المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الحقوق المهمة لرابطة الاخوة الاسلامية  
  
2593   09:43 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : الاسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة : ص130-134]
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

أدلى النبي (صلى الله عليه واله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) بحقوق ذات أهمية بالغة لرابطة الأُخوة الإسلامية، كان منها :

1ـ روى الامام أمير المؤمنين عن أخيه رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال :

(للمسلم على أخيه ثلاثون حقا لا براء له منها الا بأدائها او العفو عنها : يغفر زلته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعود مرضه، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، وينجح مسألته، ويُسَمِّت عطسته، ويرشد ضالته، ويرد سلامه، ويطيب كلامه، ويبر انعامه، ويصدق اقسامه ويوالي وليه، ولا يعاديه، وينصره ظالما او مظلوما، فأما نصرته ظالما فيرده عن ظلمه، واما نصرته مظلوما فيعينه على اخذ حقه، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحبه لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه).

وأضاف الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا :(سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : ان أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه بها يوم القيامة فيقضى له عليه)(1).

2- روى معلّى بن خنيس، وهو من خيار أصحاب الامام الصادق (عليه السلام)، قال : قلت له :

(ما حق المسلم على المسلم؟).

(سبع حقوق واجبات، ما منهن الا هو واجب عليه).

(جعلت فداك، ما هي؟).

وأشفق عليه الامام مخافة ان لا يقوم بها تجاه اخوانه فقال له :

(يا مُعَلى، إني عليك شفيق، أخاف ان تضيع ولا تحفظها وتَعلَمَ ولا تَعمَل).

وألح المعلى على الامام في بيانها، فأجابه الى ذلك قائلا :

(أيسر حق منها ان تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك.

والحق الثاني : ان تجتنب سخطه، وتتبع مرضاته، وتطيع أمره.

والحق الثالث : ان تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك.

والحق الرابع : ان تكون عينه ودليله ومرآته.

والحق الخامس : ان لا تشبع ويجوع، ولا تروى ويظمأ، ولا تلبس ويعرى.

والحق السادس : ان يكون لك خادم وليس لأخيك خادم، فواجب ان تبعثه فيغسل ثيابه، ويصلح طعامه، ويمهد فراشه.

والحق السابع : ان تبر قسمه، وتجيب دعوته، وتعود مريضه، وتشهد جنازته، واذا علمت انه له حاجة تبادره الى قضائها، ولا تلجئه الى ان يسألكها، ولكن تبادره. فاذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته، وولايته بولايتك)(2).

ان هذه الحقوق لو طبقها المسلمون على واقع حياتهم لكانوا من أقوى الامم، وسادت فيهم المحبة والالفة، وما طمع في غزوهم واحتلال ديارهم طامع.

3- حكى الامام الصادق (عليه السلام) في حديث له هذه الجوانب، قال :

(حق المسلم على المسلم ان لا يشبع ويجوع اخوه، ولا يروى ويعطش اخوه، ولا يكتسي ويعرى

اخوه، فما اعظم حق المسلم على أخيه المسلم)(3).

وأضاف الامام قائلا :

(أحب لأخيك ما تحب لنفسك، واذا احتجت فسله، وان سالك فأعطه، كن له ظهرا فانه لك ظهرٌ، اذا غاب فاحفظه في غيبته، واذا شهد فزره وأجله واكرمه فانه منك، وانت منه، فان كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسال سميحته، وان اصابه خير فاحمد الله تعالى، وان ابتلي فاعضده، وان تمحل فأعنه)(4).

4- سأل أبو المأمون الحارثي الامام الصادق (عليه السلام) عن حق المؤمن على المؤمن فقال : (ان من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره والمواساة له في ماله، والخلف له في اهله، والنصرة له على من ظلمه، وان كان نافلة(5) في المسلمين وكان غائبا اخذ له بنصيبه، واذا مات فالزيارة لقبره، وان لا يظلمه، ولا يغشه، وان لا يخونه، وان لا يخذله، وان لا يكذبه، وان لا يقول له اف)(6).

5- وفد رجل على الامام الصادق (عليه السلام) فساله الامام عن إخوانه فاحسن الرجل الثناء عليهم وذكرهم بخير، واراد الامام ان يرى حقيقة هذا المدح فقال له :

(كيف عيادة أغنيائهم لفقرائهم؟).

(قليلة).

(كيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم؟).

(قليلة).

(كيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات ايديهم؟).

(قليلة).

وعرف الرجل قصد الامام، فانبرى قائلا له :

(إنك لتذكر اخلاقا قل ما هي عندنا).

فرد عليه الامام :

(كيف تزعم هؤلاء شيعة؟)(7).

ان تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) تهدف الى اقامة مجتمع مترابط في سلوكه واتجاهاته تسوده المحبة والالفة، وتعمه المواساة في السراء والضراء، لا علو فيه لغني على فقير، ولا لحاكم على محكوم، الأمر الذي يوجب وحدة الكلمة ووحدة العواطف والمشاعر، وهذا مما لا يوجد في أي نظام او مذهب اجتماعي.

إن الحقوق التي اقامها الإسلام للإنسان وتبناها الأئمة (عليهم السلام) في جميع مجالاتها هي أوثق بكثير من الحقوق التي أعلنتها فرنسا واقرتها هيأة الامم المتحدة، والتي كانت حبرا على ورق، فقد جمد الكثير منها في أروقة الحكم في الغرب، وتهالكت بجشع الدول الكبرى على الدول الضعيفة تنهب اقتصادها، وتسلب ثرواتها، وتجعلها تحت مناطق نفوذها ليس لها أي إرادة او اختيار.

__________

1ـ  بحار الأنوار : 71/226. المكاسب / الشيخ الأنصاري (قدس سره) : 1/365.

2- اصول الكافي : 2/169، الحديث 2.

3- اصول الكافي : 2/170، الحديث 5.

4- أصول الكافي : 2/170، الحديث 5.

5- النافلة : الغنيمة.

6- أصول الكافي : 2/171، الحديث 7.

7- أصول الكافي : 2/173، الحديث 10.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.