أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-5-2017
2053
التاريخ: 2023-04-09
1182
التاريخ: 7-12-2016
1765
التاريخ: 11-12-2018
1705
|
وأفضل الأساليب التي تؤدي الى نجاح مهمة الآباء في تربية الأولاد هي ما يلي :
1ـ الأسلوب الهادئ :
وهو أن يقوم الأب ابتداء وعند حدوث المشكلة أو القيام بالفعل القبيح بالتكلم مع الولد وبالأسلوب الهادئ والمنطق السليم , من دون غضب ولا تسرع ولا هجوم بكلام وغيره , بل ببيان أن العمل الذي فعله هو عمل قبيح يؤثر عليه وعلى محيطه , وأن عليه أن يكون قدوة لإخوته أو لأصدقائه أو لجيرانه .
وقد يقوم الأب بملاطفة الولد في أثناء هذا الأسلوب .
وهذا الأسلوب إن نُفذ بالشروط ... من ملاحظة الزمان والمكان والظرف والمنطق ؛ فإنه مما لا شك فيه أنه سوف يؤثر في الولد ويترك عنده نتائج مهمة ومنها الإقلاع عن الفعل القبيح .
نعم على الأب دراسة الميدان وواقع الحال فهل من الأفضل القيام بهذا الأسلوب مباشرة أم عليه تأجيله الى وقت آخر ؟ أم عليه توكيل غيره ؟
ولعل الأمر يعود الى نوع العمل وخطورته وهل فعله الولد أمام أصدقائه أو إخوته أو عامة الناس , وهل كان على الطعام أم على الشارع ؟ كل ذلك يؤثر على استجابة الولد لملاحظة والده .
وكل أب عليه أن يدرس الأسلوب المناسب لأولاده متجنّبا الأساليب السلبية ... أو ينتخب أسلوبا جديدا مدروسا أو مجربا لكي يصل الى تربية ولده وتهذيبه .
2- الأسلوب المتماشي مع الفطرة :
ونعني به استفادة الوالدين من الامور الفطرية المودعة عند الولد , من أجل تسهيل التربية والتحلّي بالفضائل والأخلاق الإسلامية والبعد عن الرذائل , فمثلا عندما نريد أن نقنع الأطفال أو الشباب ببعض الأمور التي نراها ترفع من شأنهم عند الله تعالى , وتجعل لهم مكانة بين الناس لحُسنها , سواء في الدراسة أو غيرها ما علينا إلا إبراز الآثار المستقبلية لها ليرغب الطفل أو يفكر الشاب فيها فيحبها أو يعشقها فيلتزم بها عن قناعة ورغبة وطموح من أجل الوصول الى الهدف المنشود .
مثال : إذا كنا نريد إقناع الطفل أو الشاب بترك الحسد والغيرة من أصدقائه أو إخوته , فينبغي أن يقوم الأب أو الأم بإظهار مساوئ الحسد وبغض الله تعالى للحاسد فيقال له : إن الحسد يضعف شخصية الإنسان لأنه يجعله يلتهي بمراقبة أفعال الآخرين فيقصّر في أفعاله مما يؤثر على مواهبه والإبداع فيها .
ومعلوم أن كل إنسان يحب نجاح عمله وشهرته بالعمل الصالح في نظر الناس , أيضا يحب قوة شخصيته وعدم تسلط الآخرين عليه , فمن أجل الوصول الى هذه الرفعة السليمة والكمال الفطري والإنساني نغذي هذه الطاقة الفطرية السليمة والصحيحة بالأسلوب الحسن ؛ وعندئذ نرى أن الطفل أو الشاب قد تخلّيا عن الحسد أو الغيرة .
قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : حب الكمال من الأمور الفطرية عند الإنسان , والتي يمكن أن تكون أساسا ثابتا لتربية الطفل : غريزة التفوق , وحب الكمال . إن الرغبة في الترقي والتعالي
تعتبر من فروع حب الذات المودع في فطرة كل إنسان.
وعلى المربي القدير أن يستغل هذه الثروة النفسية , ويقيم شطرا من الأساليب التربوية الصحيحة على هذا الأساس , فيسوق الطفل الى طريق الترقي والتعالي.
لقد ورد بهذا الصدد حديث عن الإمام الحسن (عليه السلام) ... ((أن دعا بنيه وبني أخيه , فقال : إنكم صغار قوم , ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين , فتعلموا العلم ... فمن لم يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته))(1) .
وفي هذا الحديث نجد أن الإمام الحسن (عليه السلام) ,لأجل أن يحث أبناءه وأبناء أخيه على اكتساب العلوم ويشجعهم على ذلك يستفيد من حب الذات والترقي عندهم – وهو أمر فطري – من دون أن يتوسل الى الزجر والأساليب المخيفة , ويفهمهم أن تحصيل العلم في اليوم , سبيل الوصول الى العزة والعظمة في الغد .
إن الأسلوب المستعمل في هذا الحديث يعد من أعظم الأساليب في مجال التعليم والتربية في العصر الحديث , فكل أسرة تستطيع أن تشجع أبناءها على تحصيل العلوم بهذا الأسلوب وتدفعهم منذ البداية الى التعالي والترقي فإن الأطفال يسعون وراء العلم بدافع ذاتي , ولا يحتاجون الى التهديد والتعقيب (2) .
_____________
1ـ بحار الأنوار : 1/110.
2ـ الطفل بين الوراثة والتربية – الشيخ محمد تقي الفلسفي ك 1/377 المحاضرة الخامسة عشرة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|