أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2018
2054
التاريخ: 2-7-2019
2009
التاريخ: 2024-09-26
314
التاريخ: 25-3-2016
6997
|
هناك طائفة من العلوم، هي ليست من العلوم القانونية البحتة، تستهدف نفس الهدف الذي جاء من أجله قانون العقوبات، وهو مكافحة الجريمة، ولذلك سميت (العلوم المساعدة لقانون العقوبات Sciences Auxiliaires Du Driot Crimine او العلوم الملحقة Annexes بقانون العقوبات. وطريقها في ذلك اما بتقصي أسباب الجريمة للعمل على منع وقوعها او تخير العقوبات الملائمة لها اذا ما وقعت بعد كشفها وتعقب مرتكبها. لهذا تعتبر الاحاطة بهذه العلوم من مكملات دراسة قانون العقوبات، بل ومن مستلزماتها. ولذلك عنيت كليات القانون وأقسامه في الجامعات الحديثة بتدريس هذه العلوم ومنها قسم القانون في كلية القانون والسياسة بجامعة بغداد. الواقع ان هذه العلوم عديدة ومتشعبة وقد تتداخل أحياناً بحيث يصعب الفصل فيما بينهما بحدود ثابتة، لذلك ارتأينا ان نجملها جميعا في علوم ثلاثة رئيسية هي / علم الاجرام وعلم التحقيق الجنائي العملي والفني وعلم العقاب.
أ – علم الاجرام La Criminologie
أو كما يسميه البعض (علم الجريمة) وهو العلم الذي يتناول دراسة أسباب الجريمة وتفهم مصادرها والدوافع اليها للعمل على مكافحتها من أساسها. وهو علم حديث، اذ لا يرجع الى اكثر من قرن مضى، ومن العلوم الاجتماعية، لانه ينظر الى الجريمة كظاهرة اجتماعية تشكو منها المجتمعات الإنسانية منذ وجدت. وبهذا يختلف عن قانون العقوبات الذي يدرس الجريمة كفكرة قانونية ترتكز على مسؤولية جزائية الإنسان آثم هو مرتكب الجريمة، وبالرغم من هذا الاختلاف فالواقع ان لا انفصام بينهما ما دام كلاهما يرمي الى بلوغ هدف اجتماعي مشترك هو مواجهة الجريمة لحماية المجتمع من آثارها الوبيلة، وقد أدرك علماء قانون العقوبات هذه الحقيقة منذ ان برز علم الاجرام الى الوجود في الربع الأخير من القرن الماضي فخلصت جهودهم للتوفيق بين المجالين بصيغ مختلفة املا في بلوغ ذلك الهدف الاجتماعي المشترك الاسمى، وكانت آخر الصيغ في هذه المحاولات هي (مدرسة الدفاع الاجتماعي) التي ترعاها حاليا الجمعية الدولية للدفاع الاجتماعي. ويضم علم الاجرام، تبعا لتعدد الاتجاهات في تحري أسباب الجريمة، علوما فرعية متعددة، كعلم التاريخ الطبيعي للانسان من الواجهة الجنائية Anthrologie Criminelle، هو العلم الذي يسعى الى تحري أسباب الجريمة عن طريق دراسة شخص المجرم من حيث تركيبه الجسماني لتحديد مدى تأثير هذا التركيب على طباعه من الناحية الاجرامية. وقد كانت بداية هذا العلم في أواسط القرن التاسع عشر، حيث نما وازدهر بفضل العلامة الايطالي (لومبروزو) Lombroso، (وعلم الاجتماعي الجنائي) Socioligie Criminelle، وهو العلم الذي يرجع أسباب الجريمة الى الوسط الاجتماعي او البيئة وما يكتنفها من مختلف الظروف الاجتماعية والاقتصادية، باعتبار ان الجريمة ما هي الا ثمرة هذه البيئة التي نشأ وعاش المجرم فيها، وهو يستعين في تأكيد النتائج التي يتوصل اليها بالاحصائيات الجنائية) Statistques Criminelle، ويعود الفضل في ازدهار هذا العلم الى العلامة الايطالي Ferri، وعلم النفس الجنائي Psychologie Criminelle، وهو العلم الذي يسعى الى تحري أسباب الجريمة عن طريق دراسة نفسية المجرم وتحليل عقليته ومحاولة تفهم الأفكار والخواطر والاحساسات والانفعالات التي انساق تحت تاثيرها الى الجريمة.
ب – علم التحقيق الجنائي العملي والفني La Criminallstique
ويسميه بعض الكتاب (البوليس الفني) La Police Scientifique وهو العلم الذي يبحث الوسائل التي تعين على كشف الجريمة وتعقب مرتكبيها ومعرفته. وهو يعتمد فيما يسعى إليه على طائفة من العلوم اخصها (الطب العدلي) او كما يسميه البعض (الطب الشرعي) Medecine Legale، ويبحث في دراسة الاثار التي تلاحظ على جسم المجني عليه كالجروح والرضوض لمعرفة نوع الآلة او السلاح الذي ارتكبت به الجريمة، او بيان أسباب الوفاة، (والطب العقلي) Medecine Legale، واثبات وتحقيق الشخصية على أساس الأوصاف الجسمانية، فقد اتضح ان اغلب هذه الأوصاف لا تتغير، كما انها لا تتشابه في شخصين كطبقات الاصابع واشكال بعض اجزاء الجسم الأخرى وترجع نشأة هذا العلم الى العالم البلجيكي Quetelei في الربع الأخير من القرن الماضي.
جـ - علم العقاب Penologie(1)
وهو العلم الذي يسعى الى إيجاد خير الوسائل التي يجدر بالشارع ان يتذرع بها لمكافحة الجريمة، سواء بالوقاية منها ام بالعقاب عليها بعد وقوعها. فهو اذن ذلك العلم الذي يرسم للمشرع ضربا من السياسة لمكافحة الاجرام، ولذا فقد يكون اجدر بان يقال له (السياسية الجنائية) La Politique Criminelle وهو اصطلاح اخذ يتردد فعلا في كتابات بعض الباحثين المحدثين، وان كان من حيث ابتداعه يرجع الى الفقيه الالماني (فير باخ) Feuerbach في بداية القرن التاسع عشر (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-Science penitentiaire
2-انظر الدكتور علي حسين الخلف، الموجز ص10 وما بعدها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|