ان يفصلوا بحركة ". وما عبر عنه ابن جني(5) بقوله: " ان الحرف كالمحل للحركة، وهي كالعرض فيه، فهي لذلك محتاجه اليه ".

غير ان الدراسات اللغوية اللاحقة اثبتت ان ماتصوره كان خطأ، وان الحركات تعبر عن اصوات مستقلة، ولكن التطور في الدراسات الصوتية جعلهم يعدلون عن المفهوم الذي كان شائعا من قبل في عدهم حروف المد اصواتا صامته في مثل يدعو، وقام، والقاضي ولهذا وضعوا قبل الالف فتحة، وقبل الواو ضمة، وقبل الياء كسرة. بينما تكون هذه الحروف رموزا للحركات الطويلة، فالالف رمز للفتحة الطويلة، والياء رمز للكسرة الطويلة، والواو رمز للضمة الطويلة. " وقد وقعوا في هذا الخطأ ايضا بسبب ان الخط العربي يرمز للحركات الطويلة برموز في داخل بنية الكلمة بعكس الحركات القصيرة "(6).

وما نجده في رسم المصحف هو بقايا نظام الكتابة القديمة عند العرب يوم كانوا يعدون حروف العلة اصواتا صامتة قبل ان يعرفوا انها تدل على الحركات الطويلة، ومثل ذلك نجده في كتابتنا العربية اليوم ؟ نجد في " هذا " و " لكن "، و " ذلك " .... الخ.

واخر هذه الدعوات ما اثاره الدكتور احمد سعيدان في مقالة " حول ابجدية عربية صالحة "(7). الذي فيه ان الحرف العربي لم يواكب حاجات الطباعة والكتابة الالية، مفيدا ان صور الحرف العربي تقدر باربعة وخمسين شكلا وهو يقترح ان ندخل في ابجديتنا حروفا جديدة ترمز الى اصوات ثلاثة تكثر في نطقنا هي :a , p , v .

وهو " يدعو الى الكتابة بحروف متطورة منفصلة، تمتد رأسيا، لا افقيا "(8).

ص159

ونحن لا نميل الى هذا الراي، كما لا نميل الى كل مايسيء الى لغتنا شكلا وطريقة في الكتابة اذ " لا مناص من التشبت بنظام الكتابة العربي، لانه تاريخنا، وحياتنا اللغوية، وقد حمل الينا اللغة بكل امانة، رغم كل مايقال عنه، ولا يستطيع احد ان يزعم انه كان انه كان عاقبة في سبيل تقدم العربية كلغة علم، وحضارة، وفن وادب "(9).

ان الدعوات المتشككة بالحرف العربي، والمؤمنة بالحرف اللاتيني وضرورة هجرة العربي اليه ينقصها الاتزان وصحوة الضمير للوقوف على مكنونات التضليل التي تستر وراءها كتاب عرب واجانب وجدوا في العامية سلاحا للوقوف في وجه لغة القران فدعوا اليها والى اللاتينية، فدعوة سلامة موسى، وسعيد عقل و آخرين غيرهما لم يكتب لها النجاح، ولن ترى بين حماة العربية من يستمع اليها. كما لم يكن من قبل من آخذ بدعوة جميل صدقي الزهاوي(10) في وضعه صورتين للخط العربي، واحدة للكتابة والثانية للطباعة، وفي هذا عودة الى التعقيد  لا التيسير، والبقاء على حرفنا العربي بالرغم من وجود بعض العيوب والمشكلات التي ذكرناها فيه اسم للغتنا، واحفظ لتراثنا.

ص160

____________________

(1) بشأن محاولات التيسير يراجع مقال الاستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي " تيسير الكتابة العربية " المنشور في جولية كلية الانسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة قطر – العدد الخامس 1982 وفيه قائمة حصرية لاهم المحاولات في مجال تيسير الكتابة العربية، وهو جهد موفق في حصر المحاولات التي امتدت ما بين 1885 – 1977 م.

(2) فصول في فقه العربية 353.

(3) المصدر نفسه.

(4) الكتاب 2 / 295.

(5) سر صناعة الاعراب 1 / 32، 37.

(6) فصول في فقه العربية 345.

(7) انظر. مجلة مجمع اللغة العربية الاردني – العدد المزدوج 3 – 4 السنة الثانية – جمادى الاولى 1399 هـ / نيسان 1979 م.

(8) انظر : " الابجدية العربية متكاملة وصالحة " للدكتور احمد نصيف الجنابي في مجلة الجمع العلمي العراقي م3 جـ3 شعبان 1400 هـ تموز وقد اخلصه للرد على مقال الدكتور سعيدان.

(9) المنهج الصوتي للبنية العربية 11.

(10) انظر : الخط الجديد 9.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.