أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016
3589
التاريخ: 21-4-2016
2065
التاريخ: 30-12-2021
1848
التاريخ: 3/9/2022
1411
|
إن التربية السليمة للطفل تقتضي وجوب الاخذ والاهتمام بتربية وتنمية العقل والعاطفة وتزكية النفس وهي مهمة جداً ابتداءً من مرحلة الطفولة فصاعداً لأن مرحلة الطفولة تعتبر من احسن المراحل لكسب العلم، وتعلمه الاسلوب الناجح والصحيح في الحياة، فالطفل في هذه المرحلة من العمر له القدرة الفائقة على التقبل والتقليد والاقتباس والمحاكاة.
ولا غرو ان الاسلام في منطلقاته الفكرية والتربوية، يدعو الانسان دائماً إلى الاصول التي تحقق له سعادته وتكامله في الحياة لذا فهو يحثّه بقوة إلى ان تلتقط عينه وبصيرته وعقله آيات الحق والحقيقة التي تخفى على الآخرين، وذلك بخرق حجب الجهل و اللانظامية والهوى والعصبية.
والنظر في الامور بنور الله تعالى والاخذ بالأحسن والارتب والانظم، ويسعى للاعتبار بكل فكر أصوب وعاطفة افضل والعمل بجديّة وفاعلية على فتح منافذ الاحساس، وشواهد القلب على الحقيقة، والالتزام بمبادئ الحق والعدل والخلق الكريم.
فالإسلام يبعث في الانسان أقصى درجات الرتابة والسمو، والوداعة والحب والطاقات الهائلة التي تجعله قادرا على تحقيق أرقى مراتب الفاعلية لاستيعاب خير الدنيا والاخرة ويقول عز من قائل: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ}[الأعراف: 156].
وذلك لاستشارتها لكل ينابيع الخير والمعارف العقلية والفطرية والفكرية والوجدانية لدى البشر، وارجاعهم إلى استقامة السلوك ونقاء الايمان وجواهر الشريعة والفكر السليم، حذف الاضافات وتفنيد الادّعاءات التي اختلقتها النفوس المريضة، والقلوب الخاوية الفارغة من الايمان والعواطف الانسانية ذات التوجهات السلطوية، والمصالح الشخصية الدنيئة.
وهكذا اثبت المسار الفلسفي، والواقع التربوي ان الاسلام الحقيقي قرر لأهله، والسائرين في ركابه والماشين على دربه، من الاصول من توصلت اليه أرقى الفلسفات، ومن المناهج التربوية والحياتية، ما تضمنته اصدق النظريات واصلح القوانين، وافضل الطرق البنائية.
فالإسلام ما زال ولم يزل ، يحث الانسان على مواصلة مسيرته التكاملية في ظل العقل والتفكير والمنظومة الاخلاقية والانسانية لان من اهدافه احياء العقل وتنمية الفكر وتقوية العواطف الخيرة في النفوس البشرية.
يقول عز من قائل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:24].
ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (إن للجسم ستة احوال: الصحة والمرض، والموت والحياة، والنوم واليقظة وكذلك الروح: فحياتها علمها، وموتها جهلها، ومرضها شكلها، وصحتها يقينها، ونومها غفلتها، ويقظتها حفظها)(1).
لقد صدق أمير المؤمنين (عليه السلام)، لان سعادة الانسان لا تتحقق إلا لمن كانت روحه حيّةً بالعلم، وسالمة باليقين ويقظةً بالتنبّه والتفكّر والتدبّر. وللعلم ان الاسلام اعتبر التفكّر والتأمل في عجائب صنع الله وعوالم الطبيعة من افضل العبادات واعظمها لذا جاء في الحديث الشريف (تفكر ساعة افضل من عبادة ألف سنة)(2).
وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام) : (لا عبادة كالتفكّر في صنعة الله عز وجل)(3).
ومما لا شك فيه ، إن الانسان يصل إلى أوجه الرقي والكمال الانساني المنشود الا ان يحيي عقله ، ويفكر فيما حوله ويتأمل في بديع صنع الله وآثار خلقه وحكمته، فدليل الانسان هو العقل، وهو الذي يقوده إلى كمالات جديدة ، وترقيات اضافية، لذا يتحتّم عليه ان يبلغ المراحل الفعلية عن طريق التربية السليمة الصحيحة، وهذه التربية لا تتحقق مالم تتم تربية العواطف، وتنمية العقل وتزكية النفس.
___________
1- البحار : ح14 ، ص398.
2- السرائر : ح1 ؛ وجامع بيان العلم : ج1 ، ص21 –27 و ص 50 و ص 52.
3- سفينة البحار: ص383 (مادة تفكر).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|