أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-5-2020
4132
التاريخ: 28-7-2016
2052
التاريخ: 27-5-2020
2569
التاريخ: 13-3-2020
12346
|
بما أن أهمية التخطيط تزايدت بشكل عام في العصر الحديث , فقد تزايدت بشكل أكبر أهمية التخطيط الاستراتيجي بشكل خاص في هذا العصر نظرا لوجود كثير من التحديات, والمتغيرات البيئية محليا, وإقليميا, وعالميا.
يعتبر التخطيط الاستراتيجي أحد العناصر المهمة للإدارة الإستراتيجية,وذلك أن المفهوم الاصطلاحي للإدارة الإستراتيجية هو أنها "عملية اتخاذ القرارات المرتبطة بتحديد رسالة المنظمة, وأهدافها الأساسية بعيدة المدى ,واختيار, وتحديد الخطط الاستراتيجية وخطط تخصيص وتوظيف الإمكانيات والموارد المتاحة للمنظمة بما يتوافق مع أهدافها, ومع المتغيرات البيئية,وكذلك تطوير الأوضاع ,والنظم,والإجراءات الداخلية بالمنظمة, ثم العمل على تطبيق هذه القرارات, والاختيارات. ) أبو العينين , ١٩٩٤ م, ص ٢٧ (.
وقبل تقديم مفهوم التخطيط الاستراتيجي, فإنه من المناسب تقديم مفهوم الإستراتيجية . فهناك من يرى أن الاستراتيجية يقصد بها الخطة الكلية للمشروع لإنجاز الأهداف في ضوء العوامل الخارجية لمحيط المشروع, وهنا يتم التفريق بين التخطيط الاستراتيجي, والتخطيط التكتيكي , حيث إن الأول يغطي فترة زمنية أطول, ويترتب عليه التزامات طويلة الأجل ,في حين يغطي التخطيط التكتيكي فترة زمنية قصيرة يتم التركيز فيها عادة على توزيع, و استخدام الموارد البشرية, والمادية داخل المشروع, لتحقيق الأهداف بصورة تفصيلية . (عسكر, ١٩٨٧ م, ص ٩٣ (. فالاستراتيجية هنا تركز على علاقة المشروع بالمحيط الخارجي, كالموقف التنافسي, والظروف الاقتصادية, و العوامل التقنية ..إلخ كما أن القرارات المتعلقة بتنفيذ الخطة الاستراتيجية قد يصعب تغييرها, أو العدول عنها .
وهناك من يرى أن الاستراتيجية: " عملية تصميم الوسائل البديلة التي يمكن من خلالها تحقيق أهداف الإدارة, واستخدام الموارد المتاحة في إطار الظروف المناخية المحيطة. ( السلمي, ١٩٨٠ م,ص ٩٦ (.
و في تعريف آخر للاستراتيجية أنها:" برنامج عام للعمل, وتوجيه للموارد نحو تحقيق أهداف عامة, وشاملة , وهي تتعلق بحسن استخدام الموارد لزيادة إمكانية تحقيق أهداف محددة" )يوسف, ١٩٨٣ م,ص ٢٢٥ ). و هذه التعاريف تنطوي على البرامج الطويلة الخاصة بتحقيق الأهداف . ومن التعاريف التي تبين النهج الوصفي الإجرائي لماهية, وطبيعة الاستراتيجية كعميلة مستمرة، بالإضافة إلى أنها بمثابة برنامج من الإجراءات الهادفة إلى تحقيق أهداف المنظمة , التعريف الذي قدمه ( CERTO وزميله): بأن الاستراتيجية:" مجموعة من الإجراءات تستهدف التأكد من أن المنظمة سوف تحقق أهدافها وغاياﺗﻬا". (أبو العنين, ١٩٩٤ م, ص ١٥ – ١٦).
ومن خلال طرح المفاهيم السابقة عن الاستراتيجية ,نجد أن هناك تأكيد على النهج الإجرائي للاستراتيجية من أنها مجموعة من الإجراءات , كما أن هناك تباين في تقديم تصور عام موحد لمفهوم الإستراتيجية وإن كانت لا تبتعد كثيرًا من أن الاستراتيجية تغطي مدى بعيدًا في حياة المنظمة , كما أنها أسلوب يتضمن ترجمة
السياسات إلى الواقع العملي من خلال تنفيذ مجموعة من الخطط, لتحقيق الأهداف المحددة عن طريق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
ولا بد من الإشارة إلى أن التخطيط الاستراتيجي يختلف عن التخطيط طويل المدى , فالتخطيط الاستراتيجي يهتم بتحديد, وتحقيق غايات المنظمة بالدرجة الأولى, ومن ثم تحقيق أهداف المنظمة , في حين يهتم التخطيط طويل المدى بتحقيق الأهداف المحددة في الدرجة الأولى . وأن التخطيط الاستراتيجي يركز, ويهتم بتوافق الغايات, والأهداف مع المتغيرات البيئية , في حين أن التخطيط طويل المدى لا يدعو المديرين إلى التفكير استراتيجيًا أي فيما ينبغي أن تكون عليه المنظمة, و إعطاءه أولوية في سلم اهتماماﺗﻬم, بينما التخطيط الاستراتيجي يركز على ضرورة مساهمة المديرين أنفسهم في هذا المجال.
