محتوى سورة الفاتحة
المؤلف:
مركز نون للتأليف والترجمة
المصدر:
دروس قرآنية
الجزء والصفحة:
ص162-163.
17-10-2014
2409
قال تعالى : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } [الفاتحة : 1 - 7] .
ويُمكن تقسيم هذه السّورة ، من منظار آخر ، إلى قسمين : قسم يختصّ بحمد الله والثناء عليه ، وقسم يتضمّن حاجات العبد.
وإلى هذا التقسيم يُشير الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : قَسَّمْتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ بَيْني وَبَيْنَ عَبْدِي ، فِنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سأَلَ.
إِذَا قَالَ الْعَبْدُ ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ قَالَ الله جَلَّ جَلاَلُهُ : بَدَأ عَبدِي باسْمِي وَحَقٌّ عَلَيَّ أنْ اُتَمِّمَ لَهُ اُمُورَهُ وَاُبارِكَ لَهُ فِي أحوَالِهِ.
فَإذا قَالَ : ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قَالَ اللهُ جَلَّ جلالُهُ : حَمَدَنِي عَبدِي وَعَلِمَ أَنَّ النِعَمَ الَّتِي لَهُ مِنْ عِنْدِي ، وَأَنَّ اْلبَلايَا الَّتِي دَفَعْتُ عَنْهُ فبِتَطَوُّلِي ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أُضِيفُ لَهُ إلى نِعَمِ الدُّنْيَا نِعَمَ الآخِرَةِ ، وَاَدْفَعُ عَنْهُ بَلاَيَا الآخِرَةِ كَمَا دَفَعْتُ عَنْهُ بَلاَيَا الدُّنْيَا.
وَإِذَا قَالَ : ﴿ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ قَالَ الله جَلَّ جَلاَلُهُ : شَهِدَ لِي عَبْدِي أَنِّي اَلرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، أُشْهِدُكُمْ لأُوَفِّرَنَّ مِنْ رَحْمَتِي حَظَّهُ وَلأُجْزِلَنَّ مِنْ عَطَائِي نَصِيبَهُ.
فَإِذَا قَالَ : ﴿ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ قَالَ الله تَعالى : أُشهِدُكُمْ كَمَا اعْتَرَفَ بِأَنِّي أَنَا مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ لأُسَهِّلَنَّ يَوْمَ الْحِسابِ حِسَابَهُ ، وَلأَتَقَبَّلَنَّ حَسَنَاتِهِ ، وَلأَتَجَاوَزَنَّ عَنْ سَيِّئاتِهِ.
فَإِذَا قَالَ : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقَ عَبْدِي ، إِيَّايَ يَعْبُدُ أُشْهِدُكُمْ لأُثِيبَنَّهُ عَلَى عِبَادَتِهِ ثَوَاباً يَغْبِطُهُ كُلُّ مَنْ خَالَفَهُ في عِبَادَتِهِ لي.
فَإِذَا قَالَ : ﴿ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قَالَ اللهُ تَعالى : بِيَ اسْتَعَانَ عَبْدِي ، وَإلَيَّ اِلْتَجَأَ ، أُشْهِدُكُمْ لأُعِينَنَّهُ عَلى أمْرِهِ ، ولأُغيثَنَّهُ فِي شَدَائِدِهِ وَلآخُذَنَّ بِيَدِهِ يَوْمَ نَوَائِبِهِ.
فَإِذَا قَالَ : ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ﴾ إلى آخر السّورة قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ : هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ وَقَد اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي وَأَعْطَيتُهُ مَا أَمَّلَ وَآمَنْتُهُ مِمَّا مِنْهُ وَجِلَ" (1).
____________________________
1- بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج82 ، ص60.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علوم القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة