المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

الجبهات الهوائية
2024-09-30
الامة الوسط والشاهدة على الخلق
8-11-2014
الامام علي عيه السلام ودوره في معركة احد
14-1-2020
ما صحة كذب ابي هريرة على رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وضرب عمر له ؟
2024-10-21
Elsasser Function
31-7-2019
فضل سورة التغابن وخواصها
1-05-2015


التكامل الثقافي(Cultural Integration)  
  
8833   12:03 مساءاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص203 - 205
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017 1858
التاريخ: 31-12-2022 1437
التاريخ: 21-4-2017 9939
التاريخ: 28-11-2017 1892

من خلال محافظة الثقافة على كيانها ونمطها العام تعمل على إدماج المتغيرات المختلفة في كيانها لضمان البقاء والاستمرار ككيان له نمط عام , وهذا ما يدعى " بالتكامل الثقافي " وبعبارة أخرى هو تلك العملية التي يتم بها اندماج عنصر ثقافي جديد في حياة الجماعة , سواء انتقل هذا العنصر إلى الجماعة عن طريق الاتصال بجماعة أخرى أو ربما كان تجديداً من داخل الجماعة (1) . وتعتبر العناصر اللامادية أصعب اندماجاً من العناصر المادية إذ إنها تحتاج إلى وقت وجهد اكثر , وعدم وجود التكامل في الثقافة يسبب اضطراباً للفرد , ويفقد المجتمع كفاءته , ويظهر أنواعاً من الصراع قد تكون خطيرة  , لما يترتب عليها من فقدان للتكيف داخل الجماعة . في حالة حصول التكامل فإنه ذلك يدل على أن هناك قدراً معيناً من الانسجام الداخلي والارتباط الوظيفي بين عناصر الثقافة المختلفة , وبالتالي بين عناصر المجتمع.

ومن مظاهر عدم التكامل  في الثقافة وجود نظام ديمقراطي في السياسة , ووجود اتوقراطية من الناحية الاقتصادية , وعلاقات اقطاعية واستغلالية من الناحية الزراعية . ولا يعني التكامل الثقافي الجمود والثبات , وإنما التغير المستمر نتيجة المرونة والتحويل والتغيير .

ـ ويمر التكامل الثقافي بثلاث مراحل لكي تصبح العناصر الجديدة جزءاً لا يتجزأ من الثقافة (2).

المرحلة الأولى : وهي تقديم العناصر الجديدة للمجتمع وتعريفه بها , وقد يحاول البعض أحياناً سد الطريق أمامها خوفاً من التجديد , وإبقاء الوضع القائم على ما هو عليه , وإبقاء القديم على قدمه , انطلاقاً من أن التجديد المادي والاجتماعي يشكل خطرا على النظام الاجتماعي , ففي هذه المرحلة هناك عاملان أساسيان يعوقان عملية تكامل العناصر الثقافة الجديدة , وهما : الجهود القصدية الواسعة من أصحاب المصالح الخاصة الذي يرون تعارضاً مع التجديد . ثم الجمود الموجودة عند بعض أفراد المجتمع وتمسكهم بنمط ثقافي معين , أو ما يسمى باسم القصور الذاتي (inertia) .

المرحلة الثانية : مرحلة قبول العناصر الثقافية الجديدة, بعد مرور هذه العناصر بسلام من المرحلة الأولى , ولذلك عليها أن تقوي نفسها وتعد قواها , وأن تثبت فائدتها في تلبية حاجة من حاجات المجتمع الأساسية , وعليها الاستمرار في المعركة ضد القديم , تلك المعركة التي لا تغتر في أي مرحلة من المراحل .

المرحلة الثالثة : وهي مرحلة التكامل والاندماج , فإذا استطاعت العناصر الثقافية الجديدة أن تمر بالمرحلتين السابقتين بنجاح , فإن هذه العناصر الجديدة يجب عليها ان تحتل مكانها في النمو الثقافي في زمان ومكان محددين , فعدم الوصول إلى التكامل الثقافي التام يؤدي إلى مشكلات اجتماعية خطيرة .

أما مكونات التكامل في الجماعة أو المجتمع فهي عبارة عن الروابط بين الناس. وهذه الروابط تختلف من جماعة إلى أخرى, حيث نجد جماعات تامة التكامل وأخرى ضعيفة, وهناك درجات

متعددة للتكامل , فالأسرة قد تكون من حيث الانتاج الاقتصادي عالية التكامل ولكنها ضعيفة

التكامل من حيث الروابط العاطفية وهناك مكونات تسهم في عملية التكامل وهي :

أولاً : التكامل الآلي والعضوي : فتقسيم العمل في الأسرة , وبالتالي في الجماعة والمجتمع يؤدي إلى التساند , فأعضاء الجماعة الواحدة يحتاج أحدهم للآخر , والحاجة تربط الجماعة معاً  وهذا النوع من التكامل الجماعي المترتب على تقسيم العمل يعتبر تكاملاً آلياً يشبع الحاجات اللازمة لبقاء الأسرة أو المجتمع حسب رأي " اميل دوركهايم" . وهناك نمط آخر من التكامل يحدث عندما يقوم الأفراد بعمل متشابه , ويسمى ذلك تكاملاً عضوياً .

ثانياً : التكامل المعياري : قد تكون الثقافة في ذاتها عاملاً تكاملياً فالمعايير الاجتماعية في تنظيم سلوك الأفراد التي تحدد اتفاق الناس حول مجموعة من العادات والآراء أو القيم ...الخ , قد تؤدي إلى الرضا العام أو الإجماع الذي يعتبر مقياساً من مقاييس التكامل .

ثالثاً : التكامل الاجتماعي النفسي : حين وجود رضا عام حول معايير الجماعة , يحصل الشعور بالإشباع والراحة مما يحدد الروح المعنوية للجماعة . والتي هي شعور يبنى اساساً حول الإشباع أو عدمه , والذي يؤثر في التماسك الاجتماعي . فمثلاً يرتبط الزوج بزوجته اقتصادياً وعن طريق تعاليم الثقافة إزاء السلوك الزواجي , فإذا كانت الجماعة تؤمن بأن الزواج رابطة لا يمكن أن تنفصم , أصبح الطلاق نادراً . ولكن هذه الندرة لا تنطبق على حالات الانفصال , فإمكانية وجود طلاق عاطفي برغم وجود الروابط الزواجية الرسمية يدل على وجود العوامل الاجتماعية النفسية في التكامل . وإذن فالتماسك الجماعي يقوم إلى حد ما على الروح المعنوية وهو شعور يبنى أساساً حول الإشباع أو عدمه .

_______________

1ـ عبد الله الرشدان , علم الاجتماع التربوي , عمان , دار عمار للنشر والتوزيع , 1984 , ص160.

2ـ محمد لبيب النجيحي , مرجع سابق ص162 – 163.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.