المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

ماهي الاسلاك النانوية
2023-12-06
الظالم والمظلوم
9-11-2014
المبادئ الأساسية للنقل المستدام- تحقيق العدالة الاجتماعية
23-7-2021
اليرقان Jaundice
2024-06-29
تعدد الزوجات والطلاق بين الشرقيين والغربيين.
2023-08-03
كيف تكونت اجزاء الفم الماصة؟
12-1-2021


أهمية الحرية في تكامل الطفل  
  
3861   01:39 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص270-272
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2017 2134
التاريخ: 17-1-2016 2415
التاريخ: 19-6-2016 3162
التاريخ: 15-1-2016 3085

إن الاشباع الحقيقي لغريزة حب التفوق، والهداية إلى الكمال المطلوب لا يتحقق الا في ظل الحرية والعوامل المساعدة الاخرى فقط. فبدون الحرية يكون نيل الكمال الحقيقي مستحيلاً، او صعبا جداً.

والواقع أن كثيرا من الطاقات الروحية، والثروات النفسية ظلت عاطلة او فاقدة لأي أثر يذكر نتيجة لعدم حصولها على العوامل المساعدة وان كثيرا من الناس الذين تقف جملة من الموانع الطبيعية او الشخصية او الاجتماعية او السياسية في طريق احياء وتنمية استعداداتهم الفطرية والغريزية، ونتيجة لذلك لم يتمكنوا من التحرك او الاندفاع في مدارج الكمال ومراتب الرقي.

والحقيقة : إن الاستعدادات الغريزية عند الانسان كالزهرة الصغيرة نراها تزهر وتفتح اكمامها ويفوح شذاها عندما تتوفر لها الظروف الملائمة والعوامل المساعدة : من جو طليق، وغذاء كافٍ. وكذلك الاستعدادات الفطرية فإنها تنمو وتزدهر عندما تتوفر لها الظروف الملائمة وتعود على الانسان بالمنافع الكثيرة، والفوائد الجليلة.

إن الجو المفعم بالحرية والهدوء والامان والامل، هو الذي يحقق أعلى مراتب السمو والتكامل للأطفال والكبار على حد سواء، واما الجو المكفهر المشحون بالظلم والتعذيب والضغط والتجاوز والارهاب هو جو ينقطع فيه السبيل إلى التكامل والبناء والتقدم؛ لأن فيه يحل اليأس محل الأمل، والظلم محل العدل، والفوضى بدل القانون، والخوف والرعب بدل الهدوء والاطمئنان والاستقرار.

وفي مثل هكذا جو لا يستطيع الكبار فضلا عن الصغار من اخراج استعداداتهم الخفية، ودررهم المعنوية من مرحلة القوة إلى مرحلة الفعلية بالشكل المطلوب والمناسب، ولا يستطيعوا ايضاً من الحصول على التكامل والتعالي الذي يطمحون في الوصول اليهما.

وعليه ، يجب ان يكون الجو الذي يعيش فيه الجميع حراً وهذه مسؤولية كبيرة وعظيمة تنهض بها الدولة والاسرة وكل فرد يساهم في العملية التربوية والتعليمية، ولكن الاسرة مدعوة بصورة خاصة بتوفير الحرية والرحمة والجو الملائم والتربية الصحيحة للطفل كي يتسنى له اظهار ذخائره الخفية، واستعداداته الفطرية، وبالتالي تحقيق الاهداف المنشودة والفوائد المتوخاة من وراء ذلك والتي تعود بالأثر الايجابي على الفرد والاسرة والمجتمع والدولة.

وقطعاً ان الاسرة لا تستطيع ان تحقق المطلوب، وتُنجز المنشود والمرسوم ما لم يكن اساسها قائمة على الدين النقي، والفضيلة والحرية.

إن الاسرة هي مهد تربية الاطفال واول بيئة حياتية يتعلمون منها، لذا يجب ان تسودها الضوابط الايمانية والاخلاقية والعلاقات الصحيحة، والاحترام المتبادل، وان تتعاضد الفضيلة الاخلاقية والايمان للأب مع الحب والحنان العقلانيين للام في ايجاد جو مفعم بالحرية والامل والسعادة للأسرة ، مما يحتفظ لأفراد الاسرة بالحيوية والنشاط وتأدية الواجب الملقى على كل فرد منهم برغبة نفسية ووازع ذاتي.

وحذار حذار من الاسرة التي يسودها أب مستبد حاد المزاج، فاقد الايمان، وام سيئة الاخلاق غير مكترثة بتربية ابنائها وانتظام اسرتها ويتنازع الابوان في فرض سيطرتهما على افراد الاسرة، ويستخدم كل منهم اساليب البطش والشدة والتخويف والتهديد في حملهم على القيام بواجباتهم في الاسرة فان كل ذلك سيؤدي حتما إلى نتائج وخيمة وخطيرة بواجباتهم على الفرد والاسرة والمجتمع وبالتالي على الدولة ايضاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.