و الإدارة الاستراتيجية تمثل منظومة من العمليات المتكاملة ذات العلاقة بتحليل البيئة الداخلية والخارجية وصياغة استراتيجية مناسبة, وتطبيقها, وتقييمها في ضوء تحليل أثر المتغيرات عليها, لتحقيق خاصية مميزة استراتيجية للمنظمة لتحسين إنتاجها.
وتختلف الإدارة الاستراتيجية عن التخطيط الاستراتيجي و التخطيط التشغيلي( العمليات (في عدة أوجه , فمن ناحية تعتبر الإدارة الاستراتيجية ثمرة لتطور مفهوم التخطيط الاستراتيجي , وتوسيعًا وإنماءً لإبعاده , لذا فان التخطيط الاستراتيجي هو عنصر مهم من عناصر الإدارة الاستراتيجية . ) ياسين ,١٩٩٨ م , ص ١٦ ). إن الاستراتيجية من خلال الطرح السابق, هي بحث, وتنقيب مستمر .
والتخطيط الاستراتيجي له متطلباته. وخصائصه التي تميزه عن الوظائف الإدارية الأخرى . وقبل الشروع في طرح مفاهيم التخطيط الاستراتيجي, فانه من المفيد تناول فلسفة وآثار عملية التخطيط الاستراتيجي, وذلك تمهيدا للتوصل إلى تقديم مفهوم للتخطيط الاستراتيجي بما يتلاءم مع بحثنا الحالي . ويشير الحملاوي إلى أن الأخذ بالتخطيط الاستراتيجي في المنظمات يتم من خلال رؤية لما سوف يمكن أن يتم عمله, وذلك بمعرفة الأثر المستقبلي للقرارات الحالية في المنظمة , وفهم الفلسفة الإدارية لنظام التخطيط الاستراتيجي (الحملاوي , ١٩٩٣ م ,ص ٢٠ - ٢١ ( .
فالتخطيط الاستراتيجي يتعامل مع الأثر المستقبلي للقرارات الحالية ويعني ذلك أن التخطيط الاستراتيجي ينظر إلى سلسلة الأسباب, والنتائج المترتبة على قرار معين يزمع المدير اتخاذه, فإذا كان المدير غير راغب فيما يتوقعه مستقبلا نتيجة اتخاذ قرار معين ,فعليه العدول عن ذلك القرار, وعندما يتم اختيار بديل ما, فإن ذلك يكون أساسًا لاتخاذ القرارات في الوقت الحاضر . إن جوهر التخطيط الاستراتيجي يكمن في التعرف على الفرص , و التهديدات المستقبلية , والتي يمكن أن تكون أساسًا لاتخاذ قرارات في الوقت الحاضر لاستغلال تلك الفرص, وتجنب تلك التهديدات ,إن التخطيط يعني تصميم مستقبل مرغوب فيه, والتعرف على أساليب تحقيقه .
وترتكز الفلسفة الإدارية لنظام التخطيط الاستراتيجي أنه عملية مستمرة تبدأ بتحديد الأهداف التنظيمية , وتحديد الاستراتيجيات والسياسات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف , ووضع الخطط التفصيلية للتأكد من تنفيذ الاستراتيجيات لتحقيق النتائج النهائية .
كما أنها عملية يتحدد بمقتضاها مقدمًا نوع المجهودات التخطيطية التي يجب القيام بها , ومتى؟ , وكيف؟ , ومن يقوم بها؟ , وما هي النتائج المترتبة على ذلك . وينتج عن التخطيط الاستراتيجي سلسلة من الخطط التي تتعرض للتغيير بتغير الظروف, وليس هذا فحسب وإنما تتغير طريقة التفكير في وضع الخطط باستمرار .
كما أن التخطيط الاستراتيجي يقتضي تأمل المستقبل باستمرار وبطريقة منهجية , فهو أكثر من كونه إجراءات وأساليب وهياكل, فهو يربط بين الخطط الاستراتيجية, والبرامج متوسطة الأجل, والموازنات قصيرة الأجل, وخطط التشغيل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|