المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الجغرافية
عدد المواضيع في هذا القسم 12596 موضوعاً
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية البشرية
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

هشام يسأله أستاذه
22-8-2017
عمر العالم
17-5-2016
أحوال عدد من رجال الأسانيد / موسى بن بكر.
2023-04-21
الرقابة كأداة لتحديد الإجراءات التصحيحية
28-4-2016
النيوترونات وأشعة γ الناتجة عن الانشطار
26-12-2021
دوائر الانحياز في دوائر النرانزستور
6-10-2021


التغير المناخي والتغيرات في أنماط هطول الأمطار  
  
4096   08:22 مساءاً   التاريخ: 21-12-2015
المؤلف : فؤاد قاسم الأمير
الكتاب أو المصدر : الموازنة المائية في العراق وأزمة المياه في العالم
الجزء والصفحة : 280-287
القسم : الجغرافية / الجغرافية الطبيعية / الجغرافية المناخية /

ألقى في 26/10/2009 العالم الهندي باتشاوري Pachauri، الحائز على جائزة نوبل، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بدراسة المناخ "IPCC Intergovernment Panel on Climate Change  IPCC "، والتابعة للأمم المتحدة، والمدير العام لمعهد الطاقة والموارد "D. G. of the Energy and Resources Institute"، محاضرة في نيودلهي(1) لدعم جهود الأمم المتحدة في إنجاح مؤتمر قمة المناخ الذي تعقده في كوبنهاكن/الدنمارك، والذي انتهت أعماله في 18/12/2009، وسنتحدث عنه لاحقاً ضمن هذه الفقرة.

قال باتشاوري: "إن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بدراسة تغير المناخ (IPCC)، والتي أتولى رئاستها، قد أثبتت بالفعل أن تغير المناخ حقيقة واقعة لا لبس ولا مجال للتشكيك فيها علمياً"، وأضاف: "على سبيل المثال حدثت تغييرات في أنماط (patterns) هطول الأمطار، مع ميل نحو ارتفاع مستويات الهطول عند خطوط العرض العليا، وانخفاض مستويات الهطول على بعض المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، فضلاً عن منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما تزايد عدة مرات تكرار الأحداث المفرطة المرتبطة بهطول الأمطار ـ سواء بالزيادة أو بالنقصان ـ والتي أصبحت أوسع نطاقاً على نحو متزايد. فضلاً عن ذلك أصبح تكرار وشدة موجات الحر والفيضانات والجفاف في ارتفاع"، ويستمر متحدثا عن الأمطار بالقول بأن "هذا التغيير في كمية ونمط الأمطار تترتب عليه عواقب خطيرة بالنسبة للعديد من الأنشطة الاقتصادية، فضلاً عن مدى استعداد البلدان للتعامل مع الطوارئ مثل الفيضانات الساحلية واسعة النطاق أو تساقط الثلوج بكثافة".

إن ما قاله باتشوري، والذي سنرجع إلى أقواله الأخرى مرة ثانية، ليس بالأمر الجديد، ولكنه تأكيد وتحديث لدراسات جادة تمت قبل ذلك. ولعل من أهم الدراسات التي تمت حول علاقة التغير المناخي بتساقط الأمطار، هي الدراسة التي نشرت في المجلة البريطانية الرصينة المعروفة "الطبيعة ، نيجر Nature" في تموز 2007، وتناقلتها وكالات الأنباء والصحف العالمية. وهنا أنقل عن صحيفة "سدني مورنينك هيرالد Sydney Morning Herald" الإسترالية في عددها الصادر في 24/7/2007 عن وكالة AFP، وتحت عنوان "الاحتباس الحراري يغير أنماط هطول الأمطار في العالم"(2).

ولقد بينت مقالة مجلة "الطبيعة"، بأن الدراسات الحديثة أثمرت لأول مرة عن إثبات أن الاحتباس الحراري قد بدأ بالفعل بالتأثير على الأنماط (Patterns) العالمية المعتادة لسقوط الأمطار، وذلك بزيادة الأمطار والثلوج في شمال أوربا وكندا وشمال روسيا، وبنفس الوقت ستقل بدرجة كبيرة جداً في جنوب الصحراء الإفريقية وجنوب الهند وجنوب شرق آسيا. وتقول المقالة أيضاً أن من المحتمل أن هذه التبدلات المناخية قد أدت إلى تأثيرات واضحة في النظام البيئي والزراعي، والعمليات الإنسانية الأخرى التي تتأثر بتساقط الأمطار.

