أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-01-2015
2324
التاريخ: 25-01-2015
2060
التاريخ: 25-01-2015
3666
التاريخ: 2023-04-28
1848
|
1- الحروف النورانية
تبدأ بعض السور القرآنية بعد البسملة بمقطع مؤلف من حرف أو أكثر من الحروف المفردة ، مثل : (ن ــ قم ــ حم ــ الر) . نسمي هذه المقاطع "بفواتح السور" ، ونسمى حروفها "الحروف النورانية".
ونجد أن هذه الفواتح ترد في مطلع 29 سورة، هي :
"البقرة ــ آل عمران ــ الأعراف ــ يونس ــ هود ــ يوسف ــ الم ــ الم ـــ المص ــ الر ـــ الر ـــ الر ـــ الرعد ــ إبراهيم ــ الحجر ــ مريم ــ طه ــ الشعراء ــ المر ــ الر ــ الر ــ كهيعص ــ طه ــ طسم ـــ النمل ــ القصص ــ العنكبوت ــ الروم ــ لقمان ــ السجدة ــ طس ــ طسم ــ الم ــ الم ــ الم ــ يس ــ ص ــ المؤمن ــ فصلت ــ الشورى ــ الزخرف ــ يس ــ صم ــ حم ــ حم ــ حمعسق ــ حم ــ الدخان ــ الجاثية ــ الاحقاف ــ ق ــ القلم ــ حم ــ حم ــ حم ــ ق ــ ن "
وإذا أسقطنا من هذه الفواتح المتكرر منها ، نحصل على 14 فاتحة ، هي : " ق ــ ن ــ ص ــ طه ــ يس ــ حم ــ الم ــ الر ــ المر ــ طس ــ طسم ــ عسق ــ المص ــ كهيعص".
وإذا أسقطنا المكرر من هذه الحروف ، حصلنا على 14 حرفاً من الحروف الهجائية ، هي :(ا ح ر س ص ط ع ق ك ل م ن ه ي)
وهي التي سميناها "الحروف النورانية" ، وعددها نصف عدد حروف الهجاء تماماً ، وبعدد المعصومين الأربعة عشر . وقد جمعت هذه الحروف في جملة شريفة هي : (صراط علي حق نمسكه).
2- خصائص الحروف النورانية :
وجد الباحثون في خصائص الحروف النورانية ، أنها عدا عن أنها نصف الحروف الهجائية، فإنها تحوي من كل جنس من الحروف نصفه .
وقد استدل بذلك العلامة الزمخشري في تفسيره (الكشاف) قال : "وأعلم أنك إذا تأملت ما أورده الله عز سلطانه ، في الفواتح من هذه الأسماء، وجدتها نصف أسامي المعجم ، أربعة عشر حرفاً هي : (ا ل م ص ر ك هـ ي ط ح ع س ق ن) في تسع وعشرين سورة، على عدد حروف المعجم".
ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر حرفاً، وجدتها مشتملة على انصاف أجناس الحروف. ففيها من حروف الحلف نصفها (ح ع هـ) وفيها النصف من الحروف التي فوقها (ق ك) ومن الحرفين الشفهيين (الميم) ، ومن الحروف المهموسة نصفها (ص ك هـ س خ) ومن المجهورة نصفها (ا ل م ر ع ط ق ي ن) ومن الشديدة نصفها (ا ك ط ق) ومن الرخوة نصفها (ل م ر ص هـ ع س ح ي ن)
ومن المطبقة نصفها (ص ك ط) ومن المفتحة نصفها ( ا ل م و ك هـ ع س ح ق ي ن) ومن المستعلية نصفها ( ق ص ط) ومن المنخفضة نصفها ( ا ل م ر ك هـ ي ع س ح ن) ومن حروف القلقلة نصفها (ق ط).
ثم إذا استقريت الكلم وتراكيبها ، وجدت أن هذه الحروف المذكورة أكثر استخداماً من الحروف الاخرى. فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته.
وقد علمت أن معظم الشيء وجله ينزل منزلة كله، وهو المطابق للطائف التنزيل واختصاراته، فكأن الله عز اسمه، عدد على العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم ، إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم ، وإلزام الحجة إياهم.
