أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23
169
التاريخ: 25-1-2016
1610
التاريخ: 2024-09-08
201
التاريخ: 2024-09-01
381
|
للوهلة الأولى قد يعتبر الناس أن المرض خسارة وضرر مطلق لا فائدة منه، إلا أنه بالتأمل قليلاً يدرك الإنسان أن المرض لا يخلو من فوائد قد لا تكون مرادة.
فالفائدة الأولى : هي نفسية، فعندما يصاب الإنسان بمرض معين فإنه سوف يتذكر سلامة بقية أعضائه فيشكر المنعم (عزّ وجلّ) على سلامتها ويدعوه لكشف الضر عنه.
وهذا ما كان لولا إصابته بهذا المرض الجزئي ثم يأخذ بالاهتمام ببقية أعضائه وسلامة استعمالها.
والفائدة الثانية : هي اجتماعية، فعند إصابة المريض بمرض أو إجرائه لعملية جراحية نجد أن معظم الناس يهتمون لأمره، يزورونه ويتفقدون أحواله ويدعون له بالصحة والسلامة، فنتيجة المرض – الذي أصبح إعتيادياً في مجتمعاتنا – نجد أن المريض يحاط بمجموعة من الفوائد والآثار الاجتماعية والنفسية، إضافة الى الثواب الذي يحصل له من زيارة المؤمنين ودعائهم له ووحدة صفوفهم وطبقاتهم.
والفائدة الثالثة : هي تعويده على الصبر، حيث إن المريض في فترة مرضه سوف يمتنع عن بعض عاداته أو ملذاته بسبب المرض، وسوف يصبر في فترة غير محددة على نمط من الطعام المخصوص أو الجلوس المعين، أو العزلة التي يفرضها عليه الطبيب أو المستشفى، وهذا بحد ذاته يجعله يتحمل أعباء المعيشة الضنكة أو الظروف التي يمر بها.
فعن أبي الحسن (عليه السلام): ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنكم فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيرة.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): امش بدائك ما مشى بك.
وفي آخر عنه (عليه السلام) : تجنب الدواء ما احتمل بذلك الداء فإذا لم يحتمل الداء فالدواء.
فهذا أمر بالصبر على المرض الذي يحتمل عادة ولا يستلزم ضرراً آخر أو زيادة في المرض كوجع الرأس غير المستمر نتيجة للسفر، فيستطيع الإنسان أن يصبر عليه ولا يأخذ له ما يسكنه. وفي ذلك فائدة تجنب أخذ الدواء الذي قد يترك أثراً على الجسد أو قد يتعود ويدمن عليه الإنسان وإلى ذلك أشار الإمام الرضا (عليه السلام) منذ أكثر من ألف سنة بقوله: فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره.
وهذا ما يؤكد عليه الطب الحديث.
والفائدة الرابعة : عبارة عن ثواب المرض نفسه الحاصل من صبر المريض على مرضه، قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمله في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر(1).
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) : إن المؤمن إذا حُم حماة واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح وصياحه تهليل وتقلّبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله(2).
والفائدة الخامسة : إستجابة دعائه كما قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): من عاد مريضاً في الله لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلا استجاب الله له(3) .
وقال (عليه السلام): عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة(4) .
والفائدة السادسة : تطهيره ورحمته كما قال إمامنا الرضا (عليه السلام): المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب(5) .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر(6) .
____________
1ـ ثواب الاعمال:194.
2ـ مكارم الاخلاق:358.
3ـ ثواب الاعمال:194.
4ـ مكارم الاخلاق:359.
5ـ مكارم الاخلاق:358.
6ـ مكارم الاخلاق:358.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|