أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-3-2016
5399
التاريخ: 24-5-2021
2742
التاريخ: 21-3-2016
4688
التاريخ: 20-3-2016
4291
|
ان الوضع الطبيعي لأي عائلة هو ان تتألف من زوج وزوجة بغض النظر عن وجود او عدم وجود اطفال(1). وفي بعض الاحيان نتيجة لعوامل وظروف عديدة وقد يشرح هذا الوضع الطبيعي محدثاً تفككاً او تصدعاً عائلياً وان اسباب هذا التصدع هي:-
1.وفاة احد الوالدين او كليهما او حدوث الطلاق بينهما او افتراقهما لاي سبب اخر كالانفصال الجنائي والهجر والسجن الطويل والمرض الطويل والهجرة الى بلد او اقليم آخر(2).
2.الحالة النفسية التي يعيشها الزوجان كحالة الخصام الدائم والعلاقات الزوجية المتنافرة والكراهية المتبادلة والشدة في معاملة بعضهم بعضاً(3).
3.كثرة عدد الاولاد.
ان كل حالة من الحالات السابقة ان لم تكن عاملاً حاسماً في دفع بعض افراد العائلة الى الجريمة، فهي في الاقل عوامل مساعدة لقيامه، ففي الحالة الاولى يلاحظ ان غياب احد الوالدين او كليهما يؤدي الى اضطراب العلاقات القائمة بين افراد العائلة لان الجو الطبيعي الملائم للنمو العاطفي والوجداني للأبناء هو عائلتهم التي يلقون فيها رعاية ابوية ويحسون فيها بسلطة الاب وبحنان الام وبالتماسك في العلاقات والتعاون بينهما(4). لكن فقدان الاب يؤدي الى فقدان النموذج الرجولي الذي يرغب الولد الذكر ان يحذو حذوه، لان وجود مثل هذا النموذج يساعد على تحقيق ذاته والقيام بدور الرجل البالغ الراشد في فترة لاحقة من حياته، ان انفصال الطفل عن امه مدة طويلة وخصوصاً خلال فترة الخمس سنوات الاٌوَل من حياته يساعد على تكوين نمط إجرامي تظهر علاماته في سلوكه اليومي داخل البيت وخارجه(5). ومما تجدر الاشارة اليه ان الاطفال يتعرضون نتيجة الطلاق الذي يحدث بين الابوين لمشكلات اخلاقية ناشئة عن التغير المفاجئ الذي يصيب حياتهم. الامر هذا ما يحرمهم من مقومات الشخصية المتكاملة وينمي فيهم النزعات العدوانية. ان ما يقال عن حالة الوفاة او الطلاق ينطبق ايضاً على الحالات الاخرى، حيث ان المرض الطويل او السجن الطويل يؤثر في الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للعائلة، كما يؤثر في تنشئة الابناء حيث يفقدون التوجيه السليم مما يعمل على دفع الابناء الى الانحراف من اجل سد متطلبات الحياة المعيشية للعائلة، وفي احدى الدراسات التي اجريت في جمهورية مصر العربية، ان 61.5% من الاحداث المجرمين كانت علاقتهم مع ابائهم سيئة وان 65% منهم كان الخلاف يسود العلاقة بين والديهم‘ كذلك اثبتت احصاءات اجريت في المانيا ان 63% من الاحداث الذكور المجرمين كانت العلاقة بين ابويهم سيئة وان 82% من الفتيات المجرمات ينتمين الى عائلات يسودها الخلاف وعدم التفاهم وفي احصاء اجري في الولايات المتحدة الامريكية تبين ان 90.5% من المجرمين نشأوا في اسر فيها سوء الخلق والاجرام وادمان الخمر(6). ويعتقد بعض العلماء بوجود علاقة بين عدد افراد العائلة والسلوك الاجرامي، لان الانحرافات السلوكية تحدث عادةً بنسبة اكبر في العوائل متعددة الاولاد وذلك لضعف رقابة الوالدين وانخفاض المستوى المعاشي وقسوة المعاملة، في حين يعتقد بعضهم الاخر ان الجنوح ينتشر في العوائل وحيدة الولد نتيجة لتدليله والتساهل الشديد في معاملته وعدم اختلاطه مع غيره فيصبح الطفل منعزلاً عدوانياً لا يفكر الا في ذاته(7). نخلص مما تقدم ان للأسرة اهمية كبيرة في بناء شخصية ابنائها عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية بما يؤدي الى تعزيز ثقتهم بأنفسهم وفي مساعدتهم على اتخاذ القرار وتظهر هذه الاهمية من خلال مراجعتنا للحقائق المتمثلة بكون الاسرة تمارس ادواراً عديدة لا يمكن تجاهلها في حياة الابناء وذلك لما لها من اهمية في تربيتهم وتشكيل شخصيتهم اذ ان مراحل العمر الاولى التي يقضيها الابناء في الاسرة تترك اثاراً عميقة في حياتهم وتمتد هذه الاثار الى حياتهم المستقبلية بدرجة لا يمكن تجاهلها ويظهر هذا في طريقة تكيف الابناء للأدوار الاجتماعية التي يطلب منهم ان يؤدوها، اذ ان الجو الانفعالي الذي يعيش فيه الابناء له اهميته في تحقيق توازنهم الانفعالي او اضطراب نموهم واضطراب شخصيتهم(8).
__________________
[1] -W. Ogburn and Nimkoff, Ahand book sociology fourth ed., London, 1960, p.441.
2 -D. R. Taft, criminology, third ed. N. Y. 1956, p.191.
3- د. عدنان الدوري، جناح الاحداث، الكويت، 1985، ص243.
4- محمد طلعت عيسى، الخدمة الاجتماعية كاداة للتنمية، القاهرة، 1965، ص485.
5- J. D. W. Pearce, Juvenile Delinquency- London, 1952, p. 29.
6- د. فوزية عبد الستار، مبادئ علم الاجرام، القاهرة، 1973، ص157-158.
7- د. حسن شحاته سعفان، علم الجريمه، ط3، القاهرة، 1966، ص126.
8- د. مازن بشير محمد، دور الاسرة في تنشئة الابناء على الثقة بالنفس واتخاذ القرار، بغداد، 1987، ص8.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|