3- دلالة خاصة للحروف النورانية :
ذكر السيوطي في (الإتقان) خاصة هامة للحروف النورانية، وهي الارتباط بين الحرف النوراني الذي تبدأ به السورة وبين تكراره في تلك السورة ، ولاحظ تفوقاً ملحوظاً لتكرار ذلك الحرف في تلك السورة . وعلى هذه الملاحظة التي كانت معروفة من القديم ، بنى المعاصرون أبحاثهم حول التفوق العددي للحروف النورانية في السور ذات الفواتح ، وهو ما سنتناوله بالتفصيل فيما بعد.
يقول جلال الدين السيوطي : "ومن ذلك افتتاح السور بالحروف المقطعة ، واختصاص كل واحدة بما بدئت به، حتى لم يكن لترد (الم) في موضع (الر) ، ولا (حم) في موضع (طس) . وذلك أن كل سورة بدئت بحرف منها، فإن اكثر كلماتها وحروفها مماثل له، فحق لكل سورة منها أن لا يناسبها غير الواردة فيها . فلم وضع (ق) موضع (ن) لعدم التناسب الواجب مراعاته في كتاب الله. سورة (ق) بدئت بحرف القاف لما تكرر فيها من الكلمات بلفظ القاف ، من ذكر : القرآن والخلق وتكرير القول ومراجعته مراراً وقرب الله من بني آدم وتلقي الملكين ، وقول القعيد والرقيب والسائق والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعيد ، وذكر المتقين والقلب والقرون والتنقيب في البلاد وتشقق الأرض وحقوق الوعيد وغير ذلك. وقد تكرر في سورة يونس من الكلام الواقعة فيها (الر) مائتا كلمة أو اكثر، فلهذا افتتحت السورة بـ (الر). واشتملت سورة (صلى الله عليه واله) على خصومات متعددة ؛ فأولها خصومة النبي (صلى الله عليه واله) مع الكفار وقولهم : (اجعل الآلهة إلها واحداً) ثم اختصام الخصمين عند داود (عليه السلام) : ثم في شأن بنيه وإغوائهم.
و (الم) جمعت المخارج الثلاثة : الحلق واللسان والشفتين على ترتيبها وذلك إشارة إلى البداية التي هي بدء الخلق ، والنهاية التي هي بدء الميعاد ، والوسط الذي هو المعاش من التشريع بالأوامر والنواهي.
وكل سورة افتتحت بها فهي مشتملة على الأمور الثلاثة . وسورة الأعراف زيد فيها الصاد على (الم) لما فيها من شرح القصص ؟ قصة آدم فمن بعده من الأنبياء، ولما فيها من ذكر: (فلا يكن في صدرك حرج) . ولهذا قال بعضهم : معنى (المص) ألم نشرح لك صدرك. وزيد في الرعد الراء لأجل قوله تعالى : (رفع السموات) ولأجل ذكر الرعد والبرق وغيرهما.
واعلم أن عادة القرآن العظيم في ذكر هذه الحروف ، أن يذكر بعدها ما يتعلق (1) بالقرآن ، كقوله : {الم * ذلك الكتاب} {ألم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم * نزل عليك الكتاب بالحق} {المص* كتاب أنزل إليك} {الر تلك آيات الكتاب} {طه* ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} {طسم * تلك آيات الكتاب} {يس * والقرآن الحكيم} {ص والقرآن ذي الذكر} {حم * تنزيل الكتاب} {ق والقرآن المجيد} . إلا ثلاث سور : العنكبوت والروم و (ن) ليس فيها ما يتعلق به.
4- المقصود من الحروف المقطعة في أوائل السور:
اختلف العلماء والمفسرون في مدلول الحروف المقطعة (النورانية) ؛ فهمنهم من قال : إنها من الآيات المتشابهة التي هي رموز إلهية وأسرار غيبية ل يعلمها إلا الله تعالى. وذهب آخرون إلى أنها دلالة على القرآن الكريم الذي يتألف من جنس هذه الحروف.
يقول سيد قطب في ظلاله، في مقدمة تفسيره لسورة البقرة: تبدأ سورة البقرة بالمقطع (الم) المؤلف من ثلاثة حروف، يشير الخبر إلى أنها هي القرآن الكريم، الذي هو من نوع هذه الحروف تألف، ومن التأليف بين هذه الأصوات تكون. وهو مع أنه مصنوع من حروف مبتذلة في متناول كل إنسان، فهو ذلك الكتاب المعجز ، الذي أثر الكفار خوض الحروب على الإتيان بسورة واحدة منه.
