المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

البنيان البلوري crystal structure
19-7-2018
Multiple dilution test
20-3-2016
المعاد لدى‏ شعوب ما قبل التاريخ‏
15-12-2015
تعريف الضبط الإداري وأهدافه
30-4-2019
التأدب عند الاستماع لكلام الآخرين
2024-02-01
تأسيس قطيع اغنام واستبداله
28-1-2016


نطاق ردود الأفعال في حال فقدان الأب  
  
2637   01:16 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص62-67
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-26 553
التاريخ: 12-1-2016 2483
التاريخ: 10-1-2016 3742
التاريخ: 9-1-2016 4247

إن ردود الفعل وبشكل متناسب مع شدتها او ضعفها ستكون واسعة النطاق او ضيقة، وكذلك من الممكن أن تكون قوية او ضعيفة، وإليكم مجموعة من ردود الفعل الناتجة عن الفراغ العاطفي عند الأطفال وخصوصاً اولئك الذين وصولوا الى سن التمييز والأكبر منهم:ـ

الخوف والاضطراب والشعور بالحاجة الزائدة للمحبة والحنان، وقوة حب الانتقام والكآبة والانزواء، وحصر البول، والبول في السرير، وعدم القدرة على إقامة علاقات جيدة مع الآخرين، والشعور بالذنب، او التمرد، والحدة، والوسوسة، وفقدان الصبر والتحمل، والشعور بالحقارة وعدم القدرة على التحرك، وإخفاء الحزن والاسى، والشعور بالندم، وفقدان الامل واليأس، وعدم الثقة، واحياناً الجنوح نحو ارتكاب السرقة و.. الخ.

إن هذه الامور والامور الأخرى التي يمكن ذكرها هنا تدل على وجود الفراغ الكبير المؤلم في حياة الطفل، والتي بدورها ستوفر الأرضية المناسبة لضعف الشخصية، واختلال الحواس، والنقص في قدرة الجسم بشكل عام، وضعف الذاكرة، وضعف الإرادة، والخ.

وسيضطر الطفل مرغماً على التسليم او الانفعال، وبالتالي لن يستطيع الوصول الى الحالة العادية والطبيعية كالآخرين.

ومن اجل البحث الأوفر في هذا الموضوع سنشير هنا الى بعض الآثار والعوارض، وفي الحقيقة لن يتعرض جميع الاطفال الى هذه الآثار والحالات، ولن يضطر الجميع الى تحمل ذلك، فهذه الآثار تظهر عند بعض الاطفال بصورة واضحة، ومن المحتمل ان لا تظهر عند البعض الآخر، او تكون رؤيتها صعبة.

1.الاضطراب وعدم الشعور بالأمان :

ربما سبب موت الاب اضطراب الاطفال وشعورهم بأن خطراً ما يهدد امنهم وحياتهم، وتصل حدة اضطرابهم الى درجة استيقاظهم بشكل مفاجئ في الليل، او القيام مثلاً بمناداة آبائهم، والطلب منهم البقاء بجانبهم، او الجلوس في احضانهم. وفي الحقيقة فإن قابلية الثوران عند هؤلاء الاطفال قوية، وربما ترافقت ايضاً مع اختلالات عصبية، وفي مثل هذه الحالة سيظهر الطفل انفعالات غير اجتماعية وسيخسر نفسه امام الضغوط المختلفة، وسيبرز ردود فعل غير عادية.

والاضطرابات الناتجة عن الحزن والاسى تقتل الانسان وتقضي على نفسيته، وتضعف إرادته وجرأته، وتبعث فيه اليأس من الحياة، وتجبره على التسليم والخضوع لكل امر يتعرض له، إن طفلاً كهذا قلق للغاية، ولا يعرف الهدوء والاستقرار، وغير قادر على البقاء والثبات في مكان، ولا هناء له في نومه واستراحته، وهذا بدوره سيكون سبباً للصداع، وضعف التحمل واعراض اخرى تزيد حالته سوءاً، وتخل في توازنه واعتداله.

2.الخوف :

من المحتمل ان يسبب موت الاب خوف الطفل، وخصوصاً عند الاطفال في سن السابعة والثامنة من العمر، ففي هذه السنوات يحتل الخوف من الموت اعماق ارواحهم، وينشغلون بالتفكير بأنفسهم وبموتهم، الى درجة انهم يخافون من ظلهم عندما يمشون في الزقاق والشارع،

وبالتالي فإن العذاب النفسي الناتج عن تلك الحالة سيفسد حياتهم ويجعلها جحيماً.

وربما تحولت المخاوف احياناً الى كوابيس موحشة ومرعبة وخصوصاً عند الاطفال الذين شهدوا مناظر ومشاهد مؤلمة لموت الاب او استشهاده، كأن يكونوا قد رأوا وجه ابيهم المخضب بالدماء او انهم شاهدوا جسد والدهم مقطعاً إرباً إرباً.

فهذا الامر ربما سبب فقدانهم لتوازنهم العاطفي،وسبب نوعاً من الدهشة والذهول الموحش، واحياناً يصبح الخوف عند هؤلاء الاطفال مزمناً، فيصابون بالهيجان لأي خبر مزعج مهما كان صغيراً تافهاً.

فيفقدون راحتهم النفسية، ويعيشون حالة الاضطراب بشكل دائم، فيقضمون أظافرهم بأسنانهم تارة، ويمصون اصابعهم تارة اخرى ويمتنعون عن الاتصال بالآخرين في بعض الاحيان، ويشعرون احياناً اخرى بأن الزمان والمكان قد اتخذهم اعداء، ويريد ايذاءهم بأي شكل من الأشكال.

3.الحساسية و الغضب :

ربما سببت الصدمة العاطفية الناشئة عن موت الاب ازدياد حدة الحساسية والانزعاج السريع والفوري، وربما جعلته ايضاً يغضب لأتفه الأسباب او يفقد القدرة على المداراة والتعاون مع الاصدقاء والرفاق، فأغلب الانزعاجات تنتج عن الآلام السريعة وعن الاحساس بعدم الأمن والذي من الممكن ان لا يكون له اصل وسبب مقنع، وما ذكرناه يعد حقيقة وأمراً واقعياً، وبسبب هذه الحساسية يخيل للطفل بأن الآخرين يريدون عرقلة فعالياته وخططه ووضعه في ظروف وشروط محرجة.

وغالباً ما يظهر عليه الغضب بسبب هذه التصورات والأوهام، وينشأ حب الانعزال والإنزواء ... أحياناً من الحساسية المفرطة، فيسعى دائماً ليكون بمأمن عن هذه الصدمات عن طريق التقليل من احتكاكه وارتباطه مع الآخرين، وهذا الأمر بدوره يعد سبباً من أسباب الاختلالات الفكرية والسلوكية واضطراباتها.

4.الهيجان (الثوران) والحدة :

ربما ظهرت نتيجة تلك الحساسيات على شكل خجل وانزواء احياناً، وربما ظهرت بشكل هيجان احياناً اخرى، وهذه الحالة من الممكن ان تظهر لأسباب مختلفة، مثل إعتبار الآخرين مقصرين ومسؤولين عن موت الاب، والشعور بالنقص، وتصور ان لا احد يعيره إهتماماً او يكترث به، والاعتقاد أن الجميع يريدون إيذاءه وضرره و..الخ.

ويظهر الهيجان والحدة احياناً بصورة هجومية، واحياناً بشكل غيظ وحنق، وفي بعض الاحيان على شكل مص الاصابع، وقضم الاظافر، واحياناً بالقيام بحركة عبثية حول نفسه والتصادم مع النفس والقيام بحركات تكرارية، والشعور بفقدان الإحساس والبكاء الشديد، والانسياق نحو الخطأ والانحراف، والتشدد في الامور و.. الخ، وكل واحد من تلك الامور سيسبب صدمة وقلقاً له.

5.الكآبة والانزواء :

من الاعراض العاطفية المهمة الناتجة عن الحرمان ظهور حالة من الكآبة والانزواء التي تنتج

غالباً عن الشعور بفقدان شيء مهم ونفيس. مثل هؤلاء الاطفال سينزوون وينطوون على انفسهم، وحتى انهم يعجزون عن ايجاد علاقات صداقة قوية في المجتمع مع الآخرين، فيحبون

الانعزال ويعتبرون الخلوة ملجأ لهم ومؤنساً لهم.

فالكآبة والانزواء يسببان مشاكل وصدمات للأطفال ويقللان من كمية الغذاء التي يتناولونها، ويمنعان من تقدمهم الدراسي، ويبعدان البهجة والنشاط عن حياتهم، ومن اعراضهما ايضاً التبول الليلي والتمرد، وإيذاء النفس والآخرين، وزيادة اسباب الاختلالات والاضطرابات السلوكية في حياتهم، لذلك فمن الضروري شده وإرشاده الى المجتمع والاجتماعات، والعمل على عدم استمرار تلك الحالة لديه.