لقد تحدث المختصون ومنذ سنوات بأن الاحتباس الحراري سوف يؤدي بالضرورة إلى التدخل بأنماط تساقط الثلوج والأمطار، ـ والحديث لا يزال لمجلة الطبيعة ـ، لأن درجة حرارة الجو والبحار والمحيطات، والضغط الجوي في مستوى سطح البحر، وهي العوامل المؤثرة في نمط هطول الأمطار والثلوج، تتغير فعلياً في الوقت الحاضر، لهذا فإن المنطق العلمي يحتم تغير هذه الأنماط  تبعاً لهذه التبدلات.

ولكن وإلى أواسط عام (2007) لم تصدر دراسة تثبت وجود دلائل على أن هذا الأمر يحدث فعلاً، بل كل ما كان يصدر بهذا الخصوص هو محض تحاليل علمية تتكهن بما يمكن أن يحدث في حالة وجود مثل هذه التغيرات المناخية. وكذلك ظهرت دراسات لنماذج كومبيوترية Computer Models عديدة، أي إدخال فرضيات نتائج الاحتباس الحراري في معادلات معقدة، ومن ثم الخروج بنتائج (بمساعدة الكومبيوترات المعقدة)، تؤيد وجود تغير في أنماط تساقط الأمطار والثلوج. إذ لم تتم دراسة فعلية عملية لما حدث في الخمسين سنة الماضية، مثلاً،  ولحد الآن من تغير في الأنماط ـ إن وجد ـ. إن أحد مشاكل الباحثين في هذا المجال هو عدم توفر المعلومات الطويلة الأمد والدقيقة عن تساقط المطر حول العالم واتي تساعدهم في التمييز بين التغييرات المناطقية أو الدورية في تساقط الأمطار. إذ كما نلاحظ في حياتنا وجود تغييرات بين سنة وأخرى، أو عدة سنوات وأخرى في معدلات ومناطق سقوط الأمطار، وهذا الأمر تمت ملاحظته من قبل كافة المؤرخين حتى قبل الثورة الصناعية، (والمفروض أن الثورة الصناعية هي التي كانت السبب في الاحتباس الحراري وبالتالي التغير المناخي). لهذا كان التاريخ يتحدث عن دورات سنوات "عجاف" وسنوات "ممطرة"، وسنوات "مجاعة" وسنوات "خير"، إذ أن الطبيعة تعمل بهذا الشكل وهناك عدة تفاسير لهذا النمط من الدورات، ولكن ما يحدث الآن ليس من عمل الطبيعة ولكن من عمل الإنسان. إن الجفاف العالمي الحالي قد يفسر بأنه ضمن دورات الجفاف التي مرت بها الأرض سابقاً، وكما يحاول أن يفسرها "البعض" من العلماء، وهم قلة جداً. كما أن هذا الجفاف قد يتحسن ويتغير مجدداً، وكمثال فإن نمط هطول الأمطار في العراق يتجه نحو الشحة، ولكن قد يزداد في سنة أو سنتين هطول الأمطار رغم أن الاتجاه العام هو نحو الجفاف. إن عدم وجود معلومات دقيقة حول تساقط الأمطار وتبدل نمط تساقطها، وكذلك هل أن التغيرات هي بسبب الدورات الطبيعية التي كانت تحدث سابقاً، أم أن السبب هو التغير المناخي الحالي طويل الأمد ؟، أم الإثنين معاً؟، هذه الأمور هي التي أخرت زمن الوصول إلى نتائج يمكن الركون إليها.

وجد عالم البيئة فرانسيس زويرس Francis Zwiers ومجموعته من العلماء في البحث في جامعة تورنتو في كندا وسيلة لحل هذه المشكلة باستخدام سجلين للمعلومات (two data-sets) المتعلقة بأنماط هطول الأمطار على نطاق العالم، تبدأ من سنة 1925 وتنتهي في سنة 1999.

لقد قارن هؤلاء العلماء المعلومات التي حصلوا عليها من جميع أنحاء العالم بين 1925ـ 1999 حول سقوط الأمطار، مع (14) نموذج كومبيوتري computer models متطور جداً، تعمل على محاكاة simulate أنظمة المناخ في العالم، فوجدوا تناسقاً ما بين النتائج بصورة واضحة، وذلك بين المعلومات الفعلية الهائلة التي تم جمعها، وبين نتائج المحاكاة للنماذج الكمبيوترية.

