أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
1513
التاريخ: 12-10-2014
1459
التاريخ: 29-09-2015
1657
التاريخ: 30-01-2015
1589
|
لا شك أن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) المتمثلة في الإمام الصادق (عليه السلام) جامعة كبرى شملت كل العلوم والفنون والمعارف ، وقد خرجت علماء كثرا قدموا للبشرية والحضارة الإنسانية بكل إخلاص وتفاني الشيء الكثير ، ولو أردنا التفصيل في هذا المجال سيطول بنا الكلام حقا ، لذا نكتفي بالإشارة إلى بعض الجوانب فيها ، ونوكل التفصيل إلى الكتب المختصة (1) .
ففي مجال الطب جمع بعض علماء السلف شيئا كثيرا من آراء الأئمة نبين في الطب وسنوه طب الأثمة.
ومن خريجي هذه المدرسة العلمية في مجال الطب والصيدلة جابر بن حيان الكوفي ، فهو بالإضافة إلى تخصصه في الكيمياء صنف مؤلفات في الطب ، أورد منها ابن النديم : (رسالة في الطب) و(كتاب السموم) و(كتاب المجسة) و(كتاب النبض) و(كتاب التشريح) (2).
وكان جابر أول من أشار إلى طبقات العين.
ومن أعلام هذه المدرسة كذلك أبو علي الحسن بن فضل وهو من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) ومن علماء الشيعة العظام في عصره الذين برعوا في علم الطب وألفوا فيه ، ومن مؤلفاته : (كتاب الطب ) و(كتاب النجوم) (3).
وفي مجال الكيمياء ، كان الإمام الصادق (عليه السلام) أول من بين خواص الأشياء منفردة ومركبة ، وأنه درس الكيمياء في مدرسته قبل اثني عشر قرنا ونصف قرن ، واشتهر من تلامذته في هذا العلم هشام بن الحكم المتوفي سنة (199 هـ ) وهو من أصحاب الإمام (عليه السلام) وتلامذتهن وله نظرية في جسمية الأعراض كاللون والطعم والرائحة ، وقد أخذ إبراهيم بن سيار النظام المغزلي هذه النظرية لما تتلمذ على هشام .
وقد أثبتت تفوق هذا الرأي النظريات العلمية الحديثة القائلة : إن الضوء يتألف من جزئيات في منتهى الصغر ، تجتاز الفراغ والأجسام الشفافة ، وأن الرائحة أيضأ هي جزيئات متبخرة من الأجسام تتأثر بها الغدد الأنفية ، وأن المذاق جزيئات صغيرة تتأثر به الحليمات اللسانية .
ومن تلامذة الإمام (عليه السلام) الذين اشتهروا ببراعتهم في الكيمياء والعلوم الطبيعية جابر بن حيان الكوفي الذي دون ألف وخمسمائة رسالة من تقريرات الإمام (عليه السلام) في علمي الكيمياء والطب في ألف ورقة (4) - وجابر هو أول شخصية تاريخية ظاهرة اشتغلت في الكيمياء في العرب والإسلام ، وهو الممثل الأول للكيمياء العربية ، وقد أثر أيضأ في الكيمياء ، لظهور عدد لا يستهان به من المخطوطات اللاتينية في الكيمياء المنسوبة إلى جابر بن حيان ، وتشهد كتب التأريخ أن أول من ساهم وطور علم الكيمياء من الجانب النظري إلى الجانب العملي في موضوع إمكانية انقلاب العناصر هو جابر بن حيان ، وتشهد له كتب التاريخ أيضأ بأنه بطل الميدانين في هذا العلم النظري والعملي ، هذا كله كان بفضل الإمام الصادق (عليه السلام) والذي صرح به جابر في مواضع كثيرة (5) .
وتشهد الجامعات العلمية اليوم بالفضل للإمام (عليه السلام) في تأسيس قواعد العلوم والمعرفة في مختلف المجالات.
إن علماء الألمان الذين يعزى لهم الفضل في اكتشاف أسرار الكيمياء الحديثة وتطويرها ، والتي يعود لها الفضل أيضأ في الكثير من الإبداعات الصناعية اليوم يفخرون بأنهم أخذوها عن جابر بن حيان الذي تمكن من تحقيق وتطبيق طائفة كبيرة من النظريات العلمية ، التي أخذها من الإمام (عليه السلام) وأهمها تحضير (حامض الكبريتيك) بتقطيره من الشبه ، وسماه (زيت الزاج). كما حضر (حامض النتريك) و(ماء الذهب) و(الصودا الكاوية).
وكان جابر أول من لاحظ ترسب (كلورود الفضة) عند إضافة محلول ملح الطعام إلى محلول (نترات الفضة).
وينسب إليه تحضير مركبات أخرى مثل كربونات البوتاسيوم ، وكربونات الصوديوم وغير ذلك مما له أهمية كبوى في صنع المفرقعات والأصباغ والسماد الصناعي والصابون وما إلى ذلك . ولم تقف عبقرية جابر في الكيمياء عند حد تحضير هذه المواد فحسب ، بل انبعث منها إلى ابتكار شيء جديد في الكيمياء هو ما سماه بعلم (الميزان ) أي معادلة ما في الأجساد والمعادن من طبائع ، وقد جعل لكل جسد من الأجساد موازين خاصة بطبائعه ، وكان ذلك بداية لعلم المعادلات في طبائع كل جسم (6) .
