المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التوعية للأطفال  
  
2474   03:01 مساءً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص124ـ126
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من الوظائف المهمة للمدرسة توعية الطفل ورفع مستوى معلوماته.

فلعل كثيراً مما نعتبره قبيحاً وخطأ لا يراه الطفل كذلك، وهو غافل عنه، ولم يفهمه احد ذلك.

فمع الاسف إن بعض المفاسد الاجتماعية تظهر بسبب جهل الأفراد وعدم علمهم بفسادها. فمثلاً عندما يدرك الطفل ما هو الشيء الذي يقوم برميه، وإذا رماه ماذا سيحصل، فلعله عندئذ لا يرميه. وهكذا الأمر في كثير من تصرفات الطفل.

لا بد من إفهام الطفل انه يمكنه رمي الكرة على الأرض، أما الصحن فلا، وأنه إذا لكم الجدار فلن يتأذى الجدار بذلك، لكن إذا وجه لكمته تلك الى طفل آخر فسيؤذيه ويهينه. وخلاصة الأمر هي ان رفع مستوى الوعي والإدراك لدى الطفل يؤثر كثيراً في إصلاحه.

ـ مراعاة منطق الأطفال :

يتكلم الأطفال بلغة خاصة، ولديهم منطق واستدلال خاص بهم، إنهم يفكرون بطريقة مختلفة عن طريق الكبار. فإذا تمكنا من التحدث معهم على أساس ذلك المنطق والاستدلال، وفهمنا لغتهم، واتخذنا قراراً بشأنهم، فسيرضخون لرأينا. وهذا هو الفن المهم الذي يمارسه المربي.

وللوصول الى هذا الهدف، على الوالدين والمربين ان يسعوا الى اكتشاف منطق الأطفال، من خلال التصابي معهم، من خلال التطابق مع الطفل، والتصرف على طريقته، وقد أوصانا الإسلام بالتصابي مع الطفل أحياناً لكن ذلك لا يكون بشكل دائم، لأن الطفل بحاجة للنمو والتقدم.

فمن خلال استخدام منطق الطفل يمكننا ان ندفعه ليعترف بخطئه، وأن يوافق على سلوك الطريق الصحيح، لأن الطفل إذا لم يدرك خطأ اسلوبه وتصرفه فلن يقبل بإصلاحه.

ـ حسن النية :

من القضايا المهمة والأساسية في مجال إعادة تأهيل الطفل ان يبين المربي للطفل حسن نيته تجاهه، وان يفهمه انه لا يريد سوى إصلاحه، وأن يسعى لكسب ثقة الطفل به، وأن يصدق الطفل كلامه.

فرغم ان الوالدين والمربين يحبان الطفل، لكن يجب تذكير الطفل بذلك دوماً، وتكرار ذكر ذلك امام الطفل حتى تترسخ في مسلماته تدريجياً.

لأن الأطفال يظنون ان عملية أمرهم ونهيهم ومنعهم وزجرهم هي أمر عدائي ضدهم، فيظنون ان المعلم عدو لهم، وأنه يلومهم لعدائه لهم.

على المعلم ان يثبت للطفل حبه له من خلال عدم انتقاده المباشر، أو التخفيف من انتقاده له بشكل مباشر، وعدم إبراز عيوبه وتأنيبه عليها، خاصة امام الآخرين، ومن خلال التعامل معه برفق وليونة، ومن خلال تقديره وتشجيعه، والمحافظة على هدوئه وتماسكه عند تصرف الطفل، وأن يريه الصواب.

ـ الصبر والتحمل :

من الشروط الأساسية للمربي تحليه بالصبر والمثابرة، وتحمله لتصرفات الطفل غير المناسبة، فيجب ان يمتلك المربي صبراً يمكنه من الإصغاء لشكوى الطفل وهمومه، مهما كان شرحه مملاً، ولا أهمية له.

فعندما يسيء الطفل تصرفه أو خلقه، علينا ان نفكر بوضعه ومستقبله ومصلحته؛ بدل ان نقوم بالانتقام منه.

اما ان يتخلى المربي عن دوره التربوي عند رؤيته لأي زلة تصدر عن الطفل، أو يقلع عن نصيحته له، فهذا خطأ. وهكذا شخص لا يمكنه ان يكون مربياً حقيقاً. إن من يسعى الى الانتقام من الطفل، ويصر على معاقبته على اي زلة تصدر منه فهو مخطئ وليس مربياً.

إن رشد الطفل وتربيته وإعداد شخصيته وإصلاح ثغراته ونواقصه، كل ذلك يحتاج الى الصبر والتحمل الكافي، يحتاج الى العفو وغض الطرف والتجاهل والتعامي وإظهار عدم رؤية ذلك، والاستمرار في متابعة الأهداف.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.