لقد وجدوا أن الاحتباس الحراري أثر بصورة واضحة في زيادة هطول الأمطار في المنطقة الشمالية من نصف الكرة الأرضية الشمالي على مدى السنوات الخمس و السبعين الماضية، وذلك بين خطوط عرض (40ـ 70) درجة شمالاً. أما في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية tropics and subtropics فقد حدث العكس، إذ ازداد الجفاف فيها، و خصوصاً في المنطقة الممتدة من خط الاستواء إلى خط عرض (30) درجة شمالاً. أما في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، فإن المنطقة من خط الاستواء إلى خط العرض (30) جنوباً ازداد فيها هطول الأمطار. ومن المنطقي فإن هذا الأمر يزداد حدة، بتزايد تأثير الاحتباس الحراري في المستقبل، وهو ما حدث خلال العشر سنوات بين 1999 إلى سنة 2009، وستزداد حدته لحين وضع حد لمشكلة الاحتباس الحراري.

إن الدراسة أعلاه نظرت في كميات الأمطار السنوية المتساقطة على اليابسة، وليس على البحار والمحيطات، (حيث لا توجد وحدات مراقبة للطقس والمناخ في البحار والمحيطات). إضافة لذلك فإنها لم تأخذ بنظر الاعتبار حالات المناخ المتطرفة المنفردة، التي تحدث مثلاً في سنة ولا تتكرر، مثل حالات الجفاف، أو الفيضانات "الفردية" غير المتكررة التي تحدث بين الحين والآخر، والتي بدورها ستزداد ـ كما تقول الدراسة ـ بازدياد حدة الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

إن الدراسة التي اعتمدت المعلومات المتوفرة عالمياً بين سنتي 1925 و1999، لم ترينا في نتائجها ما سيحدث بين خطي عرض (30 و40) في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وهو الأمر الذي يخص العراق ومنطقتنا بالذات، ولكن بنفس الوقت أعطت الانطباع، أن في هذه المنطقة تحدث فيها متغيرات قد تكون كبيرة، وأن خط تزايد الجفاف قد يرتفع إلى أعلى من خط العرض (30) درجة. إن شحة هطول الأمطار الفعلية في العشر سنوات الماضية (بين 1999 ـ 2009)، قد أوضحت بأن منطقة شحة الأمطار قد تصل إلى أعلى من خط عرض (30)، ولهذا جاء في محاضرة باتشوري في 26/6/2009، (المشار إليها أعلاه)،  شمول منطقة "البحر الأبيض المتوسط"، ضمن المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية شحيحة الأمطار. ومنطقة البحر المتوسط تقع تقريباً بين خطي عرض (35 و41). هذا و في احسن الاحوال فان حال هطول الامطار يبقى على حاله كما هو الان ، و هو أمر غير مشجع و بالأحرى سيء ، لان المياه المتوفرة غير كافية  .

هذا ونود أن نؤكد هنا أن مسألة تحديد توقعات المناخ ولفترة طويلة مقبلة، ومنها كمية هطول الأمطار ومواقعها وديمومتها، أمر في غاية الصعوبة، ويشبه المستحيل في الوقت الحاضر، رغم توفر الكومبيوترات الضخمة التي تساعد في تسهيل حل المعادلات الصعبة. والسبب في هذه الصعوبة هي كثرة العوامل المؤثرة في المناخ والمؤثرة في بعضها البعض. إذ أننا نتحدث عن ارتفاع في درجات الحرارة، ولكن لحد الآن لم يتمكن العلماء من التوصل إلى مقدار هذه الزيادة بالضبط على ضوء معلومات الاحتباس الحراري الحالية، وأن العلماء يتحدثون عن الحدود لارتفاع درجات الحرارة والتي يجب عدم السماح بتجاوزها، وهي زيادة في معدلات الحرارة على نطاق العالم (بين 1.5 ـ 2) درجة مئوية. إن درجات الحرارة تؤثر في كمية وسرعة التبخر وتؤثر في الضغط الجوي، والذي يتأثر بدوره بمدى الارتفاع في مستوى سطح البحر، وهذا بدوره يتأثر بمدى درجات ارتفاع درجات الحرارة، وسرعة ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وغيرها من الأمور. ونفس التعقيدات تحدث بالنسبة إلى سرعة الرياح واتجاهها، ومن ضمنها الفرق في درجات الحرارة بين اليابسة والمحيطات. إضافة إلى ذلك، فإن جميع العوامل تتأثر بدوران الأرض وسرعتها، والاختلاف في اتجاه الرياح بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها. إن عدد العوامل المؤثرة الهائل يجعل النتائج مؤشراً جيداً وليس توقعات نهائية. والمؤشر في هذه الدراسة وما تبعها من دراسات خلال العشر سنوات الماضية يؤكد توقع وجود شحة في الأمطار بين خط الاستواء وخط العرض (30) درجة شمالاً، وقد يصل خط الشحة إلى منطقة خطي عرض (30 ـ 38) شمالاً.

