أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2022
1932
التاريخ: 2023-05-19
932
التاريخ: 2023-03-19
1301
التاريخ: 2023-03-30
1233
|
- إن مخاطبي هذه الآية حين نزولها هم الذين اشتركوا مع النبي (صلى الله عليه وآله) في معركة بدر وانتصروا على المشركين بعد استماتة وحماسة كبيرتين ، هم المسلمون الذين كانوا من أهل الصلاة والصوم والهجرة والجهاد والشهادة ، وكان الرسول (صلى الله عليه وآله) يتوسّم فيهم خيراً ، ولكن الله تعالى قال وهم على هذا الحال : يا أيها المجاهدون في معركة بدر ، إن كنتم تؤمنون بالله ورسوله فأعطوا خمس الغنائم ، يعني أن شرط الإيمان بالله ورسول فضلاً عن الصلاة والصوم والجهاد أداء الواجب المالي ، يعني الخمس .
- ورد الجذران (الغُنم) و(الغُرم) ست مرات في القرآن الكريم ، ثم إن (الغرم) شامل لكل ضرر مالي لا ضرر الحرب فحسب ، والغنيمة أيضاً هي ليست الفائدة المستحصلة من الحرب فحسب ، بل تتضمن كل منفعة حاصلة ، ولا شك في ذلك كما عليه كتب اللغة كلسان العرب ، وتاج العروس ، والقاموس ، كذلك لا شك عند مفسري أهل السنة كالقرطبي ، والفخر الرازي ، والآلوسي في عموم هذه المفردة ، كذلك جاء في مفردات الراغب : يقال لكل شيء حصل عليه الإنسان غنيمة (1) .
واستخدمت هذه اللفظ في القرآن لغير الغنائم الحربية أيضاً ، قال تعالى : {... فعند الله مغانم كثيرة} {النساء : 94} ، وقال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) : (من أخذها لَحق وغنِم) (2) .
- وطبق الروايات وما عليه الشيعة فإن الغنيمة في هذه الآية شاملة لكل دخل بما فيه الكسب والعمل والتجارة وغيرها ، وإن صِرف نزول الآية في معركة بدر ليس دليلاً على أن الخمس لا يكون إلا في غنائم الحرب فقط ، وإذا كان المراد من الغنيمة هو الغنائم الحربية فقط وجب القول : إن مورداً واحداً من موارد الخمس ورد في الآية الكريمة ، وجاءت بقية الموارد في الروايات الشريفة .
- وللخمس في الروايات أهمية خاصّة ، من جملة ذلك أن من لم يعطِ الخمس من ماله فماله لا يكون حلالاً وعندئذٍ فليس له أن يتصرف فيه ، وإن الصلاة باللباس غير المخمس محل اشكال (3) .
- لا تنافي بين هذه الآية والآية الأولى من سورة الأنفال {قل الأنفال لله والرسول} ؛ ذلك أنه بالالتفات الى آية الخمس فإن ما يحصل عليه النبي والأئمة (عليهم السلام) يخصصون خمسة للموراد الواردة في الآية ويوزعون ما بقي منه على المقاتلين .
- ويعتقد الفقهاء أن الخمس واجب في سبعة أشياء ؛ هي :
1. منافع الدخل من الكسب والعمل .
2. الكنز .
3. المعادن .
4. الجواهر المستخرجة من الغوص .
5. المال الحلال المختلط بالحرام .
6. الأرض التي يشتريها الكافر الذمّي من المسلم .
7. غنائم الحرب .
- ومن الواضح والجلي أن الله – سبحانه – لا حاجه له بالخمس ؛ وعليه فإن سهم الله – تعالى – إنما هو لتمكين القانون الإلهي وولاية الرسول ، وكذلك هو للتبليغ وإيصال نداء الإسلام لمسامع العالم ، ولنجاة المستضعفين ومنع المفسدين .
وطبق ما جاء في الروايات فإن سهم الله تعالى يكون بعهدة الرسول (صلى الله عليه وآله) وأما بعد رحلته فيكون تحت اختيار الإمام (4) (عليه السلام) ، وفي زمن الغيبة تكون هذه الأسهم الثلاثة تحت سلطة النواب الخاصين او العامين وهم المجتهدون الجامعون للشرائط ومراجع التقليد .
- وهناك قسم آخر من الخمسُ يُصرف – كما في الروايات – للمساكين والسادات من بني هاشم ؛ ذلك لأن الزكاة حرام على السادة ؛ لنا وجب تأمين احتياجاتهم بالخمس (5) .
وفي الواقع فإن الإسلام ولتأمين احتياجات المجتمع ؛ فقد أوجب أمرين ، الأول هو الزكاة المرتبطة بكل فقراء المجتمع ، والآخر هو الخمس – الذي قسم منه خاص لفقراء السادة . ويدفع من الخمس والزكاة للمحتاجين بمقدار احتياجهم السنوي ليس أكثر .
- عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية فقيل له : (فما كان لله فلمن هو ؟ فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وما كان لرسول الله فهو للإمام ، فقيل له : أرأيت إن كان صنف من الأصناف أكثر وصنف أقلّ ما يصنع به ؟ قال : ذلك الى الامام أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله كيف يصنع ؟ أليس إنما كان يعطي على ما يرى ؟ ) (6) .
___________
1. مفردات ألفاظ القرآن : ج2 ، ص 449 ، باب النون ، النسخة المحققة .
2. نهج البلاغة ، الخطبة : 120 .
3. لزيادة توضيح يمكن مراجعة كتاب (الخمس) للمؤلف .
4. تفسير الصافي ، ج2 ، ص 191 .
5. تفسير مجمع البيان ، ج4 ، ص 345 ووسائل الشيعة ، ج6 ، كتاب الخمس .
6. تفسر نور الثقلين : ج2 ، ص 155 ح 100 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|