المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أبو العباس المعتمد على الله والجواري
13-2-2019
اثار تقديم التظلم الإداري
4-4-2017
توجهات جديدة في الإذاعة والتلفزة- ثانياً : الطابع المميز
26-3-2021
نبذة عن الكيمياء التناسقية
2024-01-17
بيع الطعام عيب في الجاهلية
5-10-2014
Labeled Graph
6-5-2022


التربية والتعليم  
  
2123   12:02 مساءاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص15-16]
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 7026
التاريخ: 11-2-2018 2046
التاريخ: 30-12-2016 15575
التاريخ: 17-2-2017 2148

لقد اختلط الأمر على الكثيرين من العامة والخاصة وفي مناسبات متعددة بين معنى التربية ومعنى التعليم . فمنهم من جعل التربية والتعليم شيئاً واحداً . واختلط الأمر على الكثيرين فحاولوا وضع حدود فاصلة بين العمليتين ويرجع ذلك إلى التعقيد والتداخل المعروف عن العملية التربوية , والاتصال الذي لا مفر منه بين التربية وبين التعليم . ونستطيع القول إن التربية عملية عامة , وان التعليم عملية أضيق وانه يقع داخل دائرة عملية التربية . نقول ذلك حين نرى أن التربية تتجه إلى العادات والسلوك والقيم الأخلاقية , والمعلومات والتفكير ومظاهر الشخصية , وحين نرى في التعليم عملية تتجه كجزء من التربية إلى المعرفة والتفكير دون أي مظهر آخر من مظاهر تربية الطفل بمعناها الشامل . فالمعلم يعلم في الصف المواد المختلفة , والمربي يعلم ذلك , ولكنه فوق ذلك يساعد الطفل على تكوين عادات وأنماط سلوكية مختلفة (1) . وهذا ما أكده وليم جيمس حين قال عن التربية : " إنها تنظيم القوى البشرية التي عند الطفل تنظيماً يضمن له حسن التصرف والتكيف في عالمه الاجتماعي والمادي" (2), أما التعليم فمحدود بالمعرفة التي يقدمها المدرس فيحصلها التلاميذ دون عناء (3).

وإذا سرنا بهذا التحديد يكون قولنا باتساع التربية وضيق التعليم صحيحاً ولكن هذا التحديد نفسه لا يظهر دائماً صحيحاً . فتربية الطفل على قيم اجتماعية أو أخلاقية معينة هو في الوقت نفسه تعليم , والحد ليس أبداً بينهما ولهذا علينا مراعاة النقطتين التاليتين عندما نتحدث عن التربية والتعليم :

ـ النقطة الأولى :  علينا عدم المبالغة في الحديث عن الفروق بين التربية والتعليم , وأن نكون منتبهين إلى نقاط الاتصال والتداخل بينهما .

ـ النقطة الثانية : حين ننظر إلى التربية كعملية فنحن إليها من حيث جوها العام , ومن حيث واقعها, ومن حيث أهدافها العامة . أما حين ننظر إلى التعاليم فنحن ننظر إليه في واقعة الحاضر, وفي هدفه القريب , وفي شروطه الخاصة .

ولكن من الأهمية بمكان التأكيد على ضرورة وأهمية أسبقية التربية على التعليم , والتأكيد على ضرورة انسجام التربية في الأسرة مع التربية (التعليم) في المدرسة , والتربية التي يقدمها المجتمع من خلال مؤسساته .

______________

1ـ صالح عبد العزيز وزميله : التربية وطرق التدريس . جـ 1 , ص59- 60 .

William James : Talks to teachers . P.29.

Bombas Smith : Nation's Schools . P . 11 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.