المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



عدل المربي  
  
2017   12:23 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص17-18
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-5-2018 2028
التاريخ: 25-5-2018 1948
التاريخ: 12-1-2016 1993
التاريخ: 9-1-2016 2097

وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم , حتى كانوا يستحبون التسوية بينهم في القبل (1) ، وعاتب النبي (صلى الله عليه وآله) رجلا أخذ صبي وقبله ووضعه على حجره ولما جاءت بنته أجلسها إلى جنبه , فقال له : (ألا سويت بينهما) وفي رواية (فما عدلت بينهما) (2).

والعدل مطلوب في المعاملة والعقوبة والنفقة والهبة والملاعبة والقبل , ولا يجوز تمييز أحد الأولاد بعطاء لحديث النعمان المشهور حيث أراد أبوه ان يهبه دون إخوته ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : (أشهِد غيري فإني لا أشهد على جور)(3) ، إلا أن هناك أسباب تبيح تمييز بعض الأولاد كاستخدام الحرمان من النفقة عقابا ، وإثابة المحسن بزيادة نفقته , أو أن يكون بعضهم محتاجا لقلة ماله وكثرة عياله (4) .

ولا يعني العدل تطابق أساليب المعاملة ، بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض (5) وذلك لحاجتهما إلى العناية . وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين  بعض أيام الأسبوع للدراسة أو العلم أو العلاج ، ولا بد أن يبين الوالدان لبقية الأولاد وسبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق  هذا التمييز ليس بالدرجة الكبيرة ولكن فرق يسير بين معاملة هؤلاء ومعاملة البقية , وهذا الفرق اليسير يتسامح الإخوة به ويتجاوزون عنه .

ومما يزرع الكراهية في نفوس الإخوة تلك المقارنات التي تعقد بينهم ، فيمدح هذا ويذم هذا وقد يقال ذلك عند الأصدقاء والأقارب فيحزن الولد المذموم ويكره أخاه .

والعدل ليس في الظاهر فقط ، فإن بعض الناس يعطي هذا خفية عن إخوته وهذا الاستخفاء يعلم الطفل الأنانية والتآمر (6) .

_____________________________________________________

1- انظر : المغني ، ابن قدامة : 5 / 666 .

2- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال : 4 / 239 ، رقم الحديث 1067 .

3- أخرجه مسلم : كتاب الهبات , باب كراهة تفضيل الأولاد في الهبة , ص 1241 ، والنسائي في سنته : كتاب النحر , باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر النعمان بن بشير في النحل : 6 / 260 ، واحمد في مسنده : 4/286 .

4- انظر : المغني ، ابن قدامة : 5/604 .

5- انظر : كيف نربي أطفالنا, محمود الإستانبولي , ص 76 .

6- استمع الى : شريط (تربية الابناء)،احمد القطان.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.