المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

تفسير الآيات [209 الى 210] من سورة البقرة
12-06-2015
محل الصوم
15-12-2015
زياد بن صعصعة التميمي
5-9-2017
المخثر Coagulant
14-11-2017
الاحتضار
6-12-2016
قافزات الخمائر Ty Transposons
26-8-2020


المفعول به  
  
6393   07:51 مساءاً   التاريخ: 20-10-2014
المؤلف : جلال الدين السيوطي
الكتاب أو المصدر : همع الهوامع
الجزء والصفحة : ج2/ ص5- 21
القسم : علوم اللغة العربية / النحو / المفعول به /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014 11251
التاريخ: 23-12-2014 13412
التاريخ: 20-10-2014 2963
التاريخ: 20-10-2014 2795

المفعول به اختلف في ناصبه فالبصرية عامل الفاعل وقيل الفاعل وقيل هما وقيل كونه مفعولاً وقيل ينصب الكل تشبيها به وسمع رفعه ونصب الفاعل ورفعهما ونصبهما وهو الواقع عليه الفعل بدأت من الفضلات بالمفعول به وقد حده صاحب المفصل وغيره بأنه ما وقع عليه فعل الفاعل والمراد بالوقوع التعلق ليدخل نحو أوجدت ضربا وأحدثت قتلا وما ضربت زيدا وقد اختلف في ناصب المفعول به فالبصريون على أنه عامل الفاعل الفعل أو شبهه وقال هشام من الكوفيين هو الفاعل وقال الفراء هو الفعل والفاعل

ص5

معا وقال خلف معنى المفعولية أي كونه مفعولا كما قال في الفاعل إن عامله كونه فاعلا وقولي وقيل ينصب الكل تشبيها به أشرت إلى ما ذكره أبو حيان في شرح التسهيل أن انقسام المفعول إلي مفعول مطلق ومفعول به وله وفيه ومعه هو مذهب البصريين وأما الكوفيون فزعموا أن الفعل إنما له مفعول واحد وهو المفعول به وباقيها عندهم ليس شيء منها مفعولا وإنما مشبه بالمفعول وسمع رفع المفعول به ونصب الفاعل حكوا خرق الثوب المسمار وكسر الزجاج الحجر وقال الشاعر: –

( مثلُ القنافذِ هَدَّاجوان قد بَلَغَت ** نَجْران أو بَلَغَتْ سوآتهم هَجَرُ )

والسوءات هي البالغة وسمع أيضا رفعهما قال

ص6

 ( كَيْف مَن صَادَ عَقْعَقَان وبُومُ ** )

ونصبهما قال –

( قد سالَمَ الحيّاتِ منه القَدَما ** )

والمبيح لذلك كله فهم المعنى وعدم الإلباس ولا يقاس على شيء من ذلك ويجب تقديمه إن تضمن شرطا أو استفهاما خلافا للكوفية فيما قصد به استثبات أو أضيف إليهما أو نصبه فاصلا جواب أما أو أمر فيه الفاء أو كان معمول مفسر الجواب أو كم الخبرية إلا في لغية وتأخيره إن كان أنّ أو أن أو مع فعل تعجبي وموصول بحرف أو جازم لا إن قدم عليه ولام الابتداء أو قسم أو قد أو سوف أو قلما أو ربما ونحو ما زيد عمرا إلا يضرب

ص7

قال الرندي وضرب القوم بعضهم بعضا ( وقوم ) مفعول الأمر والنهي ويجوز فيما عدا ذلك وإذا قدم أفاد الاختصاص خلافا لابن الحاجب ما لم يكن مستحقا والمختار أنه غير الحصر وفاقا للسبكي ( ش ) الأصل في المفعول به التأخر عن الفعل والفاعل وقد يقدم على الفاعل جوازا ووجوبا كما تقدم في بابه وقد يقدم على الفعل جوازا نحو ! ( فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ) ! الأعراف : 30  ! (ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) ! البقرة : 87

أوجه وجوب تقديم المفعول به على الفعل

وقد يجب تقديمه عليه وذلك في صور أحدها إذا تضمن شرطا نحو من تكرم أكرمه وأيهم تضرب أضربه ثانيها إذا أضيف إلى شرط نحو غلام من تضرب أضرب ثالثها إذا تضمن استفهاما نحو من رأيت وأيهم لقيت ومتى قدمت وأين أقمت سواء كان في ابتداء الاستفهام أم قصد به الاستثبات هذا مذهب البصريين

