المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أهمية دور الام.. في إيفاء رسالتها  
  
2100   10:05 مساءاً   التاريخ: 10-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص151- 152
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

إن دور الام في إيفاء رسالتها التي التزمتها، ومع ذلك والتأكيد سنتكلم عن الام ايضاً، وهنا سنذكر الام ونتبعها بشكل خاص بأنه في عصرنا هذا وفي كل العصور لا توجد مسؤولية اخطر واهم من تربية الام للأجيال، ولا يوجد اخطر من تسامح الام وغفلتها عن تربيتها للأبناء.

الام والاب كلاهما مسؤولان امام الله والمجتمع، ومسؤولية الام هنا اكبر واهم، وفيما يتعلق بهذا الجيل يجب القول:ـ بأن مسؤولية الاب تقع على عاتق الام، فهي قادرة بقبلة واحدة على توجيه الطفل الى مسير معين، وجعله لا يحيد عن هذا المسير ابداً.

ولدينا الكثير من الامثلة لأفراد فقدوا آباءهم في الطفولة، ولكن وبسبب اهتمام الام وعنايتها استطاعوا كسب الكثير من الفضائل والسجايا الحميدة، وتمكنوا من ان يكونوا منشأً للكثير من التغييرات والتحولات الاجتماعية القيمة.

وهذا النجاح قد تحقق بسبب طريقة تفكير الامهات ومعرفتهن بمصلحة ابنائهن، والخطوات الواعية والمحسوبة التي اقدمن عليها، وتحكمهن وسيطرتهن على انفسهن ومصيرهن وما الى ذلك.

الام عالم الطفل وحياته، وامله ويمكن لها بناء طفلها كما تشاء، وهي قادرة على تكوين شخصيته كما تريد، وهذا الامر يرجع الى قدرتها الخارقة الى هز اوتار قلب الطفل، تستطيع ان توجد تغييراً في نفسية الطفل وروحه برقة طبعها ولطافتها.

ـ فنون التربية في الصغر:

كلما كان الاطفال اصغر سناً كلما كان النجاح في تربيتهم اكبر، ففي هذه السن تتأصل وتتجذر كل الاعمال والامور التي تقوم بغرسها في نفس الطفل، ويرى الطفل ايضاً فيها كل الملذات والسعادات من خلال الغذاء واللباس والاستراحة واللذات المادية.

عناية الام بابنها واهتمامها به اقتصادياً سيسبب شعور الطفل بالراحة والامان، وسيجعل الطفل اكثر ارتباطاً وتعلقاً بأمه حيث تتمكن الام من دخول قلب طفلها وإرشاده وتوجيهه من خلال إعداد الاغذية وشراء الالعاب والمأكولات والحلويات.

فعليك القيام في فترة الطفولة بإعداد الاسس والركائز، بحيث تبقى وتدوم وتتحول الى عادة عنده من الايام الاولى لشروعه بالحركة والمشي؛ حرضيه على اعمال تناسب طبعه، وشجعيه على الكلام السليم المناسب من الايام الاولى لبدئه في نطق بعض الكلمات.

ولتكن تربيته عن طريق المرح واللعب والتوافق والمسايرة، وعن طريق القصة والمزاح والضحك، والعمل برأيه ونظره،  وفي الوقت نفسه ليكن تعليمكم صحيحاً وسليماً، وليكن سعيكم وجهدكم بحيث يمكنهم من الوصول الى الهدف المنشود.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.