المتطلبات البيئية للعنب

يعتمد نمو نبات العنب كما هو حال بقية النباتات على الشروط المناخية والتربة وطبيعة الهيئات الارضية.

1- الحرارة:

ان نبات الكرمة محب جدا للدفء. وتختلف احتياجاته للدفء باختلاف اطوار نموه. ففي الربيع تبدا العيون بالتفتح عندما يصل متوسط درجات الحرارة اليومية للجو المحيط 10م, ويزداد الطلب عند نمو الطرود وفي فترة الازهار ونضج الثمار. ففي هذه الفترات تكون درجة الحرارة الفعالة المناسبة من 25-30م, لان انخفاض درجة الحرارة حتى 12-15م يؤثر في سير العمليات الانفة الذكر, فأما ان تتباطأ بدرجة كبيرة او تتوقف نهائيا. ويستطيع النبات في طور السكون الشتوي ان يتحمل درجات الحرارة المنخفضة. فالعيون تتحمل الصقيع حتى -18 الى -20م, وتتحمل الطرود حتى -22م, اما جذور الاصناف الاوربية فتموت عند انخفاض درجة الحرارة في منطقة نموها حتى -5, -7م, ولكن الاصول المقاومة تتحمل حتى -9, -12 درجة مئوية.

بشكل عام لا تتلاءم الكرمة مع المناطق ذات الصيف الرطب سواء كانت معتدلة او حارة. كما لا تجود في المناطق الشديدة البرودة. وهذا بدورة يعتمد على طبيعة الاصناف.

تنتشر اصناف عنب المائدة بشكل خاص في منطقة حوض البحر المتوسط, اما اصناف عنب النبيذ فتنتشر في المناطق الرطبة والباردة نسبيا.

2- الاضاءة:

نبات الكرمة محب للضوء, ويستحسن خلال فترة النمو الخضري تعريض كافة جوانب النبتة اذا امكن لأشعة الشمس المباشرة. فالإضاءة الجيدة ضرورية للقيام بعمليات تصنيع الغذاء اللازم للمجموعتين الخضرية والجذرية لإتمام النمو والتطور والازهار ونضج المحصول. ولضعف الاضاءة تأثير سلبي كبير في نمو النبات, وكمية المحصول وجودته.

3- الماء:

ان الكرمة مقاومة بشكل عام للجفاف, نظرا لوجود المجموعة الجذرية القوية التي تتغلغل الى اعماق سحيقة في التربة. ولكن الرطوبة الارضية الكافية ضرورية لزيادة نمو النبات وللحصول على الانتاج العالي ذي النوعية الممتازة. تؤخر عدم كفاية الرطوبة نضج الطرود وحبات العنب, كما ان الرطوبة الزائدة تؤدي لاختناق المجموعة الجذرية. وللحصول على نمو واثمار جيدين من الضروري ري كروم الكرمة اذا كانت كمية الامطار الهاطلة اقل من 500مم. فالكرمة تحتاج وسطيا 500-600مم من الامطار موزعة بشكل متساو على الاشهر. وللأمطار الهاطلة في فترة الازهار تأثير ضار في عملية التلقيح والاخصاب, فتغسل حبوب اللقاح وتخفض من حرارة الهواء وتسبب تساقط الازهار والمبايض. كما يلاحظ في الصيف الشديد الرطوبة زيادة انتشار الامراض الفطرية. يفضل ان تكون الرطوبة الجوية خلال فترة الازهار حوالي 70-80% في فترة الازهار, وفي باقي الاوقات فان انخفاض نسبة الرطوبة الجوية يساعد في تحسين صفات الانتاج.

4- التربة:

تنمو الكرمة في مختلف انواع الاتربة. ولا تصلح التربة الزائدة الرطوبة والحامضية والمالحة لأنشاء الكروم عليها.

ان التربة الرملية الطينية هي من اجود انواع الاتربة التي تنجح فيها زراعة الكرمة, ولا تجود زراعة المحصول في الاراضي الرملية. يمكن زراعة الكرمة وبنجاح في الاراضي كثيرة الحصى والحجارة, كما هو الحال في المناطق الجنوبية من القطر العربي السوري. ويجب ان لا يزيد ارتفاع مستوى الماء الارضي عن 1,5-2م تحت سطح التربة.

المصدر:

فيصل حامد وعماد العيسى ومحمد بطحة(2007). انتاج الفاكه.