ويقول العلامة هبة الدين الشهرستاني في كتابه (المعجزة الخالدة)(2) : إن القرآن مجموعة فصول وجمل، ليست سوى صبابة أحرف عربية، من جنس كلمات العرب، ومع ذلك فقد فاقدتها عبقرية ... فالجمل القرآنية ليست سوى الحروف المتداولة بين البشر، فهي عبارة عن (الم) و (حم عسق) ... والقرآن يكرر تحديه للعرب وغير العرب، بأن يأتوا بشيء من مثل هذا السهل الممتنع.
وهذا المعنى مروي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ، فقد جاء في تفسير (البرهان)(3) رواية الصدوق بسنده عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال : كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا : هذا سحر مبين تقوله ، فقال تعالى : {الم*ذلك الكتاب ...} أي يا محمد ، هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك، هو الحروف المقطعة التي منها (ا ل م) وهو بلغتكم وحروف هجائكم ، فأتوا بمثلة إن كنتم صادقين، واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم . ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله تعالى : {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان يعضهم لبعض ظهيراً}(4).
ثم يقول العلامة الشهرستاني : ومن الشواهد عندي على صحة هذا الدليل ، وصدق هذا التعليل، أنه استهل هذه السورة (البقرة) المتضمنة لهذا التحدي والاحتجاج ، في مفتتحها بالأحرف الثلاثة (ا ل م) ، فإن الهمزة أول حروف الحلق، مبدأ تقاطيع مخارج الصوت، ثم اللام حرف من أوسط المخارج، ثم الميم آخر مقاطيع الحروف، على أقصى طرف الشفتين. فيفهم من ذلك أن حروفكم هذه التي تبدأ من (الهمزة) من أقصى الحلق وقصبة الرئة، إلى أواسطها وهي (اللام) في وسط الفم ، إلى آخرها وهي (الميم) التي تتولد في أطراف الشفتين ، هي من أقصاها إلى أقصاها، ذلك الكتاب لا ريب فيه ... ثم قال بعيد ذلك : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} [البقرة : 23] وزعمتهم أنه ليست من عندنا، بل من عند محمد نفسه كبشر لا كرسول ، فأتوا أيها العرب بسورة من مثله ، ولا بد أنكم عاجزون ولن تفعلوا ، فاعرفوا أنه وحي إلهي حقاً، واعرفوا أن محمداً (صلى الله عليه واله) سفير من ربكم صدقاً ، واعرفوا أنه مرشد مخلص ونبي مصلح .
وقد تناولنا فيما سبق من هذا الكتاب الكلام فيمن حاولوا معارضة القرآن وتقليده ، فأسقط ما في أيديهم، وباءوا بالفشل والخسران.
5- استقصاء معاني الحروف النورانية :
ذكر السيوطي في (الإتقان)(5) وجوهاً مختلفة لمعاني الحروف النورانية. ول أعثر على بحث جامع مانع لهذه المعاني أفضل مما كتبه العلامة الطبرسي في (مجمع البيان) في مقدمة تفسيره لسورة البقرة، يقول :
اختلف العلماء في الحروف المعجمة المفتتحة بها السور ؛ فذهب بعضهم إلى أنها من المتشابهات التي استأثر الله تعالى بعلمها، ولا يعلم تأويلها إلا هو ، وهذا هو المروي عن أئمتنا عليهم السلام. وروت العامة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : إن لكل كتاب صفوة ، وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي. وعن الشعبي قال : إن لكل كتاب سر، وإن سر هذا القرآن فواتح السور.
وفسرها الآخرون على وجوده :
(1) أن المراد بها حروف المعجم ، استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها الشيء هي تمام الثمانية والعشرين حرفاً، كما يستغنى بذكر (قفانبك) عن ذكر باقي القصيدة ، وكما يقال (ألفباء) في أبجد ... وفي أبتث ... ، ولم يذكروا باقي الحروف.
(2) أن المراد بها أن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في خطبكم وكلامكم ، فإذا لم تقدروا عليه فاعلموا أنه من عند الله، لأن العادة لم تجر بأن الناس يتفاوتون في الحجة، وهو المحكي عن قطرب واختاره أبو مسلم محمد بن بحر الاصفهاني.