ص8

ووافقهم الكوفيون في الأول وجوزوا في الثاني ألا يلزم الصدر لما حكوا من قولهم ( ضرب من منا ) و ( تفعل ماذا ) و ( تصنع ماذا ) و ( إن أين الماء والعشب ) جوبا لمن قال إن في موضع كذا ماء وعشبا والبصريون حكموا بشذوذ ذلك رابعها إذا أضيف إلى استفهام نحو غلام من رأيت خامسها إذا نصبه جواب ( أما ) نحو ! ( فأما اليتيم فلا تقهر ) ! الضحى : 9 سادسها إذا نصبه فعل أمر دخلت عليه الفاء نحو زيدا فاضرب سابعها إذا كان معمول ( كم ) الخبرية نحو كم غلام ملكت أي كثيرا من الغلمان ملكت

وحكى الأخفش أنه يجوز تأخيره عن الفاعل في لغة رديئة نحو ملكت كم غلام أوجه وجوب تأخير المفعول به عن الفعل وقد يمنع تقديمه عليه وذلك في صور أحدها أن يكون أن المشددة أو المخففة نحو عرفت أنك أو أنك منطلق قال أبو حيان وقياس ما أجازه الفراء من الابتداء بـ ( أن ) المشددة وما أجازه هشام من أن أن زيداً قائم حقه جواز التقديم

ص9

ثانيها أن يكون مع فعل تعجبي نحو ما أحسن زيدا ثالثها أن يكون مع فعل موصول بحرف نحو من البر أن تكف لسانك رابعها أن يكون مع فعل موصول بجازم نحو لم أضرب زيدا فلا يقدم على الفعل فاصلا بينه وبين الجازم فإن قدم على الجازم جاز خامسها إلى ثامنها أن يكون مع فعل موصول بلام الابتداء أو لام القسم أو قد أو سوف نحو ليضرب زيد عمرا والله لأضربن زيدا والله قد ضربت زيدا سوف أضرب زيدا تاسعها أن يكون مع فعل مؤكد بالنون فلا يقال زيدا أضربن قال الرضي ولعل ذلك لكون تقدم المنصوب على الفعل دليلا على أن الفعل غير مهم وإلا لم يؤخره من مرتبته وتوكيد الفعل يؤذن بكونه مهام فيتنافران في الظاهر وإذا قدم المفعول أفاد الاختصاص عند الجمهور نحو ! ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ! الفاتحة : 5  أي لا غيرك ! ( بل الله فاعبد ) ! الزمر : 66 أي لا غيره وخالف في ذلك ابن الحاجب ووافقه أبو حيان فقالا الاختصاص الذي يتوهمه كثير من الناس من تقدم المفعول وهم وعلى الأول شرطه أن يكون التقديم مستحقا كالصور المبدوء بها والمشهور أن الاختصاص والحصر مترادفان واختار السبكي التفرقة بينهما وأن الحصر نفي غير المذكور وإثبات المذكور والاختصاص قصر الخاص من جهة خصوصه من غير تعرض لنفي وغيره

ص10

وهاتان المسألتان من علم البيان لا النحو فليطلب بسط الكلام فيهما من كتابنا شرح ألفية المعاني وكتاب الإتقان

حذف المفعول به

ويحذف المفعول لا نائب ومتعجب منه وجواب ومحصور ومحذوف عامله حتما وكذا نحو زيد ضربته خلافا للكوفية وينوى إلا لتضمين الفعل اللزوم أو الإيذان بالتعميم أو غرض حذف الفاعل ومتى حذف بعد لو فهو جوابها غالبا ويجر بالباء الزائدة كثيرا مفعول عرفت ونحوه نحو ! ( ولا تلقوا بأيديكم ) ! البقرة : 195 وقليلا في ذي اثنين ونحو كفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع فيه مسائل الأولى الأصل جواز حذف المفعول به لأنه فضلة ويمنع في صور أحدها أن يكون نائبا عن الفاعل لأنه صار عمدة كالفاعل

ص11

ثانيها أن يكون متعجبا منه نحو ما أحسن زيدا ثالثها أن يكون مجابا به ك ( زيدا ) لمن قال من رأيت إذ لو حذف لم يحصل جواب رابعها أن يكون محصورا نحو ما ضربت إلا زيدا إذ لو حذف لأفهم نفي الضرب مطلقا والمقصود نفيه مقيدا خامسها أن يكون عامله حذف نحو خيرا لنا وشرا لعدونا لئلا يلزم الإجحاف سادسها إذا كان المبتدأ غير ( كل ) والعائد المفعول نحو زيد ضربته فلا يقال اختيارا زيد ضربت بحذف العائد ورفع زيد بل يجب عند الحذف نصب زيد قال الصفار وأجاز سيبويه في الشعر (زيد ضربت ) ومنع ذلك الكسائي والفراء وأصحاب سيبويه حكي عن أبي العباس أنه قال لا يضطر شاعر إلى هذا لأن وزن المرفوع والمنصوب واحد

