أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-30
1368
التاريخ: 31-5-2016
3039
التاريخ: 11-10-2014
1745
التاريخ: 4-1-2016
2707
|
كانت الكتابة في الجزيرة العربية قبل الإسلام ترسم بخط يسمى المسند ، أو الحميري ، يرجع الى أقدم البطون العربية وهم المعينيون وعاصمتهم معين .
وقد ذكر ابن خلدون ، إن مصر تعلمت العربية من خلال هذا الخط : المسند ، الذي استبدل فيما بعد بالخط الكوفي .
وكانت الكتابة القديمة في شمال الجزيرة العربية قبل الاسلام ترسم بالخط النبْطي نسبة الى الأنباط سكان تلك المناطق ، وهذا الخط تطور فيما بعد الى ما أسمي بالنسخ أو الجزم .
وباعتبار سهولته من المسند ، أخذ العرب يكتبون به –بعد الميلاد- مستفيدين في تطعيمه من خط آخر دخل الجزيرة مع طلائع التبشير النصراني ، هو الخط الأرامي ، خط الكنائس الشرقية .
ويتضح مما ذكرنا ، أن الخطين السائدين عند العرب الى أن ظهر الاسلام هما : المسند (المسمى بالكوفي فيما بعد) ، والنبطي ، أو النسخ .
ويقول بعض الباحثين : إن أكثر ما كان يستعمل الخط النبطي في المواصلات والمراسلات التجارية ، في حين كان أكثر ما يستعمل خط المسند في كتابة الكتب ، ومنها الكتب المقدسة خاصة .
وإذا كان الخطان الشائعان في الاستعمال عند ظهور الإسلام هذين الخطين : النسخ والكوفي ، فبأيهما كتب القرآن أول ما كتب ؟ . .
يرى جمهور الباحثين المعنيين بتطوير الخطوط السامية وتاريخ الخطوط العربية ، إن الذي دوّن به القرآن أولاً أخذ مما تولد عن الخط النبطي وهو النسخ ، أو ما يسمى بالجزم ، وبذلك أصبح هذا النوع من الخط ، الخط الرسمي للمسلمين ، ومن هنا يفسر تراجع خط المسند الى حد كبير قبل تلاشيه على صعيد الاستعمال نهائياً .
وقد وردت نصوص عن بعض الباحثين –وهو ما تؤيده بعض القرائن- بأن القرآن الكريم أول ما دوّن بهذا الخط ، وهو الذي كان يكتب به كتاب الوحي بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) ، أعني خط النسخ ما يسمى بالجزم .
ولكن مع ذلك ، لا بد من التنبيه على أن خط النسخ في ذلك العصر لم يكن فيه إتقان ولا إجادة . ويضاف الى سوء هذا الخط وعدم إجادته خلوّه من أمرين مهمين :
أولاً : عدم وجود نقط للحروف المعجمة .
ثانيا : عدم وجود حركات إعرابية تعين موقع الكلمة من الجملة .
وقد كان هذان الأمران مصدر مشكلة كبيرة تمحورت حول شيوع أخطاء فاحشة لدى قراء المصاحف بعد عصر النبي (صلى الله عليه واله) مما تسبّب ببلبلة وإرباك .
ومن جملة الأخطاء الفاحشة الناتجة عن عدم وجود نقط على الحروف في الكتابة القرآنية .
- قرأ بعضهم : وأنزل جنودا لم يروها .
والصحيح : لم تروها .
- وقرأ بعضهم : نرتع ونلعب .
- وقرأ آخرون : نرتع ويلعب .
والصحيح : يرتع ويلعب .
- وقرأ بعضهم : ما تنسخ من آية أو تنسها .
والصحيح : ما ننسخ من آية أو ننسها .
- وقرأ بعضهم : ننحيك .
والصحيح : ننجيك .
- وقرأ بعضهم : كأنك خفي عنها .
والصحيح : كأنك حفي عنها .
إلى غير ذلك من الموارد الكثيرة في القرآن الكريم .
