المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التنظيم اللامركزي لنشاط الإعلان
26-2-2021
Focus and prosodic prominence
4-5-2022
البيئة الصناعية
26-11-2015
في فضل القرآن
21-11-2020
تفاعل ملابراد
2024-08-10
تلوث محيط الأسرة بالفجور والغناء وآلات اللهو
2024-08-04


العناصر النفيسة لشخص أمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
3425   01:40 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص95-102
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

ما من صفة كريمة أو نزعة شريفة يمتاز بها الإنسان ويسمو بها على غيره من الكائنات الحيّة إلاّ وهي من ذاتيات الإمام أمير المؤمنين ومن عناصره الفذّة التي لا يضارعه فيها أحد سوى أخيه وابن عمّه الرسول محمّد (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) , لقد كان هذا الإمام الملهم العظيم بمكوّناته النفسية والفكرية دنيا من الكمال والفضائل التي لا حدّ لأبعادها إنّه هبة الله تعالى لهذه الامّة مرشدا وهاديا بعد أخيه الرسول الأعظم (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فقد وهبه الله تعالى من الامتيازات والخصائص وفضّله على كثير من خلقه تفضيلا وليس في ذلك أيّ غلوّ فإنّ كلّ من يقرأ سيرته ويلمّ ببعض أحواله وشئونه يؤمن بما ذكرناه.

وعلى أيّ حال فإنّا نلمح بإيجاز بعض خصائصه ومكوّناته النفسية , فالظاهرة الفذّة التي تميّز بها الإمام (عليه‌ السلام) أنّه كان من أعظم المسلمين إيمانا بالله تعالى ومن أكثرهم معرفة به وهو القائل : لو كشف الغطاء لي ما ازددت يقينا , ومعنى ذلك أنّه لو تجلّى له الله تعالى بعظمته ورآه لما زاده ذلك يقينا بمعرفته والإيمان به وقد ناجى الله تعالى بإيمان قائلا : إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا طمعا في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك , إنّ هذا هو منتهى الإيمان فقد كانت عبادته لله تعالى عبادة المنيبين والعارفين لا عبادة تقليدية وقد اثرت عنه من الخطب والكلمات القصار في توحيد الله تعالى وتعظيمه وتنزيهه عن الشريك وغيره ما لم يؤثر عن غيره من ملوك المسلمين وزهّادهم وعلمائهم إنّه داعية الله تعالى الأكبر بعد أخيه وابن عمّه الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فقد وهب حياته لله تعالى وجاهد في سبيله كأعظم ما يكون الجهاد وكانت جميع أعماله خالصة لوجه الله تعالى لا يشوبها أيّة شائبة من أغراض الدنيا ومتعها التي يؤول أمرها إلى التراب وحدّثنا المؤرّخون عنه حينما صرع عمرو بن عبد ودّ العامري فارس العرب فإنّه لم يجهز عليه لأنّه قد سبّه وأغلظ في شتمه فغضب من ذلك ولمّا سكن غضبه أجهز عليه وقد سئل عن السبب في تأخيره لقتله فأجاب : إنّي ما أحببت قتله انتقاما لسبّه لي فيفوت منّي الأجر والثّواب فلمّا سكن غضبي أجهزت عليه في سبيل الله تعالى , وهكذا كانت جميع أعماله وصنوف جهاده خالصة لوجه الله تعالى لم يبتغ فيها إلاّ رضا الله تعالى وقد ولج في أعنف الحروب وأشدّها محنة وأقساها بلاء دفاعا عن دين الله ونصرة لنبيّ الله .

