المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اشتراط عين التكبير
2-12-2015
الخلل الواقع في الصلاة سهوا
11-1-2020
المنظمات العالمية - هيئة الأمم المتحدة
21-5-2022
كراهة السفر في رمضان
17-12-2015
يوسف بن الحسن بن عبد الله
14-08-2015
Entropy on Light-like Surfaces
17-12-2015


العمل في النظرة الإسلامية  
  
1850   09:50 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : الشهيد مرتضى مطهري
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في الاسلام
الجزء والصفحة : ص239ـ241
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

إن البطالة مرفوضة في الإسلام، وان العمل أمر مقدس فيه، وعندما يراد تقديس شيء في لغة الدين يقال: إن الله يحب الأمر الفلاني. فمثلاً ورد في الحديث: (إن الله يحب المؤمن المحترف)(1) وقوله: (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله) والحديث النبوي المعروف الذي يقول: (ملعون من ألقى كلّه على الناس). وحديث آخر مذكور في البحار وبعض الكتب، وهو عندما كان المسلمون يذكرون في حضور الرسول (صلى الله عليه واله) شخصاً ويمدحون صفاته، يسأل النبي (صلى الله عليه واله) ما عمله؟ فإن قالوا: إنه عاطل ليس له عمل، قال (صلى الله عليه واله): سقط من عيني ولنا أحاديث أخرى بهذا الشأن.

ويفهم من الحكايات والقصص التي تروى عن الرسول وأمير المؤمنين وسائر الأئمة (عليهم السلام)، ان العمل والاشتغال به أمر مقدس في نظر قادة الإسلام. وهذا تماماً بعكس ما هو موجود بين المتصوفة والزهاد. وأحياناً بعكس ما رسخ في أذهاننا من أن العمل يسوغ عند الفقر والمسكنة فقط. فنقول لمن يعمل: أنه مسكين محتاج فهو مجبر على العمل. في حين أن المسالة لا ترتبط بالحاجة وعدمها.

فأولاً: ان العمل واجب وتكليف شرعي، فحديث (ملعون من القى كلّه على الناس) هو حول هذا الأمر. لكننا لا نبحث الآن عن العمل من هذه الجهة، وان العمل تكليف اجتماعي، وان للمجتمع حقاً في ذمة الإنسان، وكل ما يستهلكه هو نتاج عمل الآخرين. ولو قبلنا النظرية الماركسية فإن قيمة الثروة وكل ما له ثمن وقدر يرتبط بالعمل المنجز لإيجاده. أي أن السلعة هي في الواقع تجسيم العمل المبذول فيها، وان لم تكن كلها(2). وهذه النظرية صحيحة، ولكن مع ذلك فان قيمة كل شيء يستعمله الانسان وقدره في العمل المنجر عليه. فالملابس التي نرتديها، والطعام الذي نأكله والحذاء الذي نلبسه، والبيت الذي نعيش فيه، وكل ما نراه هو نتاج عمل الآخرين وهكذا الكتاب الذي نطالعه هو محصول عمل الآخرين: المؤلف، وصانع الأوراق والذي يطبعه، ويجلده وغيرهم. ان الإنسان في مجتمعه الذي يعيش فيه غارق في نتاج الآخرين؛ ولو أراد الفرار من العمل بأي عذر كان فسينطبق عليه قول الرسول (صلى الله عليه واله) بأنه ألق كلّه على الناس بدون أن يتحمل أقل وأصغر حمل لصالح الناس.

وعلى كلّ، لاشك في أن العمل واجب وتكليف، ولكننا نبحث عن العمل من الجانب التربوي. وبعبارة أخرى؛ وان لم تصح هذه اللابدّية والتكليف الاجتماعي بالعمل فإن العمل لازم لبناء الفرد. فالإنسان موجود متعدد الجهات، فله جسم وقوة تخيل وعقل وقلب الخ، فالعمل ضروري لجسم الإنسان، والعمل ضروري لتخيله، والعقل وفكره، وهكذا فهو ضروري لقلبه وأحاسيسه. أما ضرورته للجسم فلا تحتاج إلى توضيح، لأنها أمر محسوس. فإذا لم يعمل جسم الإنسان فسوف يمرض. أي ان العمل أحد عوامل حفظ الصحة. فلا ضرورة للبحث حول هذا الأمر.

______________

1ـ الوسائل ج12، ص13، مع اختلاف بسيط.

2ـ أثبت الاستاذ الشهيد في كتاباته الاقتصادية ان هذه النظرية مردودة وان العمل أحد أسباب عوامل القيمة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.