أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
6017
التاريخ: 21-7-2016
32177
التاريخ: 19-7-2016
721
التاريخ: 19-7-2016
4729
|
تبادل المواقع بين احرف الكلمة لارتباط المجموعات الصوتية ببعض المعاني على وفق الترتيب الاصلي لها. (وهو ارتباط بعض المجموعات الثلاثية الصوتية ببعض المعاني ارتباطاً عاماً لا يتقيد بالأصوات نفسها بل بترتيبها الاصلي والنوع الذي تندرج تحته)(1).
وقد اورد ابن جني(2) في باب (تصاقب الالفاظ لتصاقب المعاني) كثيراً من الامثلة المتعلقة بهذا النوع من الاشتقاق من ذلك : جنف، وجرف وعسف واسف، واز وهز، ومنه الصقر والسقر، والسراط والصراط، وهديل وهدير.
وعرفه بعضهم بانه (اقامته حرف مكان آخر في الكلمة)(3).
ويسمى هذا النوع (الابدال اللغوي وهو ان يكون تناسب بين اللفظين
ص117
في المعنى والمخرج مثل نعق ونهق، حيث يكون مخرج كل من العين والهاء والحلق، وثلم وثلب، ولكنهم وقفوا ازاء تحديد الاسبق من الاصلين فحاروا فيهما.
ونحن نرجح ان تكون لهذه الظاهرة الصوتية اسباب عملت على وجود الابدال ومنها الخطأ في السمع او التصحيف والتحريف. وهي امور غير مستبعدة في عربيتنا، كما ان اختلاف لهجات العرب مبرر آخر لوقوع الابدال اللغوي.
وهذه طرائف لغوية، ومواقف لبعض اللغويين من الاشتقاق : -
قال ابو بكر الزبيدي:(4) سئل ابو عمرو بن العلاء عن اشتقاق الخيل فلم يعرف فمر اعرابي محرم فاراد السائل سؤال الاعرابي فقال له ابو عمرو بن العلاء دعني فاني الطف بسؤاله واعرف فسأله فقال الاعرابي اشتقاق الاسم من فعل السير. فلم يعرف من حضر ما اراد الاعرابي. فسألوا ابا عمرو عن ذلك فقال :
ذهب الى الخيلاء التي في الخيل، العجب الا تراها تمشي العرضنة خيلاء وتكبراً.
ذكر حمزة الاصبهاني:(5)
كان الزجاج يزعم ان كل لفظتين اتفقتا ببعض الحروف وان نقص حرف احداها عن حروف الاخرى فان احداهما مشتقة من الاخرى فنقول : الرحل مشتق من الرحيل، والثور انما سمي ثوراً لأنه يثير الارض، والثوب انما سمي ثوباً لا ننه ثاب لباساً بعد ان كان غزلاً حسيبه الله كذا قال. وزعم ان القرنان انما سمي قرناناً لأنه مطيق لفجور امرأته كالثور القرنان اي المطيق لحمل قرونه، وفي القرآن : (وما كنا له مقرنين). اي مطيقين.
وحكى يحيى بن علي بن يحيى المنجم انه سأله بحضرة عبد الله بن احمد بن حمدون النديم، من أي شيء اشتق الجرجير ؟ فقال، لان الريح تجرجره. قال : وما معنى تجرجره. قال : تجرره. قال : ومن هذا قيل للحبل، الجرير لأنه يجر على الارض، قال والجرة : لم سميت جرة ؟ قال : لأنها تجر على الارض فقال : لو جرت على الأرض لانكسرت، قال، فالمجرة : لم سميت مجرة ؟ قال : لأن الله جرها في السماء جراً. قال فالجرجور الذي هو اسم المائة من الابل لم سميت به ؟ فقال : لأنها تجر
ص118
بالازمة وتقاد. قال : فالفصيل المجر الذي شق طرف لسانه لئلا يرضع امه ما قولك فيه ؟ قال : لانهم جروا لسانه حتى قطعوه. قال : فإن جروا اذنه فقطعوها تسميه مجراً ؟
قال : لا يجوز ذلك.
فقال يحيى بن علي : قد نقضت العلة التي اتيت بها على نفسك، ومن لم يدر ان هذا مناقضة فلا حس له.
وقال ابو عبد الله محمد بن المعلي الازدي في كتاب الترقيص : حدثني هرون بن زكريا عبد البلعي عن ابي حاتم قال : سألت الاصمعي : لم سميت منى ؟
قال : لا ادري. فلقيت ابا عبيدة فسألته فقال : لم اكن مع آدم حين علمه الله الاسماء فأسأله عن اشتقاق الاسماء. فأتيت ابا زيد فسألته فقال : سميت منى لما يمنى فيها من الدماء(6).
هكذا كانت الظاهرة اللغوية تعالج احياناً اما بالاهتمام الجدي والاستقصاء عن الاسباب، او الاستخفاف بآراء الاخرين ان كانت تبعث على السخرية. غير آن للايغال في تفسير الظواهر والابتعاد بالمساءلة يقود احياناً الى طريق مسدودة - كما ان التعسف في ايراد المبررات لاصدار الاحكام افساد للظاهرة نفسها.
ص119
_________________
(1) دراسات في فقه اللغة 210.
(2) الخصائص 1/ 538.
(3) فقه اللغة العربية وخصائصها 206.
(4) طبقات النحويين 35-36.
(5) 1 / 354.
(6) المزهر 1 / 353.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|