وقد امتد نشاط جابر إلى ناحية أخرى من الكيمياء هي التي يسمونها بالصنعة ، أي تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن ثمينة من ذهب وفضة ، ويعد جابر رائدا لمن أتى بعده من العلماء الذين شغفوا بهذه الناحية من الكيمياء ، كالرازي وابن مسكويه و الصغرائي و المجريطي والجلدكي.
وكانت نظرية تحويل المعادن إلى ذهب أو فضة نظرية يونانية قديمة ينقصها المزيد من التحقيق والتفصيل ، فوضع جابر فيها رسائل كثيرة ، وشرح قواعدها وأصولها في كتبه المتعددة في الوقت الذي كانت نظرية (الصنعة) ضربا من ضروب الآمال والأحلام بل الأوهام ، وكان من يشتغل بها يرمى بالعته والهوس ، حتى إن الكندي وابن خلدون نبذا هذه الفكرة ، وأكدا عدم إمكان تحويل أي عنصر إلى عنصر آخر ، غير أن ما حدث في عام ١٩١٩ م من تحطيم ذرات (النتروجين) وتحويلها إلى ذرات (الأوكسجين) و(الهيدروجين) ، قد بذل مفهوم هذه الفكرة ، وأثبت إمكان تحقيقها بالفعل.
وقد توالت بعد ذلك تجارب شطر نواة الذرة ، باستخدام قذائفه من جسيمات (ألفا) أي نوى (الهليوم) ، ومن جسيمات أخفه ولكن أكبو أثر منها ، وهي البروتونات أي نوى (الهيدروجين) بعد إطلاقها بسرعة فائقة ، وأمكن بذلك شطر النواة وتحويل عدد من العناصر إلى عناصر أخرى ، كتحويل الهيدروجين إلى عنصر الهليوم ، وتحويل الصوديوم إلى مغنيسيوم ، والليتيوم والبورون إلى هليوم ، فتحقق فعلا أمر تحليل العناصر وتحويل بعضها إلى بعض طبق نظرية جابر بن حيان الذي طالما كان يؤكد أن علومه جميعا هي من الإمام الصادق (عليه السلام) . وفي مجال الفلك والنجوم فقد كان الإمام الصادق (عليه السلام) يدرس هذين العلمين وله أراء ونظريات في دوران الكرة الأرضية وحركتها ، وفي مقدار أشعة النجوم وحركة الضوء ، وكان يلقي دروسه وافاداته في هذا العلم ، على تلاميذه وطلاب العلم ، ويناقش محترفي علم النجوم ، ويصحح آرائهم ، ويوضح لهم أخطاءهم ، وكان من تأثير توجيهات الإمام (عليه السلام) وارشاداته في علم الهيئة والفلك أن أهتم تلامذته بهذه العلوم ، واشتغلوا بالأرصاد والأزياج والتقاويم و الاختبارات وغير ذلك من فروع علم الفلك من أقدم الأزمنة . وكان أبو إسحاق إبراهيم بن حبيب الفزاري المتوفي عام ( ١٦١ هـ - ٧٧٧ م) وهو من أصحاب الإمامين الصادق وموسى بن جعفر (عليهم السلام) ، أول من عمل الإصطرلاب في الإسلام. وأول من ألف فيه لوه في ذلك كتاب (العمل بالإصطرلابات ذوات الحلق) وكتاب ( العمل بالاصطرلاب المسطح ) (7) .
وهذا محمد بن مسعود العياشي التميمي وصفه ابن النديم بقوله : من فقهاء الشيعة الإمامية أوحد أهل دهره وزمانه في غزارة العلم ، له كتاب (النجوم والفأر) و( القيافة والزجر ) و ( كتاب الطب ) (8).
و هذا أبو علي الحسن بن فضال من أصحاب الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) و له كتاب (النجوم) و(كتاب الطب) (9) .
هذا هو الإمام الصادق (عليه السلام) الذي قال عنه المنصور العباسي : (والله لقد ميز عندي منازل الناس ، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة ، وأنه ممن يريد الآخرة) (10) .
نعم إن الإمام الصادق (عليه السلام) بزهده في دنيا الملوك ، و بحذره ولباقته ومقدرته رغم الظروف السياسية السيئة المحيطة به استطاع أداء تلك الرسالة العلمية الخالدة. وقد قذر للشيعة أن ينتسبوا من بين الائمة الاثني عشر عليهم آلاف التحية والسلام إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وأن يشتهروا بالجعفرية بفضل ما ترك الصادق (عليه السلام) من التراث العلمي الخالد .
____________________________
1. للتفصيل راجع كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام وكتاب الشيعة وفنون الإسلام للسيد حسن الصدر قدس سره .
2. الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب : 52 .
3. الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب : ٥٣ .
4. الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب : ٥٤.
5. الامام الصادق ملهم الكيمياء : د . محمد يحيي الهاشمي .
6. الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب : ٥٤ - ٥٥
7. الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب : 59-60.
8. الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب : 60 .
9. الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب : 60.
10. بحار الانوار : 47/184-185 .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|