كان الإمام (عليه‌ السلام) من أعظم المنيبين لله تعالى ومن أكثرهم خوفا منه وقد حدّث أبو الدرداء عن شدّة إنابته لله تعالى قال : شهدت عليّ بن أبي طالب بشويحطات النجّار وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممّن يليه واستتر بمغيلات النخل فافتقدته وبعد عليّ مكانه فقلت : لحق بمنزله فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجيّة وهو يقول : إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصّحف ذنبي فما أنا بمؤمّل غير غفرانك ولا أنا براج غير رضوانك , وذهل أبو الدرداء وهام في تيارات من خشية الله وراح يفتّش عن صاحب هذا الصوت ولم يلبث حتى عرفه وإذا به إمام المتّقين عليّ بن أبي طالب فاستتر أبو الدرداء ليسمع بقيّة مناجاة الإمام وراح الإمام يصلّي فلمّا فرغ من صلاته توجّه بقلب منيب إلى الدعاء والبكاء من خشية الله تعالى وكان ممّا ناجى به الله تعالى قوله : إلهي افكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي ثمّ أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليّتي ؛ ثمّ قال : آه إن أنا قرأت في الصّحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها فتقول : خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته! يرحمه الملأ إذا اذن فيه بالنّداء ... آه من نار تنضج الأكباد والكلى آه من نار نزّاعة للشّوى! آه من غمرة من ملهبات لظى .

يقول أبو الدرداء : ثمّ انفجر الإمام (عليه‌ السلام) باكيا وخمد صوته فسارعت إليه فوجدته كالخشبة الملقاة فحرّكته فلم يتحرّك فقلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون مات والله عليّ بن أبي طالب فبادرت مسرعا إلى بيته أنعاه إلى أهله فقالت زهراء الرسول (عليها اسلام) : يا أبا الدّرداء ما كان من شأنه, فأخبرتها بما رأيته فقالت سيّدة النساء : هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله , ثمّ أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ونظر إليّ وأنا أبكي فقال لي : ممّ بكاؤك يا أبا الدّرداء؟ فقال : ممّا أراه تنزله بنفسك.

فأجابه الإمام وهو غارق بالخشية من الله قائلا : يا أبا الدّرداء كيف لو رأيتني وقد دعي بي إلى الحساب وأيقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ فوقفت بين يدي الملك الجبّار قد أسلمني الأحياء ورحمني أهل الدّنيا لكنت أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية  ؛ وبهر أبو الدرداء ممّا رآه من إنابة الإمام وخشيته من الله تعالى وراح يقول : والله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)  ؛ ارأيتم هذا الإيمان الذي يمثّل التقوى والخشية من الله تعالى؟ لقد كان هذا الإمام العظيم في جميع فترات حياته قد تعلّق قلبه وفكره بالله تعالى وسعى لكلّ ما يقرّبه إليه زلفى. وممّا قاله ضرار لمعاوية في وصفه للإمام : ولو رأيته في محرابه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وهو يقول : يا دنيا إليّ تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟ هيهات هيهات لا حاجة لي فيك أبنتك ثلاثا لا رجعة لي عليك , ثمّ يقول : آه آه لبعد السّفر وقلّة الزّاد وخشونة الطّريق وتأثّر معاوية وقال : حسبك يا ضرار كذلك والله كان عليّ  , وروى نوف شدّة خشيته من الله تعالى قال : بتّ ليلة عند أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) فكان يصلّي الليل كلّه ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء ويتلو القرآن قال : فمرّ بي بعد هدء من الليل فقال : يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ ؛ بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين .

فالتفت إليه الإمام وهو يقول بصوت خافت : يا نوف طوبى للزّاهدين في الدّنيا الرّاغبين في الآخرة اولئك الّذين اتّخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والقرآن دثارا والدّعاء شعارا وقرضوا من الدّنيا تقريضا على منهاج عيسى بن مريم. إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى عيسى بن مريم : قل للملإ من بني إسرائيل : لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأكفّ نقيّة وقل لهم : اعلموا إنّي غير مستجيب لأحد منكم دعوة من خلقي في قلبه مظلمة  ....

إنّ هذه الإنابة تبهر العقول إنّها إنابة العارفين بالله تعالى الذين ملئت نفوسهم إيمانا وخشية وإخلاصا لله تعالى ولا شكّ في أنّ الإمام (عليه‌ السلام) هو إمام المتّقين وسيّد العارفين الذي غذّاه النبيّ(صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بإيمانه وتقواه فصار صورة صادقة عنه .