ص12

ونقل عن هشام أنه أجاز زيد ضربت في الاختيار هكذا نقل أبو حيان ونقل ابن مالك عن البصريين الجواز في الاختيار وعن الكوفيين المنع إلا في الشعر والله أعلم الثانية إذا حذف المفعول نوي لدليل عليه نحو ( فَعَالٌ لِمَا يُرِيدُ ) هود : 107 أي لما يريده وقد لا ينوي إما لتضمين الفعل المتعدي معنى يقتضي اللزوم كما يضمن اللازم معنى يقتضي التعدية كتضمن ( أصلح) معني ( الطف ) في قوله تعالى ! ( وأصلح لي في ذريتي ) ! الأحقاف : 15 أي ألطف بي فيهم وإما للإيذان بالتعميم نحو ( يُحيِ وَيُمِيتُ ) البقرة : 258 يعطي ويمنع ويصل ويقطع وإما لبعض الأغراض السابقة في حذف الفاعل كالإيجاز في ! ( واسمعوا وأطيعوا ) !التغابن : 16 والمشاكلة في ! ( وأن إلى ربك المنتهى وأنه هو أضحك وأبكى ) ! النجم: 42 ، 43 والعلم في ! ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) ! البقرة : 24 والجهل في قولك ولدت فلانة وأنت لا تدري ما ولدت وعدم قصد التعيين في ! ( ومن يظلم منكم نذقه عذابا) ! الفرقان : 19 والتعظيم في ! ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) ! المجادلة : 21 والخوف في أبغضت في الله ولا تذكر المبغوض خوفا منه الثالثة إذا حذف المفعول بعد ( لو ) فهو المذكور في جوابها غالبا نحو ! ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض ) !يونس : 99 أي ولو شاء إيمان من في الأرض ( لو يَشَاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً )الرعد : 31 أي لو يشاء هدى الناس وقد لا يكون كذلك كقوله تعالى ! ( قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ) ! فصلت : 14 فإن المعنى لو شاء ربنا إرسال الرسل لأنزل ملائكة بقرينة السياق الرابعة تزاد الباء كثيرا في مفعول عرفت ونحوه ومما زيدت فيه الباء في المفعول نحو ! ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ! البقرة : 195! ( وهزي إليك بجذع النخلة ) ! مريم : 25 ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إلى السَّمَاءِ ) الحج : 15

ص13

! ( ومن يرد فيه بإلحاد ) ! الحج : 25 أي أيديكم وجذع النخلة وسببا وإلحادا وقلّت زيادتها في مفعول ما يتعدى لاثنين كقوله: –

( تَسْقى الضَّجيع بباردٍ بسّام ** )

وقد زيدت في مفعول كفى المتعدية لواحد ومنه الحديث 
( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) وقوله: –

( فكفى بنا فَضْلاً على مَن غَيرنا ** حب النّبيِّ محمّدٍ إيّانا )

تعدد المفعول به

إذا تعدد مفعول في غير ظن فالأصل تقديم فاعل معنى وما لا يتعدى بحرف ومن ثم جاز خلافا لهشام أعطيت درهمه زيدا ودرهمه أعطيت زيدا وثالثها يمنع الأول دون الثاني وامتنع خلافا للكوفية أعطيت مالكه الغلام ويجب ويمنع لما مر