6.التصابي واختلاق الاعذار :

ان الاحساس بالحرمان والفراغ العاطفي لا يؤدي دائماً الى الثوران والحدة والتشدد، بل ربما ادى الى الرجوع الى ايام الطفولة، فيصبح سلوكه وهو في العاشرة من عمره وكأنه في الثانية او الثالثة من عمره، ويبدو احياناً وكأنه طفل رضيع.

ومن علائم ذلك مص الاصابع، والتبول في السرير، والإصرار على تدليله ومداعبته والالحاح، واختلاق الاعذار، والبكاء لأمور تافهة لتساعده على التمادي، وفي النتيجة الظهور بمظهر الصغير.

وحتى من الممكن ان يختلق اعذاراً للامتناع عن الطعام ايضاً، فيظهر المقاومة والامتناع لينتبه الآخرون إليه ويدعونه للعودة الى المائدة بالإصرار والدلال، فنرى هنا ان كل هذه الحالات الطفولية التي تبدو لنا لعباً وتمثيلاً قد أحييت فيه من جديد، وجعلت سلوكه غير طبيعي وحالته غير عادية.

7.فقدان الانفعال العاطفي :

وفي النهاية يحتمل ان يفقد الأطفال بسبب موت الاب العزيز (على قلوبهم) عواطفهم واحاسيسهم، او ان لا ينضجوا في هذا المجال الى درجة ان بعضهم يبدوا غير مكترث او مهتم، وتظهر عليه حالة انفعالية.

وتصل احياناً شدة الصدمة العاطفة الى درجة انهم يمتنعون عن محبة الاخرين أياً كانوا، فتتسم أحاسيسهم تجاههم بالسطحية والآنية وسرعة الزوال، ويصعب عليهم بناء علاقات جديدة مع الآخرين، وتسيطر البرودة على علاقاتهم وروابطهم، ويهتز شعورهم بالالتزام والمسؤولية الاخلاقية في علاقاتهم مع الآخرين.

وقد شوهد بأن بعضهم صار لديه الحب وعدمه سيان، فلا فرق لديه، ان يحب او لا ففقد الرغبة بالحياة، وتمنى الموت، وهذا الامر يصدق عند الناشئين والبالغين بشكل أكبر واحياناً ينساقون وراء الهذيان والاوهام، ويتعلقون بالخرافات والانطواء على الذات والنفس.

ـ الآثار والأعراض في مراحل العمر المختلفة :

إن ما ذكرناه من آثار وأعراض ليس بدرجة واحدة عند كل الأطفال وفي كل الأعمار، ونتؤكد هنا انه ليس صحيحاً بأن موت الأب قد لا يسبب أي اثر او عارض، فقد ذكرنا سابقاً بأن موت الاب له تأثير بالغ حتى على الاطفال الرضع، والصغار.

فالطفل الذي كان يرى وجه ابيه من فترة الى اخرى في بداية حياته الرضاعية، بجانب سريره، يصبح عدم وجود ابيه الآن بمثابة فقدان ونقص له، واختلال لوضعه العادي، ومن الطبيعي ان يُعد هذا فراغاً ايضاً. اما ما يهم ويجدر بالذكر هنا، فهو اثر ذلك في مختلف الاطفال مع تفاوت اعمارهم، فمن الممكن ان يكون اكثر تأثيراً على طفل في عامه الثالث، قد تولع بوالده وتعلق به كثيراً من تأثيره على الآخرين، او بالعكس، وقد دلت الملاحظة والتجربة اليومية بأن الحرمان في السنة الثالثة والرابعة من العمر قاسٍ وصعب جداً على الطفل، وربما سببت ظهور حالة من الكراهية والاشمئزاز بما يتعلق بالبيت والحياة والمعيشة، وفي السنوات التالية ربما قلت تلك الآثار وتلاشت، لأن قدرة التحمل عند الطفل تزداد، وكذلك تمكنه من التعامل والتكيف مع الحياة بشكل افضل، وحتى الأشخاص من ذوي التجربة والتحمل الاكثر ربما تعرضت شخصياتهم واذهانهم لآثار سيئة. اما الأطفال الذين يفضلون الاختزان الداخلي للحزن والغصص وعدم إظهارها فستكون آثار الحرمان عليهم اعظم واكبر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.