المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
وظـائـف اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
كيفيّة محاسبة النّفس واستنطاقها
2024-11-28
المحاسبة
2024-11-28
الحديث الموثّق
2024-11-28
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28

Lewis Carroll and the art of English phonotactics
2023-12-14
الشروط المتطلبة في حالة تعدد الزوجات في القانون الجزائري
22-4-2019
تكاثر التين الشوكي
8-10-2019
Slope Field
3-10-2021
عن من يقاتل في سبيل الله ؟
9-05-2015
مفهوم السلطة الرئاسية
2-4-2016


الأساليب التي تؤدي الى نجاح الأبوة في التربية وإدارة الأسرة  
  
1815   09:54 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص69-71
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

وأفضل الأساليب التي تؤدي الى نجاح مهمة الآباء في تربية الأولاد هي ما يلي :

1ـ الأسلوب الهادئ :

وهو أن يقوم الأب ابتداء وعند حدوث المشكلة أو القيام بالفعل القبيح بالتكلم مع الولد وبالأسلوب الهادئ والمنطق السليم , من دون غضب ولا تسرع ولا هجوم بكلام وغيره , بل ببيان أن العمل الذي فعله هو عمل قبيح يؤثر عليه وعلى محيطه , وأن عليه أن يكون قدوة لإخوته أو لأصدقائه أو لجيرانه .

وقد يقوم الأب بملاطفة الولد في أثناء هذا الأسلوب .

وهذا الأسلوب إن نُفذ بالشروط ... من ملاحظة الزمان والمكان والظرف والمنطق ؛ فإنه مما لا شك فيه أنه سوف يؤثر في الولد ويترك عنده نتائج مهمة ومنها الإقلاع عن الفعل القبيح .

نعم على الأب دراسة الميدان وواقع الحال فهل من الأفضل القيام بهذا الأسلوب مباشرة أم عليه تأجيله الى وقت آخر ؟ أم عليه توكيل غيره ؟

ولعل الأمر يعود الى نوع العمل وخطورته وهل فعله الولد أمام أصدقائه أو إخوته أو عامة الناس , وهل كان على الطعام أم على الشارع ؟ كل ذلك يؤثر على استجابة الولد لملاحظة والده .

وكل أب عليه أن يدرس الأسلوب المناسب لأولاده متجنّبا الأساليب السلبية ... أو ينتخب أسلوبا جديدا مدروسا أو مجربا لكي يصل الى تربية ولده وتهذيبه .

2- الأسلوب المتماشي  مع الفطرة :

ونعني به استفادة الوالدين من الامور الفطرية المودعة عند الولد , من أجل تسهيل التربية والتحلّي بالفضائل والأخلاق الإسلامية والبعد عن الرذائل , فمثلا عندما نريد أن نقنع الأطفال أو الشباب ببعض الأمور التي نراها ترفع من شأنهم عند الله تعالى , وتجعل لهم مكانة بين الناس لحُسنها , سواء في الدراسة أو غيرها ما علينا إلا إبراز الآثار المستقبلية لها ليرغب الطفل أو يفكر الشاب فيها فيحبها أو يعشقها فيلتزم بها عن قناعة ورغبة وطموح من أجل الوصول الى الهدف المنشود .

مثال : إذا كنا نريد إقناع الطفل أو الشاب بترك الحسد والغيرة من أصدقائه أو إخوته , فينبغي أن يقوم الأب أو الأم بإظهار مساوئ الحسد وبغض الله تعالى للحاسد فيقال له : إن الحسد يضعف شخصية الإنسان لأنه يجعله يلتهي بمراقبة أفعال الآخرين فيقصّر في أفعاله مما يؤثر على مواهبه والإبداع فيها .

ومعلوم أن كل إنسان يحب نجاح عمله وشهرته بالعمل الصالح في نظر الناس , أيضا يحب قوة شخصيته وعدم تسلط الآخرين عليه , فمن أجل الوصول الى هذه الرفعة السليمة والكمال الفطري والإنساني نغذي هذه الطاقة الفطرية السليمة والصحيحة بالأسلوب الحسن ؛ وعندئذ نرى أن الطفل أو الشاب قد تخلّيا عن الحسد أو الغيرة .

قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : حب الكمال من الأمور الفطرية عند الإنسان , والتي يمكن أن تكون أساسا ثابتا لتربية الطفل : غريزة التفوق , وحب الكمال . إن الرغبة في الترقي والتعالي

تعتبر من فروع حب الذات المودع في فطرة كل إنسان.

وعلى المربي القدير أن يستغل هذه الثروة النفسية , ويقيم شطرا من الأساليب التربوية الصحيحة على هذا الأساس , فيسوق الطفل الى طريق الترقي والتعالي.

لقد ورد بهذا الصدد حديث عن الإمام الحسن (عليه السلام) ... ((أن دعا بنيه وبني أخيه , فقال : إنكم صغار قوم , ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين , فتعلموا العلم ... فمن لم يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته))(1) .

وفي هذا الحديث نجد أن الإمام الحسن (عليه السلام) ,لأجل أن يحث أبناءه وأبناء أخيه على اكتساب العلوم ويشجعهم على ذلك يستفيد من حب الذات والترقي عندهم – وهو أمر فطري – من دون أن يتوسل الى الزجر والأساليب المخيفة , ويفهمهم أن تحصيل العلم في اليوم , سبيل الوصول الى العزة والعظمة في الغد .

إن الأسلوب المستعمل في هذا الحديث يعد من أعظم الأساليب في مجال التعليم والتربية في العصر الحديث , فكل أسرة تستطيع أن تشجع أبناءها على تحصيل العلوم بهذا الأسلوب  وتدفعهم منذ البداية الى التعالي والترقي فإن الأطفال يسعون وراء العلم بدافع ذاتي , ولا يحتاجون الى التهديد والتعقيب (2) .

_____________

1ـ بحار الأنوار : 1/110.

2ـ الطفل بين الوراثة والتربية – الشيخ محمد تقي الفلسفي ك 1/377 المحاضرة الخامسة عشرة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.