نحاول أن نعكس نتائج الدراسة أعلاه على خريطة العالم لنرى ما يلي:

* إن المنطقة التي يتوقع أن تزداد فيها الأمطار في نصف الكرة الشمالي بين خطي عرض (40 ـ 70)، تشمل كل أوربا تقريباً، (من ضمنها روسيا الأوربية والآسيوية)، عدا المناطق الجنوبية والوسطى من إسبانيا والبرتغال، وجنوب اليونان وإيطاليا، كما أنها تشمل شمال تركيا، إذ أن خط العرض (40) يمر بالقرب من أنقرة. كما تشمل منطقة شمال الصين واليابان، والمناطق الشمالية من الولايات المتحدة وجميع كندا.

أما المنطقة الأخرى التي يتوقع أن تزداد فيها الأمطار، أي من خط الاستواء جنوباً إلى خط (30) في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، فتشمل المناطق الجنوبية من إفريقيا، وغالبية المنطقة الوسطى من أميركا الجنوبية، والنصف الشمالي من أستراليا، وأجزاء من إندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلند.

إن جميع المناطق أعلاه هي عموماً من المناطق عالية أو متوسطة الأمطار في الظروف الاعتيادية، وذلك قبل تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. وبهذا ستزداد أمطار هذه المناطق، عن المستويات العالية للمطر أصلاً.

* أما المناطق التي ستقل فيها الأمطار، وهي من خط الاستواء إلى خط عرض (30)، والذي يمر بمحاذاة الساحل الشمالي للخليج العربي والحدود العراقية الكويتية، مخترقاً جنوب العراق وشمال السعودية وجنوب الأردن وأواسط سيناء وجنوب الدلتا في شمال مصر. وبهذا فإن هذه المنطقة تشمل جميع الجزيرة العربية، (بضمنها اليمن)، والنصف الجنوبي من باكستان والهند والنصف الجنوبي من إيران وكل الهند الصينية، ومعظم إفريقيا، (بضمنها منابع النيل). كما تشمل الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة وجميع المكسيك وجميع دول أميركا الوسطى، وشمال أميركا الجنوبية.

* إن خط العرض (36) يمر في أربيل، ولو ارتفعنا إلى خط العرض (38)، عند ذلك ستكون جميع مناطق جنوب شرق تركيا مشمولة بهذا الخط، وبهذا فإنها ستشمل جميع منابع نهري دجلة والفرات وروافدهما في تركيا وإيران والعراق. وهذه المنطقة، هي نفس المنطقة التي يتحدث عنها باتشاوري، رئيس أعلى هيئة حكومية دولية تعنى بالمناخ وتقدم أعمالها مباشرة إلى الأمم المتحدة والذي سبق ذكره. إذ أنه يتحدث عن منطقة "البحر الأبيض المتوسط"، وعملياً هذه المنطقة تشمل جنوب أوربا وشمال إفريقيا، إضافة إلى الدول العربية المطلة على البحر المتوسط وكذلك إسرائيل. وما يهمنا هنا هي تركيا، علماً أن مناخ العراق يعتبر أيضاً جزءاً من مناخ البحر الأبيض المتوسط. وإذا اعتمدنا خطوط العرض لمناطق البحر الأبيض المتوسط على نطاق العالم، أي الصعود إلى خط أعلى من خط عرض (30)، وقد نصل إلى خط عرض (35 ـ 38) ونطبق ذلك على مستوى العالم، سنجد أن مناطق الجفاف ستشمل جزء كبير من جنوب الولايات المتحدة وجنوب الصين.

قد لا تكون شحة الأمطار المتوقعة نتيجة التغير المناخي للمناطق أعلاه بنفس الحدة التي تكون عليها الشحة في المنطقة الواقعة بين خط الاستواء وخط عرض (30) شمالاً، ولكن بالتأكيد ستكون الأمطار شحيحة وأقل من الأنماط السابقة، وقد تتغير أوقات تساقطها، بحيث لا تسقط في الموسم الزراعي الكامل، أي تسقط في الخريف والشتاء وبداية الربيع ولا تكمل "السقية" أو "السقيتين" الأخيرتين لموسم الحنطة، وعند ذاك يفشل الموسم الزراعي كله. إضافة إلى ذلك فإن شحة الأمطار في تركيا وإيران سوف تؤثر سلباً في المياه المتوفرة لدجلة والفرات وروافدهما، كما ستكون هناك شحة في المياه الديمية في العراق وسوريا وتركيا وإيران، مما سيؤدي إلى اعتماد الدول المجاورة أكثر على الري من دجلة والفرات وروافدهما بدلاً من اعتمادها على الأمطار، وبالتالي ستتوفر مياه أقل من المياه في الأنهر داخل العراق. كذلك ستكون هناك شحة في المياه الجوفية وستنخفض مستوياتها في العراق والدول المجاورة، وبالنتيجة ستقلل أيضاً من الموارد المائية السطحية المتوفرة للعراق ,كل هذه الأمور تؤكد ضرورة تشييد ما يلزم من سدود وخزانات لجمع كل المياه التي تتوفر خلال السنة، واعتماد طرق في الري والزراعة تقلل من الهدر.