(3) أنها تسكيت للكفار. لأن المشركين كانوا تواصوا فيما بينهم أن لا يستمعوا لهذا القرآن وأن بلغوا فيه، كما ورد به التنزيل من قوله : {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت: 26]. فربما صفروا وربما صفقوا وربما لغطوا ، ليغلطوا النبي (صلى الله عليه واله) ، فأنزل الله تعالى هذا النظم البديع من الحروف، حتى إذا سمعوا شيئاً غريباً استمعوا إليه وتفكروا واشتغلوا عن تغليطه، فيقع القرآن في مسامعهم ، ويكون سبباً موصلاً لهم إلى درك منافعهم.
(4) أنها أسماء السور ومفاتحها، عن الحسن البصري وزيد بن أسلم.
(5) أنها أسماء للقرآن ، عن قتادة. وقيل إن بعضها من أسماء النبي (صلى الله عليه واله) مثل : (طه) و (يس).
(6) أن المراد بها الدلالة على أسماء الله تعالى، فقوله تعالى (الم) معناه : انا الله أعلم ، و(المر) معناه: انا الله أعلم وأرى. و(المص معناه : أنا الله أعلم وأفصل. والكاف في (كهيعص) من كاف، والهاء من هاد، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد من صادق. وهذه الأقوال كلها راجعة إلى فول واحد، وهو أنها حروف مقطعة، كل حروف منها مأخوذ من اسم من اسمائه تعالى ، والاكتفاء ببعض الكلمة معهود في اللغة العربية.
عن أبن عباس أن (الم) : الألف منه تدل على اسم الله، واللام يدل على اسم جبرائيل ، والميم يدل على اسم محمد (صلى الله عليه واله).
وروى أبو اسحق الثعلبي في تفسيره مسنداً إلى الإمام علي الرضا (غ) قال : سئل جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى (الم) فقال : في الألف ست صفات من صفات الله تعالى :
الابتداء : فإن الله ابتداء جميع الخلق، والألف ابتداء الحروف.
الاستواء : فهو عادل غير جائر، والألف مستو في ذاته.
الانفراد : فالله فرد ، والألف فرد.
اتصال الخلق بالله : والله لا يتصل بالخلق وكلهم محتاجون إلى الله ، والله غني عنهم ، وكذلك الألف لا يتصل بالحروف والحروف متصلة به، وهو منقطع من غيره.
والله عزوجل باين بجميع صفاته من خلقه، ومعناه من الألفة. فكما أن الله عزوجل سبب ألفة الخلق، فكذلك الألف ، عليه تألفت الحروف وهو سبب ألفتها.
(7) أنها أسماء الله تعالى مقطعة، لو أحسن الناس تأليفها لعلموا "اسم الله الأعظم" . تقول (الر) و (حم) و (ن) فيكون (الرحمن) ، وكذلك سائرها ، إلا أنا لا نعرف كيفية وصلها والجمع بينها، عن سعيد بن جبير.
(8) أنها أقسام أقسم الله تعالى بها وهي من أسمائه ، عن ابن عباس وعكرمة.
قال الأخفش : وإنما أقسم الله تعالى بالحروف المعجمة لشرفها وفضلها، ولأنها مباني كتبه المنزلة بالألسنة المختلفة، وأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وأصول كلام الأمم كلها، بها يتعارفون ويذكرون الله عز اسمه ويوحدونه ، فكأنه هو أقسم بهذه الحروف أن القرآن كتابه وكلامه.
(9) أن كل حرف منها مفتاح اسم من اسماء الله تعالى ، وليس فيها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه ، وليس فيها حرف إلا وهو في مدة قوم وآجال آخرين، عن أبي العالية. وقد ورد أيضاً مثل ذلك في أخبارنا.
أخرج ابن حرير وأبي حاتم عن أبي العالية في قوله تعالى (الم) قال : هذه الأحرف الثلاثة من الأحرف التسعة والعشرين دارت بها الألسن، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من اسمائه تعالى ، وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه، وليس منها حرف إلا وهو مدة أقوام وأجالهم. فالألف مفتاح اسم الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف، والميم مفتاح اسمه مجيد. فالألف : آلاء الله، واللام : لطف الله، والميم : مجد الله . فالألف سنة واحدة ، واللام وثلاثون ، والميم أربعون.
