المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

ما هي علائم معرفة الحق والباطل ؟
26-10-2014
كفارات الإحرام
12-8-2017
Applications of potassium
18-11-2018
وقعة الخميس
18-10-2015
أن يكون حب الزوجة شفيعاً لدى الزوج من الأخطاء
2024-10-04
البيئة الخارجية الجزئية للتسويق
13-9-2016


الغيبة  
  
1970   12:04 مساءاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص198-199
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

ما معنى قوله تعالى:{وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12] ؟.

ـ الجواب :

هذه الآية الكريمة ظاهرة بحرمة الغيبة بين المؤمنين، والغيبة هي ذكر المؤمن بعيب في غيبته مما يكون مستورا عن الناس وهي من الكبائر ولها آثار سلبية على الفرد المغتاب لأنه يراد هتكه وفضحه امام الناس، وعلى المجتمع لأنها تساعد على تفكك الوحدة الاجتماعية بين الافراد، وعلى الذي مارس الغيبة لأنه وقع في سخط الله سبحانه وغضبه.

ويجب التوبة وعلى الفور من هذه المعصية الكبيرة وقال السيد المرجع أبو القاسم الخوئي(قدس سره):(والأحوط استحبابا الاستحلال من الشخص المغتاب اذا لم يترتب على ذلك مفسدة او الاستغفار له)(1).

اما التعليل بقوله (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ) ففيه تعليقان :

الأول : قال العلامة الطباطبائي (قدس سره):(... ان اغتياب المؤمن بمنزلة ان يأكل الإنسان لحم أخيه حال كونه ميتا، وإنما كان لحم أخيه لأنه من أفراد المجتمع الإسلامي المؤلف من المؤمنين وانما المؤمنين اخوه، وانما كان ميتا لأنه لغيبته غافل لا يشعر بما يقال فيه)(2).

الثاني : قال الإمام روح الله الخميني (رضي الله عنه):(...لهذه الخطيئة الكبيرة – الغيبة- في عالم الغيب وخلف حجاب الملكوت صورة مشوّهة بشعة، تبعث – مضافا إلى قبح منظرها- على الفضيحة في الملأ الاعلى ولدى محضر الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين ... ان صاحب هذا العمل .. يضاهي الكلاب الجارحة في افتراسه لأعراض الناس ولحومهم، وسترجع اليه الصورة الملكوتية لهذا العمل كلب ينهش لحم الميت في نار جهنم ... واعلم ان هذه المعصية من جهة أخرى اشد من كافة المعاصي وان آثارها اخطر من آثار الذنوب الأخرى، لان الغيبة – مضافا إلى انها تمس حقوق الله – تمس حقوق الناس أيضا ولا يغفر الله للمغتاب حتى يرضى صاحب الغيبة، كما ورد هذا المضمون في الحديث الشريف المأثور بطرق مختلفة عن محمد بن الحسن في المجالس والاخبار بإسناده عن أبي ذر عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في وصيته له قال : يا ابا ذر اياك والغيبة، فان الغيبة اشد من الزنا، قلت : ولم ذلك يا رسول الله؟ قال : لان الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها)(3).

_______________

1ـ راجع منهاج الصالحين، ج1 ص11 والرسائل العملية وكتب الأخلاق.

2ـ الميزان في تفسير القرآن، ج18 ص324.

3ـ الأربعون حديثاً ، ص284 – 287.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.