ص14

إذا تعدد المفعول فإن كان في باب ظن وأعلم فمعلوم أن المبتدأ فيهما مقدم على الخبر والفاعل في باب أعلم مقدم على الاثنين وإن كان في غيره كباب أعطى واختار فالأصل تقديم ما هو فاعل معنى في الأول وما يتعدى إليه الفعل بنفسه في الثاني على ما ليس كذلك لأنه أقوى فالأصل في أعطيت زيدا درهما واخترت زيدا الرجال تقديم زيد لأنه آخذ الدرهم ومختار من الرجال ويتفرع على ذلك جواز تقديم المفعول الثاني إذا اتصل به ضمير يعود على الأول إما عليه فقط نحو أعطيت درهمه زيدا أو على العامل أيضا نحو درهمه أعطيت زيدا لعود الضمير على متقدم في الرتبة وإن تأخر في اللفظ فهو نظير ضرب غلامه زيد والجواز في الصورتين مذهب أكثر البصريين خلافا لهشام في منعه لهما ولبعض البصريين في منعه الأولي دون الثانية قال أبو حيان وبنى منعه على أن المفعولين في رتبة واحدة بعد الفاعل فأيهما تقدم فذلك مكانه بخلاف ما إذا قدم على الفعل فإن النية به التأخير وحينئذ ينوى تقديره بعد المفعول الذي يعود عليه الضمير ومما يفرع على الأصل أيضا امتناع أعطيت مالكه الغلام لعود الضمير على مؤخر لفظا ورتبة لأن المالك هو الآخذ فهو نظير ضرب غلامه زيد والكوفيون جوزوا ذلك على تقدير تناول الفعل الغلام أولا فالأول عندهم هو الذي يقدر الفعل آخذا له قبل صاحبه وقد يخرج عن هذا الأصل فيقال أعطيت درهما زيدا واخترت الرجال زيدا بتأخير ما حقه التقديم وقد يجب التزام الأصل في نحو أعطيت زيدا عمرا لأنه لو قدم لم يدر أزيد آخذ أم مأخوذ وقد يجب الخروج عنه في نحو أعطيت الغلام مالكه ليعود الضمير على متقدم ويؤخر المحصور منهما نحو ما أعطيت زيدا إلا درهما وما أعطيت درهما إلا زيدا

ص15

أوجه حذف ناصب المفعول به جوازا ووجوبا

يحذف عامله قياسا لقرينة ويجب سماعا في مثل وشبهه لا إن لم يكثر استعماله خلافا للزمخشريي ك ( الكلاب على البقر ) ! ( انتهوا خيرا ) ! النساء : 171 ( أحشفا وسوء كيلة ) ( من أنت زيدا ) ( كل شيء ولا هذا ) ( هذا ولا زعماتك ) إن تأتني فأهل الليل وأهل النهار ديار الأحباب ، عذيرك وكذا ( مرحبا ) وأهلا وسهلا خبرا لا دعاء فمن باب المصدر وقيل مصدر مطلقا وقيل يجعل المنصوب مبتدأ أو خبرا فيلزم حذف متمه والأصح أن منه ( سبوحا ) و ( قدوسا ) على النصب

ص16

يجوز حذف ناصب المفعول به قياسا لقرينة لفظية أو معنوية نحو ( زيدا ) لمن قال من ضربت أي ضربت ولمن شرع في إعطاء أي أعط و ( خيرا ) لمن ذكر رؤيا أي رأيت و ( حديثك ) لمن قطع حديثه أي تمم و ( مكة ) لمن تأهب للحج أي تريد أو أراد و ( القرطاس ) لمن سد سهما أي تصيب ومعنى كونه قياسا أنها لا يقتصر فيه على مورد السماع ومنه في القرآن ( مَاذَا أَنَزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً ) النحل : 30 أي أنزل ( بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ) البقرة : 135 أي نتبع ويجب الحذف سماعا في الأمثال التي جرت كذلك فلا تغير كقولهم ( كل شيء ولا شتيمة حر ) أي ائت ولا ترتكب و ( هذا ولا زعماتك ) أي هذا هو الحق ولا أتوهم وقيل التقدير ولا أزعم وكذا ما أشبه المثل في كثر الاستعمال نحو ( انتَهُوا خَيراً لَكُمْ ) النساء : 171 أي وأتوا بخلاف ما لم يكثر استعماله نحو انته أمرا قاصدا أي وأت فإنه لا يجب إضمار فعل قال أبو حيان وقد غفل الزمخشري عن هذا فجعل ( انتهوا خيرا ) منه و انته أمرا قاصدا سواء في جواب إضمار الفعل وقد نص سيبويه على أنه لا يجب إضمار الفعل في ( انته أمرا قاصدا ) وعلل ذلك بأنه ليس في كثرة الاستعمال مثل انته خيرا لك وقولهم ( الكلاب على البقر ) بإضمار ( أرسل ) ومعناه خل بين الناس جميعا خيرهم وشرهم واغتنم أنت طريق السلامة فاسلكها

