أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2017
2134
التاريخ: 17-1-2016
2415
التاريخ: 19-6-2016
3162
التاريخ: 15-1-2016
3085
|
إن الاشباع الحقيقي لغريزة حب التفوق، والهداية إلى الكمال المطلوب لا يتحقق الا في ظل الحرية والعوامل المساعدة الاخرى فقط. فبدون الحرية يكون نيل الكمال الحقيقي مستحيلاً، او صعبا جداً.
والواقع أن كثيرا من الطاقات الروحية، والثروات النفسية ظلت عاطلة او فاقدة لأي أثر يذكر نتيجة لعدم حصولها على العوامل المساعدة وان كثيرا من الناس الذين تقف جملة من الموانع الطبيعية او الشخصية او الاجتماعية او السياسية في طريق احياء وتنمية استعداداتهم الفطرية والغريزية، ونتيجة لذلك لم يتمكنوا من التحرك او الاندفاع في مدارج الكمال ومراتب الرقي.
والحقيقة : إن الاستعدادات الغريزية عند الانسان كالزهرة الصغيرة نراها تزهر وتفتح اكمامها ويفوح شذاها عندما تتوفر لها الظروف الملائمة والعوامل المساعدة : من جو طليق، وغذاء كافٍ. وكذلك الاستعدادات الفطرية فإنها تنمو وتزدهر عندما تتوفر لها الظروف الملائمة وتعود على الانسان بالمنافع الكثيرة، والفوائد الجليلة.
إن الجو المفعم بالحرية والهدوء والامان والامل، هو الذي يحقق أعلى مراتب السمو والتكامل للأطفال والكبار على حد سواء، واما الجو المكفهر المشحون بالظلم والتعذيب والضغط والتجاوز والارهاب هو جو ينقطع فيه السبيل إلى التكامل والبناء والتقدم؛ لأن فيه يحل اليأس محل الأمل، والظلم محل العدل، والفوضى بدل القانون، والخوف والرعب بدل الهدوء والاطمئنان والاستقرار.
وفي مثل هكذا جو لا يستطيع الكبار فضلا عن الصغار من اخراج استعداداتهم الخفية، ودررهم المعنوية من مرحلة القوة إلى مرحلة الفعلية بالشكل المطلوب والمناسب، ولا يستطيعوا ايضاً من الحصول على التكامل والتعالي الذي يطمحون في الوصول اليهما.
وعليه ، يجب ان يكون الجو الذي يعيش فيه الجميع حراً وهذه مسؤولية كبيرة وعظيمة تنهض بها الدولة والاسرة وكل فرد يساهم في العملية التربوية والتعليمية، ولكن الاسرة مدعوة بصورة خاصة بتوفير الحرية والرحمة والجو الملائم والتربية الصحيحة للطفل كي يتسنى له اظهار ذخائره الخفية، واستعداداته الفطرية، وبالتالي تحقيق الاهداف المنشودة والفوائد المتوخاة من وراء ذلك والتي تعود بالأثر الايجابي على الفرد والاسرة والمجتمع والدولة.
وقطعاً ان الاسرة لا تستطيع ان تحقق المطلوب، وتُنجز المنشود والمرسوم ما لم يكن اساسها قائمة على الدين النقي، والفضيلة والحرية.
إن الاسرة هي مهد تربية الاطفال واول بيئة حياتية يتعلمون منها، لذا يجب ان تسودها الضوابط الايمانية والاخلاقية والعلاقات الصحيحة، والاحترام المتبادل، وان تتعاضد الفضيلة الاخلاقية والايمان للأب مع الحب والحنان العقلانيين للام في ايجاد جو مفعم بالحرية والامل والسعادة للأسرة ، مما يحتفظ لأفراد الاسرة بالحيوية والنشاط وتأدية الواجب الملقى على كل فرد منهم برغبة نفسية ووازع ذاتي.
وحذار حذار من الاسرة التي يسودها أب مستبد حاد المزاج، فاقد الايمان، وام سيئة الاخلاق غير مكترثة بتربية ابنائها وانتظام اسرتها ويتنازع الابوان في فرض سيطرتهما على افراد الاسرة، ويستخدم كل منهم اساليب البطش والشدة والتخويف والتهديد في حملهم على القيام بواجباتهم في الاسرة فان كل ذلك سيؤدي حتما إلى نتائج وخيمة وخطيرة بواجباتهم على الفرد والاسرة والمجتمع وبالتالي على الدولة ايضاً.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|