المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أدب التواصل
9/10/2022
Christoffel Number
2-12-2021
نـظام تخطيط موارد الشركة ومكوناتـه ERP) Enterprise Resource Planning)
10-3-2021
ماهي الحشرات الاسرع؟
9-2-2021
Erich Bessel-Hagen
17-8-2017
حجيـــــــة القطع عقلا
5-9-2016


فائدة الأمراض  
  
1887   12:02 مساءاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص19-21
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23 169
التاريخ: 25-1-2016 1610
التاريخ: 2024-09-08 201
التاريخ: 2024-09-01 381

للوهلة الأولى قد يعتبر الناس أن المرض خسارة وضرر مطلق لا فائدة منه، إلا أنه بالتأمل قليلاً يدرك الإنسان أن المرض لا يخلو من فوائد قد لا تكون مرادة.

فالفائدة الأولى : هي نفسية، فعندما يصاب الإنسان بمرض معين فإنه سوف يتذكر سلامة بقية أعضائه فيشكر المنعم (عزّ وجلّ) على سلامتها ويدعوه لكشف الضر عنه.

وهذا ما كان لولا إصابته بهذا المرض الجزئي ثم يأخذ بالاهتمام ببقية أعضائه وسلامة استعمالها.

والفائدة الثانية : هي اجتماعية، فعند إصابة المريض بمرض أو إجرائه لعملية جراحية نجد أن معظم الناس يهتمون لأمره، يزورونه ويتفقدون أحواله ويدعون له بالصحة والسلامة، فنتيجة المرض – الذي أصبح إعتيادياً في مجتمعاتنا – نجد أن المريض يحاط بمجموعة من الفوائد والآثار الاجتماعية والنفسية، إضافة الى الثواب الذي يحصل له من زيارة المؤمنين ودعائهم له ووحدة صفوفهم وطبقاتهم.

والفائدة الثالثة : هي تعويده على الصبر، حيث إن المريض في فترة مرضه سوف يمتنع عن بعض عاداته أو ملذاته بسبب المرض، وسوف يصبر في فترة غير محددة على نمط من الطعام المخصوص أو الجلوس المعين، أو العزلة التي يفرضها عليه الطبيب أو المستشفى، وهذا بحد ذاته يجعله يتحمل أعباء المعيشة الضنكة أو الظروف التي يمر بها.

فعن أبي الحسن (عليه السلام): ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنكم فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيرة.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): امش بدائك ما مشى بك.

وفي آخر عنه (عليه السلام) : تجنب الدواء ما احتمل بذلك الداء فإذا لم يحتمل الداء فالدواء.

فهذا أمر بالصبر على المرض الذي يحتمل عادة ولا يستلزم ضرراً آخر أو زيادة في المرض كوجع الرأس غير المستمر نتيجة للسفر، فيستطيع الإنسان أن يصبر عليه ولا يأخذ له ما يسكنه. وفي ذلك فائدة تجنب أخذ الدواء الذي قد يترك أثراً على الجسد أو قد يتعود ويدمن عليه الإنسان وإلى ذلك أشار الإمام الرضا (عليه السلام)  منذ أكثر من ألف سنة بقوله: فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره.

وهذا ما يؤكد عليه الطب الحديث.

والفائدة الرابعة : عبارة عن ثواب المرض نفسه الحاصل من صبر المريض على مرضه، قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمله في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر(1).

وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) : إن المؤمن إذا حُم حماة واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح وصياحه تهليل وتقلّبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله(2).

والفائدة الخامسة : إستجابة دعائه كما قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): من عاد مريضاً في الله لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلا استجاب الله له(3)  .

وقال (عليه السلام): عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة(4)  .

والفائدة السادسة : تطهيره ورحمته كما قال إمامنا الرضا (عليه السلام): المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب(5) .

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر(6) .

____________

1ـ ثواب الاعمال:194.

2ـ مكارم الاخلاق:358.

3ـ ثواب الاعمال:194.

4ـ مكارم الاخلاق:359.

5ـ مكارم الاخلاق:358.

6ـ مكارم الاخلاق:358.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.