المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

نقض عثمان للميثاق
28-3-2016
في ذكر ما يكون في أيام المهدي عليه السلام
9-08-2015
الحكم العدمي
11-9-2016
الإتّساع
23-09-2015
Ig Genes Are Assembled from Discrete DNA Segments in B Lymphocytes
29-4-2021
كعب بن عمرو الانصاري (أبو اليسر).
24-12-2015


التربية السليمة للطفل  
  
2354   01:07 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص159-162
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016 3589
التاريخ: 21-4-2016 2065
التاريخ: 30-12-2021 1848
التاريخ: 3/9/2022 1411

إن التربية السليمة للطفل تقتضي وجوب الاخذ والاهتمام بتربية وتنمية العقل والعاطفة وتزكية النفس وهي مهمة جداً ابتداءً من مرحلة الطفولة فصاعداً لأن مرحلة الطفولة تعتبر من احسن المراحل لكسب العلم، وتعلمه الاسلوب الناجح والصحيح في الحياة، فالطفل في هذه المرحلة من العمر له القدرة الفائقة على التقبل والتقليد والاقتباس والمحاكاة.

ولا غرو ان الاسلام في منطلقاته الفكرية والتربوية، يدعو الانسان دائماً إلى الاصول التي تحقق له سعادته وتكامله في الحياة لذا فهو يحثّه بقوة إلى ان تلتقط عينه وبصيرته وعقله آيات الحق والحقيقة التي تخفى على الآخرين، وذلك بخرق حجب الجهل و اللانظامية والهوى والعصبية.

والنظر في الامور بنور الله تعالى والاخذ بالأحسن والارتب والانظم، ويسعى للاعتبار بكل فكر أصوب وعاطفة افضل والعمل بجديّة وفاعلية على فتح منافذ الاحساس، وشواهد القلب على الحقيقة، والالتزام بمبادئ الحق والعدل والخلق الكريم.

فالإسلام يبعث في الانسان أقصى درجات الرتابة والسمو، والوداعة والحب والطاقات الهائلة التي تجعله قادرا على تحقيق أرقى مراتب الفاعلية لاستيعاب خير الدنيا والاخرة ويقول عز من قائل: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ}[الأعراف: 156].

وذلك لاستشارتها لكل ينابيع الخير والمعارف العقلية والفطرية والفكرية والوجدانية لدى البشر، وارجاعهم إلى استقامة السلوك ونقاء الايمان وجواهر الشريعة والفكر السليم، حذف الاضافات وتفنيد الادّعاءات التي اختلقتها النفوس المريضة، والقلوب الخاوية الفارغة من الايمان والعواطف الانسانية ذات التوجهات السلطوية، والمصالح الشخصية الدنيئة.

وهكذا اثبت المسار الفلسفي، والواقع التربوي ان الاسلام الحقيقي قرر لأهله، والسائرين في ركابه والماشين على دربه، من الاصول من توصلت اليه أرقى الفلسفات، ومن المناهج التربوية والحياتية، ما تضمنته اصدق النظريات واصلح القوانين، وافضل الطرق البنائية.

فالإسلام ما زال ولم يزل ، يحث الانسان على مواصلة مسيرته التكاملية في ظل العقل والتفكير والمنظومة الاخلاقية والانسانية لان من اهدافه احياء العقل وتنمية الفكر وتقوية العواطف الخيرة في النفوس البشرية.

يقول عز من قائل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:24].

ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (إن للجسم ستة احوال: الصحة والمرض، والموت والحياة، والنوم واليقظة وكذلك الروح: فحياتها علمها، وموتها جهلها، ومرضها شكلها، وصحتها يقينها، ونومها غفلتها، ويقظتها حفظها)(1).

لقد صدق أمير المؤمنين (عليه السلام)، لان سعادة الانسان لا تتحقق إلا لمن كانت روحه حيّةً بالعلم، وسالمة باليقين ويقظةً بالتنبّه والتفكّر والتدبّر. وللعلم ان الاسلام اعتبر التفكّر والتأمل في عجائب صنع الله وعوالم الطبيعة من افضل العبادات واعظمها لذا جاء في الحديث الشريف (تفكر ساعة افضل من عبادة ألف سنة)(2).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام) : (لا عبادة كالتفكّر في صنعة الله عز وجل)(3).

ومما لا شك فيه ، إن الانسان يصل إلى أوجه الرقي والكمال الانساني المنشود الا ان يحيي عقله ، ويفكر فيما حوله ويتأمل في بديع صنع الله وآثار خلقه وحكمته، فدليل الانسان هو العقل، وهو الذي يقوده إلى كمالات جديدة ، وترقيات اضافية، لذا يتحتّم عليه ان يبلغ المراحل الفعلية عن طريق التربية السليمة الصحيحة، وهذه التربية لا تتحقق مالم تتم تربية العواطف، وتنمية العقل وتزكية النفس.

___________

1- البحار : ح14 ، ص398.

2- السرائر : ح1 ؛ وجامع بيان العلم : ج1 ، ص21 –27 و ص 50 و ص 52.

3- سفينة البحار: ص383 (مادة تفكر).

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.