المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تربية الطفل على طاعة الوالدين  
  
11764   09:29 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص٥٧– ٥٨
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2017 17605
التاريخ: 20-4-2016 2215
التاريخ: 15-1-2016 2203
التاريخ: 8/9/2022 1245

يلعب الوالدان الدور الاكبر في تربية الاطفال ، فالمسؤولية تقع على عاتقهما أولاً وقبل كلّ شيء، فهما اللذان يحدّدان شخصية الطفل المستقبلية، وتلعب المدرسة والمحيط الاجتماعي دوراً ثانوياً في التربية.

والطفل اذا لم يتمرّن على طاعة الوالدين فانه لا يتقبل ما يصدر منهما من نصائح وارشادات وأوامر إصلاحية وتربوية ، فيخلق لنفسه ولهما وللمجتمع مشاكل عديدة ، فيكون متمرداً على جميع القيم وعلى جميع القوانين والعادات والتقاليد الموضوعة من قبل الدولة ومن قبل المجتمع.

قال الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه ‌السلام) :«جرأة الولد على والده في صغره ، تدعو إلى العقوق في كبره»(١).

وقال الإمام محمد بن علي الباقر(عليه ‌السلام):«...شرّ الابناء من دعاه التقصير إلى العقوق»(٢).

وتربية الطفل على طاعة الوالدين تتطلب جهداً متواصلاً منهما على تمرينه على ذلك ؛ لأنّ الطفل في هذه المرحلة يروم بناء ذاته وإلى الاستقلالية الذاتية ، فيحتاج إلى جهد اضافي من قبل الوالدين، وأفضل الوسائل في التمرين على الطاعة هو إشعاره بالحبّ والحنان، يقول الدكتور يسري عبدالمحسن : (أهم العوامل التي تساعد الطفل على الطاعة .. الحب والحنان الذي يشعر به الطفل من كلِّ افراد الاسرة)(3).

ومن الوسائل التي تجعله مطيعاً هي اشباع حاجاته الاساسية وهي (الامن، والمحبة، والتقدير، والحرية، والحاجة إلى سلطة ضاغطة)(4).

ويرى الدكتور فاخر عاقل هذه الحاجات بالشكل التالي (الحاجة إلى توكيد الذات، أو المكانة، ان يعترف به وبمكانته، وان ينتبه إليه.. والحاجة إلى الأمان والحاجة إلى المحبة والحاجة إلى الاستقلال)(5).

فإذا شعر الطفل بالحب والحنان والتقدير من قبل والديه، فانه يحاول المحافظة على ذلك بإرضاء والديه وأهم مصاديق الارضاء هو طاعتهما.

فالوالدان هما الاساس في تربية الطفل على الطاعة، قال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله ‌وسلم) : «رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما» (6).

واسلوب الاعانة كما حددّه رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) :«رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالإحسان إليه، والتألف له، وتعليمه وتأديبه»(7).

وقال (صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله ‌وسلم) : «رحم الله من أعان ولده على برّه، وهو أن يعفو عن سيئته، ويدعو له فيما بينه وبين الله»(8).

وقال (صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) :«رحم الله من أعان ولده على برّه... يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه ولا يخرق به... »(9).

وحبّ الاطفال للوالدين ردّ فعل لحبّ الوالدين لهما (10).

فإذا كان الحبُّ هو السائد في العلاقة بين الطفل و والديه ،فإنّ الطاعة لهما ستكون متحققة الوقوع، وعلى الوالدين أنْ يُصدرا الاوامر برفق ولين بصورة نصح وإرشاد فان الطفل سيستجيب لهما، أمّا استخدام التأنيب والتعنيف فإنه سيؤدي إلى نتائج عكسية، ولذا أكّد علماء النفس والتربية على التقليل من التعنيف كما جاء في قول أنور الجندي :(يقتصد في التعنيف عند وقوع الذنب، لانّ كثرة العقاب تهون عليه سماع الملامة وتخفّف وقع الكلام في نفسه)(11).

وإطاعة الاوامر لا يجد فيها الطفل الذي حصل على المحبة والتقدير أية غضاضة على حبه للاستقلال، وبالمحبة التي يشعرها تتعمق في نفسه القابلية على تقليد سلوك من يحبّهم وهما الوالدين، فينعكس سلوكهما عليه، ويستجيب لهما، فإنه اذا عومل كإنسان ناضج وله مكانة فانه يستريح إلى ذلك ويتصرّف بنضج وبصورة لا تسيء إلى والديه، فيتمرّن على الطاعة لوالديه، ومن ثم الطاعة لجميع القيم التي يتلقاها من والديه أو من المدرسة أو من المجتمع.

___________

١ـ تحف العقول : ٣٦٨.

٢ـ تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠.

3ـ قاموس الطفل الطبي : ٣٢٨.

4ـ علم النفس ، لعبدالعزيز القوصي : ٢٦٤.

5ـ علم النفس التربوي ، لفاخر عاقل : ١٠٠ ـ ١٠١.

6ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦١٨.

7ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٦.

8ـ عدة الداعي : ٦١.

9ـ الكافي ٦ : ٥٠ / ٦ بر الاولاد.

10ـ علم الاجتماع ، لنقولا الحداد : ٢٥٢ ـ دار الرائد ١٩٨٢ م ط ٢.

11ـ التربية وبناء الاجيال : ١٦٧.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.