ص17

وقولهم ( أحشفا وسوء كيلة ) مثل لمن يظلم الناس من وجهين ومعناه تعطيني حشفا وتسيء الكيل وأما ( من أنت زيدا ) فأصله أن رجلا غير معروف بفضل تسمى بزيد وكان زيد مشهورا بالفضل والشجاعة فلما تسمى الرجل المجهول باسم ذي الفضل دفع عن ذلك وقيل له من أنت زيدا على جهة الإنكار عليه كأنه قال من أنت تذكر زيدا أو ذاكرا زيدا وفي قولهم من أنت تحقير للمخاطب وقد يقال لمن ليس اسمه زيدا ( من أنت ) زيدا على المثل الجاري وأما ( كل شيء ولا هذا ) فمعناه ائت كل شيء ولا تأت هذا أو اقرب كل شيء ولا تقرب هذا وأما ( هذا ولا زعماتك ) فمعناه أن المخاطب كان يزعم زعمات فلما ظهر خلاف قوله قيل له ( هذا ) الكلام و هذا مبتدأ خبره محذوف أي هذا الحق ولا يختص بهذا اللفظ بل تقول أقول كذا ولا زعماتك وأعلم كذا ولا زعماتك وأما ( إن تأتني فأهل الليل وأهل النهار ) فالمعنى تجد من يقوم لك مقام أهلك في الليل والنهار وهو مما يجرى مجرى المثل في كثرة الاستعمال وأما ( ديار الأحباب ) فمعناه اذكر قال أبو حيان إن أراد ابن مالك هذا اللفظ بخصوصه فيحتاج إلى سماع ولم نقف عليه وإن أراد لفظ ( ديار ) مضافا إلى اسم المحبوبة فكثير قال ذو الرمة:

( ديارَ ميّةَ إذْ مَيٌّ تُساعِفُنا ** )

ص17

وقال طرفة:–

( ديارَ سُلَيْمَى إذْ تصيدُكَ بالمُنى ** )

وفي البسيط ما نصه ومنها ذكر الدار فإنه كثر عندهم فاستعملوه بحذف الفاعل كقوله ( ديار مية ) أي اذكر ومثله ذكر الأيام والمعاهد والدمن لأنه يستعمل عندهم كثيرا وأما عذيرك فمعناه أحضر عاذرك قال:

( أريد حياتَهُ ويريد قتلى ** عَذِيرك مِنْ خَليلٍ مِنْ مُرادٍ )

 وأما مرحبا وأهلا وسهلا فالمعنى صادفت رحبا وسعة ومن يقوم لك مقام الأهل وسهلا أي لينا وخفضا لا حزنا وهذا يستعمل خبرا لمن قصدك ودعاء

ص19

للمسافر والأول هو المراد هنا وأما الثاني فتقديره لقاك الله ذلك وقدره سيبويه رحبت بلادك وأهلت قال أبو حيان وإنما قدره بفعل لأن الدعاء إنما يكون بالفعل فقدره بفعل من لفظ الشيء المدعو به فعلى تقدير سيبويه يكون انتصاب ( مرحبا ) على المصدر لا على المفعول به وكذلك ( أهلا ) قال وهذا الذي قدره سيبويه إنما هو إذا استعمل دعاء أما إذا استعمل خبرا على تقدير صادفت وأصبت فيكون مفعولا به لا مصدرا قال ووهم القواس فنسب لسيبويه أن ( مرحبا ) مفعول به أي صادفت رحبا لا ضيقا وأن مذهب غيره أنه مصدر بدل عن اللفظ بفعله ومن العرب من يرفع المنصوب في هذه الأمثلة ونحوها على الابتداء أو الخبر فيلزم حذف الجزء الآخر كما لزمه إضمار الناصب نحو كل شيء أي أمم بمعنى قصد وديار الأحباب أي تلك و ( كلاهما وتمرا ) أي لي وزدني ومن أنت وزيد أي ذكرك أو كلامك وكذا البواقي قال: –

( ألا مَرْحبٌ واديكَ غَيرُ مضيّقٍ ** )

 أي لا هذا مرحب أو لك مرحب وأنشد سيبويه

ص20

( وبالسّهْبِ ميمونُ النّقيبة قولهُ ** لِمُلْتَمِس المعروف أهلٌ ومرحبُ )

 وأما سبوح قدوس فيقالان بالرفع عند سماع من يذكر الله على إضمار ( مذكورك) فليسا بمصدرين وبالنصب على إضمار ذكرت سبوحا قدوسا أي أهل ذلك فاختلف على هذا الفعل الناصب واجب الإضمار أو جائزه فقال الشلوبين وجماعة بالأول وآخرون بالثاني

ص21




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.