قال الخوبي : وقد استخرج بعض الأئمة من قوله تعالى : {الم * غلبت الروم} أن بيت المقدس يفتحه المسلمون سنة 583 ، ووقع كما قاله.
(10) أن المراد بها مدة بقاء هذه الأمة الإسلامية ، عن مقاتل بن سليمان.
قال مقاتل : حسبنا هذه الحروف التي في أوائل السور بإسقاط المكرر فبلغت 744 سبعمائه وأربعاً وأربعين سنة ، وهي بقية مدة هذه الأمة.
قال علي بن فضال المجاشعي النحوي : وحسبت هذه الحروف التي ذكرها مقاتل فبلغت 3065 آلاف وخمساً وستين ، فحذفت المكررات بقي 693 ستمائة وثلاث وتسعون ، والله أعلم بما فيها.
يقول الطبرسي : وقد حسبتها أنا أيضاً فوجدتها كذلك.
ويرى أن اليهود لما سمعوا (الم) قالوا : مدة ملك محمد (صلى الله عليه واله) قصيرة ، إنما تبلغ (71) إحدى وسبعين سنة ، فلما نزلت (الر ــ المر ــ المص ــ كهيعص) اتسع عليهم الأمر، وحاروا في معناها.
6- علم حساب الحروف :
ينطلق علم حساب الحروف، الذي مر ذكره في الحسابات السابقة ، من الفكرة القائلة بأن كل حرف يدل على رقم عددي.
وقد رتبت الحروف الأبجدية بحيث تبدأ بالواحد 1 (وهو الألف) وتنتهي بالألف 1000 (وهو حرف الغين) وفق النظام التالي :
وقد روعي في هذا النظام وضع الحروف وفق الترتيب الأبجدي وهو :
(أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ)
1 أ |
10 ي |
100 ق |
2 ب |
20 ك |
200 ر |
3 ج |
30 ل |
300 ش |
4 د |
40 م |
400 ت |
5 هـ |
50 ن |
500 ث |
6 و |
60 س |
600 خ |
7 ز |
70 ع |
700 ذ |
8 ح |
80 ف |
800 ض |
9 ط |
90 ص |
900 ظ |
|
1000 غ |
و ا ح د = واحد
6 +1+8+4=19
فالواحد هو (19) والتسعة عشر هو الـ (واحد).
هذا ونراعي عند حساب الكلمة ، حروفها المكتوبة وليس الملفوظة ، مثلاً الحرف المشددة نعتبره حرفاً واحداً . فنحسب (محمد) مثلاً كما يلي :
م ح م د = محمد
40+8+40+4=92
حساب الجمل في الشعر :
وتستعمل هذه الطريقة في حساب الحروف والتي تسمى "حساب الجمل" في تأريخ الشعر ؛ ففي آخر بيت من القصيدة تذكر كلمة تدل على (التأريخ)، فإذا حسينا الكلمات التي بعدها من البيت نحصل على السنة التي نظمت فيها القصيدة، أو حدثت الحادثة المعينة. ونورد لتوضيح ذلك امثلة مختارة :
قال الحاج عبد المجيد العطار في تأريخ موت أحد النواصب :
وناع تحمل إثماً كبيراً
غداة تسعى آثماً أو كفرواً
وقد أحكم الله تاخريه
(سيدعو ثبوراً ويصلى سعيرا)
فالتاريخ هنا هو الشطرة الأخيرة التي وردت بعد كلمة (تاريخه) ، وحسابه كما يلي:
سيدعو ثبوراً ويصلي سعيرا
150 + 709 + 137 + 341 = 1337هـ ، وهي السنة التي مات فيها.
وطلب أحدهم من الحاج العطار تأريخ موت (الزهاوي) وكان ناصبياً ، فقال :
لعن الزهاوي فرض
بعد الصلاة واتخذه
مع الثلاثة سبحا
للنار أرخت (خذه)
يقصد بذلك أن التاريخ هو (خذه + 3) ، وحسابه كما يلي:
خ ذ هـ + 3
00 + 700 + 5 + 3 = 1308 هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- (الإتقان) ج2 ص112.
2- (المعجزة الخالدة) ص125 .
3- الجزء الأول، ص34 .
4- سورة الإسراء ــ الآية 88 .
5- في الجزء الثاني ص9.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|