أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-03
705
التاريخ: 4-5-2016
2680
التاريخ: 4-5-2016
14675
التاريخ: 19-9-2021
4819
|
وأهم أنواع التخطيط هي :
(أ) التخطيط قصير الأجل (ب) التخطيط متوسط الأجل (ج) التخطيط طويل الأجل.
مفهوم التخطيط: إن التخطيط كما سبق تعريفه بأنه هو التقرير المقدم لما يجب عمله ، وكيف يمكن عمله ، ومتى يمكن عمله ، ومن الذي يقوم بالعمل ، وكذلك هو افتراضات لما ستكون عليه الأحوال في المستقبل ، ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول إليها ، والعناصر الواجب استخدامها لتحقيق الأهداف ، وكيفية استخدام هذه العناصر ، وخط السير والمراحل المختلفة الواجب المرور بها ، والوقت اللازم لتنفيذ الأعمال .
وكثير من العلماء يختصرون تعريف التخطيط في الأسئلة الآتية:
1-أين نحن الآن ؟
2-إلى أين نريد أن نذهب؟
3-كيف نصل إلى هناك ؟
واضح أن هذه الأسئلة تتحدث عن التعريفات السابقة ، حيث أشارت إلى الوضع الحالي أي الإمكانات المتاحة ، كما أشارت إلى نقطة الوصول ، وأشارت كذلك إلى الترتيبات اللاَّزمة والوسائل التي يجب أن تتخذ للوصول إلى الغاية التي يُرمى إليها ، وهذا كلّه يتطلب الامكانات المادية والبشرية . إن التخطيط ليس رجماً بالغيب فالغيب لا يعلمه إلاّ الله ولكنّ التخطيط هو استقراء للماضي واستدلال بأحداثه لتصور ما قد يحدث في المستقبل .
- كيف نبهنا القرآن الكريم للتخطيط ؟ قال تعالى في شأن التخطيط للحرب : ]وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ[(2).
يستنبط من هذه الآية معنى عَام وهو أنه في التخطيط لا بدّ من تحديد الأهداف وفقاً للإمكانات البشرية والمادية المتاحة ، وتحديد الأهداف من أهم أولويات التخطيط وإعداد القوة لا يعني قوة السلاح فقط وإنما يعني إعداد القوة مطلقاً في السلم والحرب فالطاقة الكهربائية والنووية وغيرها يحتاج إليها الإنسان في السلم بصورة أكبر؛ والإسلام دائماً يحث على استخدام العلم لصالح الإنسان وخيره لا لدماره وشرّه – وكلمة قوة نكرة والنكرة تفيد العموم كما هو معلوم عند النحاة. والإشارات في القرآن للتخطيط كثيرة منها قوله سبحانه وتعالى : ]قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ[(3). وكذلك قوله تعالى في شأن التخطيط: ]وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا[(4).وقد ذكر بعض العلماء في شأن التخطيط الوارد في هذه الآية ( إنه توجيه رباني للتخطيط للآخرة ، فالهدف هو ابتغاء حسن العاقبة في الدار الآخرة باستغلال الإمكانات المتاحة التي أنعمها الله علينا من غنى وخير في الدار الدنيا)(5). من كل ما ذكر يفهم أن التخطيط مهم في الحياة وجعلها مطية للآخرة ولعلَّ من أهمّ الوظائف التي تحتاج للتخطيط عند معلمي القرآن الكريم هو الإعداد للمحاضرات التي تعدّ الإنسان للمستقبل وإعداد الإنسان هو العنصر الأساس في التنمية بأنواعها المختلفة ، فمن الضروري اهتمام الإنسان بالمستقبل حتى ترفرف الرفاهية للأجيال المقبلة ، فقد ورد عن الرسول r في الحديث الذي رواه عامر بن سعد بن أبي وقّاص ما نصه : عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه t قال رسول الله r : (إنك أن تذر وَرثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون النّاس)(6). كل النصوص التي وردت من القرآن الكريم والسنة المطهرة توضح أهمية التخطيط وخطواته وتحض عليه . فمعلم القرآن أولى من غيره ، بالالتزام بالقرآن الكريم والسنة المطهرة والاستفادة منهما في عمله والتأصيل له تخطيطاً وترتيباً.
التخطيط والخطة: فإذا كان التخطيط هو العمل المستقبلي المستمر فالخطة هي بداية تنفيذ التخطيط حيث يقسم العمل المخطط له إلى خطط بأزمنة مختلفة ، والخطة تقسم إلى برامج والبرامج إلى مشروعات .ولتكون الخطة جيدة لا بدّ من أن تتوافر فيها الشروط الآتية:
1/ الوحدة : لا بدّ من خطة موّحّدة للمشروع الواحد تتفرع إلى برامج ومشروعات ، كما يجب أن تتكامل مع الخطة الرئيسة للمؤسسة ، وفي موضوعنا هذا لا بدّ أن تتوحد خطة التدريس في حلقات القرآن الكريم مع الخطة الكلية للجامعة
2/ الاستمرار: يجب أن تكون الخطة مستمرة ، بمعنى أن يكون التخطيط مستمراً وفي كل مرحلة تؤخذ منه الخطط المناسبة للظرف ذاته ولموضوعه ، فالتخطيط لحلقات القرآن يجب أن يكون مستمراً وفي كل مرة يستفاد من التجارب، ومن ملاحظات الطلاب ليكون التخطيط مغطياً لكل الجوانب .
3/ المرونة : ومعنى مرونة الخطة أن تكون قابلة للتكيف مع المتغيرات والظروف الداخلية والخارجية، ويعني هذا أن تغير موضوع الدرس للظروف التي فيها أو لحاجة الظرف الذي أنت فيه أو طلابك.
4/ الدقة: ويقصد بها مدى مطابقة بيانات التنبؤ بواقع المستقبل ، فإذا كان هناك فرق كبير بين التنبؤ وواقع المستقبل تكون الخطة غير دقيقة ، فلذلك لا بدّ من التفكير والانطلاق من الأسئلة التي ذكرت في التعريف (أين نحن ؟ إلى أين نريد أن نذهب ؟ كيف نصل إلى هناك).
5/ السِّرية: أن تكون بعيدة عن متناول أيدي كل النّاس إلاّ المأذون لهم والذين يعملون في إطارها حتّى لا تكون مشاعة لكل النّاس ، وحتى لا يساء استخدامها ووضعها في غير وضعها.
ووضع الخطط واضح في سيرة الرسول r حيث خطط للهجرة النبوية ، ولفتح مكة وغيرها . وهذا يعني أن معلم القرآن الكريم لا بدّ أن يخطط لتدريسه ، و يحدد خططه بأزمنة معينة حتى
يكون مثالاً لغيره في التخطيط والاستفادة من كل مستجدات العصر التي أوجدها الله سبحانه وتعالى – ليستفيد منها المسلمون في كل شئون حياتهم .
_____________________________
1- سورة الأنفال الآية : 60.
2-سورة يوسف الآية : 47 – 48.
3- سورة القصص الآية : 77.
4-د. جميل جودت أبو العينين ، مرجع سابق ص 88 .
5- صحيح البخاري ، باب الجنائز ، حديث رقم 1312.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|