وقد روى المؤرّخون صورا مذهلة عن خشية الإمام وإنابته إلى الله تعالى فقد رووا أنّه حينما كان في أشدّ الأهوال وأعنفها في صفّين كان يقيم الصلاة في وسط المعركة وسهام الأعداء تأخذه يمينا وشمالا وهو غير حافل بها لأنّ مشاعره وعواطفه قد تعلّقت بالله تعالى ؛ وكان الإمام زين العابدين وسيّد الساجدين عليّ ابن الحسين (عليه‌ السلام) إذا أخذ كتاب عليّ ونظر ما فيه من عبادته قال : من يطيق هذا خصوصا في حال صلاته فإنّه يتغيّر لونه وما أطاق أحد أن يعمل مثل عبادته إلاّ عليّ بن الحسين (عليه‌ السلام) , وقد روى أبو جعفر قال : دخلت على أبي عليّ بن الحسين فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد قد اصفرّ لونه من السهر ورمضت عيناه من البكاء ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود وورمت ساقاه وقدماه من الصلاة قال أبو جعفر : فلم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحالة وهو يبكي فبكيت رحمة له فالتفت إليّ فقال : أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة عليّ بن أبي طالب فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا ثمّ تركها من يده تضجّرا وقال : من يقوى على عبادة عليّ بن أبي طالب  .

وظاهرة اخرى من نزعات الإمام (عليه‌ السلام) وذاتياته العصمة من كلّ إثم ورجس فلم يقترف بإجماع المؤرّخين أي ذنب أو خطيئة ولم يشذّ عن سنّة رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) في هديه وسلوكه وقد حاول ابن عوف بعد اغتيال عمر أن يقلّده الخلافة وشرط عليه أن يسير بسيرة الشيخين في حكومته فأبى وامتنع وأصرّ على متابعة الكتاب والسنّة ولو كان من عشّاق الملك وهواة السلطان لأجاب إلى ذلك ولمّا أصر عليه الخوارج أن يعلن التوبة لينضمّوا تحت لوائه فأبى لأنّهم هم الذين اقترفوا الإثم وأرغموا الإمام على قبول التحكيم ولو كان يروم السلطة لأجابهم إلى ذلك.

وعلى أي حال فقد صدرت منه مجموعة من الكلمات تدلّ ـ بوضوح ـ على عصمته كان منها ما يلي :

١ ـ قال (عليه‌ السلام) : والله لو أعطيت الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله جلب شعيرة أسلبها من فم نملة ما فعلت  ؛ وهذه هي العصمة التي تقول بها الشيعة وتضفيها على أئمّتهم.

٢ ـ قال (عليه‌ السلام) : والله لأن أبيت على حسك السّعدان مسهّدا أو أجرّ في الأغلال مصفّدا أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد وغاصبا لشيء من الحطام  . أليست هذه هي العصمة؟ أليست هذه هي الطهارة من الرجس وآثام الحياة؟ أليست هذه هي ملكة العدالة التي تبلغ بالإنسان إلى قمّة الإيمان والتقوى؟

٣ ـ قال (عليه‌ السلام) : وإنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر وتثبت على جوانب المزلق  ولو شئت لاهتديت الطّريق إلى مصفّى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القزّ ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشّبع  أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى أو أكون كما قال القائل :

وحسبك داء أن تبيت ببطنة                وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ

أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدّهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش! أليس هذا هو نكران الذات الذي هو عين العصمة من كلّ إثم من مآثم الحياة.

٤ ـ قال (عليه‌ السلام) : والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم ؛ فإذا كانت الدنيا عنده بهذه الحقارة والضعة كيف يقترف الذنوب للظفر بملاذها وخيراتها.

٥ ـ قال (عليه‌ السلام) : وإنّي لعلى بيّنة من ربّي ومنهاج من نبيّي وإنّي لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا  ؛ لقد كان على الطريق الواضح الذي لا التواء ولا منعطفات فيه وهو عين العصمة التي من ذاتيات الإمام (عليه‌ السلام).

٦ ـ قال (عليه‌ السلام) : ما كذبت ولا كذّبت ولا ضللت ولا ضلّ بي

٧ ـ قال (عليه‌ السلام) : إنّي لم أردّ على الله ولا على رسوله ساعة قطّ .

٨ ـ قال (عليه‌ السلام) : فو الّذي لا إله إلاّ هو إنّي لعلى جادّة الحقّ وإنّهم لعلى مزلّة الباطل , وتجسّدت العصمة بجميع صورها ومفاهيمها في أقوال الإمام وسلوكه ونزعاته .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.