وأما ما وقع من الأخطاء الفاحشة لدى القراء نتيجة عدم وجود الحركات الإعرابية في الرسم القرآني فهي أيضاً كثيرة نذكر بعضها :
قرأ بعضهم : يرتع . والصحيح : يرتع (بتسكين العين) .
قرأ بعضهم : يقتلون ويقتلون . والصحيح : يقتلون ويقتلون .
وقرأ بعضهم : بل عجبت ويسخرون . والصحيح : بل عجبت و . . .
وقرأ بعضهم : وباعد بين أسفارنا . والصحيح : وباعد بين . . .
وقرأ بعضهم : إعلم أن الله على كل شيء قدير . والصحيح : أعلم أن الله . .
الى غير ذلك من الأخطاء في قراءة المصحف نتيجة عدم النقط على الحروف من جهة ، وعدم الحركات الإعرابية على الكلمات من جهة أخرى ، وذلك حصل بعد عصر النبي (صلى الله عليه واله) .
فما كان من علي (1) (عليه السلام) ألا أن علم أبا الأسود الدؤلي أصول النحو فنقلها النحويون وفرعوها .
وقد سُئل : من أين لك هذا العلم ؟ فقال : (أخذت حدوده عن علي بن أبي طالب) .
وقد تتلمذ على يدي أبي الأسود عدد كبير من العلماء من هذا العلم منهم : يحيى بن يعمر العدواني قاضي خراسان ، ونصر بن عاصم الليثي .
وقد اشتغل أبو الأسود بإعراب القرآن وخاصة عندما سمع قارئاً يقرأ : {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } [التوبة: 3] (بكسر اللام) ، فارتعد وقال : عز وجه الله أن يبرأ من رسوله . وجد في وضع حركات إعرابية لكل القرآن ، استعمل للدلالة عليه انقطاً ، ثم زاد تلامذة أبي الأسود علامات أخرى للشكل .
وأما اعجام القرآن ، أي إزالة العجمة عنه بوضع النقط على الحروف المعجمة (الباء والتاء والثاء والياء ، والجيم والخاء ، والدال والذال ، والراء والزاي ، والظاء والطاء ، والصاد والضاد) ، فقد قام به أول من قام أبو الأسود الدؤلي أيضاً(2) ، ثم تلاه تلامذته وكان (3) أبرزهم في هذا الصدد اثنين : يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم .
وحيث إن إعراب الكلمات القرآنية كان بالنقط كما ذكرنا قبل قليل ، ولكي لا يحصل لبس بينها وبين الاعجام ، جعلت نقط الحركات الإعرابية باللون الأحمر ، ونقط الإعجام بلون آخر مختلف ، والخط القرآني متميز بلون يخصه أيضاً .
وقد بقيت نسخ القرآن تكتب بخط النسخ ، الى أن كتبت بعض النسخ بالخط الكوفي خلال عقود قليلة ، وكان الإسلام قد انتشر وتوسع ، وزادت حاجة الشعوب التي اعتنقته الى قراءة القرآن تعلماً وحفظاً ، فاحتاج خط النسخ الى نوع من التطوير في رسمه واخراجه .
فجاء الفراهيدي في أوائل القرن الثاني للهجرة فاستبدل النقط المدورة بحركات الفتحة والكسرة والضمة والسكون وهي الحركات الإعرابية المعروفة كما وضع علامات التشديد والهمز وغيرها (4) .
ثم جاء ابن مقلة في أوائل القرن الرابع الهجري ، فوضع قواعد ثابتة لخط النسخ ، جعلت من رسم الحروف والكلمات فيه أشكالاً واضحة متناسقة وجميلة ، فراخ الخطاطون يكتبون نسخ القرآن الكريم بخط النسخ وفق قواعد ابن مقلة ، مما ير قراءته بشكل أكبر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ، 12 / 298 – 299 . والإتقان ، للسيوطي 2 / 171 .
(2) البرهان ، للزركشي ، 1 / 250 – 251 ، وصبح الأعشى ، للقلقشندي ، 3 / 151 .
(3) ابن أبي داوود السجستاني ، كتاب المصاحف ، 141 .
(4) راجع الإتقان للسيوطي ، 4 / 160 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|