________________________________
(1) "الحتميات التي يفرضها تغير المناخ" محاضرة ر.ك. باتشاوري في 26/6/2009 عن www.project-syndicate.org

 (2)  "Global Warming Change World's Rainfall Patterns" "Sydney Morning Herald" في 24/7/2007 عن وكالة أنباء AFP.




نظام المعلومات الجغرافية هو نظام ذو مرجعية مجالية ويضم الأجهزة ("Materielles Hardware)" والبرامج ("Logiciels Software)" التي تسمح للمستعمل بتفنيد مجموعة من المهام كإدخال المعطيات انطلاقا من مصادر مختلفة.
اذا هو عبارة عن علم لجمع, وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الأخطاء), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني وإحصائي), وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية.





هو دراسة وممارسة فن رسم الخرائط. يستخدم لرسم الخرائط تقليدياً القلم والورق، ولكن انتشار الحواسب الآلية طور هذا الفن. أغلب الخرائط التجارية ذات الجودة العالية الحالية ترسم بواسطة برامج كمبيوترية, تطور علم الخرائط تطورا مستمرا بفعل ظهور عدد من البرامج التي نساعد على معالجة الخرائط بشكل دقيق و فعال معتمدة على ما يسمى ب"نظم المعلومات الجغرافية" و من أهم هذه البرامج نذكر MapInfo و ArcGis اللذان يعتبران الرائدان في هذا المجال .
اي انه علم وفن وتقنية صنع الخرائط. العلم في الخرائط ليس علماً تجريبياً كالفيزياء والكيمياء، وإنما علم يستخدم الطرق العلمية في تحليل البيانات والمعطيات الجغرافية من جهة، وقوانين وطرق تمثيل سطح الأرض من جهة أخرى. الفن في الخرائط يعتمد على اختيار الرموز المناسبة لكل ظاهرة، ثم تمثيل المظاهر (رسمها) على شكل رموز، إضافة إلى اختيار الألوان المناسبة أيضاً. أما التقنية في الخرائط، يُقصد بها الوسائل والأجهزة المختلفة كافة والتي تُستخدم في إنشاء الخرائط وإخراجها.





هي علم جغرافي يتكون من الجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية يدرس مناطق العالم على أشكال مقسمة حسب خصائص معينة.تشمل دراستها كل الظاهرات الجغرافيّة الطبيعية والبشرية معاً في إطار مساحة معينة من سطح الأرض أو وحدة مكانية واحدة من الإقليم.تدرس الجغرافيا الإقليمية الإقليم كجزء من سطح الأرض يتميز بظاهرات مشتركة وبتجانس داخلي يميزه عن باقي الأقاليم، ويتناول الجغرافي المختص -حينذاك- كل الظاهرات الطبيعية والبشرية في هذا الإقليم بقصد فهم شخصيته وعلاقاته مع باقي الأقاليم، والخطوة الأولى لدراسة ذلك هي تحديد الإقليم على أسس واضحة، وقد يكون ذلك على مستوى القارة الواحدة أو الدولة الواحدة أو على مستوى كيان إداري واحد، ويتم تحديد ذلك على أساس عوامل مشتركة في منطقة تلم شمل الإقليم، مثل العوامل الطبيعية المناخية والسكانية والحضارية.وتهدف الجغرافية الإقليمية إلى العديد من الأهداف لأجل تكامل البحث في إقليم ما، ويُظهر ذلك مدى اعتماد الجغرافيا الإقليمية على الجغرافيا الأصولية اعتماداً جوهرياً في الوصول إلى فهم أبعاد كل إقليم ومظاهره، لذلك فمن أهم تلك الأهداف هدفين رئيسيين:
اولا :الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقات التبادلية بين السكان والطبيعة في إقليم واحد.
وثانيا :وتحديد شخصية الإقليم تهدف كذلك إلى تحديد شخصية الإقليم لإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثال ذلك إقليم البحر المتوسط أو إقليم العالم الإسلامي أو الوطن العربي .