أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2016
2710
التاريخ: 2023-09-14
886
التاريخ: 2023-06-08
891
التاريخ: 14-2-2017
1864
|
علماء الهند وعلم الفلك
اهتم علماء الهند في علم الفلك لانهم كانوا يعتقدون انه من اهم المجالات لتطبيق أفكارهم الحسابية، ولأنهم اهملوا التطبيقات الهندسية، على النقيض من علماء اليونان الذين بذلوا كل ما في وسعهم لاكتشاف النظريات الهندسية، التي نستخدمها اليوم في مناهج مدارسنا وجامعاتنا.
اجمع المؤرخون للعلوم ان الفضل يعود لعلماء الهند في تعريفنا بكلمة (جيب) التي جاءت من الكلمة الهندية (جيفا، جفا، جوا) وتعني نصف وتر ضعف الزاوية، وبذلك خالفوا بطليموس الذي استخدم وتر ضعف القوس.
اعتبر الهنود جيب 90ْ= نصف قطر الدائرة، بينما جيب 30ْ= ربع قطر الدائرة في القرن السادس الميلادي، ومن اشهر علماء الهند في ميدان علم الفلك فراهاميرا.
فراهاميرا هو اول من حاول ان يتعرف على أماكن الكواكب وحركتها، كما نوه عن كروية الأرض في مؤلفاته. وتوفي في الهند سنة 587م وقد ذكره أبو الريحاني البيروني (362-440هـ) في كتابه (القانون المسعودي) كعالم كبير في علم الفلك.
اختلف فراهاميرا الهندي مع بطليموس في عمل جداول جيب الزاوية، حيث قسم فراهاميرا نصف قطر الدائرة الى (120) بينما بطليموس قسم نصف قطر الدائرة الى (60) قسما ومن هذا يتضح لنا ان علماء الهند حاولوا الاستقلال بعلومهم عن نظريات اليونان العلمية السائدة آنذاك.
ولسوء الحظ انه من الصعب الحصول على معلومات مفصلة عن نتاج علماء الهند في مجال علم الفلك، لان المصدر الوحيد الذي كان بين يدي علماء العرب والمسلمين كتاب (السيد هند) والذي يبحث في حركات النجوم ومطالع البروج والكسوف والخسوف وغيرها من الأفكار العلمية الثمينة، امر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بترجمته وصار متداولا بين علماء العرب والمسلمين.
المشكلة التي واجهت علماء العرب والمسلمين انهم لا يعرفون من الف كتاب (السند هند) بل المؤلف مجهول من علماء القرن الخامس الميلادي، لذا من الصعب الاعتماد على ما ورد فيه، إذ لم يعرف هوية الأفكار العلمية التي احتواها، مهما كانت قيمتها العلمية، لان النظريات والأفكار العلمية التي ذكرت في كتاب (السند هند) يمكن ان تكون مسروقة من علماء الحضارات السابقة.
اشتهر علماء العرب والمسلمين بالتثبت والتأكد من مصادرهم العلمية، فكانوا حريصين على ان يعطوا كل ذي حق حقه، لذا نجد ان محمد بن موسى الخوارزمي (164-235هـ) عندما اختصر كتاب (السند هند) وأضاف اليه بعض النظريات والأفكار العلمية، التي توصل اليها من ارصاده التي قام بها في بغداد، كان يذكر ان المصدر كتاب (السيد هند) وينوه عن عدم معرفة صاحب النظرية او الفكرة العلمية، ولكنه يذكر صحتها واهميتها.
اشتهر علماء الهند بانهم يكتبون النظريات العلمية على شكل اراجيزكى يسهل استذكارها، وكل باستطاعته ان يفسر النظريات بالطريقة التي تناسبه.
ومن المعضلات التي عانى منها علماء العرب والمسلمين في العلوم، ان الآداب الهندية تقدس وتكرم الآباء والاجداد، فاذا أراد هندي ان يؤلف كتابا، فانه يضع احدث النظريات والأفكار العلمية، وينسبها الى علمائهم القدماء كذبا، وهذا يعتبر من مكارم الاخلاق والنبل.
ورث علماء العرب والمسلمين من الهنود مخطوطات علمية كثيرة في العدد، ولكن من الصعب جدا ان تجد مخطوطتين متشابهتين لموضوع واحد، وسبب ذلك ان الناسخ يفسر الكلمات والنظريات على هواه، وربما يكتبها بطريقة حسنة جدا تكريما لأجداده.
وخلاصة القول: ان الفترة من القرن الخامس حتى الثامن الميلادي كانت فترة ازدهار الفكر العلمي عند الهنود، وفيها ظهر كبار علماء الهند ليس فقط في علم الفلك، ولكن أيضا في العلوم الأخرى، بينما العالم الغربي مشغول بالخلافات الدينية الكنسية وبعيدة كل البعد عن الحركة الفكرية.
استورد علماء العرب والمسلمين نتاج علماء الهند، فصححوا الكثير منه، وجعلوا علم الفلك علما متكاملا، يخضع للنظريات الرياضية، ومعتمدا على الرصد لتعليل الظواهر الفلكية والكونية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|